تقول صاحبة القصة:
كنت الصغرى بالنسبة لخمس شقيقات لي.. وكنت أقلهن جمالا" بل كن هن غاية في الجمال بينما أنا متواضعة الملامح ..تشفق علي أمي من المستقبل المجهول وكيف أن الناس يقارنون بيني وبين شقيقاتي فلا تكون المقارنة لصالحي مُطلقا"..
كنت أشعر بداخلي بكثير من الغيرة المكتومة من أخواتي الجميلات مما أفقدني الثقة في نفسي خاصة وأن شقيقاتي كن يتعاملن معي بغرور لأنهن الأجمل والأكبر فكن كثيرات النقد لي وطلب خدمتهن أحيانا" مما أشعرني هذا بالمرارة فشكوت هذا لأبي الذي عاتبهن ..
ومضت الأيـــــــام وتخرجت من الجامعة ونظرتي للمستقبل كلها خوف وتوجس لكن شيئا" ما أنار لي طريقي وهو أني اهتديت إلى طريق الله وإلى ما يرضيه مما قربني منه-عز وجل- فساعدني هذا على أن أتغير كثيرا" وأقتنع أن الله قدّر لي ملامحي العادية مثلما قدّر لأخواتي الجمال الواضح وأنني لا بد أن أرضى بما أراده الله لي وأقتنع بنفسي وملامحي كما هي والمستقبل بيد الله وحده ..
لم يمض عام على تخرجي حتى تقدّم لخطبتي طبيب,,تم الزواج سريعا" لأرى ثواب الله لي إذ كنت ملتزمة..
هذا الرجل الطيب الحنون الذي يراني أجمل النساء والذي يحبني حبا" جمّا" والذي رأيت منه أجمل الصفات وأرقاها هو (زوجي), الحمد لله ماذا أريد أكثر من ذلك؟
شقيقاتي ذُهلن فلم يتقدم لخطبتهن مثل زوجي , وتزوجت أنا قبلهن وتخيلن أن في زوجي شيئا" ما ستظهره الأيام والعشرة وإلا لماذا تزوجني أنا المتواضعة الملامح؟؟!!
من خلال عشرتي لزوجي عرفت ما معنى الحب الجميل الأصيل بين الزوجين بل لعله أجمل وأحلى حب يوصف في عالم الإنسان..إن زوجي رقيق القلب والوجدان مع مرضاه..مع أهله..مع الجيران..مع أهلي ..مع أصدقائه..الجميع يثنون عليه وعلى أخلاقه الكريمة فمن أخلاقه الكريمة أنه لا ينتقدني مطلقا" بل هو دائم الشكر والثناء علي,على طعامي..على إعدادي للمائدة..زينة البيت..تربية الأبناء..معاملتي لأهله والجيران..
وزوجي لا يسمعني إلا الكلمة الطيبة ولما أنجبت ثلاث فتيات أكد زوجي لأهله أنه سعيد جدا" بي و بهنّ, فيكفي أنهن بنات ليشعر أن حياته أصبحت أجمل,وسمعت زوجي يقول لأخته:
لم أرَ في حياتي امرأة جميلة مثل زوجتي,تكفي طيبتها,تكفي تلقائيتها وبساطتها ,يكفي التزامها الديني وخوفها من الله..وترد شقيقة زوجي: معك حق إنها إنسانة تتقي الله في كل تصرفاتها,ونحن نحبها حقا"..
كان أهل زوجي يحبونني كثيرا" والواقع أنني لم أجد أي صعوبة أو معاناة في التعامل معهم فجميعهم يحترم الآخر ولا يتدخل في شؤونه كما أنهم يحبون زوجي حبا" جما" ويرون حسن أن حسن معاملتي جزءا" أساسيا" من محبتهم واحترامهم له,كانت والدة زوجي امرأة طيبة,متعلمة, هادئة,وقد رأت فيّ الجمال الحقيقي -على حد قولها-واعتبرتني مثل ابنتها تماما, وأنا أعتبر كل ذلك من فضل ربي-عز وجل-..
من ميزات زوجي أنه شديد السخاء معي,يكثر من مجاملتي بل ومع أهلي هو كذلك,فمثلما يهدي أمه يهدي أمي الهدية نفسها,ومثلما يجامل أخاه يجامل أخي ولا يفرق مطلقا في المعاملة,ناهيك عن حسن استقباله لأهلي وبشاشته معهم..
وكان زوجي أبا" مثاليّا" يشارك بناتي أمورهن كلها ويحترمني جدا أمامهن وقد رزقني الله طفلين صغيرين بعد البنات وأصبح زوجي يشركني في جميع أعمال البيت رغم أني ربة بيت وهو الطبيب الناجح الذي يعمل ساعات متصلة لرعاية مرضاه, وله وضع مميز في المستشفى الذي يعمل به ويديره أيضا"..كان أكثر ما يسعدني هو دعاء الأمهات لزوجي, فزوجي طبيب أطفال,وهو محب للأطفال ويكون سعيدا" للغاية حين يشفي الله طفلا" على يديه..ويقول زوجي إن مهنته علمته البكاء الداخلي فكم بكى بلا دموع مع أم قلقة على طفلها,وأخرى تتألم لألم رضيعها,وثالثة لا تعرف النوم للحالة المرضية الصعبة التي يمر بها طفلها.
زوجي طبيب مثالي,رقيق جدا" أراه الزوج الحبيب الذي لا يُقدر بثمن,وبيننا صداقة عجيبة فلا أسرار بيننا!!
ولا أنسى يوما"نوّم فيه أبي بالمستشفى إلا واعتبره زوجي أباه فقدم له ما يقدمه الابن لأبيه من عطف ورعاية وحنان..
وزوجي رجل سخي بالمشاعر والمال,وإن رقته معي وحبه الشديد لي دفعاني للتفاني لإسعاده فهو لا يدخر وسعا" لكي يراني سعيدة مبتهجة,فأصبح عندي أغلى من روحي ووجداني..
زوجي رجل يخاف الله ويتقيه ويُقدم على فعل الخيرات ويتصدق كثيرا" وأحلى أمسياتنا ونحن نقرأ القرآن معا" ونتذاكر بالقراءة النافعة معا". ونتحدث في أمور الدين والدنيا معا".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قولوا ما شاء الله عليها الله يزيدها من نعيمه وفضله ..

أجمل أمل @agml_aml_1
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

أجمل أمل
•
رفــــــــــــــــــــــــــع..




الصفحة الأخيرة