
Dandosh
•
لمحة عن المدينة :
عكّا هي مدينة في فلسطين، وهي من أقدم مدن منطقة فلسطين التاريخية. توجد المدينة على ساحل البحر الأبيض المتوسط، على الرأس الشمالي لخليج حيفا، غربي منطقة الجليل، على بعد 173 كيلومترا تقريبًا شمالي غرب القدس.
وحسب معطيات دائرة الإحصائيات الإسرائيلية للعام 2006 يعيش في عكا 46 ألف نسمة تقريبا، 27% منهم ممن يسمون بعرب 48 و والباقي من اليهود وغيرهم.
تعتبر عكا مفتاح فلسطين بسبب موقعها الاستراتيجي، فهي قد بدأت كميناء كنعاني، وعرفت عكا بصناعة الزجاج والأصبغة الأرجوانية الملوكية. احتلها وحكمتها سلسلة طويلة من الغزاة، واشتهرت بصدها نابليون بونابرت عن أسوارها إبان الحملة الفرنسية.
يظهر في أبنية عكا فن العمارة الفاطمي والصليبي والعثمانى، كما تتميز بعمارة جامع الجزار الذي شيد من أعمدة رخامية قديمة، أما المدينة القديمة فقد قام الصليبيون ببنائها.

Dandosh
•
تاريخ المدينة :
عكا مدينة غاية في القدم ذكرت في التوراة . خلال القرن الرابع للميلاد غزا الإسكندر الأكبر المدينة، وشيد بطالمة مصر مدينة عكا باسم بطولومايس في عهد بطليموس الثاني
في عام 1104 غزا الفرنج عكا وكانت المدينة ميناء مهما في هذه المنطقة. وقام سلطان مصرالمملوكي الأشرف خليل بتحريرها من الصليبيين وطردهم منها سنة 1921 في ما عرف بـ "فتح عكا"
حسبما ما ذكر المؤرخ العربي البلاذري، احتل الجيش الاسلامي مدينة عكا عام 636 م. في عهد الخليفة عمر بن الحطاب، وقد دمرها البيزنطيون بالكامل سنة 694 م. وبعد ذلك قام العرب بترميم مدن الساحل التي دمرها البيرنطيون وأعادوا للمدينة أسمها الأصلي "عكا". وأستمر الحكم العربي لعكا حوالي 470 سنة حتى مجئ الاحتلال الصليبي
وتجدرالاشارة الى أن عكا التي شهدت الدمار والخراب ومغادرة السكان لها في فترة حكم البيزنطيين تمتعت بنمو وازدهار في عهد الخلفاء المسلمين. وعمل الخلفاء الامويين الكثير لترميم ميناء عكا, بنوا اسوار المدينة وبنوا قلعة داخلها. وجددت عكا نشاطها البحري ونافست صور في بناء السفن.
عندما انتقل الحكم الى الباسيين (حوالي 750م.) واتخذوا دمشق عاصمة لهم، أصبحت عكا أقل أهمية وتخلو من الميناء، حيث قدم اليه عدد قليل من السفن. وحسب ما ذكر ألمقدسي، فأن عكا في القرن العاشر كانت مدينة محضة فيها مسجد كبير أطلق عليه مسجد "يوم الجمعة" وتمتع سكان المدينة بالرفاهية الاقتصادية وأعتاشوا على زيت الزيتون والنسيج. وقد تم تجديد بنى الميناء ونقل جزء من الأسطول الاسلامي من صور الى المدينة.
وفي القرن الحادي عشر الميلادي حكم الفاطميون شمال البلاد وبعد ذلك حكم السلاجق المنطقة.
احتل الصليبيون في حملاتهم الاولى عام 1099م مدينة القدس واتجه قسم من الجيش الصليبي بعد ذلك شمالاً وحاولوا عدة مرات احتلال عكا ولكن في ربيع عام 1104 م نجح الملك "بالدوين" بمساعدة آلاف الجنود وأسطول السفن من "جنوا" في اسقاط أسوار عكا، وكان الاحتلال وحشيًا حيث قتل المحتلون من جنوا 4 آلاف مسلم ونهبوا أملاكهم.
لقد جلب احتلال عكا مجموعات سكانية مختلقة من أوروبا، من جنوا وفينيسيا وفرنسيين وانجليز، وأقيمت أحياء تحت أسماءهم حتى يومنا هذا وسيطر "فرسان الهيكل" على المدينة وحضنوها وبنوا قلعة "استبارية" وحصون متعددة.
حكم الصليبيين المدينة حوالي 200 سنة على التوالي. وفي عام 1187م سيطر صلاح الدين الأيوبي على عكا بعد أن هزم الصليبيين في معركة حطين. وخلال أربع سنوات حاول الصليبيين احتلال المدينة, تلقوا التعزيزات من أوروبا وفرضوا حصارًا على المدينة استمر سنة ونصف السنة, استسلم بعدها المقاتلون المسلمون نتيجةً للجوع والأمراض والارهاق الذي حل بهم وهكذا استعاد الصليبيون السيطرة على المدينة، وأصبحت عكا العاصمة الثانية للمملكة الصليبية, وانخفضت أهمية القدس.
أقيمت بعكا المحكمة العليا للمملكة بينما أصبحت الكنيسة الكاثوليكية الجهة المسيطرة في المدينة. في هذه الفترة بُنيت فيها أديرة الفرنسيسكان والدومينيكان وغيرها وكذلك بُينت كتدرائيّة تابعة لبطريرك القدس، رئيس المؤسسة الكنيسية التابعة للمملكة الصليبية، وتجددت التشكيلات الدينية والعسكرية الصليبية في المنطقة، وازدهرات الحياة التجارية في عكا نتيجة العلاقات الوثيقة مع أوروبا، إضافةً لذلك فقد وافق الصليبيون على عودة المسلمين الى المدينة وسمحوا لعدد من اليهود بأن يسكنوا فيها.
. وفي عام 1291/ إحتل المماليك سوريا وشمال فلسطين ومن ضمن ذلك مدينة عكا، وأدى هذا الاحتلال الى تصفية الاحتلال الصليبي، في عهد المماليك تدنّت مكانة عكا نتيجة الاهمال وأصبحت صفد عاصمة الجليل في أيام "بيبرس" المملوكي, وقد بنى المماليك المباني الدينية في القدس واللد والرملة وهجروا مدن الساحل التي أصبحت مدن أشباح.
العهد العثماني
حكم العثمانيون البلاد من عام 1517 حتى 1918، أي مدة 401 سنة، استعادت عكا خلالها مكانتها وتطورت وازدهرت عكا في أيام الزعيمين ضاهر العمر وأحمد باشا الجزار.
كان طاهر العمر أمير الجليل في الفترة 1745 – 1776، وقد بنى سورًا حول المدينة من الجهة الشرقية لحمائها من أي هجوم برّي، كما بنى قلعة في الشمال الغربي من المدينة والتي أصبحت لاحقًا سجنًا في ايام العثمانيين والأنتداب البريطاني، فأقام بقرب القلعة مبنى السرايا (مركز السلطة). وتم بناء مسجدين وحصل اليهود على مبنى ليصبح كنيسًا لهم. وقام ضاهر العمر بترميم الخانات وشيد سوقاً تجارية في مركز المدينة وأعاد ترميم ميناء عكا وحصّن أسوارها الغربية ونتيجة لكل ذلك ازدهرت المدينة مجددًا من الناحية الاقتصادية.
ولد أحمد باشا الجزار في البوسنة وتعلم في مصر وهو مسلم متدين وعسكري، أطلق عليه اسم الجزار بسبب قسوته. وفي عام 1776 أصبح حاكم عكا بفضل مساعدته السلطان العثماني في اخضاع ضاهر العمر، وعُين واليًا على صيدا (كما وعًُين لاحقًا واليًا على دمشق).
واصل الجزار المشروع العمراني الذي بدأه سلفه بقوة أكبر. فقد بنى جامع الجزار على أنقاض جامع "يوم الجمعة" وكنيسة الصليب المقدس. وهو يعتبر أجمل جامع في البلاد بعد قبة الصخرة في القدس. كما بنى خان العمدان والجامع التركي وأقام مساجد وخانات أخرى وحصّن أسوار المدينة.
وفي سنة 1799م أوقفت عكا زحف نابليون بونابرت وجيشه الفرنسي الذي وصل إليها بعد أن احتل مصر وساحل فلسطين، فقد حاصرها مدة طويلة، وفشل في اقتحام أسوارها ودخولها، حيث رمى قبعته من فوق سور عكا داخلها، لأنه لم يستطع دخولها.
ففي أثناء حكم الجزار أتت حملة نابليون إلى الشرق الأوسط، واستطاع نابليون احتلال مصر وغزه ويافا وحيفا ووصل إلى مشارف مدينة عكا بغية احتلالها عام 1779 للميلاد، ونادى الجزار في الناس ووقف فيهم خطيباً يحثهم على الجهاد والنصر أو الشهاده، واستجاب له أهل المدينة بأسرهم وتجهزوا لمقاومة نابليون الذي حاصر المدينة طويلاً وأمطرها بوابلٍ من قذائف المدافع وزخات الرصاص، وإستمر حصاره لها طويلاً وتكبد جيشه خسائر فادحةً في الأرواح والعتاد، وكان نابليون مصمماً على احتلال المدينة حيث أنها كانت المعقل المقاوم الأخير قبل أن يصبح الشرق بأسره تحت سيطرته، ولكن عزيمة وإصرار وشجاعة وإيمان اهل المدينة ومقاومتهم الباسلة وحصانة أسوارهم منعته من ذلك، بالإضافة لمعاونة الجيش الانجليزي وامدادة للمدينة بالأسلحة والمعونات، إضطر نابليون إلى الإنسحاب يجر أذيال الخيبة والهزيمة وكانت تلك هي المرة الأولى التي يُهزم فيها نابليون على الإطلاق، وقبل أن يرحل رمى بقبعته فوق أسوار عكا من غيظه وقال على الأقل مرت قبعتي من فوق أسوارك يا عكا
ورحل نابليون وهو يقول : تحطمت أحلامي على أسوارك يا عكا، سلامٌ عليكِ سلاماً لا لقاء بعده
وهذه هي أسوار عكا .. قاهرة نابليون والتي ستشهد باذن الله دحر اليهود الأنجاس ..
عكا مدينة غاية في القدم ذكرت في التوراة . خلال القرن الرابع للميلاد غزا الإسكندر الأكبر المدينة، وشيد بطالمة مصر مدينة عكا باسم بطولومايس في عهد بطليموس الثاني
في عام 1104 غزا الفرنج عكا وكانت المدينة ميناء مهما في هذه المنطقة. وقام سلطان مصرالمملوكي الأشرف خليل بتحريرها من الصليبيين وطردهم منها سنة 1921 في ما عرف بـ "فتح عكا"
حسبما ما ذكر المؤرخ العربي البلاذري، احتل الجيش الاسلامي مدينة عكا عام 636 م. في عهد الخليفة عمر بن الحطاب، وقد دمرها البيزنطيون بالكامل سنة 694 م. وبعد ذلك قام العرب بترميم مدن الساحل التي دمرها البيرنطيون وأعادوا للمدينة أسمها الأصلي "عكا". وأستمر الحكم العربي لعكا حوالي 470 سنة حتى مجئ الاحتلال الصليبي
وتجدرالاشارة الى أن عكا التي شهدت الدمار والخراب ومغادرة السكان لها في فترة حكم البيزنطيين تمتعت بنمو وازدهار في عهد الخلفاء المسلمين. وعمل الخلفاء الامويين الكثير لترميم ميناء عكا, بنوا اسوار المدينة وبنوا قلعة داخلها. وجددت عكا نشاطها البحري ونافست صور في بناء السفن.
عندما انتقل الحكم الى الباسيين (حوالي 750م.) واتخذوا دمشق عاصمة لهم، أصبحت عكا أقل أهمية وتخلو من الميناء، حيث قدم اليه عدد قليل من السفن. وحسب ما ذكر ألمقدسي، فأن عكا في القرن العاشر كانت مدينة محضة فيها مسجد كبير أطلق عليه مسجد "يوم الجمعة" وتمتع سكان المدينة بالرفاهية الاقتصادية وأعتاشوا على زيت الزيتون والنسيج. وقد تم تجديد بنى الميناء ونقل جزء من الأسطول الاسلامي من صور الى المدينة.
وفي القرن الحادي عشر الميلادي حكم الفاطميون شمال البلاد وبعد ذلك حكم السلاجق المنطقة.
احتل الصليبيون في حملاتهم الاولى عام 1099م مدينة القدس واتجه قسم من الجيش الصليبي بعد ذلك شمالاً وحاولوا عدة مرات احتلال عكا ولكن في ربيع عام 1104 م نجح الملك "بالدوين" بمساعدة آلاف الجنود وأسطول السفن من "جنوا" في اسقاط أسوار عكا، وكان الاحتلال وحشيًا حيث قتل المحتلون من جنوا 4 آلاف مسلم ونهبوا أملاكهم.
لقد جلب احتلال عكا مجموعات سكانية مختلقة من أوروبا، من جنوا وفينيسيا وفرنسيين وانجليز، وأقيمت أحياء تحت أسماءهم حتى يومنا هذا وسيطر "فرسان الهيكل" على المدينة وحضنوها وبنوا قلعة "استبارية" وحصون متعددة.
حكم الصليبيين المدينة حوالي 200 سنة على التوالي. وفي عام 1187م سيطر صلاح الدين الأيوبي على عكا بعد أن هزم الصليبيين في معركة حطين. وخلال أربع سنوات حاول الصليبيين احتلال المدينة, تلقوا التعزيزات من أوروبا وفرضوا حصارًا على المدينة استمر سنة ونصف السنة, استسلم بعدها المقاتلون المسلمون نتيجةً للجوع والأمراض والارهاق الذي حل بهم وهكذا استعاد الصليبيون السيطرة على المدينة، وأصبحت عكا العاصمة الثانية للمملكة الصليبية, وانخفضت أهمية القدس.
أقيمت بعكا المحكمة العليا للمملكة بينما أصبحت الكنيسة الكاثوليكية الجهة المسيطرة في المدينة. في هذه الفترة بُنيت فيها أديرة الفرنسيسكان والدومينيكان وغيرها وكذلك بُينت كتدرائيّة تابعة لبطريرك القدس، رئيس المؤسسة الكنيسية التابعة للمملكة الصليبية، وتجددت التشكيلات الدينية والعسكرية الصليبية في المنطقة، وازدهرات الحياة التجارية في عكا نتيجة العلاقات الوثيقة مع أوروبا، إضافةً لذلك فقد وافق الصليبيون على عودة المسلمين الى المدينة وسمحوا لعدد من اليهود بأن يسكنوا فيها.
. وفي عام 1291/ إحتل المماليك سوريا وشمال فلسطين ومن ضمن ذلك مدينة عكا، وأدى هذا الاحتلال الى تصفية الاحتلال الصليبي، في عهد المماليك تدنّت مكانة عكا نتيجة الاهمال وأصبحت صفد عاصمة الجليل في أيام "بيبرس" المملوكي, وقد بنى المماليك المباني الدينية في القدس واللد والرملة وهجروا مدن الساحل التي أصبحت مدن أشباح.
العهد العثماني
حكم العثمانيون البلاد من عام 1517 حتى 1918، أي مدة 401 سنة، استعادت عكا خلالها مكانتها وتطورت وازدهرت عكا في أيام الزعيمين ضاهر العمر وأحمد باشا الجزار.
كان طاهر العمر أمير الجليل في الفترة 1745 – 1776، وقد بنى سورًا حول المدينة من الجهة الشرقية لحمائها من أي هجوم برّي، كما بنى قلعة في الشمال الغربي من المدينة والتي أصبحت لاحقًا سجنًا في ايام العثمانيين والأنتداب البريطاني، فأقام بقرب القلعة مبنى السرايا (مركز السلطة). وتم بناء مسجدين وحصل اليهود على مبنى ليصبح كنيسًا لهم. وقام ضاهر العمر بترميم الخانات وشيد سوقاً تجارية في مركز المدينة وأعاد ترميم ميناء عكا وحصّن أسوارها الغربية ونتيجة لكل ذلك ازدهرت المدينة مجددًا من الناحية الاقتصادية.
ولد أحمد باشا الجزار في البوسنة وتعلم في مصر وهو مسلم متدين وعسكري، أطلق عليه اسم الجزار بسبب قسوته. وفي عام 1776 أصبح حاكم عكا بفضل مساعدته السلطان العثماني في اخضاع ضاهر العمر، وعُين واليًا على صيدا (كما وعًُين لاحقًا واليًا على دمشق).
واصل الجزار المشروع العمراني الذي بدأه سلفه بقوة أكبر. فقد بنى جامع الجزار على أنقاض جامع "يوم الجمعة" وكنيسة الصليب المقدس. وهو يعتبر أجمل جامع في البلاد بعد قبة الصخرة في القدس. كما بنى خان العمدان والجامع التركي وأقام مساجد وخانات أخرى وحصّن أسوار المدينة.
وفي سنة 1799م أوقفت عكا زحف نابليون بونابرت وجيشه الفرنسي الذي وصل إليها بعد أن احتل مصر وساحل فلسطين، فقد حاصرها مدة طويلة، وفشل في اقتحام أسوارها ودخولها، حيث رمى قبعته من فوق سور عكا داخلها، لأنه لم يستطع دخولها.
ففي أثناء حكم الجزار أتت حملة نابليون إلى الشرق الأوسط، واستطاع نابليون احتلال مصر وغزه ويافا وحيفا ووصل إلى مشارف مدينة عكا بغية احتلالها عام 1779 للميلاد، ونادى الجزار في الناس ووقف فيهم خطيباً يحثهم على الجهاد والنصر أو الشهاده، واستجاب له أهل المدينة بأسرهم وتجهزوا لمقاومة نابليون الذي حاصر المدينة طويلاً وأمطرها بوابلٍ من قذائف المدافع وزخات الرصاص، وإستمر حصاره لها طويلاً وتكبد جيشه خسائر فادحةً في الأرواح والعتاد، وكان نابليون مصمماً على احتلال المدينة حيث أنها كانت المعقل المقاوم الأخير قبل أن يصبح الشرق بأسره تحت سيطرته، ولكن عزيمة وإصرار وشجاعة وإيمان اهل المدينة ومقاومتهم الباسلة وحصانة أسوارهم منعته من ذلك، بالإضافة لمعاونة الجيش الانجليزي وامدادة للمدينة بالأسلحة والمعونات، إضطر نابليون إلى الإنسحاب يجر أذيال الخيبة والهزيمة وكانت تلك هي المرة الأولى التي يُهزم فيها نابليون على الإطلاق، وقبل أن يرحل رمى بقبعته فوق أسوار عكا من غيظه وقال على الأقل مرت قبعتي من فوق أسوارك يا عكا
ورحل نابليون وهو يقول : تحطمت أحلامي على أسوارك يا عكا، سلامٌ عليكِ سلاماً لا لقاء بعده
وهذه هي أسوار عكا .. قاهرة نابليون والتي ستشهد باذن الله دحر اليهود الأنجاس ..

Dandosh
•
فترة الانتداب البريطاني
أحدثت سلطات الانتداب نموًا وازدهارًا متجددًا في عكا، وطوّرت المدينة. صحيح أن حيفا احتلت مكان الصدارة بحريًا ولكن ميناء عكا ظل يعمل وان يكن على نطاق أضيق. ومع ذلك فقد ارتفع عدد سكان المدينة من 6 آلاف نسمة عام 1920 الى حوالي 13 الف نسمة عام 1946، وخفض مستواها البريطانيون من مدينة لواء الى عاصمة قضاء تسيطر على 60 قرية وبلدة. كما حول البريطانيون قلعة ضاهر العمر الى سجن مركزي يًُسجن فيه الثوار الفلسطينيون الذين أعتبروا "سجناء جنائيين" ولاقوا معاملة سيئة من قبل البريطانيين مقارنة بسجناء المنظمات الارهابية الصهيونية اليهود الذين أعتبروا "سجناء سياسيين". وقد استخدم البريطانيون في هذا السجن مشنقة أعدموا فيها فلسطينيين ويهودًا على السواء (ولكن عدد الفلسطينيين أكبر).
ازدهرت عكا في هذه الفترة بفضل تاريخها. حيث رَممّت وزارة الآثار البريطانية أسوار المدينة ومباني أخرى، وانجذب سياح غربيون كثيرون الى طابع وشكل السكنة داخل الاسوار.
كان في المدينة، اضافةً الى السياحة والصيد مصانع قليلة، مثل مصنع البلاط بملكية يهودية ومصنع البيرة ومصنع الكبريت الذي نظم فيه عمال عرب ويهود إضرابًا مشتركًا ناجحًا لتحسين اجورهم، وكذلك مطبعة "النجاح" العربية-اليهودية حيث طبعت فيها مجلة "الزمر" الفكاهية الانتقادية، والتي انتقلت الى حيفا لاحقًا. وكان في عكا مصنع للجلود حقق نجاحًا كبيرًا.
شهدت سنوات العشرينيات والثلاثينيات ترك اليهود عكا وانتقالهم الى حيفا بسبب تطوّر الاخيرة. وبدأ الفلسطينيون ينظمون نفسهم سياسيًا.
في عام 1930 أقيم الحزب الليبرالي ومن بين قادته توفيق العكي، كما عمل في عكا أيضًا حزب الاستقلال الذي شكل طرفًا في قيادة الانتفاضة الأولى – الثورة العربية في السنوات 1936 – 1939. الكثيرون من سكان عكا المسلمون شاركوا في الاضراب الكبير الذي نظمته اللجنة العربية العليا، عُقدت في المدينة مؤتمرات وجرت مظاهرات وعمليات مقاومة ضد الجيش البريطاني والمستعمرات اليهودية في الجليل الغربي.
سكن المدينة حوالي 14 الف نسمة. وحسب قرار التقسيم رقم 181 الصادر عن الأمم المتحدة في تشرين ثاني 1947 فان عكا كانت من نصيب الدولة العربيه، مثلها في ذلك مثل بقية الجليل الغربي. ولم يشارك سكان عكا في الحرب التي اندلعت بعد قرار التقسيم، ورفضوا التعاون مع فوزي القاوقجي، قائد جيش الانقاذ الذي قدم الى فلسطين من لبنان. وحسب ما يذكر المؤرخ العكي، فايز الكردي، في كتابه "عكا بين الماضي والحاضر" فان القيادة المحلية شهدت الهدوء والسكينة، المدينه لم تُحصّن ولم توفّر السلاح للمقاتلين وذلك لأنه كان من المعروف أن تكون عكا ضمن الدولة العربية. لقد نشطت في المدينة "لجنة قومية" عملت على تزويد المواطنين بالغذاء والوقود وتوفير الامن لهم، وكان من المفروض ان تتولى اللجنة صلاحيات ادارة المدينة مع مغادرة البريطانيين لها، هذه اللجنة لم تفسح بموطئ قدم داخل المدينة لمنظمة مثل "النجادة" و"الفتوة" وهي منظمات شبه عسكرية مرتبطة بالهيئة العربية العليا.
في آذار 1948 جرت اتصالات بين اللجنة القومية في عكا ومنظمة ال"هاغاناه" وتم الاتفاق بين الطرفين على السماح لشاحنات التموين اليهودية بالدخول الى نهاريا وقرى الجليل الغربي مقابل سماح "الهاغاناه" بتزويد عكا عن طريق خليج حيفا دون عراقيل. ولكن أفراد "الهاغاناه" خرقوا الاتفاق في 17 آذار وذلك بعد ان طالبوا الحراس عند حاجز عكا بفحص الشاحنات التي لا تحمل أسلحة للمستعمرات اليهودية. ورغم ذلك لم يتوجه أفراد اللجنة القومية الى أي جهة عسكرية عربية للدفاع عن المدينة ولم يحاولوا تحصين المدينة في حالة الهجوم عليها. لم يبادر أبناء عكا بشيء للدفاع عن حياتهم باستثناء الهجمات القليلة على سيارات يهودية مرّت على شارع عكا – نهاريا.
هبطت المعنويات في المدينة وبدأ قسم من أهلها بمغادرتها. وفي نهاية شهر آذار وصل الى المدينة ضابط من جيش الانقاذ يدعى خليل كلاس ونشر بعض الوعود وترك المدينة. الآمال القليلة المتبقية لدى سكان عكا اختفت مع سقوط مدينة حيفا الفلسطينية وقدوم عشرات الآلاف من اللاجئين الى المدينة في نيسان 1948.
أصبح الوضع في المدينة صعبًا لايطاق وتضخم عدد سكان عكا الى 40 الف نسمة، وقد فُتحت المساجد والكنائس والمخازن الكبيرة في خان العمدان لاستيعاب القادمين. كان هناك نقص كبير في المواد الغذائية والأدوية. حيث تفشّ وباء الطاعون وسادت الفوضى. وأصبح ميناء عكا ميناء النزوح الى لبنان بدون مقابل.
في المقابل، سعت قوات "الهاغاناه" اليهودية بقيادة موشيه كرميل الى احتلال عكا رغبة في ايجاد تواصل أقليمي بين خليج حيفا وقرى ومدن الجليل الغربي. وأبلغ البريطانيون قوات "الهاغاناه" أنهم لن يسمحوا لهذه القوات باحتلال المدينة طالما أنهم مسؤولون عن النظام في البلاد. ولذلك تأجل احتلال عكا الى موعد رحيل البريطانيين في 15 أيار 1948
قبل ذلك بيوم واحد سيطرت فرقة من لواء كرميلي على تل نابوليون وذلك ضمن حملة "بن عامي" وقصفت المدينة بالمدافع. وقد توجه ضابط الاتصال بدر الفاهوم وعبد الرزاق الى البريطانيين مطالبين بابعاد مطلقي النيران من المكان، ولكن البريطانيين الذين كانوا مشغولين جدًا باخلاء قواتهم، لم يتدخلوا في ذلك.
في مساء 16 أيار واصل اللواء كرميلي قصف المدينة، وهاجمت قوات المشاة عكا من الشمال. حيث حمل بعض المواطنون السلاح وحاربوا دفاعًا عن بيتهم، الأمر الذي اضطّر المهاجمون الى القتال من بيت الى بيت.
تركز القتال حول القلعة ومحطة الشرطة. ودعت القوات اليهودية عبر مكبرات الصوت عرب عكا الى الاستسلام، وتمت اعادة عدد من الأسرى الفلسطينيين الذين القى القبض عليهم ظهر يوم 17 أيار الى البلدة القديمة حاملين معهم رسالة تطالب سكان عكا بالقاء السلاح. في مساء ذلك اليوم تجدد القتال حول مبنى الشرطة. القوات الفلسطينية غادرت المكان وانتقلوا الى داخل البلدة القديمة، وشاركت في هذه المعركة سفن من فرقة "البلماح" البحرية التي وضعت حصارًا على المدينة. لقد أدى حصار عكا من الشرق وتواجد قوات الجيش اليهودي عند بوابات أسوار عكا وحصار السفن لها ونقص المواد الغذائية والذخيرة، الى انهيار الروح المعنوية للمقاتلين العكيين داخل الاسوار.
بعد قتال أستمر 22 ساعة، وفي الساعة الواحدة وأربعين دقيقة من بعد منتصف ليل 18 أيار وقّع محمد عبده وأحمط طيبان ومعهم بقية أعضاء البلدية على وثيقة الاستسلام. وفي ساعات الصباح الباكر فتح عرب عكا بوابات البلدة القديمة.
بعد احتلال عكا فُرضَ الحكم العسكري عليها. قسم من المواطنين غادر المدينة متوجهًا نحو لبنان وبقي فيها ما بين 15 الى 16 الف شخص. في شهر تموز 1948 أعدت خطة لطرد عرب عكا الى مكان آخر، ربما الي يافا، ولكن وزير الأقليات بيخور شطريت تدخل في الأمر وصرّح بأن استيعاب آلاف المبعدين في يافا أمر غير ممكن من الناحية الاقتصادية وقرر الغاء مخطط الابعاد. وهكذا ظلت البقية من سكان عكا في المدينة.
هذه صورة قديمة لاهالي عكا يهاجرون عبر البحر إلى لبنان وسوريا بعد احتلال المدينة ..
عكا عام 1953

Dandosh
•
البلدة القديمة في عكا
أعلنت منظمة اليونسكو مدينة عكا وبلدتها القديمة واحدة من أهم مواقع التراث العالمي الواجب المحافظة عليه. ولكن العدو الصهيوني يخضع المدينة إلى حملة تهويد نجسة، يتحدث عنها هذا المقال بالتفصيل:
تتعرض البلدة القديمة في عكا إلى حملة تهويد علنية وواضحة، إذ تستغل البلدية الإسرائيلية الإعلان عنها كجزء من التراث العالمي إلى جذب السياح الأجانب، وقد أدى هذا الاعتراف إلى ارتفاع أسعار العقارات والبيوت داخل الأسوار بشكل كبير، مما جعلها محط أنظار المتمولين والشركات السياحية والعقارية الكبرى، ويأتي هذا الاهتمام على حساب السكان الذين يعانون من محاولات التهجير، سواء بوسائل الترغيب أو الترهيب. استغلت السلطات الإسرائيلية ذلك لتسهيل مساعيها لتفريغ البلدة القديمة البالغ عدد سكانها ما بين 8000 و10000 شخص، للاستيلاء على العقارات فيها وكل ذلك بادعاء أنها أملاك غائبين، وفلسطينيو عكا لا يستطيعون شراءها، والخطر هنا يكمن في الصراع بين الطمع الرأسمالي والصراع القومي، على غرار ما يجري لأحياء السود في الولايات المتحدة، وقد حولت البلدية العقارات في البلدة القديمة إلى سوق عقاري، يستهدف الوجود العربي فيها، مما يشكل خطرا على مستقبل الوجود العربي في البلدة القديمة. ومثلاً الحمام الصغير وخان العمدان تم بيعها للمستثمرين بريطانيين بـ12 مليون شيكل، واليوم هي تعاني من إهمال متعمد. هذا بالإضافة إلى عملية تهويد أسماء الشوارع والحانات والساحات في عكا، حيث قامت بإطلاق أسماء عبرية، ومثال على ذلك قصة الميناء، حيث أطلق عليه اسم "الرمبام- رابي موشيه بن ميمون" ومؤخراً قامت البلدية بإطلاق اسم أحد قادة سلاح البحرية الإسرائيلي، وسط معارضة السكان الفلسطينيين الذين يطلقون عليه اسم "مرسى عيسى العوام. تغيير أسماء الشوارع والحارات في عكا القديمة، يمكن مشاهدته خلال السير في شوارع وأزقة البلدة القديمة، حيث تحمل اللافتات أسماء لا تمت بصلة إلى المدينة وسكانها وتاريخهم، وقد تم تغيير أغلب المسارات السياحية والمركزية في عكا القديمة وإعادة تسميتها، وكل ذلك من أجل جذب السياح الأجانب.
من ازقة البلدة القديمة في عكا :
ولا بد لليل أن ينجلي .. ولا بد للقيد أن ينكسر ..
أعلنت منظمة اليونسكو مدينة عكا وبلدتها القديمة واحدة من أهم مواقع التراث العالمي الواجب المحافظة عليه. ولكن العدو الصهيوني يخضع المدينة إلى حملة تهويد نجسة، يتحدث عنها هذا المقال بالتفصيل:
تتعرض البلدة القديمة في عكا إلى حملة تهويد علنية وواضحة، إذ تستغل البلدية الإسرائيلية الإعلان عنها كجزء من التراث العالمي إلى جذب السياح الأجانب، وقد أدى هذا الاعتراف إلى ارتفاع أسعار العقارات والبيوت داخل الأسوار بشكل كبير، مما جعلها محط أنظار المتمولين والشركات السياحية والعقارية الكبرى، ويأتي هذا الاهتمام على حساب السكان الذين يعانون من محاولات التهجير، سواء بوسائل الترغيب أو الترهيب. استغلت السلطات الإسرائيلية ذلك لتسهيل مساعيها لتفريغ البلدة القديمة البالغ عدد سكانها ما بين 8000 و10000 شخص، للاستيلاء على العقارات فيها وكل ذلك بادعاء أنها أملاك غائبين، وفلسطينيو عكا لا يستطيعون شراءها، والخطر هنا يكمن في الصراع بين الطمع الرأسمالي والصراع القومي، على غرار ما يجري لأحياء السود في الولايات المتحدة، وقد حولت البلدية العقارات في البلدة القديمة إلى سوق عقاري، يستهدف الوجود العربي فيها، مما يشكل خطرا على مستقبل الوجود العربي في البلدة القديمة. ومثلاً الحمام الصغير وخان العمدان تم بيعها للمستثمرين بريطانيين بـ12 مليون شيكل، واليوم هي تعاني من إهمال متعمد. هذا بالإضافة إلى عملية تهويد أسماء الشوارع والحانات والساحات في عكا، حيث قامت بإطلاق أسماء عبرية، ومثال على ذلك قصة الميناء، حيث أطلق عليه اسم "الرمبام- رابي موشيه بن ميمون" ومؤخراً قامت البلدية بإطلاق اسم أحد قادة سلاح البحرية الإسرائيلي، وسط معارضة السكان الفلسطينيين الذين يطلقون عليه اسم "مرسى عيسى العوام. تغيير أسماء الشوارع والحارات في عكا القديمة، يمكن مشاهدته خلال السير في شوارع وأزقة البلدة القديمة، حيث تحمل اللافتات أسماء لا تمت بصلة إلى المدينة وسكانها وتاريخهم، وقد تم تغيير أغلب المسارات السياحية والمركزية في عكا القديمة وإعادة تسميتها، وكل ذلك من أجل جذب السياح الأجانب.
من ازقة البلدة القديمة في عكا :
ولا بد لليل أن ينجلي .. ولا بد للقيد أن ينكسر ..
الصفحة الأخيرة
يا ليل خلّي الأسير تايكمل نواحو
راح يفيق الفجر ويرفرف جناحو
تايتمرجح المشنوق في هبة رياحو
وعيون في الزنازين بالسرّ ما باحوا
يا ليل وقف تأمضي كل حسراتي
يمكن نسيت مين أنا ونسيت آهاتي
عجبي، كيف امتدت بك سعاتي
شمل الحبايب ضاع وتكسرت أقداحو
لا تظن دمعي خوف، دمعي على أوطاني
وعالكمشة زغاليل في البيت جوعانة
من راح يطعمها من بعدي واخواني
اثنين قبلي شباب عَ المشنقة راحوا
أم أولادي كيف راح تقضي نهارها
ويلها علي أو ويلها على صغارها
ياريتني خليت في إيدها سوارها
يوم دعتني الحرب تاإشتري سلاحو
قبل إعدامه في سجن عكا الشهير عام 1936 ، كتب الشهيد عوض النابلسي هذه القصيدة بالفحم على جدران السجن ... ولا زالت ، بعد أكثر من سبعين عاما، تعبر عن لسان حال كل الفلسطينيين والشهداء والأسرى ..
يسعدني ان أصحبكم في رحلة جديدة من مدن فلسطين الغالية.. و لكن هذه المدينة، ككل أخواتها الفلسطينيات، تتمتع بما يميزها .. فهي من أقدم مدن التاريخ و هي قاهرة نابليون .. هي عروس البحر وأم المجاهدين .. هي عكا.. الجميلة الحزينة.