
الطفل :
أماه الجذع الذي في سطح آل فلان لا أراه ؟
الأم :
يا بني ليس ذاك جذعا .. ذاك (منصور) الي دآيماً يصلي .. قد مات

أما الثاني...
يسألونه عن عدم سهوه فيقول:
هيهات .. مناجاة الحبيب تستغرق الإحساس
عن ماذا يتحدث هؤلاء ؟!..
( الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ )

حسنا .. الذي أحاول أن أنقله هنا شيء مختلف
عن مثل هذا نحاول أن نتحدث
يقول د.ياسر عبد الكريم بكار في( القرار في يديك)
و هو يحاول أن ينقل لنا التحليل النفسي الدقيق للخشوع متسائلا :
( هل أكرمك الله يوما بحضور ليلة ختم القرآن في الحرم المكي) ؟! كنت أتأمل هذه الآلاف المؤلفة ..التي نسيت ما حولها.
.نسيت كل همومها ومشاغلها.. نسيت تعب السفر الشاق إلى مكة
و هي تصطف منغمسة في التذلل بين يدي الله و هي تردد
( آآآآآآمـــــين )
مؤمنة على دعاء الشيخ السديس ـ حفظه الله ـ
(تلك اللحظات تمثل أرقى لحظات السمو الإنساني و منتهى النعيم
الدنيوي الذي يمكن أن تتذوق حلاوته)

و يواصل د.ياسر حديثه فيقول :
(من عاش هذه اللحظات فقد شهد واحدة من الحالات النفسية المدهشة
و التي درسها علماء النفس بإهتمام و أطلقوا عليها حالة
(التدفق flow)
ما رأيكم بهذا المصطلح ؟!
( التدفق)
هل تتلمسون عذوبته و صدقه؟!
يواصل د.ياسر بأعذب تفصيل للخشوع سمعته أذناي وأزال
علامات الاستفهام التي كانت تعرض لي
و أنا أقرأ (حال السلف مع الصلاة ) فيقول : ( هي حالة نسيان الذات و الغرق في عمل يملك كل انتباه المرء و حواسه
(حتى يكاد لا يشعر بالعالم الخارجي من حوله )
أقرؤوها مرة أخرى
( حتى يكاد لا يشعر بالعالم الخارجي من حوله )

و الآن هل عرفتم ماذا كان يرمي إليه ـ عامر بن عبد قيس ـ حينما قال :
مناجاة الحبيب تستغرق الإحساس ؟!!
هل عرفتم ما لذي جعل منصور بن المعتمر يتلذذ بطول الوقوف
حتى ظن الطفل أنه جذع ؟!!
نكمل هذا التحليل النفسي الرائع يقول د.ياسر : ( و تدعمه تدفق من العواطف الإيجابية مليئة بالطاقة و الحيوية تعمل جميعهاعلى صرف
إنتباهه تجاه العمل الذي يقوم به,يكتنف الإنسان في هذه اللحظات شعور بتوقف الزمن,و إحساس داخلي بالبهجة ,
و قدرة خارقة على التركيز و المهارة في الأداء ,و تحول الصعب إلى أمر يسير . و يغيب عنه الاهتمام بالكيفية التي يؤدى بها العمل ,
أو التفكير في النجاح و الفشل لأن مشاعر السرور و البهجة بالعمل نفسه هي فقط التي تحركه و تحفزه )

الخشوع الحق
هو أن تكون مغمور بشعور من الاسترخاء
أن تشعر كأنك شلال
( يتدفق)

أسئل الله أن يقبضني و أنا معها
أسئله سبحانه العظيم الكريم
بأن تكون هي ( كفني ) هي فقط
إنها سجادتي

مما راق لي جزاالله من كتبه خير الجزاء
بارك الله فيكِ وسدد خطاكِ وجعلك مباركه اينما كنتِ
..✿..