هكذا ( الاحرار ) .. فى دنيا العبيد
...
مشهد
اجتمعت ذات مساء بمجموعه من الاصدقاء وكان من بيننا شاب لاول مره يجمعنى به المجلس وبينما كنا نتحدث عن جوانب الحياة كما كل المجالس من سياسه لرياضه لفن لاقتصاد , تطرقنا بحديثنا الى الاقتصاد العالمى , فكان من ضمن ما قلته كمعلومه عابره ان المذيعه السمراء ( اوبرا وينفرى ) دخلت ضمن قائمة من يمتلكون مليار دولار فتعجب الجميع بما فيهم ذك الشاب الوسيم ( الذى لا اعرفه ) فسألنى من باب التأكيد " انت تقصد اوبرا العبده ؟ " فقلت نعم هى بعينها ثم اردفت لهم بمعلومة اخرى ان اخر قائمة للرياضيين فى العالم كان على رأسها الاسمر ( تايقر وود ) لاعب القولف بدخل بلغ 73 مليون يورو فى سنة 2004 فذهل الجميع لتلك الارقام فلم يعرف ذاك الشاب من اقصد فذكرناه حتى عرفه فقال " تذكرته هو العبد اللى يلبس كاب دايم " فقلنا هو بعينه , ثم قلت ان ( شوماخر ) بطل سباقات سيارات الفورميلا ون يتقاضى 65 مليون يورو , وان ( شاكيل اونيل ) عملاق السله الامريكى الاسمر تقاضى 58 مليون يورو فجن جنون ذلك الشاب الثرى وقال " لعن ابو حى هالعبيد .. قهر ياخذون هالفلوس .. وحنا عيال الناس مانملك الا كم مليون ويالله بعد " ... فضحك الجميع بما فيهم انا الا اننى قلت له : هم جلبوها من عرق جبينهم فلم يسرقوا مال احد وتلك هى الارزاق يصرفها الله تعالى حيث يشاء , فغضب ولم يعجبه كلامى ولم يعد يصغى الي مقالى ولا يصوب النظر باتجاهى حينما اتحدث ... وحقيقة لم ابالى لامره مطلقا ... ولكن حينما التقينا فى الغد فى ذات المجلس لحظت عليه ان حاول ان يستفرد بالحديث عن نفسه واسرته وامجادها على طريقة (( نفخ الذات )) المتفشيه فى المجتمع فلم ابالى حيث اننى معتاد على سماع ذلك النفخ المضحك ... الا حينما همس لى صديق ان فلان - يقصد ذلك الشاب - غضب من كلامى البارحه وظن اننى افاضل اؤلئك السمر عليه , وانه فسر كلامى انه موجه الى شخصه فقلت : ولما لم يوجس خيفة مما قلت فى المجلس الا هو !! اذن فهو المرتاب ولا يهمنى ارتيابه .. فقال لى صديقي : لانه الوحيد ابن وزير الوزاره - الفلانيه - فهنا عرفت السبب !!!
كانت حادثة جعلتنى استوقف فكرى علنى اخرج معه بــ( ايدلوجيه ) تفسر لى كيف يفكر اؤلئك !! وكيف يعيشون !! وكيف هم منخدعون بحياتهم وبأنفسهم وبمن حولهم !! فهل العبوديه هى حقا ما يظن اؤلئك من ابناء الطبقة المخمليه ؟ .. وهل العبوديه هى جنس ام سلوك ؟ .. وهل العبوديه عقاب يورث ام صناعة ذات ؟ .. وهل العبوديه تضاد الحريه ؟ وهل وهل وهل وهل .. وبعد تفكير خرجت بقناعات ادرجها هنا عل ذلك ( الشاب الوسيم ) ابن معالى الوزير يقرأ ويدرك عن اى عبوديه نتحدث !!
