هذه حضارتنا المميّزة، وتلك حضارتهم الرّائدة - بزعمهم -...!!!

الملتقى العام

هذه حضارتنا المميّزة، وتلك حضارتهم الرّائدة - بزعمهم -...!!!



بسم الله الرّحمان الرّحيم والحمد لله ربّ العالمين ولا عدوان إلا على الظّالمين.

سبحان من علمه محيط بضمائر وظواهر أهل الشّر والفساد،
سبحان من أمَر نبيّه صلّى الله عليه وسلّم بأن يعرض عن الجاهلين،
سبحانك أنت وليّنا في الدّنيا والآخرة توفّنا بفضلك مسلمين
وألحقنا ومن له الحقّ علينا بمنّك مع عبادك المخلصين وروّاد الحضارة الميامين.

. إبراهيم الآية 44.

ويوماً بعد يوم يصدر عمّن لا تحكمهم الضّوابط الأخلاقية ولا القيم الإنسانية والأدبية
- التي جاء بها جميع الرّسل عن الخالق جلّ في علاه -،
إساءات واضحة وإهانات صريحة
للقرآن المجيد والدّين الحنيف استفزازاً لمشاعر المسلمين،
تدلّ عن صدق نواياهم الخبيثة ضدّ الإسلام ومعتنقيه
- ممّا رفع وثيرة الغضب على من يدّعون المثل العليا والحضارة الرّائدة في عالم اليوم إن كان صدقاً -.

إنّ تدنيس كتاب الله العزيز هنا وهناك وتعرّضه للامتهان بدلاً من التّعظيم والاحترام
من طرف متجاوزي الحدّ في البغي والضّلال ليس بحدث عابر على الإطلاق،
بل هو صادر عن حقد دفين لهذا الدّين الذي ارتضاه الّلطيف الخبير هدى ورحمة للنّاس أجمعين
- -،
يضاف إلى ما تعوّدنا مشاهدته وسماعه من حين إلى آخر:
* كتوسّط الكعبة الغرّاء حلبة السّباق وكتابة إعلانات سخيفة في جنبات الحرم الأطهر.
* هجوم وهمي بطائرات حربية على أولّ بيت وضع للنّاس في الأرض.
* طفلة عارية فوق آية من الذّكر الحكيم، وفاتحة الكتاب مكتوبة على صدر امرأة مكشوفة.
* عدم احترام اسم الجلالة وكتابة القرآن على أوراق النّظافة في أماكن غير محترمة، اللهمّ اجزهم جزاء الاستهزاء الإهانة والإذلال.
* تحريف بعض الكلمات القرآنية من عصـر إلى عصر ابتغاء الفتنـة وطعناً في الدّين.
* رسم الصّليب على المصحف الشّريف.
* التقـوّل بغير علم على من زكّى الباري خلقه ورسالته صلّى الله عليه وسلّم.
* الإرهاب أصبح لدى الغرب مرادفاً للإسلام ورمزه محمّد صلّى الله عليه وسلّم.
* إمامة امرأة صلاة جمعة مختلطة داخل كنيسة.
* حملات التّنصير الواسعة.
* اتّهام الدّين الحنيف بأنّه دين ليس حضارياً،
سبحان الله فالفضيلة أصبحت رذيلة، والرّذيلة أصبحت فضيلة، أحضارة المجون والغزو البربري والعمليات العسكرية غير المشروعة والاستخدام المفرط للقوّة واستهداف المدنيّين العزّل وعدم احترام قوانين الحرب وتعذيب الأسرى وفرض العقوبات على العجزة والأطفال المرضى وحصار هذا وذاك وتشريد شعب بكامله من أرضه وغرس الّلقطاء مكانه، هي الحضارة ؟!!!

أمّة ساهمت في الحضارة الحقيقية، صنعت أطبّاء، صنعت حكماء، صنعت علماء فيزياء وتكنولوجيا ورموزاً في كلّ الميادين ... توصف بأنّها غير متحضّرة ومتخاذلة؟؟؟
فإذا كانت الحضارة المستمدّة من القرآن الكريم ليست بحضارة، فعلى كلّ حضارات العالم السّلام.

