هــاهي الفتـــــن كقطع الليـــل المظلـــم فكيف نتعامـــل معـــــــها !!!!!!!!!

الملتقى العام

السلام عليكم ورحمة الله


سؤال يتبادر الى الاذهان؟؟؟؟؟

كيف يتعامل المسلم مع الفتن؟؟؟
فهاهي تموج موج البحر وهي كمواقع القطر وهي كقطع الليل المظلم ، هكذا شبه النبي صلى الله عليه وسلم الفتن ، فقد فصلها ووضحها وحذّر منها وبيّن علاماتها وكيفية المخرج منها،قال الله تعالى: واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب . وقالت زينب أم المؤمنين رضي الله عنها: ((استيقظ النبي من النوم محمرا وجهه يقول: لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه وحلق بإصبعه الإبهام والتي تليها قيل: أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم إذا كثر الخبث)) . ولقد أخبر النبي أن الفرار من الفتن خير للعبد ولو أن يكون صاحب غنم فقال: ((يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن)) . وأمر النبي أمته أن يستعيذوا من الفتن في كل صلاة فقال : ((إذا تشهد أحدكم أي قرأ التحيات فليستعذ بالله من أربع يقول: أعوذ بالله من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال)) وأمر بالصلاة لمدافعة الفتن كما في حديث أم سلمة رضي الله عنها قالت: استيقظ النبي ليلة فزعا يقول: ((سبحان الله ماذا أنزل الله من الخزائن؟ وماذا أنزل الله من الفتن؟ من يوقظ صواحب الحجرات يعني زوجاته لكي يصلين رب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة)).

إذا نزلت الفتنة عميت البصائر والعقول كما قيل :