رقيق ابيض
كثير ممن من الله عليهم وسخر لهم المال الوفير والجاه والمكانه الاجتماعيه ( ولم يقنعوا ) بما اتاهم الله .. بل هبطت بهم نفوسهم ( الدنيئه ) الى ماتوهموا انه مطلب ومفخر .. فألصقوا انفسهم بمن يعلونهم مكانه ( ماديه اجتماعيه ) ويتميزون عن الغير بــ( الالقاب الذهبيه ) والنفوذ والسلطه .. فيتقربون اليهم .. حتى ينالوا شرف مسايرة اؤلئك .. لينالوا الهبات والاعطيات ذات الوزن الثقيل .. ظن منهم ان ذلك هو الشرف بعينه .. برغم انه لايحتاجون مال او مكانة .. فما لديهم كفاية .. ولكن تلك هى النفوس الدنيئه تضحى بالكرامه .. فقط من اجل ان تفتح لها كل الابواب .. يتصارعون ويتقاتلون من اجل ان يقال فى المجالس والبيوت ان فلان صديق لفلان وانه مقرب اليه ومن خاصته يرافقه فى حله وترحاله غير مدركين ان فى ذلك مذلة وعار ومهانة .. بل وانهم فى تقربهم اليه كلما اغدق عليهم بأعطيات كلما زاد حجم المذلة والمهانة بتساوى مع حجم تلك الاعطية .. على سنة حكام بنى امية مع حاشيتهم من وزراء ومقربين وخاصة .. نعم تلك هى العبوديه الحقه ياعزيزى الشاب الوسيم .. حتى وان كانت فى ظاهرها بريق فهى فى الباطن اتساخ للكرامه لاتغسله الاموال والهبات فليس هناك كسب على حساب الكرامه مهما كان .
حرب المناصب
منصب كبير يهتز له القاصي والدانى .. منصب يحول الحجر الى مرجان .. يمنح وساطة تقبلها كل الدوائر .. وكلمة مسموعة فى المجالس والمحافل .. ( لكن ) .. ما قدم اؤلئك اولى المناصب حتى ينالوا تلك المناصب ؟
80% منهم ( براغماتيين ) سياساتهم .. الغيات تبرر الوسائل .. ولان غاياتهم كبيره .. ومقاصدهم عاليه .. فلابد ان يقدموا تنازلات اكبر توازى تلك الغايات .. فكلما تنازلوا اكثر كلما ارتفعوا اكثر .. حتى ينالوا ثقة من بيدهم ( لعبة الكراسي ) .. لكن بعد ان تمرغ انوفهم فى التراب .. وبعد ان يصطفو صفوف ليقبلوا الايدي و الكتوف .. ويتكرموا بالعطف والرضا من الكبار .. وقد يفعل كل ما يؤمر دونما تردد .. على طريقة ( انا ومن بعدى الطوفان ) ولتذهب القيم والمبادئ الى قوانتنامو فى سبيل الجلوس على الكرسي الذى سيخلق اسباب السعاده الموهومه .. تلك هى العبوديه الحقه سيدي ايها الشاب الثري
عبيد الهوى
صدق وربي من قال ( مصانع الرجال اهوائهم )
فذلك الرجل الذى سخر ماله ووقته وحياته من اجل هواه ومتعه .. فاصبحت حياته اشبه بقصة لاتنتهى مع الملاهى الليليه والليالى الحمراء وسهرات حتى الصباح .. ممن يدفع بسخاء من اجل غانية ترتمى فى حضنه كلما دفع لها من ( جيبه الخاص ) ليحصل على ( عواطف مستأجره ) .. فيقضى شبابه للكأس معاقر .. وعقله تصنم بين فخذى عاهر .. دون ان يبالى بما يدفع .. فرصيده مليئ بالارقام ( دولار يورو وريال اوحتى دينار ) .. البعض الاخر منهم كرسوا حياتهم للشهره .. فباتت البراويز لا تكفى الصور .. واصبح هاجسهم حديث الناس عنهم .. كل هذا من اجل نظرات المعجبات او تخليد الاسماء .. بطرق بالية وبعقلية مجوفه رثه .. تلك هى العبوديه ياسليل البرجوازيه
عبيد المال
هو ( رجل حسب الطلب ) .. جعل من عمله ووقته وحياته ( مطية ) يركبها لكى توصله الى دنيا المال .. ليلتقط كل ما يقف فى طريقه .. لا يهم كيف او من اين او بأى طريقة .. ولكن الاهم ان تتضخم ارصدته فى البنوك .. حيث ان الحياة دون مال لا تستقيم .. وان المال هو عصب الحياة كما يزعم .. تجده يخلق اكبر مساحة للمرونه المطلقه .. فيدفع الرشاوى ويقبلها .. يقدم الخدمات بانواعها .. والتسهيلات بأسرها .. تجده حيثما كان هناك مقابل .. خصوصا ان ( يوم القيامة مازال بعيد ) .. ومن لم