" الحضارة ليست بالضّرورة تقليد الغرب وتقنّص عاداته وتبنّي قيمه، وإنّما الحضارة
في التّمسّك بأصول الخير التي جاءت من ربّ العباد والتي فيها مصالحهم في الدّنيا والمعاد.
الحضارة هي الالتزام بدين الأمّة الوسط وتطبيقه بأحسن صورة... " .

ولم تقف المشكلة عند هذا الحدّ الجريح وكذا البطش الشّديد بعباد الرّحمان في مشارق الأرض ومغاربها، بل امتدّت يدهم القذرة لتغيير كتاب الله العزيز الحكيم استهزاء بالمسلمين،
- الفرقان المزعوم -،
يريدون بذلك صدّ المسلمين عن دينهم ومحو هويّتهم وتغيير منهجهم،
فلعنة الله على الظّالمين المصرّين على ظلمهم وفسادهم في الأرض
في الدّنيا ويوم يقوم الأشهاد.

فعلى هؤلاء وعلى من تسوّل لهم أنفسهم أمراً أن يعلموا جيّداً أنّ النّسخة التي لا تنالها يد المحرّفين هي منقوشة في صدور الجيل النّقيّ الواعد لا في السّطور وأنّ الله هو الذي تكفّل بحفظ كتابه العزيز وتوجيه القلوب النّاهضة إليه.

على المسؤولين عن الشّؤون الدّينية في الدّول الإسلامية والنّخبة المثقّفة أن يتحرّكوا بسرعة، فعلى عاتقهم أن يفعلوا الكثير والكثير لدحض هذه الشّبهات الزّائفة عن الدّين وعن الأمّة والدّفاع عنهما بقوّة العقل الرّشيد والفعل السّديد قبل أن نعضّ جميعاً أصابع النّدم.

لقد قامت مؤسّسة كاملة لترجمة القرآن الكريم، فماتت ترجماتهم، وبقي القرآن المجيد مخلّداً ومهيمناً عمّا سواه وخسر وخسئ المبطلون، وهكذا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
كما اجتهد علماء الكفّار لإثبات ولو لفظٍ واحد أو كلمة في القرآن في غير موضعها، فذهبت اكتشافاتهم سدى لأنّهم لم يجدوا ما يسيئون به للإسلام الذي اصطفاه الباري ديناً قيّماً لعباده.

ولقد تعرّض القرآن للهجوم في صدر النّبوّة للنَّيل منه، فقال الذين لا يرجون لقاء ربّهم :

. يونس الآية : 15.

وهكذا يبقى الكتاب المجيد منزّهاً محفوظاً عن الباطل وعن التّبديل والتّغيير إلى أن تقوم السّاعة.

. الرّعد الآية : 19.

نعم أيّها الإخوة، لقد تكفّل الله بحفظ القرآن لكنّه سبحانه يريد أن يرى قدر مسؤوليتنا
واهتمامنا نحن في حفظه من كلّ تشويه وما هي قوّة غيرتنا ودفاعنا عنه...

إنّه كتاب الله الحقّ، بالحقّ أنزل، وبالحقّ نزل على قلب نبيّ حقّ أرسل بالحقّ
ليخرج به النّاس من الضّلال إلى الحقّ.
كتاب مكنون فيه شفاء لما في الصّدور، فيه البركة، فيه الهداية، فيه الرّشاد، فيه النّور المبين،
فيه الأمل الواعد لكلّ عبد منيب.
به تصير المعرفة العامّة، به النّجاة من التّهلكة، به تدفع مختلف شدائد الدّنيا،
به ساد الرّعيل الأول الدّنيا بحكمة، وما ظُلِمَ أحد طرفة عين في ظلاله.

