هذي قصه ابن عمي ...الذي ابكى صاحبه المليونير عشميل

الملتقى العام

اخواتي هذي قصه لاحد ابناء عمي وهو يكتب في منتدى خاصه بقبيلتي وقد اعجبت بها كثيرا واردت ان انقلها لكم


أسدل الليل سدوله ، وأحكم الهدوء لثامه ، ونهضت من فراشي ذلك اليوم وأنا في قمة سعادتي ... كيف لا ؟! ومديرنا بالأمس قد هاتفني مبشرا ومهنئا بترقيتي وإشغالي منصب اجتماعي جديد من شأنه مضاعفة مسئولياتي في القادم من الأيام ــ بالمناسبة لست عسكريا ــ اتجهت مباشرة لمقر عملي وقوبلت بكل حفاوة وترحيب وقبلات
( حاااارة ) من زملاء المهنة وكانت الابتسامة تعلو محيا الجميع ... اجتمع المدير بكل الزملاء بهذه المناسبة وعبارات الثناء والإطراء التي سمعتها كانت مصدر فخري واعتزازي بذاتي حيث زادتني شموخا وثقة بنفسي ....
ودعني زملاء المهنة بوليمة ( دسمة ) كانت بمثابة التكريم لي ...
عدت إلى البيت وأنا في قمة فرحتي ( طبعا بالمنصب الجديد ) وأطفالي الصغار يحومون حولي كالفراشات فرحين ومتسائلين ... أنت فرحان ليه يا بابا ؟؟!!
زوجتي على الجانب الآخر كانت ترتدي أجمل الحلل ، حيث استقبلتني بالدعاء والشكر لله على نعمائه .. كيف لا وقد أصبح زوجها .......!!!
في ذلك اليوم اختلطت كل العواطف والمشاعر من وداع الزملاء وفرحة صغاري وزوجتي ــ التي لا تقدر بثمن ــ بمنصبي الجديد وهيبة المكان الذي سأشغله ابتداء من يوم غد ...
اتجهت عصرا برفقة بقية أفراد العائلة إلى ( أكبر ) أسواق مدينتي فيوم غد لا بد لي من الظهور بأحسن مظهر ذلك أن مكانتي الاجتماعية ستتغير ( دون جدال ) !!
عدنا إلى البيت محملين بأجود الملابس والعطورات وكل ما يليق بوالدهم يوم غد
وفي المساء كنت أعاني كثيرا فقد كان ( الأرق ) مصاحبا لي طوال هذا المساء
( الطويل ) وفي الصباح كانت الانطلاقة بتلك السيارة ( الفارهة ) وعيناي لا تفارقان المرآة والتي التصقت بوجهي طوال الطريق وأنا حينها أتساءل !!
كيف سيكون استقبالهم لي ؟ هل سأكون الرجل المناسب في المكان المناسب ؟ وما هي الألفاظ التي سأتخيرها للرد على عبارات الثناء والمديح المتوقعة منهم لشخصي ؟ وغيرها من الأسئلة الكثير ... وبمجرد دخولي كانت الأعين ترقبني دخلت بكل عزة وشموخ و( غرور ) !!! تبادلت معهم كل عبارات المديح كان أحد الحضور ويدعى ( خالد العسيري ) أقربهم إليّ تحدثت معه كثيرا وسألته عن زميل
( لي ) اسمه( عشميل ) هل تربطه به صلة ( عمل ) فبادرني الرجل بابتسامة ( بريئة ) تلاها بقوله : الله يذكره بالخير!!! ففهمت من حديث الرجل أن صاحبنا ( عشميل ) ترك عمله واتجه إلى
( عالم الملايين ) ... لم أستوعب كلام الرجل في البداية ... فأنا أذكر ( عشميل ) ذلك الرجل البسيط المتواضع والفكاهي ( حد القهقهة ) وبدأت أستعيد ذكرياتي مع ( عشميل ) فقد كان ( بسيطا جدا ) ترددت على مسامعي أصوات كنداسة سيارته الخربة كثيرا ( عشميل ) صاحب السيارة ( الكابرس ) موديل 89
ذات اللون الأسود ــ وأذكر أنني في أحد المناسبات دعوته ( فكان للنداء ملبيا ) كعادته وبعد العشاء خرج منصرفا نحو سيارته فإذا به يركب من الباب الأمامي والخاص بالراكب معللا ذلك بأن باب السائق
( خربان ) على حد تعبيره ...