يقضى على المرء في أيام محنته ** حتى يرى حسنا ما ليس بالحسن
انها الدنيا والتي يقول عنها الشاعر:
هي الدنيا تقول بملء فيها ** حذار حذار من بطشي وفتكي
فالدنيا على أنها دنية إلا أنها فتنة وتدل على ضعف ابن آدم
فهي / طبعت على كدر وأنت تريدها *** صفواً من الأقذاء والأكدار
فهي إن حَلَّتْ أَوْحَلَتْ وَأَمْحَلَتْ وإن كَسَتْ أَرْكَسَتْ ، وإن أَعْطَتْ أَعْطَبَتْ.
أهمية فقه الفتن والملاحم عند السلف الصالح
إن التفقه في موضوع الفتن والملاحم ومدارسة نصوصها، للوصول إلى فقه الواجب في التعامل مع الواقع المتغير في حياة المسلمين المعاصرة والمستقبلة، ليس بدعا من القول ولا ترفا في الفكر، كما أنه ليس إيغالا في الوهم ولا جنوحا إلى الخيال، بل إن نسب هذا العلم الشريف يرتفع إلى الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان رضي الله عنه خبير الفتن والملاحم إن صح التعبير، فقد كان الناس يسألون رسول الله عن الخير فيسأله هو عن الشر ليأخذ بكامل الاحتياطات اللازمة لاتقائه، فعن أبي إدريس الخولاني قال: سمعت حذيفة بن اليمان يقول: كان الناس يسألون رسول الله عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني.
*******************************************
الوقفة الاولى ماذا تفعل في وقت الفتن
أولاً : الحرص على العبادة : روى مسلم في صحيحه عن معقل بن يسار رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : " العبادة في الهرج – أي في الفتنة – كهجرة إليّ " .
ثانياً : الإلحاح على الله بالدعاء : قال صلى الله عليه وسلم : " تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن " رواه مسلم ، وأن يحفظ الإنسان الأذكار المتعلقة بالفتن وينشرها كما في حديث : كان إذا خاف قوماً قال : " اللهم إنا نجعلك في نحورهم ، ونعوذ بك اللهم من شرورهم " ، وما جاء في المتفق عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في الكرب : " لا إله إلا الله العظيم الحليم ، لا إله إلا الله رب العرش العظيم ، لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم " .
ثالثاً : حسن التأمل للواقع والوعي بالحال ، والبعد عن العاطفة الزائدة التي تؤدي إلى الغفلة والسذاجة .
رابعاً : الصبر وعدم الاستعجال يقول الله تعالى : (( فاصبر إن وعد الله حقٌ واستغفر لذنبك وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار )) قال أبو العباس ابن تيمية رحمه الله : ( فأمره بالصبر وأخبره أن وعد الله حق وأمره أن يستغفر لذنبه ولا تقع فتنة إلا من ترك ما أمر الله به ، فإنه سبحانه أمر بالحق ، وأمر بالصبر ، فالفتنة إما من ترك الحق وإما من ترك الصبر فالمظلوم المحق الذي لايقصرفي علمه يؤمر بالصبر، فإذا لم يصبر فقد ترك المأمور ) .
خامساً : الحلم والأناة : لأن ذلك يجعل المسلم يبصر حقائق الأمور بحكمة ، ويقف على خفاياها وأبعادها وعواقبها ، كما قال عمرو بن العاص في وصف الروم : ( إنهم لأحلم الناس عند فتنة ) .
سادساً : الرجوع إلى أهل العلم العاملين الصادقين ، والدعاة المخلصين لمعرفة المواقف الشرعية .
سابعاً : عدم تطبيق ما ورد في الفتن - من نصوص – على الواقع المعاصر .. لأن منهج أهل السنة والجماعة إبّان حلول الفتن هو عدم تنزيلها على واقع حاضر .. وإنما يتبين ويظهر صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم بما أنبأ وحدث به أمته من حدوث الفتن عقب حدوثها واندثارها ، مع تنبيه الناس من الفتن عامة ، ومن تطبيقها على الواقع الحالي خاصة .
ثامناً : بذل السبب لخلاص الأمة ورفعتها .. بدلاً من الاشتغال بفضول الكلام .
تاسعاً : الحذر من السير في ركاب المنكر ( لأن الكبار رضوا به ) : روى مسلم في صحيحه عن أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ستكون أمراء فتعرفون وتنكرون ، فمن عرف فقد برئ ومن أنكر سلم ، ولكن من رضي وتابع ، قالوا : أفلا نقاتلهم ؟ قال : لا ما صلوا " .. قال النووي : ( قوله : "من عرف فقد برئ " معناه : من عرف المنكر ولم يشتبه عليه قد صارت له طريق إلى البراءة من إثمه وعقوبته بأن يغيره بيده أو لسانه ، فإن عجز فليكرهه بقلبه .. وقوله : " ولكن من رضي وتابع " ولكن العقوبة والإثم على من رضي وتابع ) .
عاشراً : الوحدة والإتلاف وترك التنازع والاختلاف لقوله تعالى : (( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا )) .
الحادي عشر : أهمية التأصيل العلمي القائم على منهج شرعي ، وهذا لابد منه وقت الفتن لأن كثيرين يخوضون بغير علم فيؤدي خوضهم إلى أنواع من البلاء والتفرق والتصرفات الطائشة .. وليحرص المسلم أن يتعلم المسائل العقدية المهمة والتي يخشى من الوقوع فيها بالخطأ مثل مسائل الولاء والبراء ونواقض الإسلام ونحوها من المسائل .
الثاني عشر : الحذر من الشائعات والروايات الواهية ونقل الأخبار المكذوبة : يقول ابن عمر – كما رواه ابن حبان – " لم يكن يُقصّ في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أبي بكر ولاعمر ولا عثمان إنما كان القصص زمن الفتنة " ، ومما يعين على ذلك لزوم الرفقة الصالحة الناضجة سلوكياً وفكرياً .
الثالث عشر : عدم الاعتماد على الرؤى في وقت الفتن لأنها في الغالب تكون أحاديث نفس .

اللهم إنا نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن
تابعوا معنا
38
3K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