فتدنيس المصحف الشّريف عمل أكثر من إجرامي، بل هو أمّ الجرائم وأخبثها.
المسلمون بالقرآن الكريم كلّ شيء، وبدون القرآن لا شيء،
إذا اتّبعوه اهتدوا وهَدَوْا، وإذا أعرضوا عنه ضلّوا وأضلّوا،
بالقرآن يستطيعون أن يتحرّكوا لإخراج النّاس من مجتمع جاهلي إلى مجتمع متحضّر راق.

إنّ القرآن الكريم أهمّ المعالم التي تدلّ على أمّة الإسلام، فلنشدّ على معالمنا يا معشر الملمين
بالنّواجذ لنفلح ونسعد، وننقذ من أُمِرنا إنقاذهم حتّى لا يخاصمونا يوم الحساب.
يجب أن نعترف أنّ ما يقوم به عدوّنا من عبث وافتراء مستمرّ مبيّت ومخطّط ومنظّم بعلم
وليس حدثاً فردياً، - فالفرد لا يتصرّف من تلقاء نفسه، بل من مؤسّساته ٍ-،
يريد المغول الجدد محو هذا الدّين وقيمه واستبداله بما تمليه عليهم شياطينهم.
سبب ذلك الأوّل والأخير هو تخاذلنا وتفرّقنا وإعراض الكثير منّا عن منهج القرآن الصّحيح
وسلوك القرآن القويم وهدي النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في حياتنا اليومية.

والكارثة الكبرى هي ما يصدر على لسان بعض المنتسبين للإسلام من نكران ما جاء في الدّين بالضّرورة، كالحجاب، وتناول بعض المحرّمات، والعمل بالحديث الشّريف...،
نعم تأتينا السّهام من الدّاخل، أكثر ممّا تأتينا من الخارج، فالحذر الحذر !!!.

والأدهى والأمر ممّا ذكر من السّلبيات هو خروج امرأة – ليس ببعيد من اليمن -، تدّعي " النّبوّة "، (أوحى الله لها وطلب منها أن تبلغ رسالته وأنّها تعكف حاليا ًعلى تأليف كتاب "مقدّس "
يتضمن تشريعاً ومنهاجاً صالحاً لكلّ العالم، وتطلب تصديقها والإيمان بها ‏.‏
تقول الباحثة اليمنية ثريا منقوش التي كانت تعتنق الفكر الماركسي والتي تؤكّد أنّها نبيّة :
كّل الرّسالات السّابقة جاءت
في ذكور فختمها الله بالرّسول الكريم محمّد ويفتح الآن الرّسالات للإناث
حتّى قيام السّاعة التي لا يعلتها إلا الله.
وتحدّد ثريا خمس قواعد لـ " دينها " وهي :
1- الإيمان بأنّ الله واحد للبشر كلّهم.
2- الإيمان بأنّ الكون واحد وكلّ ما فيه ملك أمر الله وطوعه.
3- أنّ خيرات الأرض ليست للبشر.
4- النّاس أمّة واحدة والمرسلين والمرسلات أنبياء الله.
5- الإيمان بأنّها أولى المرسلات الإناث..

قال رسول الحقّ صلّى الله عليه وسلّم :
وعشرون منهم أربع نسوة.

كما أوضحت ثريا أنّها مستعدّة للنّقاش" العقلاني" مع أيّ شخص أو عالم دين أمر نبوّتها) .

يجب أن ننصف القرآن المجيد ابتداءً من أنفسنا إذا أردنا ألا ينظر إلينا مبغضونا نظرة مريبة ودنوية، فنحكّمه في مناهجنا وسلوكياتنا بالحكمة، وبيننا بالّلطف، ومع غيرنا بالحسنى.
فلعدوّنا - إذا كنّا نيام -، أن يفتك بنا ويهين مقدّساتنا، وله كذلك أن يتربّص بنا الدّوائر إلم نأخذ حِذْرَنا،
وله أن يغزونا في قعر بيوتنا إلم نحصّنها بسياج الأخلاق الفاضلة، وله...، وله...،
فيجب أن تلتقي القلوب على مائدة التّوحيد - الكتاب العزيز، والسنّة المطهّرة الصّحيحة -،
إذا أردنا أن يخشانا غيرنا ويحذرنا.