( عشميل ) هذا كان يسكن داخل هذا الحي الشعبي والذي لا يمكن لي أن أزوره فيه !!!
( عشميل ) هذا وبرغم حبه للفكاهة والانبساط والانفتاح إلا أنني كنت كثيرا ما ألمحه داخل ذلك المسجد الصغير في مقر عملنا وهو يصلي ( صلاة الضحى ) وهي التي كانت أشبه بالصلاة المفروضة عنده ... فصلاة الضحى كانت عنده بمثابة ( الإرث ) عن والده ــ على حد تعبيره ...
عدت إلى البيت ولم أكن على استطاعة أن أجيب على أسئلة زوجتي وصغاري عن عملي الجديد وكيف كان استقبالهم لي ووووو .... استلقيت على فراشي كعادتي وأنا استعيد شريط ذكرياتي مع الصاحب القديم
( عشميل ) فتذكرت أن ( آخر لقاء ) قد جمعني به كان قبل سنة تقريبا ، فقد جمعني به القدر العام الماضي أمام باب مدرسة أبنائي عند استلام نتائج نهاية العام وقد لمحته في سيارة هي أبعد أن تكون له من فئة( بي إم دبليو ) عندها سألته مداعبا من أين سرقتها يا نمس ؟! فرد بابتسامة ربما تخفي وراءها الكثير من الأسرار ... عند ذلك أدركت أن ( خالد ) قد صدق فربما أن هذه السيارة كانت بداية دخول الرجل لـــ (عالم الملايين ) !!!
وفي المساء لم يتوقف رنين ( جوالي ) من اتصالات ورسائل تحمل بين طياتها أجمل التهاني والتبريكات بالمنصب الجديد إلا أن أحد هذه الاتصالات قد ( كدّر ) عليّ تلك السعادة ذلك أنه كان يحمل نبأ وفاة والد أحد أصدقائي وزملاء العمل ( سابقا )
اتجهت مع رفاقي في ذلك المساء لتقديم واجب العزاء والوقوف جنبا إلى جنب مع زميلنا الحزين لفراق والده ، ومن هناك خرجنا لذلك المنتزه الراقي فلعلنا نقلب في الذكريات الماضية وهناك قرر زملائي الاحتفاء بي على ضفاف ذلك البحر لنحتسي معا شيئا من القهوة والشاي ، مباشرة ودون مقدمات سألتهم : عندكم أخبار عشميل ؟ فتبسموا وتهامسوا مرددين بالبلدي : توّك تدري ؟! انطلق أحدهم دون إذن مسبق نحو سيارته وعاد وهو يحمل صحيفة ( المدينة ) بين يديه وبدأ يقلبها وهو يقترب مني وهو يقول : اقرأ يا حبيبي ! هل عرفت صاحب هذه الصورة ؟!
يا للهول !! إنه عشميل ( صديقنا ) بلحمه وشحمه !! واللقاء ( والعنوان ) كان كالتالي :
ضيفنا الشيخ / محمد عبدالله مبارك عشميل رئيس شركة عجائب التقنية في الحاسب الآلي ( أكبر شركة في الشرق الأوسط للحاسب الآلي واللاب توب !!! )
كيف وصل ( صاحبنا )؟ من أين له ذلك ؟ لماذا ؟ متى ؟ وغيرها من الاستفهامات كانت موضوع حديثنا هذا المساء !!!
