البعض منا وربما دون مبرر ، يصر على أن لا يمر عليه يومه إلا وقد تعكر بأمر ما من أمور الدنيا ، سواء ذلك الأمر بإعطاء بعض الأشياء أكبر من قدرها ، أو التعامل مع بعض مواقف الحياة على خلاف حجمها ، أي فقدان التوازن في التعامل مع طبائع الأشياء ...
وربما يوم واحد يمر على الإنسان يكون خالياً من الغضب والكدر والخصام ، أصبح عند البعض له قيمته في الحياة لأنه مختلف جداً ، كون أكثر أيام الدنيا عند كثير من الخلق لا تخلو من منغصات وللأسف ...
ولكن هل ضل البعض طريق الراحة وفن التعامل مع كل ما يدور من حوله ، أم أن الأمر وقعه يتعدى الحلم إلى الغضب ، والرفق إلى الشدة ، والعفو إلى الخصام والعتب ؟؟
يقول أهل علم الطب والنفس معاً ، أن أكثر الأمراض سببها الرئيس هي الانفعالات والقلق والغضب والخوف من المستقبل ، وأهل الفلسفة أسموها أمراض العصر ...
ودعونا نعود جميعاً لأيامنا السالفة ، كي نبصر عن قرب تلك الساعات واللحظات التي مرت بنا ، فنالت منا ومن داخلنا ، ونسأل كل لحظة غضب ، ودقيقة انفعال ، ترى ماذا كان ناتج كل هذا وذاك من حيث السلب أو الإيجاب ؟؟؟
لا شك أن من سينصف نفسه سيجد أن الخسارة فادحة ، وأن باب الحل لم يكن ليفتح لطارقه بعلو الصوت والصراخ وتمعر الوجه واحمرار الخدين والتطاول باللسان وربما مد اليدين كي تنال من الغير ..
أيها الأحبة ...
هل هناك شيء أغلى بعد الدين وهذه الشريعة من الصحة عندنا ، فهي تاج على رؤوس أصحابها ، فلماذا نعكر صفو حياتنا بأمراض تورثنا الهم والغم والكدر وبيدنا أن نكون أسعد الناس يدبون على هذه البسيطة وكأنهم قناديل نور تضيء للبشرية طريق الحياة الجميلة ...
فما أجمل الرفق الذي ما أن يكون في شيء إلا زانه وما أن ينزع من شيء إلا شانه ، وتذكروا أن الشديد ليس بالصرعة ولكن الشديد من يملك نفسه عند الغضب ، وأن الرضا بالقضاء والقدر لم يكن إلا الدواء لكل داء إذا سلمنا أن لا خسارة في مصاب أو ابتلاء ، فإما صبر يأتي من بعده الفرج ، وإما ابتلاء يكفر الله به الذنوب ، والكيس الفطن من يتقن دوماً فن تحويل الخسائر إلى أرباح ..
وما أجمل العفو والصفح إذا اعتاده الإنسان وجعل قلبه سليماً خالياً من الأحقاد والضغينة على أي أحد ، والعقلاء هم من نصبوا قواعد للحياة الخاصة بهم لا يمكن تجاوزها إلى غيرها في ميزان الكتاب والسنة ...
إن من يدرك حقيقة مواجهة المواقف وكأنها محطات اختبار ، لا بد أن يجتهد في تجاوز هذه المحطات كي يصل إلى نتيجة الاعتياد على أي موقف يمر به ، فيرديه مهزوماً أمام حلمه بعد علمه ، وعفوه بعد قدرته ...
إن التفاؤل سنة أحبها الحبيب صلى الله عليه وسلم ، وهذا التفاؤل لا يعيش إلا بأمل يترعرع في داخلنا ، هذا الأمل من المحال أن يغيب في ظل الثقة بالله وتوفيقه وأن بعد العسر يسرا ومن بعد الضيق الفرج ...
وربما يجهل البعض أن الدنيا وملذاتها ، يهبها الله لمن يحب ولمن لا يحب ، ولكن من المحال أن يهب الله الدين لأحد إلا من يحبه الله وأحبه ، وهنا يكمن الفارق بين أهل الدنيا وأهل الدين والفرق شاسع للعيان ولا ريب ...
إن التمسك بتعاليم الدين في أيامنا المتبقية من تعداد أيام العمر لكفيل بأن يجعل مراحل هذا العمر مشرقة وواعدة مهما كانت العقبات كبيرة ، فالراحة لا تستمد من زاد الدنيا بل من زاد الآخرة ، والله يقول ( وتزودوا فإن خير الزاد التقوى ) ...
إذاً فتقوى الله هي الطريق الأول والأخير الذي نستمد منه السعادة ، وهذه التقوى هي الوحيدة التي تعدنا بأن السعادة سعادة أبدية في الدارين لا فصل بينهما أبداً ...
شكر الله لكم تقبل إطالتي والله يرعاكم ، وأمل أن نكون سعداء ، لأن الضد لا يغير الحقيقة أبداً ، وعلينا من الآن أن نختار ، ويا سعد من أحسن الاختيار ...
منقوول لفائدتة...
قلبٌ أدمته الجراح @klb_admth_algrah
عضوة شرف في عالم حواء
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
متفائلة2
•
راااااااااااااائعة قلوووووووبة:26:
بارك الله فيك وبمانـقلتي .... كلك ذوق و وعي ماشاء الله
ولك اجمل وألطف تحية:26:
الله يحفظك بطاعته
بارك الله فيك وبمانـقلتي .... كلك ذوق و وعي ماشاء الله
ولك اجمل وألطف تحية:26:
الله يحفظك بطاعته
شكر ا على هذه الكلمات بالفعل تنبيهات مهمه تشرح الصدر وتبعد الكدر بصراحه احس ان قراءة مثل هذه الافكار الايجابيه مهمه جدا كاهمية فطور الصباح يوميا حتى تذكرنا بالامل دائمااا
بارك الله فيك عزيزتي:26:
بارك الله فيك عزيزتي:26:
اسماء_m
•
دائما ماشاء الله المواضيع الي تجيبيها راااااااااااااااااااااااااااااااااااااااائعة جدا جدا
انتظر وانتظر وانتظر المزيد
انتظر وانتظر وانتظر المزيد
الصفحة الأخيرة
جميــــــــــل جداً .. وواقعي جداً ..
لقد ذكرتِ حالات أراها بنفسي على أرض الواقع :
رائـــــــــــــع جــــــــــــداً غاليتي قلب أدمته هالجراح ..
بالفعل موضوع أعجبني ..
تسلم الأيادي التي نقلت . :26: