هذه زيارتي "لمستشفى النقاهة" وما لفت نظري،،، صور.

الملتقى العام






تواصلاً لمسلسل الزيارات التي وعدتكن بها، فهذه زيارتي الثالثة بعد زيارتي الأولى لمشروع بن باز لمساعدة الشباب على الزواج ثم بعد ذلك زيارتي لجمعية مكافحة التدخين، ولمن لم يشاهدهما فهذه صورة لموضوعي لمشروع بن باز:

http://www.sss2.com/uploads/c01b387ad7.jpg

ورابط لزيارتي لجمعية التدخين:

http://forum.hawaaworld.com/showthread.php?t=1053017

أما زيارتي الثالثة فهي لمستشفى النقاهة بالرياض وذلك للوقوف على أحوال هذا المستشفى وعلى أحوال ساكينيه

فعند خروجي من الدوام اتجهتُ مباشرةً للمستشفى للوصول إليه قبل غروب الشمس بفترة أطول حتى أتمكن من رؤية المستشفى من الخارج ومرافقه الخارجية في وضْح النهار، ولِمَا يغلب على ظني أن ليلهم هناك لا يُطاق، وبالفعل وصلتُ قرابة نصف العصر، وكنتُ أتساءلُ مع نفسي قُبيل الوصول هل يا تُرى سأجد موقفاً قريباً حتى أدرك وقت النهار ؟! وهل أستطيع تفادي زحام الزائرين بسرعة ؟! ولكن عندما وصلتُ تفاجأتُ بأن البوابة الرئيسية مفتوحة على مصراعيها، فدخلتُ مباشرة لاتفاجأ أكثر أن عدد السيارات بالداخل لا تكاد تتجاوز أصابع اليدين ! فوضع في مخيلتي عدة استفهامات، وتعجبّتُ من الهدوء التام في الموقع ! فتوقفتُ في الموقف المخصص للزائرين ثم ألقيتُ نظرة مباشِرة للمستشفى فإذا هو مكوّن من دورين فقط والمساحة ليست بتلك الواسعة، وهذه صورة له من الخارج:



بعد ذلك ترجّلتُ من سياراتي ودخلت للمستشفى وفي أثناء ذلك انتابني شعور بأنني قد أخطأتُ البوابة الرئيسية، وذلك أنه عند دخولي لم أجد أحداً في الاستقبال! وكان الضوء خافتاً بعض الشي، لكن واصلتُ السير وفجأة يخرج أمامي ثلاثة أشخاص كلهم على العربية سلمتُ عليهم:



وأحدهم ذهب لا يريد التصوير، ثم اكتشفت بعد ذلك أن جميعهم مصابون بالشلل النصفي، ووجودهم في هذا المكان هو للترويح عن أنفسهم، ثم واصلتُ سيري ودخلتُ للممر الخاص بغرف المرضى وعزمتُ عند ذلك بالدخول على أكثرهم، وبالفعل دخلتُ على أكثر من شخص، فسبحان الله ماذا عساني أن أقول لكم يا الله ماذا أرى؟ أناس مصابون دماغياً وآخرون إصاباتهم في الحبل الشوكي، منهم من به شلل نصفي شقي أيمن أو أيسر، ومنهم شلل نصفي سفلي أو رباعي، ومنهم من لا يستطيع الحركة، وترى منهم من أنثنت أطرافه وانحرفت رقبته وشلّت حركته فلم يبقى له من الحركة سوى نظرةٍ بالعين والتفاتة يسيرة بالعنق، وبعضهم لا يستطيع التنفس إلا مع رقبته فقد فتحوا له منها فتحة ووضعوا ليّاً ليتنفس عن طريقه، بل رأيتُ أحد الممرضين ومعه وعاء فيه طعام سائل فيرفع السائل بالملعقة فإذا وصلت عند فم المريض حرّك المريض شفتيه ليشرب ثم ينتظر الملعقة مرة أخرى، ورأيت من وُضع له أنبوب في الأسفل "أعزكم الله" وذلك لإخراج الفضلات، وبعضاً منهم تنظر إليه وتخاطبه فلا يخاطبك إلا بصعوبة بالغة جداً جداً، وآخرون لا يكلمونك إلا بإشارة العين، والبعض منهم حبيس الأجهزة التعويضية، وهكذا والله حالهم، وما وصفته لكم هم ممن يُرجى لهم الشفاء بإذن الله، أما من هم في الدور الثاني والميؤوس من حياتهم إلا بقدرة الله، فحدث ولا حرج من حال يُرثى له.