وفي صبيحة اليوم الثاني لا أعلم ما هو الدافع لدي ولكنه الإصرار على مهاتفة زميلي ( المليونير) فقد حاولت الاتصال مرارا ولكن في كل مرة يجيب هاتفه ( إن الهاتف المطلوب لا يمكن الاتصال به الآن ..... ) وما زلت أعاود الاتصال بصاحبنا ولكن لا حياة !! بدأ كل منا يفكر في التقرب من صاحبنا ( المليونير ) لعله .......!!!!!!
بدأنا نتساءل هل تغيّر الرجل ؟ هل ما زال يذكرنا ؟ وغيرها الكثير
وبعد أيام حكّمت عقلي فقلت لنفسي : هل يعقل أن نقاسم الرجل في ماله ؟
فأدركت أن ردة فعلنا تجاه صاحبنا لم تكن إلا من باب ( حسد الغبطة ) لزميلنا فسألت الله أن يبارك لزميلنا في ماله وأن يكفينا شر الحسد !!!
بدأت أحدّث من عرفت ومن لم أعرف عن ( صاحبي ) المليونير ... كيف كان ... وكيف وصل ... وأقف معهم على الكثير من ذكرياتي معه لعلهم يتيقنون من صدقي
كنت في كل مّرة أحمل الجريدة التي كانت بدورها تحمل صورته ... لماذا ؟ لا أعلم !
وبعد مدة من الزمن صادفتني صورته في صحيفة أخرى لتغطية الحدث المهم حينها والمتمثل في مكرمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله والزيادة بنسبة 15% في رواتب موظفي الحكومة ليعلنها ( صاحبي ) المليونير قوية بزيادة 15% في رواتب موظفي شركته والتي أصبحت فروعها تغطي بلاد الصين وبريطانيا وإندونيسيا وغيرها من البلدان التي لا تحضرني الآن .
عاودني الحنين للرجل فقررت ( ثانية ) أن أهاتفه دون أن أعلم ماذا لعلي أقول له فقد وحشني الرجل كثيرا ــــ وبعيدا والله عن المصالح ـــ لكن هذه المرة للأسف كان رد هاتفه
( مكالمتك لا تتم حسب الطريقة التي استخدمتها .... ) فأدركت حينها أن الاتصال بصاحبنا أصبح من وحي الخيال !!!
وبما أنني لا أغيب عن زملائي كثيرا فإن أخبار ( زميلنا ) المليونير كانت محور أحاديثنا ــ وبدأ زميلنا ( الشهراني ) والذي يعاني ماديا ــ أحرص على مقابلة الشيخ عشميل ( المليونير ) فقد حفيت قدماه حتى ( حظي ) بمقابلة المليونير والسلام عليه بدأ ( الشهراني ) يسرد لنا قصة زيارته ومشاهداته للرجل المليونير ونحن ( نلتف ) حوله على أشباه الأطفال الصغار وهم يستمعون لأحد القصص المسلية !! لم يستطع أن يصف لنا مكتبه فقد كان فوق الخيال ( على حد تعبير ) الشهراني ...
بدأت أتوق لمقابلة ( الرجل المليونير ) وبدأت أتساءل كيف سيكون استقبال الرجل لي سيما وأنني كنت أقرب الزملاء له وأكثرهم مشاركة له في جوانب حياته البسيطة
نقطة مهمة خرجنا بها هذا المساء فقد اختصر لنا زميلنا ( الشهراني ) الطريق فلم يعد يفصلنا عن صاحبنا إلا ( العزيمة ) على زيارته فالمكان أصبح معروفا ولن يجهله أحد منا ... توقفت مع نفسي قبل أن أزور صاحبي المليونير ماذا أريد منه بالضبط ؟ وماذا لعله يفهم من زيارتي له ؟ ارتديت من ملابسي ( أجملها ) ولم أكن بحاجة للتسوق فالعهد بالسوق قريب !!! فلا بد أن أظهر أمام ( عشميل ) أنني في خير ولله الحمد، وبدأت أقلب في شريط الذكريات مع صاحبنا وبعض المواقف ( المضحكة ) فربما أكسب بها ( ود ) الرجل وبأي طريقة كانت !!!