الاتّحاد الأوروبي - ثلاثة وعشرون لغة مختلفة، وتاريخ مليء بالحروب والدّماء -،
حلّوا مشاكلهم بالعقل وتوحّدوا، ونحن لغة واحدة متفرّقون وفي عجز،

فكيف لا يكيد لنا أعداءنا ويهينون وحي ربّنا
ونحن عن الوحدة عاجزون وعن الصّراط ناكبون وعلى حبّ الدّنيا متنافسون !!!.

عار على أمّة القرآن أن تنتشر فيها السّلبيات على النّطاق الذي نعيش فيه، عار ثمّ عار أن يسري
في خير أمّة أخرجت للنّاس الموبقات المخزية التي يندى لها الجبين.
نرجو الله تبارك وتعالى أن تكون هذه المحن والشّدائد والافتراءات دافعاً قويّاً
للتّصحيح والرّجوع سريعاً إلى ما أمر الله تعالى ورسوله.

أبشروا يا معشر المسلمين، فكلّ الحضارات ستموت إلا هذه الأمّة لأنّها من صنع القرآن.
اللهمّ إنّا نسألك يا مقلّب القلوب نهضة قرآنية تغرس في نفوسنا المبادئ القويمة الصحيحة،
ونتوسّل بك عليك يا عزيز يا وهّاب أن تقذف في قلوبنا السّلوك الرشيد الذي يوضح الأسلوب الأمثل في حسن المعاملة مع خلقك، والسلوك الأفضل الذي يوصل إلى عزّ الدّنيا وحسن المآب،
إنّك على كلّ شيء قدير.

اللهمّ عليك يا جبّار السّماوات والأرض بمن دنّس كتابك العزيز وتقوّل على نبيّك الأمين،
اللهمّ إنّهم يطمعون في إطفاء نورك المبين وإعلاء كلمة الكفر بين عبادك المؤمنين اللهمّ صبّ
على هؤلاء المتمرّدين في العصيان والأباطيل كلّ أنواع البلاء والفتنة، اللهمّ سلّط على أهل الشّرك والفساد والعناد المصائب والنّكبات وسوء العذاب من عندك، اللهمّ اطبع على قلوب أئمّة الكفر والضّلال المصرّين على ذلك، واكسر اللهمّ عزمهم وأسقطهم في عين الفتنة وفي ما هو أعظم وأشدّ، اللهمّ إنّ أهل الشّرّ والفساد - في كلّ شيء - يسعون جادّين لإضعاف صفوف المسلمين وبثّ العداوة بينهم، اللهمّ اجعلهم يحصدون ما يدبّرون ويكيدون عاجلاً فإنّهم
لا يعجزونك يا حيّ يا قيّوم يا ذا الطّول والانتقام.

احذروا يا من تسعون في الفساد والإفساد بالغدو والإبكار سرّاً وعلانية من عظيم سطوة العزيز الجبّار وشديد انتقامه الذي لا يردّ عن القوم المجرمين الأشرار، وحاسبوا أنفسكم قبل
أن تحاسبوا... واعلموا جيّداً أنّ القرآن المجيد ليس مسألة مادّية بل هو كيان.

. سورة هـود الآيـة : 80.

فسبحانك ما أحلمك يا أرحم الرّاحمين سبحانك في كلّ وقت وحين، رغم افتراءاتهم وتقوّلاتهم وجرائمهم البشعة وتطاولهم على مقامك الأسنى وجدّك الأعلى وعلى نبيّك الأرضى- صلّى الله عليه وسلّم -، وعلى وحيك الأنور قلت وقولك الحقّ في كتابك العزيز :
.

فسبحانك سبحانك ما أعظمك وما أكرمك با جليل،
سبحانك لا نحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك.
0
513

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️