um yasminah

um yasminah @um_yasminah

عضوة مميزة

هذه قصتي مع المرض وقيام الليل ورؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم (تجربة شخصية)

ملتقى الإيمان

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين
اخواتي الحبيبات السلام عليكن ورحمة الله وبركاته
هنا وبين ايديكن اضع لكن قصتي و تجربتي وهي ليست تجربة فلانة او علانة من الناس وانما ما مررت به انا اختكم في الله ام ياسمينا .
وليس من باب الاستعراض والعياذ بالله وانما من باب (واما بنعمة ربك فحدث) ولعلها تنفع احداكن تكون قد عانت مما عانيت فتجد طريقها بإذنه تعالى ( وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين) .
وخاصة مع دخولنا في العشر الاواخر من رمضان جعلنا الله واياكم من عتقاء شهر رمضان وان يسجلنا من الفائزات برحمته وعفوه .
تجربتي الشخصية دروس وعبر :
انا امرأة اقول ان حياتي كانت عادية ملتزمة ولله الحمد ومن زمن احب ان اقرأ واستمع لكل شيء في الدين .
بل واحب ان اتحدث مع الناس وان تكون احاديثنا في هذه الامور بل وكنت لا اشعر بالراحة الا تحدثنا في امور ديننا.
ولكني مثلي مثل بقية البشر تمر علينا فترات ركود ولعلها في الاونة الاخيرة طالت علي هذه الفترة .
الى ان كان العام الماضي و في مثل هذه الايام بدأت اشعر بالاعياء وكان يصاحبه شعوري بالخوف والهلع وبدأت اقصد في كل ليلة باب الطوارىء في المستشفيات ليجروا لي التحاليل اللازمة ومن ثم يتضح معهم انه ليس هناك مرض عضوي وانها لعلها حالة نفسية فيعطوني ابرة المهدىء لاعود للمنزل وفي اليوم التالي عند ذهاب مفعول الابرة اعود لنفس الوضع والحالة .
وهكذا تعبت فعلا وجسدي لم يعد يقوى على شيء ووضعي يزداد سوءا يوما بعد يوم .
وكان كل من حولي يرقيني وانا على ما انا عليه وفي كل يوم كان يزداد عندي شعور الخوف والهلع .
بدأت في ايامها بعمل ورد يومي من الاذكار والتسبيح والتهليل والتكبير والاستغفار والصلاة على رسول الله عليه الصلاة والسلام وكل ماورد من اذكار وتسابيح .
اقسمها على طول النهار بحيث يبقى لساني رطبا بذكر الله من الصباح حتى المساء لا اتوقف عنها الا عند النوم . وكذلك قراءة كتاب الله جل وعلا .
واخرجت كل الكتب التي كانت لدي لاعاود القراءة فيها وخاصة كتب ابن القيم الجوزية وكتابه القيم مدارج السالكين .
هجرت كل متع الحياة واصبحت في دائرة مغلقة ولم اعد اركز بشيء سوى بداخلي وان يمن الله عز وجل علي بالشفاء .
وكان الاطباء قد وصفوا لي انواع من المهدئات وكنت اتناولها على مضض لاقتناعي انها لا تسمن ولاتغني من جوع ، ولانها بالفعل لم يكن تأثيرها ذا اهمية تذكر وانما مع مرور الوقت كل ما اذكره انه كان هناك بركان في داخلي يغلي ويغلي افقد معه التركيز في كل شيء ولا اسمع سوى صوت غليان هذا البركان متمثلا في ضربات قلبي .
وحاولت ان الجأ لكل ما يخطر ببالكم فتعلقت باوهام انها لعلها تكون حالة ناتجة عن عدة تراكمات نفسية واتبعت ما جاء في المدارس النفسية من تعليمات ان افرغي مافيك من خلال الكتابة اكتبي كل ما مر بحياتك لتواجهيه .
لكن لم اجد ان هذا سوى كلام بكلام وانه على العكس تماما يعطي نتائج سلبية للانسان ولنفسيته .
احضرت مجموعة من الكتب عن التأمل والرياضة الذاتية وبدأت اقرأ فيها شيء وان حالات القلق التي تصيبهم والخوف وعدم الطمأنينة انها تعود الى لاجد ايضا انها كلام فارغ وكنت اقول في نفسي ان هذه السلع ليست لنا نحن المسلمين وانما للغرب الذين لايؤمنون بالله عز وجل ويحاولون ان يجدوا تفسير لكل احداث ماضية في حياتهم . ولا يعلمون قوله تعالى :
(ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء ) .
ولكن انا اعلمها فلماذا اقرا هذه التفاهات ؟!
ولماذا احاول ان ادخل مدارسهم ؟!
القيت بكل هذه الكتب جانبا .
لاننا نحن المسلمين نعلم تماما ان هناك عدة اشياء تؤدي الى الشعور بالخوف ومنها البعد عن الله عز وجل وان هناك عدة اشياء واسباب تؤدي ايضا الى الشعور بالطمأنينة ونعلم ان كل شيء ابتلاء من الله عز وجل وانه عندما يفرجها على عبد من عباده فإنه يسكب في قلبه الشعور بالرضى ويبدل شعور الخوف الذي بداخله الى طمأنينة وسعادة ما بعدها سعادة .
بعد كل هذه الاحاديث والاستنتاجات الداخلية كنت اقرا في كتاب الله عز وجل لامر على اية مع اني احفظها تماما الا اني وكأني اقرأها لاول مرة :
(ولنبلونكم بشي ء من الخوف والجوع و نقص من الأموال و الأنفس و الثمرات و بشر الصابرين )
توقفت عندها وشعرت بقشعريرة تسري في جسدي فالله عز وجل قدم الابتلاء بالخوف على كل شيء !! وهذا دليل على انه اكبر ابتلاء وانا مع شعوري به بالفعل ايقنت معناها فالمبتلى في الخوف فإنه يرافقه في صحوه ومنامه ولا يعلم له سببا .
ولكن صدقا يا اخوات شعرت مع هذا الشيء بالطمأنينة والراحة .
مع كثرة الاستغفار والتسبيح والتهليل والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم بدأت الاحظ ان قلبي بدأ يهدىء وانه اصبح اقوى وكنت اذكر قوله تعالى ( الا بذكر الله تطمئن القلوب ) شعرت مع مرور الوقت ان قلبي استقر ولله الحمد فلم اعد اعاني من الخوف والهلع .
وهذا من الادلة الملموسة التي شعرت بها نتيجة كثرة الاذكار وانها فعلا كالماء للقلب .
لكن استقرار القلب وذهاب حالة الخوف والهلع لا تعني اني لم اكن اشعر بالاعياء في جسدي بل على العكس كانت تزداد عندي ولا اعلم لها سببا .
ومع قرائتي وتعمقي في القراءة ولمعاني اسماء الله الحسنى بدأ مشواري مع قيام الليل.
في البداية كنت اقوم الليل طلبا للشفاء ولاني اصبحت اخاف من الليل لانه يذكرني بالقبر وظلمته ولكن مع تقدم الايام وجدت اني اصبحت اشتاق لقيام الليل واصبحت اشتاق للقائي بالله جل وعلا في الليل واني اصبحت اقف لاصلي واقرا القرآن وان هدفي الاول ان يغفر لي الله عز وجل وان يرحمني وان يقربني وبدأت اشعر اني احاول ان اتدبر القران وان هناك ايات مررت عليها مئات المرات في حياتي ولكني في حالتي هذه كنت اشعر وكأنها لم تمر علي من قبل .
فبعد ان كان الليل عدوا لي اصبحت اشتاقه واشتاق قدومه .
وقلت انه لم يعد يهمني الشفاء لاني دخلت في مجال اخر وهو الشوق لله ولرسول الله صلى الله عليه وسلم .
وان مغفرة الله ورحمته هي اول ما يهمني .
وبعدها بدرجة كان يأتي طلبي للشفاء من الله عز وجل وان بيده كل شيء وانه القابض وانه الباسط .
وكانت عندما تشتدحالتي اناديه يا باسط ابسط علي لاجد ان قلبي ارتاح ولله الحمد .
في اثناء صلاتي وقيامي كنت ادعو الله عز وجل بالشفاء وان يسوق لي الشفاء برؤية لرسول الله صلى الله عليه وسلم وابكي وانا ادعو واقول احبه واشتاقه اريد رؤيته واريد رؤية وجهه الشريف وسق لي الشفاء يارب برؤيته وعلى يديه .
ادعوه وانا موقنة بالاجابة فكنت في كل يوم انام بعد الفجر لاقول لعل الله عز وجل اليوم يستجيب دعوتي .
لاصحو في اليوم التالي وانا لم اره ولكني لم ايئس بل على العكس زاد دعائي .
واقول يارب لا اريد اطباء فأنت طبيبي وبيدك مرضي وبيدك شفائي .
