بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
******
هل لك من ظل ؟!

يوم أعلن الصيف حلوله وقدومه ،
ارتفعت درجة الحرارة في بعض المناطق
إلى 50 و60 درجة مئوية ،
هاج الناس وماجوا ،
وما استطاع أحد أن يحتمل مثل هذا الحر ،
لم تتوقف المكيفات عن العمل ليلاً أو نهاراً ،
ويمكنكم أن تدركوا أنه يفصل
بيننا وبين الشمس 150 مليون كم فقط ،
ويفصل بيننا وبينها طبقة الأوزون وغيرها !
******
ما رأيكم لو قربت الشمس منا حتى
ما يصبح بيننا وبينها قدر ميل ؟
في يوم تبدل به الأرض غير الأرض ،
والسماوات غير السماوات ،
يوم يقف الناس حفاة عراة ،
قد نسى كل منهم التفكير في رغبته أو شهوته ،
فالموقف عصيب ، والعرض على الله الواحد الجبار ..
******
في ذلك اليوم ،
يقف البشر كلهم في صعيد واحد ،
أبيضهم أسودهم فقيرهم غنيهم ،
لا فرق ، قد تبدلت الموازين ،
فبارت موازين الأرصدة والشيكات ،
وحلت محلها موازين الأعمال والحسنات !
******
أرض الموقف قحلاء جرداء ،
ليس فيها شجرة تظل
أو حتى حائط يختبئ وراءه ،
السماء ليست كالسماء ، ولا الأرض كالأرض ،
لا جبال أو سهول ،
لا مسطحات خضراء أو أزهار أو ورود ،
كل ما في تلك الأرض غريب غريب !
******
دنت الشمس من الرؤوس ،
حتى ما صار بينهن أكثر من ميل ،
بلغ العرق من الناس كل مبلغ ،
منهم من بلغ به العرق إلى كعبيه ،
ومنهم من بلغ إلى ركبتيه ،
ومنهم من بلغ إلى وسطه ،
ومنهم من بلغ إلى رقبته ،
ومنهم من يغطيه العرق ويلجمه إلجاماً !
******
بينما الناس في تلك الحال ،
يرون في ناحية هناك ، أناس مثلهم ،
قد أنعم الله عليهم فاستظلوا ،
لا يشعرون بحر الشمس ولا يقاسونه ،
لا يأتيهم العرق ولا يذوقونه ،
يتساءل الناس من أولئك يا ترى ؟
وما الذي أبلغهم تلك المنزلة ؟
وما ذلك الذي يظلهم ؟
فهل تريد أن تعرف من هم ؟
هم أولئك الصفوة الذين وعدهم الله
أن يظلهم بظله يوم لا ظل إلا ظله ،
يظلهم بظل عرشه العظيم ، من هم أولاء ؟
وأي شيء أوصلهم تلك المنزلة ؟
هل تحب أن تكون منهم ؟
*****
صنفهم الرسول صلى الله عليه وسلم
إلى سبعة أصناف ، فقال :
( سبعة يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله ) فاختر لنفسك صنفاً واحرص على أن تنضم إليه ،
فالظل ظل عرش الرحمن ،
والمكان أرض المحشر ،
والزمان يوم القيامة !
******
أولهم
( إمام عادل )
قد اتقى الله في رعيته ،
فلم يظلمهم ولم يأكل حق أحدهم ،
لم يتجبر عليهم أو يطغى فوقهم ،
لم يستعمل جيوشه وحشوده لقهرهم وتعذيبهم ،
حكم بشرع الله ، وحكم بين رعيته بالعدل والقسط !
******
( وشاب نشأ في طاعة الله )
فمن صباه إلى مراهقته وشبابه هو في طاعة الله ،
لم يضل عن الطريق ، ولم يخطأ السبيل ،
لم تطأ قدماه أوحال المعاصي ،
لم يغتر بشبابه وما طال به الأمل !
******
( ورجل قلبه معلق في المساجد )
لا يسكن قلبه إلا بها ، ولا يجد راحة نفسه إلا فيها ،
فهو يصلي الفجر فتتوق نفسه ليصلي الظهر وهكذا ،
فحياته هناك ، واتصاله المفضل من هناك إلى الله سبحانه وتعالى ،
وما مثله في المسجد إلا مثل السمكة في الماء !
******
( ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه )
قد سما حبهما عن كل مصلحة ،
وعن كل سبب دنيوي ، فكان حباً في الله ولأجل الله ،
لا لأجل منصب أو مصلحة أو مال !
******
( ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال
فقال إني أخاف الله )
المرأة جميلة لها منصب يحميها ويحميه ،
وهي التي دعته وقالت ( هيت لك ) ،
ولكن الرجل بلغت به التقوى والخشية مبلغاً يعصمه
من الوقوع في الخطأ والرذيلة ،
فتذكر أن الله يراه ، وابتعد عن الفاحشة
بالرغم من تهيأ أسبابها
ومن توفر الحماية له في الدنيا !
******
( ورجل تصدق بصدقة أخفاها
حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه )
بلغ هذا الرجل من التقوى والإخلاص لله ،
إلى درجة أنه أخفى الصدقة
عن كل أحد حتى عن شماله ،
التي لم تعلم ما أنفقته يمينه !
******
( ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه )
قد خلا قلبه إلا من الله ،
وخلا مجلسه من كل أحد ،
فتذكر الله سبحانه وتعالى ،
تذكر عظمته وقدرته ،
تذكر مغفرته ورحمته ،
فرق قلبه وأثر على عينيه ،
ففاضت عيناه من دموع الخشية والرغبة !
******
أولئك السبعة هم
الفائزون
الرابحون
بظل الرحمن ،
فهنيئاً لنا إن كنا منهم ،
ويا لخيبتنا إن كنا ممن يلجمه العرق !
******
منقول للفائدة من ايميلي