عاشقة الصداقة
الوقفة الثانية
كيف ندفع الأزمة عنّا
أولاً : تحقيق الإيمان في القلوب .. وترجمته في الواقع العملي .. والله تعالى خرق سننه الكونية من أجل عباده المؤمنين الصادقين .. فهو سبحانه فلق البحر لموسى .. وأوقف الشمس ليوشع .. وصدق الله تعالى : (( إن الله يدافع عن الذين آمنوا )) .
ثانياً : التوبة والرجوع إلى الله تعالى ، قال بعض السلف : ( لما فقد قوم يونس نبيهم وظنوا أن العذاب قد دنا منهم قذف الله في قلوبهم التوبة ولبسوا المسوح وألهوا بين كل بهيمة وولدها ثم عجوا إلى الله أربعين ليلة .. فلما عرف الله الصدق من قلوبهم .. والتوبة والندامة على ما مضى منهم .. كشف الله عنهم العذاب .. يقول الله تعالى (( فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين )) ولذا قال بعض السلف : ما نزل بلاء إلا بذنب وما رفع إلا بتوبة ) .
ثالثاً : كثرة الاستغفار لقوله تعالى : (( وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون )) .
رابعاً : كثرة الأعمال الصالحة ، كما قالت خديجة رضي الله عنها لرسول الله صلى الله عليه وسلم : " كلا والله لا يخزيك الله أبداً ، إنك لتصل الرحم ، وتقرئ الضيف ، وتحمل الكل ، وتكسب المعدوم ، وتعين على نوائب الحق " .
خامساً : التواصي على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، لقول الله تعالى : (( وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون )) ولم يقل صالحون .. ، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك الله أن يعمهم بعقاب من عنده " صحيح الجامع 1970 .
سادساً : الإكثار من الصدقة ، لقوله صلى الله عليه وسلم : " أكثروا من الصدقة في السر والعلانية ترزقوا وتنصروا وتجبروا " رواه ابن ماجه ، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " صنائع المعروف تقي مصارع السوء ، وصدقة السر تطفيء غضب الرب .. " رواه الطبراني – صحيح الجامع 3797 ، وقال ابن أبي الجعد : ( إن الصدقة لتدفع سبعين باباً من السوء ) .
سابعاً : اجتناب الظلم ، وهو التعدي على الناس في دمائهم أو أموالهم أو أعرضهم بغير حق .. يقول الله تعالى : (( وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعداً )) .يتبع
عاشقة الصداقة
الوقفة الثالثة
اهميةالعبادة والطاعة والعمل الصالح وقت الفتن :
حينما تكثر الشهوات والملهيات وتنزين الدنيا للمؤمنين وتصرفهم عما خلقوا لأجله ، فالمؤمن يهرع ويفزع إلى سيده ومولاه إلى الرحمن الرحيم جل وعلا ، حينما يتملك قلبك الهم ، ويعلو محياك الغم ، فعليك منهج نبيك فأتم ولهذا كان عليه الصلاة والسلام اذا حزبه امر فزع الى الصلاة .
وكذلك جاء في صحيح مسلم عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (العبادة في الهرج وفي رواية في الفتنة كهجرة إلي ).يعني بذلك أن لها ميزة وفضل وأجر عظيم في أوقات الفتن .
يقول الحافظ ابن رجب رحمه الله معلقاً على هذا الحديث : ( وسبب ذلك أن الناس في زمن الفتن يتبعون أهوائهم ولا يرجعون إلى دين فيكون حالهم شبيهاً بحال الجاهلية فإذا انفرد من بينهم من يتمسك بدينه ويعبد ربه ويتبع مراضيه ويجتنب مساخطه كان بمنزلة من هاجر من بين أهل الجاهلية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤمناً به ،متبعاً لأوامره مجتنباً لنواهيه "أ.هـ.
ونبينا الكريم صلى الله عليه وسلم كان إذا حزبه أمرهرع وفزع إلى الصلاة .
جاء في صحيح مسلم عن ْ أَبِي هُرَيْرَةَ-رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:" بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنْ الدُّنْيَا" فالرسول صلى الله عليه وسلم حث على المبادرة إلى الأعمال الصالحة عند حلول الفتن من صلاة وصيام وصدقة وبر وأداء للحقوق الواجبة عليك وصلة الرحم وقراءة القرآن وغيرها من الأعمال ثبتنا الله وإياك على الطاعة .


يقول ابن القيم -رحمه الله تعالى- في نونيته: فصلٌ فيما أعده الله تعالى من الإحسان للمتمسكين بكتابه وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- عند فساد الزمان، يقول -رحمه الله-:


هذا وللمتمسكين بسنة الـ *** مختار عند فساد ذي الأزمانِ
أجرٌ عظيم ليس يقدر قدره *** إلا الذي أعطاه للإنسانِ
فروى أبو داود في سنن له *** ورواه أيضاً أحمد الشيباني
أثراً تضمن أجر خمسين امرئ *** من صحب أحمد خيرة الرحمنِ
إسناده حسنٌ ومصداق له *** في مسلم فافهمه فهم بيانِ
إن العبادة وقت هرج هجرة *** حقاً إليَّ وذاك ذو برهانِ



يتبع
عاشقة الصداقة
(مفسدة الهـــــرج)
في الصحيحين عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم، وتكثر الزلازل، ويتقارب الزمان، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج وهو القتل القتل".

