رانيا القرعاوي من الرياض
لا تعلم معظم الأمهات خصوصاً السعوديات أن "رج الطفل" أو "هزه" بهدف التخفيف من بكائه أو لدفعه للنوم ربما يتسبب في وفاته، حيث سجلت أربع وفيات لأطفال العام الماضي بسبب ما يسمى بـ "متلازمة الطفل المرتج" وهو ما دفع مدينة الملك عبد العزيز الطبية للمرة الأولى لتدريب 30 إخصائية ليتولين تدريب ستة آلاف أم على التعامل مع أطفالهن.
وترى فاطمة الشهري مديرة قسم الخدمات المجتمعية والتوعية في برنامج الأمان الأسري والمسؤولة عن الحملة، أن "رج الطفل" انتشر أخيراً حتى تسبب في وفاة أربعة أطفال وهي ضمن إحصائية سجلت في المدينة العام الماضي.
وقالت: إنه وفق إحصاء عالمي فإن 15 في المائة من حالات وفيات الأطفال سببها "الرج"، وأكثر من 60 في المائة من الأطفال الذين يتعرضون لـ "الرج" ذكور، ويشير الإحصاء إلى أن الخادمات لا تأثير لهن في الظاهرة، فعالمياً يتسبب فيها الأب ومن بعده الأم، وأن واحدا من كل أربعة أطفال مرجوجين يتوفى، والذين ينجون يعانون العمى أو الإعاقة العقلية والشلل.
ولفتت إلى أن الحملة تستهدف تدريب 30 إخصائية ما بين ممرضات ومثقفات صحيات من المدينة ليتولوا بعدها تدريب ستة آلاف أم من منسوبي المدينة على مدار ستة أشهر. مبينة أن الحملة تستهدف الأمهات اللاتي لديهن أطفال أقل من سنة، حيث يكون حجم الرأس معادلا ثلثي الجسم وعضلات الرقبة رخوة فتتحرك بشكل دائري لتمسك بالرأس، إضافة إلى أن الدماغ يحتوي على مسافة، وهو ما يجعل الطفل أكثر عرضة للخطر نتيجة الرج خصوصاً أن بكاء الطفل يتزايد في الفترة من شهرين إلى خمسة أشهر.
وأضافت: إن "رج الطفل" تحدث عنه نتائج مباشرة مثل الوفاة أو إعاقة أو نتائج غير مباشرة مثل صعوبات التعلم والتخلف الدراسي، وهو أمر يصعب تحديده.
وعن كيفية التعرف على الذين توفوا بسبب الرج، تقول: "هناك أعراض وظواهر متكررة كأن يكون الطفل يبكي، ثم يبدأ بإرجاع ما في بطنه، ومن ثم يصمت، إضافة إلى حدوث نزيف حول العين". ولفتت إلى أنها تأمل أن يتم تنفيذ الحملة في أماكن أخرى لتصبح إلزامية مستقبلاً، مشيرة إلى أهمية نقل الفكرة إلى أماكن أخرى، وإيجاد مركز متكامل لظاهرة هز الطفل من خلال توفير دعم وقائي وهو الأفضل في علاج الظاهرة، مضيفة أنها "ظاهرة غير مؤقتة، وطالما وجد أطفال ستحدث، لذلك العائلة بحاجة إلى التثقيف لطريقة التعامل مع بكاء الطفل، وعدم الخروج عن السيطرة التي تدفع لهز الطفل وإصابته بالضرر".
ولفتت إلى أهمية أن تعي العائلة الطرق الصحيحة للتعامل مع الطفل، على غرار الحرص على إطعامه، وتغيير الحفاظ، مشيرة إلى ضرورة أن يكون الربت على ظهره بخفة، والتأكد من عدم شعور الطفل بالحر أو البرد، التحلي بالصبر، وأخذ نفس عميق، والعد من الواحد حتى العشرة، إذا وصلت الأم إلى حالة من الضيق يمكنها أن تضع الطفل في مكان آمن وتركه حتى يهدأ.
ولفتت إلى أن فكرة الحملة فازت العام الماضي ضمن 30 مشروعاً من ضمن أفضل مسابقات المشاريع التنموية التي تقام باتفاقية مع مؤسسة الملك خالد، حيث بدأ التخطيط للحملة حيث فازت بمبلغ 100 ألف ريال وبدأت في تنفيذ الحملة على ثلاث مراحل، الإعداد، التدشين، والتنفيذ.
وتعرف "متلازمة الطفل المرتج"، بأنها تلف يحدث في المخ نتيجة "رج الطفل" بعنف، حيث يقوم الشخص البالغ في حالة غضب برج الطفل بعنف فيتخبط مخ الطفل في الجمجمة محدثا إصابات خطيرة، وتلف في المخ.
يذكر أن معظم هذه الحالات تحدث للأطفال تحت سن عامين، حيث إن رقبة الطفل ضعيفة ولا تدعم رأسه الكبير بالنسبة لجسمه ولهذا عند رج الطفل يتأرجح رأسه بشدة للأمام والخلف مسببا أضرارا جسيمة في المخ، كما أن مخ الطفل والأوعية الدموية التي تصل بين المخ والجمجمة ضعيفة جداً وغير مكتملة النمو وتتقطع بسهوله، ويشير اختصاصيون إلى أن رج الطفل يجعل المخ يتخبط في الجمجمة، ويتسبب في تقطع الأوردة الدموية ومن ثم حدوث نزيف داخلي، الذي بدوره يسبب تلفا لا علاج له في المخ.
ويوم جو بناتي وانا عارفه المعلومه يعني تعلمت