الى ان جاء اليوم الذي كنت فيه وصدقا في اعلى درجات الاعياء التي ممكن ان اشعر بها بحيث اني كنت اجد صعوبة بالغة في التنفس لدرجة ان عضلات الرئتين عندي بدأت تؤلمني من كثرة شدي عليها في محاولة لالتقاط نفسي جلست في فراشي بعد صلاة الفجر وانا متعبة جدا جدا وابكي من شدة الاعياء وليس على لساني سوى كلمة يارب يارب .
وانا ممدة في فراشي كنت احضر صلاة الفجر مباشرة على التلفزيون من السعودية ، مر زوجي من جانبي وهو يستعد لصلاة الفجر فقال لي :
من أين ينقلون الصلاة اليوم ؟
قلت له :
من مسجد حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه حجرته .
وكنت انظر الى حجرة الرسول صلى الله عليه وسلم ولا ادري كيف اخذتني اغفاءة او ماذا حدث لي بالضبط لا استطيع التفسير :
رايت اني انظر الى مكان ليس به سوى حجرة صغيرة مبنية من الطوب الرملي وكان هناك رجلا يمشي باتجاه الحجرة قادما من صلاة الفجر يلبس دشداشة سوداء وفوقها جاكيت اسود وكان يمشي بهدوء تام وشعره اسود الى تحت اذنيه وبه لمعة وكأنه مدهون بدهن ومفروق من المنتصف .
توقف الرجل ونظر الي عندما نظر الي عرفت انه رسول الله صلى الله عليه وسلم واذ بي اصيح ياحبيبي يارسول الله ولم اقل شيء سوى اني كنت اصيح واقول يا حبيبي يارسول الله .
عندما نظر الي مباشرة لفت نظري عينيه سوداوين كبيرين وكأن بهما كحل من اجمل ما رأيت من عيون .
لم يحدثني بشيء سوى انه عندما نظر لي مباشرة وكأن اعصار دخل بداخلي وكان يلف ويلف ويعصف في داخلي وكأنه كان يسحب شيء مني وكل مكان يصله هذا الاعصار اشعر معه براحة كبيرررررة لا توصف وانا اصيح يا حبيبي يارسول الله . استيقظت وانا اصيح باسمه باعلى صوتي ولكن عدت رغما عني لاغلاق عيني مجددا وكانهما مغناطيس لاجد وجهه مقابل وجهي تماما وتأملت في ملامحه صلى الله عليه وسلم وكان عندها يضع عمامة بيضاء .
ياحبيبي يارسول الله من اجمل ما رايت ولا يشبه احدا ولا احدا يشبهه .
واستيقظت وانا انادي باسمه صلى الله عليه وسلم .
استبشرت خيرا بما اراني الله عز وجل ومن به علي فله الحمد والشكر من قبل ومن بعد وله الحمد والشكر حتى يرضى .
وكنت قد سالت اهل التفسير عن رؤيتي ووصفت لهم الرسول صلى الله عليه وسلم وكلهم ولله الحمد اجمعوا على ان الله عز وجل من علي بكرمه واراني اياه .
بعد رؤيتي هذه وفي ذلك اليوم وكنت كما قلت لكم في اكثر اشعر معه بالاعياء الشديد وضيق في التنفس اخذ لي زوجي موعد عند اشهر طبيب صدرية وذهبنا الى عنده .
عندما راني الطبيب وراى طريقة تنفسي اجرى لي فحص قوة التنفس ليجده ضعيفا .
فطلب على الفور عدة فحوص وتحاليل .
وذهبت لعملها في نفس المشفى الذي توجد فيه عيادة الطبيب .
وقالوا لي ان النتائج تخرج بعد العصر ونحن نقوم باعطائها مباشرة للطبيب .
وبالفعل في نفس اليوم عدت الى الطبيب برفقة زوجي لاجده ينتظرني ويخبرني انه ظهر في التحليل ان لدي جلطة .
طبعا انا صعقت للخبر وقام بتحويلي مباشرة لطبيب القلب الخاص بي وتحدث معه هاتفيا ليأخذ لي موعد مستعجل وطارىء وكان ذلك في اليوم التالي .
بالفعل توجهنا في اليوم التالي الى الطبيب واخذ التحاليل واجرى مباشرة فحوصات كثيرة على اجهزة لديه وكذلك صورة ايكو للقلب .
ثم جلس يتأمل الفحوصات فنظر لي قائلا :
الوضع في جسدك مطمئن واتوقع انه كان بالفعل لديك جلطة ولكن اعتقد ايضا انها ذهبت في حال سبيلها .
واستعمل لها تعبير الفتيشة فقال فتيشة وراحت وانه كان لها اثر اثناء اجراءك للتحاليل واما الان فلا .
وانها لم تضرني بإذن الله تعالى .
فسبحان الله .
وبالفعل يا اخوات ولله الحمد ماهي الا ايام معدودة بعد الرؤية وبعد زيارة الطبيب لاجد في كل يوم تحسن اكثر من الذي قبله .