إن مفسدة الهرج عظيمة، يجب أن يقدر قدرها قبل الإقدام على أي عمل قد يقود إليها، فإن عواقبها وخيمة، قال البخاري: وقال ابن عيينة عن خلف بن حوشب كانوا يستحبون أن يتمثلوا بهذه الأبيات عند الفتن، قال امرؤ القيس:

الحرب أول مـا تكـون فتيـة *** تسعى بزينتـها لكل جهـول
حتى إذا اشتعلت وشب ضرامها *** ولّـت عجـوزاً غير ذات حـليل
شمـطاء ينكـر لونـها وتغيرت *** مكـروهة للشّـم و التقــبيل
وإذا دخل الناس في الفتن وتلوثت الأيدي بالدماء، شق بعدها الخروج منها، وفي صحيح البخاري، عن ابن عمر أنه قال: (إن من ورطات الأمور التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها سفك الدم الحرام بغير حله)، وفيه أيضاً عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : (لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراماً)، قال بن حجر: "وقد ثبت عن بن عمر أنه قال لمن قتل عامداً بغير حق: (تزود من الماء البارد، فإنك لا تدخل الجنة)، وأخرج الترمذي من حديث عبد الله بن عمر: (زوال الدنيا كلها أهون على الله من قتل رجل مسلم)، قال الترمذي: حديث حسن، قلت: وأخرجه النسائي بلفظ: (لقتل المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا)، قال ابن العربي: ثبت النهي عن قتل البهيمة بغير حق، والوعيد في ذلك، فكيف بقتل الآدمي؟ فكيف بالمسلم؟ فكيف بالتقي الصالح؟
أسأل الله أن يمن علينا وعلى بلاد الاسلام بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام، اللهم استر عوراتنا، وآمن رواعتنا، واحفظنا من بين أيدينا ومن خلفنا، وعن أيماننا وعن شمائلنا ومن فوقنا، ونعوذ بعظمتك أن نغتال من تحتنا.