بل هل تصدقنَ أن بعضهم مدة مكوثه بالمستشفى 22 سنة وآخر 18 سنة وآخر 15 سنة وآخر 10 سنوات وما بين ذا وذا فلا إله إلا الله

فمثلاً هذا الشاب له 18 سنة على هذا الحال شلل كامل ولا ينطق مجرّد ينظر بعينيه ويبتسم فقط:



وهذا الأخر شاب له 11 سنة شلل كامل أيضاً لكنه ينطق ولكن أي نطق أنه يظهر الكلمات بصعوبة بالغة جداً وموضوع له فتحة في رقبته يتنفس منها:



وبحق لفت نظري صبرهم العجيب جداً على ما ألم بهم وهم في هذا الحال

وحقيقة من خلال زيارتي هذه خرجتُ بعدّة ملاحظات:

1- التقصير بعض الشي من وزارة الصحة في تنفيذ متطلبات البعض، وذلك بالصيانة الفورية لعرباتهم والتي قد يمكن البعض منها شهور وهي متعطلة أو حتى سنة وقد تزيد. ولا أنكر جهودهم، ولكن أتمنى التدقيق أكثر في متطلباتهم.

2- وجدتُ أن البعض منهم في حاجة لصرف مبلغ مالي له، وأقصد منهم الذين يميزون ويعون ما حولهم، وذلك لصرفها على حاجاتهم الشخصية.

3- موقع المستشفى خطأ 100% وذلك أنه قريب جداً جداً من مصنع الاسمنت وبعض المصانع الأخرى مما ينتج مع ذلك روائح تخنق صدور العاملين في المستشفى فكيف بالمرضى؟! في وقت هم في أمس الحاجة للهواء الطبيعي.

4- الطريق المؤدي للمستشفى يُرثى له حقاً فهو طريق مزدحم جداً لكثرة المصانع هناك، وهذا يخلق الأعذار لكثير من البشر في زيارة المرضى.

5- وجدتُ أن 80% منهم تقريباً كان سبب دخولهم هو "حوادث السيارات" فكم أتمنى من محبي السرعة والتفحيط أن يقوموا بزيارة لهم لعل وعسى أن يساعدهم على انقطاع عادتهم من سرعة وتفحيط.

6- قلة الزائرين للأسف لهؤلاء المرضى والذين هم والله في أمس الحاجة للزيارة بعدما تخلى عنهم الناس بل وبعض الأقارب لهم !!.

وأقول للأخوات هنا إن في نفس المستشفى قسم خاص للنساء ووالله إنهن في حاجة لزيارتكن

فهن يحتجنَ للنظرة الحانية والكلمة الطيّبة ويسعدنَ كثيراً بأي زائرة لهن لأن ذلك يشعرهن بقيمتهن ويعزز بذلك نفسياتهن ضد الموجات العارمة التي يواجهونها، وما أجمل الزيارة بهدية معبّرة فهذه حتماً تسعد بها نفوسهن

ولعل ذلك من شكر الله عز وجل عليكن على ما أنتنَّ فيه من نعمة كبرى فنعمة الصحة والأمن نعمتان كبيرتان لا يعرف مقدارها والله إلا من فقد إحداهما أو كلاهما، ولا تنسونَ أخواتكن وإخوانكن من دعائكن
81
5K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ام لموره الاموره
جزاك الله خيرا وجعلها في موازين اعمالك
جليس الساحة
جليس الساحة
الأخت / ام لموره الاموره

ويّاك،، مشكورة.
emesoso
emesoso

اللهــــــــم أني اســــــــألك لهم شفاءً عــاجلاً

اللهــــــــم صبرهــم و اجبر كســرهم و فرج هــــــــمّهم

اللهـم لك الحمد والشكر كما ينبغى لجلال وجهك و عظيم سلطانك ( على جميع النعم وعلى رأسها نعمة الصحة )

جـــــــــــزاك الله خــــــــــير على التنبيه و التذكير




.
شوكولا-2
شوكولا-2
جزاك الله كل الخير
الشوق والدمعة15
الله يجزاك خير ويبعد عنك كل سوء ويشفي مرضانا ومرضى المسلمين