نتفرق كأوراق الشجر..
حين تعبث بها رياح الخريف ..
كالطيور المهاجرة نذهب في كل اتجاه ..!
لانملك إلا الصمت نعبر به عن حزنٍ سرمدي
يتوارى بين ضلوعنا كطفل خائف لاذ بأحضان أمه...
يلذعنا الفراق كلما روّعنا جديدُه ..
فيتوهج جمره الخامد في قاع الروح. .
ويصب على ظمأ الساعات حنيناً جارفاً لايُروى..!
فيشرع باذخ الحزن الذي طال إدلاجه ..!
كلما آدتنا الهموم واستنزفتنا ..
جاهدنا لننتزع أرواحنا من برحائها :
نهرول خلف نسمة نقية شاردة ..
ننتعل الريح ونتقلًّد أجنحة الخيال ..
نلاحق فراشة المطر ...
ونقرأ قطرات الندى على أكف الشجر ..
نبحث عن رفقة هائمة مثلنا تزرع في القلب وردة
تجوب معنا بحار النجوم ..
وتظفر جدائل الغيوم
تنزع براثن الحزن عنّا ..
وتهدينا بواكير الفرح ..
وكثيراً مانصحو فإذا بنا نقفو السراب..
على ظمأ الهجيرة ..
فلا حقيقة غير وقع أحلامناالخائرة ..
على رصيف الغربة .
أتدرون ماذا نحتاج حين لانرى العالم~من كوةٍ جدّ ضيقة..؟
نحتاج إلى معجزة أمل صغيرة تحيينا :
ربما كلمةً واحدة نحسن قطفها من فم الحياة..
تنبت في قلبنا الرجاء ..
لبنة واحدة ...!
نبدأ بها مشروع عمر جديد فوق الأطلال..
لحظة واحدةً نسقيها نوارة القلب قبل أن تذبل..!
لعل بعدها تورق الأبجدية في شجرة الخريف ..
ربما يفتح باب نعيم لم يحلق على شاطئه نورس
ربما تزهر مزرعة الروح ويهتز الربيع في حقولها..
ربما يتلون الفصول والمكان وتبوح الأزهار سرها العطري
ربما يمتد الفضاء الضيق ويصير حقلا من المفردات
ويدرك مطرُ الوقت ..
القلبَ الذي ضاع في فيافي الزمان..!
....
ستورق الأبجدية...
وتنتشي زهور ربيعية فوق اغصان الخريف ...
فتلك هي الحياة تمضي بين فرح وترح ....
أحببت كلماتك فيضنا الغالية كما في كل مرة
وبعد أن أنتهي من الرد سأعيد قرائتها ....
بورك القلم والإبداع 🌺🌺🌺