يتبع
عاشقة الصداقة
المخرج من الفتن
الشيخ/ عبد الكريم الخضير

المخرج من الفتن، وجدت الفتن، وجدت الفتن، والآن تموج من حولنا، والناس يتخطفون من حولنا، ونحن نعيش في أمن ورخاء ورغد ولله الحمد والمنة، نسأل الله -جل وعلا- أن يديم هذا بتوفيقنا لرضاه.
المخرج: الاعتصام بكتاب الله -جل وعلا- والعمل بسنة نبيه -عليه الصلاة والسلام-، وقد جاء في الحديث: ((تكون فتن)) قيل: يا رسول الله فما المخرج منها: قال: ((كتاب الله)) فعلى المسلم الذي يحسن القراءة أن يكون ديدنه تلاوة كتاب الله، قراءة القرآن، في كل وقت، هذا فيه مخرج من الفتن، وفيه أيضاً بكل حرف عشر حسنات، يعني تجلس بعد صلاة الصبح إلى طلوع الشمس أسبوع وتختم القرآن، ساعة، تختم القرآن في أسبوع، ثلاثة ملايين حسنة، ومع ذلك العصمة في كتاب الله، فمن يفرط في مثل هذا؟ ما يفرط إلا محروم، نسأل الله السلامة والعافية، يعني في وقت قصير ولا يعوقك عن تحصيل أي مصلحة، لا دين ولا دنيا، ومع ذلك تجد الذين يجلسون انتظاراً لارتفاع الشمس قلة، ونراهم في بلادنا، بلاد الخير والفضل، أقل من القليل، بل كثير من المساجد ما يجلس أحد، ما يجلس أحد، ذهبنا إلى بعض المناطق، مناطق المملكة التي في عرف كثير من الناس محل ازدراء، ليست محل، يعني ما هي بمحل التزام واستقامة، وفيها طوائف مبتدعة، وفيها اختلاط وكذا، وجلس بعد صلاة الصبح صفان إلى أن ارتفعت الشمس، ومظاهرهم ليست من مظاهر الاستقامة والالتزام، فالزهد في مثل هذه الأمور التي جاء الحث عليها لا شك أنه خذلان، يعني ما الذي يمنع أن يجلس طلاب العلم، يجلس عامة المسلمين، كبار السن، خيار الناس، بعد صلاة الصبح إلى أن تنتشر الشمس لمدة ساعة، ويقرأ القرآن، أسبوع ثلاثة ملايين حسنة، ويعصم من الشيطان، يعصم من الدجال، الإنسان في، غني عن العصمة من الفتن؟ المخرج في كتاب الله، العمل بسنة النبي -عليه الصلاة والسلام- ((عليكم بسنتي))، والذي لا يعمل بالسنة لا بد وأن يبتلى ببدعة، لا بد أن يبتلى ببدعة، عليه أيضاً أن يلزم العبادة، في أوقات الفتن ففيها مخرج، وفي الحديث الصحيح: ((العبادة في الهرج كهجرة إلي))، ((العبادة في الهرج كهجرة إلي)) فعلى الإنسان أن يلزم هذه العبادة.
الفرائض عليه أن يسعى في تكميلها، يعني إذا كان يعقل منها النصف أو الربع، أو الثلث يسعى أن يعقل جميع هذه الفرائض؛ لأنه ما تقرب بشيء أحب إلى الله مما افترض عليه، ثم بعد ذلك يسعى فيما يسد الخلل من الإكثار من النوافل من جنس هذه العبادة، يكثر من نوافل الصلاة، يكثر من نوافل الصيام، من نوافل الحج والعمرة، ((العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما)) الأذكار التي لا تكلف الإنسان شيئا،ً ورتب عليها الأجور العظيمة، إبراهيم -عليه السلام- يقول للنبي -عليه الصلاة والسلام-: ((يا محمد أقرئ أمتك مني السلام، وأخبرهم أن الجنة قيعان، غراسها سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله، والله أكبر)) تجد الإنسان يغرس الشجرة، أو يغرس النخلة، ويتكلف عليها المبالغ والجهود، وخمس سنوات أو ست ما تثمر، سبحان الله غرس شجرة في الجنة، الحمد لله غرس شجرة في الجنة، وهكذا، ما الذي يعجز عن أن يقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، وهي الباقيات الصالحات، {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ} ، يعني أفضل من المال ومن البنين، وهي لا تكلف شيء، وأنت جالس، وأنت قائم، ماشي، مضطجع، في نور، في ظلام، على أي حال تذكر الله، سبحان الله وبحمده في دقيقه ونصف مائة مرة حطت عنه خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر، يعني الذي يلهج بذكر الله، هل يخذل في وقت الفتن إذا كان ذلك من أخلاص واستحضار لهذه الأذكار؟ لن يخذل بإذن الله، وجاءت الأحاديث الكثيرة في الذكر والذاكرين، ((سبق المفردون، الذاكرون الله كثيراً والذاكرات)) وللذكر أكثر من مائة فائدة، ذكرها ابن القيم -رحمه الله- تعالى في أول الوابل الصيب في الكلم الطيب، الوابل الصيب من الكلم الطيب، فالعبادة في وقت الفتن وقت الهرج الذي هو: القتل بلسان الحبشة، لا شك أنه فيه مخرج عظيم وتوفيق من الله -جل وعلا- للخروج من هذه الفتن.
لزوم جماعة المسلمين، يعني إذا وجدت هذه الفتن، ووجد القتل على الإنسان أن يلزم جماعة المسلمين.
أيضاً يكثر الاستعاذة بالله -جل وعلا- من هذه الفتن، يكثر الاستعاذة بالله -جل وعلا- من هذه الفتن، عله أن يوافق ساعة استجابة فيعصم منها، يعني موقف العلماء وطلاب العلم في أيام الفتن، عليهم أن يبصروا الناس، ويثبتوهم، ويربطوا على قلوبهم، ويبينوا لهم ما جاء في ذلك من نصوص، ولا يجعلونهم يتخبطون ويتبعون كل ناعق يتكلم ممن له شأن، ومن لا شأن له.

منقول
نسأل الله لنا والكاتبة السلامة من الفتن ماظهر منها وما بطن
غـاليـة
غـاليـة
الله يجزاك خير ..موضوع نحتاج له بشدة في مثل هذا الوقت

الله يقينا شر الفتن ما ظهر منها و ما بطن