كنت قبلها حتى الطعام لا استطيع ان اتناوله فمجرد ان اكل اشعر بضيق في التنفس فهجرت معها حتى الطعام .
ولكن عندما بدأت استعيد عافيتي ولله الحمد بدأت ترجع شهيتي واتناول الطعام من غير أي ضيق .
الى ان تحسنت تماما ولله الحمد .
خرجت من هذه التجربة ولله الحمد في كثير من الدروس والعبر احببت ان تشاركيني بها :
اولا الحمد لله حمدا كثيرا الذي ابتلاني وانزل علي التثبيت أي انه ثبتني بحيث اني لم الجأ الى ما يلجىء اليه الناس من ابواب السحرة والعرافين لاعتقادهم ان مايمرون به هو سحر وعين الخ ...
ويلتهون بهذا الامر ويقعون فريسة له ويلتهون به عن الجوهر وهو نداء الله عز وجل لعبده .
علمتني انه لا ملجأ ولا منجا منه الا اليه وعلمتني معنى الفرار الى الله عز وجل وحسن التوكل عليه .
خرجت من هذه التجربة انها كلها بحد ذاتها مع شدة معاناتي منها الا انها لم تكن شرا بل خيرا وان الكثير من امور حياتي تغيرت بعدها ولله الحمد .
في اثناء تجربتي تحسست الكثير من الامور التي لم اكن لاتحسسها في حالة صحتي بحيث اصبحت نفسي في اثنائها اكثر شفافية وتأثرا فكنت اربط الكثير من الامور والاحداث فمثلا ان صليت الليل وانا اشعر بالكسل والفتور كنت اخاف بأن اكون قد تفوهت بكلمة او قلت قولا او أي شيء يكون ابعدني الله عز وجل بها فعلمتني هذه التجربة المحاسبة السريعة للنفس والبحث عن سبل ارضاء الله عز وجل .
علمتني هذه التجربة معنى الخوف الحقيقي من الموت والاخرة وتعايشت معها مع احداث يوم القيامة واهوالها بكل مافيها علمتني هول موقفنا بين يدي الله عز وجل للسؤال والمحاسبة .
علمتني هذه التجربة ان الحياة قصيرة وانه يجب اغتنام الوقت .
وتعلمت ان يكون همي ان يتوفني الله عز وجل وهو راض عني .
علمتني هذه التجربة معنى الخلوة وانه لاشيء يضاهي ساعات نخلو بها مع الله عز وجل لمناجاته وانه لا شيء يعدل ساعة تناجي بها ربك .
تعلمت فيها المعنى الحقيقي لقيام الليل واني كنت اناجي الله في ساعة خلوته مع اصفيائه من البشر لاقول اللهم يارب جئتك بوقت يتزاحم به عبادك الصالحين على بابك ولست منهم ولكني اطمع ان تعطيني مما اعطيتهم وتقسم لي مما قسمت لهم من المغفرة والرحمة والخير فمن رحمته فقط فاز .
تعلمت يا احبتي انه ليكن همنا الاول في هذه الحياة وسؤالنا بأن يقربنا الله عز وجل منه فمن يقربه الله عز وجل منه ويمن عليه بهذا القرب فقد فاز .
تعلمت من هذه التجربة بأن اسأل الله عز وجل بأن يمن علي بحبه وحب ملائكته ورسله وحب حبيبي رسول الله عليه الصلاة والسلام وان يعظم ذلك الحب في قلبي وان لايكون في قلبي احب مما سواهما .
خرجت من هذه التجربة بتجربة عملية لمعنى ان يبقى اللسان رطبا بذكر الله وبمعاني الاستغفار وما ورد من تسابيح وتهليل وبفضل الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك ولك الحمد من قبل ومن بعد ولك الحمد حتى ترضى .
واسال الله عز وجل التثبيت لي ولكن .
وان يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة .
وتحياتي لكن جميعا .
424
48K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

**شذى الحياة**
**شذى الحياة**
ماشاءالله تبارك الله

جزاك الله خير على ذكر قصتك
thmar
thmar
جزاك الله خيرا
um.yousef
um.yousef
اقشعر بدني للقراءة - شكرا لمشاركتك ايانا قصتك
شفاك الله وعافاك من كل سوء
وطن..
وطن..
ماشاء الله تبارك الله
اللهم لاتحرمنا لذه عبادتك ومناجاتك

اللهم ارزقنا رؤية حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم
كونداليزا
كونداليزا
جزاك الله خيرا