انطلقت نحو ( صاحبي ) وأنا ( مختلط المشاعر ) وأنا أحمل في جيبي رسالة قررت أن أعطيها الرجل عند خروجي من مكتبه ( الفخم ) !!!
أصر السكرتير المسئول عن مكتب ( جنابه ) على عدم الدخول قبل أخذ موعد مسبق ربما يمتد إلى أيام ، ولشعوري أنني اختلف عن بقية الناس ــ بالنسبة للرجل ــ أصريت على الدخول فجأة ودون مقدمات ولكن للأسف ( السكرتير ) يرفض كل توسلاتي ، فقلت له قل لــ ( عمك ) أنا صديقه فلان بن فلان وعندما خرج
( السكرتير ) رحب بي فسألته ماذا كان جواب ( الشيخ ) فأجابني ( السكرتير ) مبتسما قائلا والله عمي الشيخ شكله يحبك كثير ومبسوط من زيارتك ، وابتسم عندما ذكرت له اسمك ، فتفضل يا سيدي!!
وأخيرا ( أنا ) في مكتب ( المليونير ) ـــ عشميل وبشحمه ولحمه أمام عينيّ ـــ قام الرجل من مكتبه وهو في أجمل ( صورة ) و( البشت ) يغطي منكبيه ، سلّم الرجل بكل حرارة ورحب بي وجلس إلى جواري ( تاركا ) مكتبه والاتصالات التي لا تكاد تتوقف وأعطاني ( جلّ ) اهتمامه ...
بدأت استعيد بعض الذكريات الجميلة معه ــ فالماضي ــ هو من سيشفع لي عنده إلا أن رنين هواتفه قد فصلت الكثير من أحاديثي معه ... أخذ ( السكرتير ) يفيض علينا بمختلف العصائر الطازجة والخدمات التي لا تليق إلا بضيوف رجل مليونير!!!
أدركت أن للرجل ( مشاغل ) كثيرة ( وصفقات ) كثيرة ( وملايين ) كثيرة ، فرأيت أن أودع صاحبنا ، فلعل الرجل يأذن لي بزيارة في القادم من الأيام ...
استأذنت الرجل وسلمته ( رسالتي ) وسألته بالله أن يعيرها اهتمامه ولا يهملها وكنت قد طلبت منه أن لا يفتحها إلا بعد خروجي من مكتبه ، لكن صاحبي ( أصّر ) وبعناده الذي عهدته عليه أن يفتحها وأنا في مكتبه فقد كان الرجل ( يتوهّم ) من زيارتي له أنني لم أزره إلا لحاجة في نفس يعقوب !!!
تركت الرجل ( مرغما ) يقرأ ما كتبته له ، وما لبث أن فرغ من قراءة رسالتي إلا والدموع قد انهمرت من عينيه !!!
ذلك أن محتوى الرسالة كان يقول :

عشميل هل ما زلت تحرص على صلاة ( الضحى ) كما عهدتك ؟!فخرجت والرجل ( منكبا ) بوجهه على مكتبه وأنا أردد :
بارك الله لك في مالك وحلالك !!!
21
4K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

(مسك وعنبر)
(مسك وعنبر)
قصه رائعه ومؤثرة جزيت خيرا
اللهم اجعل غناي في قلبي
جولدن مون
جولدن مون
قصه حلوه

افضل الاعمال ادومها وان قل.
ردودالصمت
ردودالصمت
عطرتوا موضوعي بمروركم
$القلب الحنون$
هديل الحياه
هديل الحياه
موضوع حلو
تسلمى يا قلبي