♨ .. هــــــل أنت ... أنت ؟! .. ♨

الأسرة والمجتمع



هل أنت ... أنت ؟!








انظر لنفسك جيدًا.. وتأمّل نفسك .. هل أنت ذلك الشخص الذي كان قبل سنوات ؟ أو قبل

أشهر ؟! أو ربما أيّام ؟!

هل أنت حقًا هو ؟! اتجه لأقرب مرآة .. وتأمّل نفسك مليًا..

تأمل كلّ ما يمت لذاتك ولروحك بصلة .. وتذكر متى آخر مرة قال لك أحدهم وهو ينظر إليك

شزرًا : لقد تغيرت..!

التغيير ليس عيبًا أو جريمة إذا كان إيجابيًا .. ولكن المؤلم أن تتغير ثوابتك الإيجابية .. وتتمرد

على ذاتك بحملها على السير وفق أهوائك ورغباتك بغض النظر عن المبادئ والقيم والأصالة

التي تتميز بها ذاتك ..

انظر لنفسك وكن صادقًا في نظرتك لها .. حتى لو كنت قاسيًا معها وعريتها من كلّ ما تملكه

من مظاهر الجمال التي تحب أن تظهرها ويراها الجميع بأنك تملكها ..

تجرّد من كلّ الإضافات البراقة.. من الشهرة.. من الموهبة.. من المنصب .. من المال

من كونك ثريًا أو صاحب نفوذ ..

واسأل نفسك من أنت بدون هذه الأشياء ؟!هل أنتَ هو أنت..؟! أو أنتِ هي أنتِ ..؟!

هل قيمتك لنفسك هي ذاتها قبل كلّ هذه الإضافات..؟! هل اختلفت مشاعرك لنفسك من

حب أو كره..؟!أأنت ثابت على قيمك حتى بعد هذه الإضافات والتي قد تجعل من المرء شخصًا
آخر..؟!

ربما حتى الآن لم تحدد بعد !! ربما مازالت أفكارك متضاربة..لا بأس دعنـا أو دعينا نبتعد قليلا

عن إضافاتك التي ربما أقلقك فقدها أو التخلي عنها لمجرد التأمل ..

وتأمل ذاتك حين تكون في محيطك ... بين أهلك وأحبابك وأصدقائك ومن حولك من الأشخاص الذين

قد تستظرفهم أو لا..! هل أنت كما أنت حقًا..؟! إذ هل يمكن أن تبتسم لشخص لا ترتاح له وتتحدث

إليه ثم إذا تركك بدأت تحتقره وتتحدث عنه بما لا يليق ؟! ألم يسبق لك أن دخلت في نقاش مع

مجموعة من الزملاء فهاجمت أحدهم بقسوة مع أنّك تؤمن تمامًا بأنّه على حق وأنّ الصواب إلى جانبه

ولكنك لا ترتاح إليه ؟! هل قلت يومًا كلمة حق في حقّ إنسان أساء إليك ..؟!

هل أطلقت يومًا تهمة على أحدهم لمجرّد أنّه يخالف فكرك أو مذهبك أو عقيدتك..؟! أيمكن أن تكون

ألبت أحدًا ضده..؟! أو حاربته باستماته ؟! مع أنّه لم يسئ إليك .. أو لعلك لم تقابله في حياتك أبدًا !!

انتظر لحظة لم تنته التفاصيل هنا بعد.. اسأل نفسك بصدق : لماذا فعلتُ ذلك..؟! هل يستحق هذا

الكره الذي أبثه للآخرين كلّ هذا العناء ؟!!

تأمّل وواجه نفسك وإيّاك أن تضعف .. فليس هناك سواك يجلس إلى نفسك...

ربما هذا كثير جدًا إذا واجهت نفسك بها دفعة واحدة فأنت تخرج من حرب الحياة لتدخل في صراع

وحرب مع نفسك ومواجهة حقيقية بعيدة عن الزيف والخداع الذي قد تخدّر به ضميرك لتهدأ ذاتك ...

وقد تقول لنفسك :

_ أهذه هي الحياة ؟! صراع في صراع ؟! يكفيني صراع الحياة !

ولكنّ لحظات التأمّل لا تزورك دائمًا .. فلحظات الصدق مع النفس هي هبات ربانية يهبها الله للأشخاص

الذين يرغبون بصدق لتغيير ذواتهم نحو الأفضل ..

والآن ابتعد قليلا عن ضجيج من حولك..وادخل في دائرة ذاتك جيدًا.. ماذا عن خَلـْوتك ؟!

وركونك إلى نفسك..؟! هل أنت أنت..؟ أو أنتِ أنتِ..؟!

أيمكن أن تتجرّد من كلّ قيمك وإنسانيتك إذا أوصدت بابك على نفسك ؟! أيعقل أن تعطي لنفسك الإذن

باختراق المحظور والتعدّي على نفسك بالفعل القبيح ؟!

هل تمثـّل نفسك إذا جلست خلف أجهزة التواصل سواء الهاتف أو الحاسب الآلي أو التلفاز

أو أي شيء شخصي تملكه..؟!

انتبه كن صادقًا فليس ثمّة هاهنا إلا أنت وذاتك .. وسواء كنت تنظر إلى المرآة أو إلى سقف غرفتك تأكد

دومًا بأنّه لم يفت الأوان بعد.. دائمًا هناك طريق للعودة طالما أنّك تتنفس.. فالفرصة أمامك لتبدأ من جديد

حياة حقيقية مهما كان وضعك أو كنت موغلا في متاهات الضياع ..!


الكاتبة

صوت العدالة

ملحوظة : كل ما أكتبه هنا مدون في مدونتي باسمي الصريح .


24
4K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

معدن أصيل
معدن أصيل
مافي احد ما يتغير بعد سنين
انا بالنسبه ليه بطلت هباله و سذاجه و صرت حذره
و الله يعين على ذا الدنيا



لا اله الا الله
ايام تسبق احلامي
كــــــلام رائع

واسئله فعلا تحتاج وقفه مع النفْــــس



يعطيكِ العافيه
لؤلؤة أمي
لؤلؤة أمي
لطالما لحديث النفس في داخلي حكاية وكم وقفت حائرة في دوامة التفكير ومع كل تنفس يتجدد يوم جديد ويسري شعاع النور في داخلي كل ما حولي عطاء من الله واجب الشكر عليه قد تتوقف نفسي لحظة ولكن سوف تمضي بعدها الى ما قدر لها الله وأظل انا هى أنا ..............

كم وكم وكم يشرفني ويسعدني بأن أدون حرفي المتواضع في صفحتك أختي الرائعة صوت العدالة لكِ وافر الأمتنان ........
للأسف لن اعود
للأسف لن اعود
فعلا نحتاج ان نبحث عن ذواتنا اكثر ونتعرف عليها
الله يعطيك العافية
dr.amoola
dr.amoola
لازم نتغير عشان نقدر نعيش