هذه أمانة....أمانة....الله الله فيها.......!!!!!!!
الحمد لله الذي من على عباده بنعمة الأموال والأولاد.وجعل ذلك فتنة لهم ليختبر بذلك من يقوم بحقهم ويصونهم من الضياع والفساد.ويجنبهم معاول الهدم والإلحاد.ممن يضيعهم ويتركهم هملا فيكونون خسارة عليه وعذابا في الدنيا والآخرة.أما بعد:نعمة كبرى وفتنة عظمى باتت مشكلة من المشاكل وداهية من الدواهي التي عمت وطمت وطفحت على السطح وأصبحت حديث المجالس والمنتديات وأصبحت هاجسا لا يفارق خيال الآباء والأمهات والمعلمين والمعلمات ألا وهي مشكلة الضياع ومرحلة الإنفلات التي يعيشها كثير من الأبناء والبنات. وتفلتهم العجيب من دين الله وشريعته وذوبانهم في غياهب الغزوا الفكري والمسخ العقدي والمحاولات الجادة لسلخهم من هويتهم ودينهم وأخلاقهم وقيمهم الإسلامية الأصيلة.وجعلهم أسارى للتبعية العمياء التي لا يميزون فيها الحق عن الباطل والطيب من الخبيث والصحيح من السقيم.وما حدثت هذه المشكلة ولا تفاقمت إلا بسبب تضييع الأمانة التي حملها الله عواتق الأباء والأمهات بل المجتمع بأسره وكل من ولاه الله مسئولية ورعاية الأجيال.فعندما آلى الأمر إلى هذا الحد امتلأت دور الملاحظة والسجون بفلذات الأكباد ونضح المحيط بنتاج فاسد لمحاضن الكثير من الأسر فهذه مدارسنا تعاني المشاكل الكثيرة مع كثير من الفئات الطلابية التي تخاطفتها التيارات المنحرفة وتلك الجامعات فيها من المآسي في صفوف الشباب والشابات ماالله به عليم وهذه المساجد تشتكي قلة المرتادين لها من الشباب وصارت الصلاة عند الكثير منهم من الأمور الثانوية قد تؤدى وقد لا تؤدى.إن عدم استحضار الأمانة التي هابتها السموات والأرض والجبال يؤدي نهاية إلى تردي الأسر والمجتمعات وخراب البلاد والعباد.وتنصل رب الأسرة وعائلها من الدور المكلف به من رب العالمين على لسان سيد المرسلين عليه الصلاة والسلام يؤدي إلى تفلت الأسر وتفرقها وضياعها وسقوطها طعما مستساغا لشياطين الجن والإنس المتربصين بها الدوائر.وإنك والله لتحزن وأنت ترى الكثير من الشباب على ألوان المعاصي في الشوارع والمنتديات بداية من شرب الدخان والأغاني وغيرها مما قادهم إلى ماهو أشد منها من تعاط للمسكرات والزنى والفواحش والمنكرات وتقليد أعمى لشباب الكفر والعياذ بالله في الملبس والمأكل والمشرب وغيرها.قصات شيطانية ورقص ماجن وألسنة متلونة ومتشكلة على الذوق الغربي.والسؤال هنا مالذي أوصل أبناء المسلمين وأبناء المجتمع إلى هذا الحال المزري؟إن المتهمين في هذه القضية بالدرجة الأولى هم الآباء والأمهات فالأبناء والبنات عندهم وفي أحضانهم منذ نعومة أظفارهم يعجنونهم كما يريدون وهذا مصداقا لقول النبي عليه الصلاة والسلام( ما من مولود إلا ويولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه) أو كما قال عليه الصلاة والسلام.لكن التجاهل والتعامي عن الأمانة والمسئولية والإنهزامية والفشل في التربية والإنشغال بالتوافه من أمور الدنيا وعدم الإهتمام بالأبناء وإعطائهم الوقت الكافي في التوجيه وتلمس مشاكلهم كل ذلك وغيره كثير أودى بأبناء المسلمين إلى هذه الحال.إن الأمر جدا خطير وإن لم يلقى العلاج الفعال والسريع من قبل الأباء والأمهات والمجتمع كافة وإصلاح الخلل فسيؤدي إلى انفلات الزمام وتغريب المجتمع وضياع الهوية والدين.إن إشغال الأبناء والبنات بطلب العلم والترقي فيه وكذلك العمل المفيد والمهن الشريفة وتربيتهم على دين الله وهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى هذا حلال وهذا حرام وإعطائهم وقتا كافيا لحل مشاكلهم لهي من أنفع الأدوية بإذن الله في حفظهم وتربيتهم التربية الحسنة.إن على وسائل الإعلام تبعة عظيمة وجزء كبير من المسئولية إذ كان له دور سلبي كبير في توجيه شباب المجتمع إلى الخير بل كان محكا رئيسيا في تدمير الشباب وتدمير أخلاقهم وطمس هويتهم عبر ما يبثه خلال قنواته من كل هابط وساقط.ولا ننسى سبب آخر لا يقل أهمية عما قبله وهو إغلاق الأبواب أمام الشباب في العمل والكسب مما حدا بالكثير منهم إلى الوقوع في حبائل المخدرات والمسكرات والإنحراف السلوكي ومع أن الكثير من الأباء ومع الأسف الشديد يملك من الأموال والتجارات الشيء الكثير ثم لا يقف مع أبنائه في كسب أو زواج ويرى أبنائه في غاية الحاجة والفاقة ويقف متفرجا دون أن يتحرك له إحساس بل الأمر من ذلك أن منهم من إذا رأى بيد ابنه مالا من كسب وعمل سلك كل السبل في سبيل نهب ذلك المال من يد ابنه مستخدما الفهم الخاطيء لحقوق الأبوة والطاعة.ولهذا كان لا بد من وصية الأباء والأمهات بأن يتقوا الله في فلذات أكبادهم فكم لقوا من المتاعب في سبيل الحصول على نعمة الأبناء وقد يكون منهم من قضى عشرات السنين متقلبا بين المستشفيات ودفع الكثير من الأموال فلما رزقه الله الولد تنكر لهذه النعمة ونسي ما مضى وضيع ابناءه وسلمهم طعما مستساغا لشياطين الإنس والجن.وليعلم كل أب وأم أنهم مسئولون أمام الله عن من ولاهم الله أمرهم ولا مفر من السؤال (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته والجل راع في بيته ومسئول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها) بل هناك حديث خطير جدا يشيب منه الرأس ويقشعر منه البدن عند ذكره وهو في صحيح مسلم قوله عليه الصلاة والسلام( ما من عبد يسترعيه الله في رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة) وقوله عليه الصلاة والسلام(إن الله سائل كل راع عما استرعاه عليه أحفظ أم ضيع)فالحصيف من كان مركبه الحذروقاربه التقوى وجناحاه الخوف والرجاء وأدى الأمانة التي استأمنه الله عليها وسيساله عنها.وسبحان الله لو أمعنا النظر في قول الله تبارك وتعالى(ياأيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا.......)لوجدنا أن تقديم النفس على الأهل في الآية فيه دلالة على أنه إذا استقام الراعي إستقامة الرعية من خلفه وإذا اعوج اعوجت وهذا من لطيف وإعجاز القرآن الكريم.فأمر الرعية بطاعة الله وإبعادهم عن معاصي الله وأطرهم على الحق فيه وقاية لهم وللراعي من نار جهنم.أعاذنا الله وأهلينا والمؤمنين منها.
1
310
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الــورد
•
جزاك الله الف خير على كلامك الرائع
الصفحة الأخيرة