سيطر الوجوم على الأطباء والممرضين وهم يعاينون وجه الطفلة الرضيع شهد، البالغة شهراً وخمسة أيام، بعدما قضم هرّ شرس أجزاء منه وهشّم أخرى، في حادثة غريبة، بعدما استفرد بها في سريرها، عندما كان والداها منهمكين في حظيرة المواشي، خارج الدار، في عريض بلدة دبين، قضاء مرجعيون.
وكانت نسرين زوجة سعد الدين المحمود، قد تركت طفلتها الرضيع في سريرها نائمة، بعدما عادت بها من مستشفى مرجعيون، إثر إجراء تلقيح لها عند الثامنة والنصف من صباح السبت المنصرم. وخرجت قرابة العاشرة والنصف، إلى حظيرة المواشي والدواجن، قرب البيت. ولم تكد تمر دقائق معدودات، حتى سمعت صراخها، فعادت مسرعة إلى حيث الطفلة، لتجد هرّاً أسود يأكل وجه طفلتها شهد، فبدأت بالصراخ واستنجدت بالوالد والجيران، الذي عملوا فوراً، على نقلها إلى مستشفى مرجعيون ليشرف على علاجها الطبيب الجراح وليد رمضان، الذي اكتشف تشويهاً كبيراً في الوجه، بعدما تمكن منها الهرّ قضماً وتهشيماً، مخلفاً جروحاً بالغة وخطيرة، ما استدعى نقلها إلى مستشفى متخصص. وبعد اتصالات مكثفة مع المستشفيات الخاصة في الجنوب وبيروت، جرى نقلها عبر الصليب الاحمر اللبناني في حاصبيا إلى مستشفى بيروت الحكومي، بعدما رفضت معظم المستشفيات الخاصة استقبال الطفلة شهد، ابنة الراعي المعدم غير القادر على تحمل أعباء معالجة أبنته.
وسارع أهالي دبين إلى قتل الهر ووضعه في مكان معزول، تمهيداً لإجراء الفحوصات اللازمة عليه، لمعرفة أسباب هذه الحادثة. فيما قضت ظهر أمس الرضيع شهد، الأبنة البكر، لسعد الدين المحمود متأثرة بجراحها البالغة.