يغتنى فى هذا الزمان والمكان فلن يغتنى مطلقا .. بل ان بعضهم يبرر لهثة خلف المادة ان اقصى امانيه ان يؤمن مستقبل ابنائه وان يكفل لهم تعليم وتربية وحياة كريمة .. عن اى حياة يتحدث !! ولكل منهم طريقته فى الكسب .. فهناك من يكتب القصائد والمعلقات المليئة بالنفاق والكذب والتبجيل .. لينال اجرها المضاعف ومنهم من يتقرب بظلم العباد وسرقة البلاد .. ومنهم من يكسر القوانين والانظمه .. حتى تنتفخ الارصده .. ومنهم ومنهم ومنهم الخ .. يا عزيزى الشاب الثرى العربي القدير
عبيد المجتمع
لا رأى .. لا صوت .. لا عقل .. لا منطق .. باختصار ( لا وجود ) .. فهو مجرد آلة متحركه .. تعيش بجسد انسان .. تسمع لتطيع من هم اعلى مكانه واكبر قدر او عمر .. تتلقى التعليمات وتتبع العادات وتمارس التقاليد .. حتى وان كانت خاطئه باعتراف الجميع .. تجده جامد مابين مسموع وممنوع .. دون ان ادنى تحرر .. فيقبل المتناقضات .. ويفعل المتضادات .. حتى وان خالفت هواه او مبتغاه .. حيث انه ( لا يستطيع ) ان يسير عكس التيار الاجتماعى .. تحت ذريعة انه لايريد الشذوذ عن الجماعه .. حتى وان كانت الجماعه تسير نحو الهاويه او تدمر النفس البشريه او تحارب التفوق على الذات .. غذى حياته بالتلقين ولا غيره .. هذه هى العبوديه ان كنت لا تدرى
فتيات الفاترينات
بعض ( العوائل الاسر ) .. ارادوا اختصار الطريق .. نحو الثراء والنفوذ والسلطه والاضواء .. فبحثوا لبناتهم عن ازواج من علية القوم واصحاب القرار والنفوذ .. حتى وان كان الزوج غير مؤهل دينيا او اخلاقيا او فكريا .. ( لايهم ) .. فالمهم مكانته وارصدته واللقب الذهبي الذى يزين اسمه .. لايهم ان كان الزوج سيطعم الفتاة والابناء من مال حرام ام حلال ( فالاخره مازلت بعيده ايضا ) .. ولايهم ان كان الزوج ذا سمعة طيبه ام لا .. فلا يعيب الرجل سوى جيبه !!! (كما يزعمون ) ... يقولون : ومالعيب فى ان يرتقون بالنسب من اصحاب المقامات الرفيعه ؟! .. فهذا زواج حلال معلن على الملاء ( كما يزعمون ) .. غير انهم لم يدركوا انهم ( باعوا ) ابنتهم من اجل ان يسترزقوا عن طريق ( جسدها ) .. فتبا لثراء ومكانة اتت عن طريق دنيئة كتلك ..تلك هى العبوديه ياصاحب المقام العالى
أسد علي وفى الحروب نعامة
تلك الفئه .. نعم هم على رأس قومهم كــ مشيخة عشائر او حكام او رؤساء او سلاطين .. هم الامرين المطاعين الناهين المجابين .. ولكن فقط على من فى امرتهم .. بينما تصاغ اليهم الاوامر .. ( لينفذوها مكرهين ام برضا منهم ) .. كما ارادها منهم ا( لاعلى شأن ومكانه ) .. دون ان تظهر زعامتهم الا على بنى قومهم ومن تحت سلطتهم ( فقط ) .. هم زعماء تحت حكم من هم اعلى منهم .. يتلبسون الخنوع والمذله .. خوفا من ان يسحب البساط من تحت ارجلهم .. فأى زعامة تلك !! .. لا وربي بل هى العبوديه بعينها .. فالزعيم زعيم حيثما كان .. ولا يتلقى الاوامر من احد ( بحسب العرض والطلب ) .. وتحت مسرحية التزوير والتنوير .. تلك هى العبوديه ان كان لك عقل يعى ياسيدي !!
قد استعرضت بعض المشاهد من واقع عايشناه فى عالمنا العربي باسره دونما استثناء
عالم تفاخر فيها الطبقات والاجناس على بعضها بينما لا يستطيع احد منهم ان يتفوه بكلمة واحد على السوداء ( كونداليزا رايس ) مستشارة الامن القومى الامريكى والعقل المحرك لحكومة بوش او ( العبده ) كما يحلو لذلك الشاب الثري ان يسميها !!
بل ليت ( ابن صاحب المعالى الوزير ) .. يتذكر بلال ابن رباح .. الذى لو وزن ( الحجر ) الذى وضع على صدره فى الرمضاء .. لكان اثقل من كل من فى الارض .. بلال الذى ظلت كلماته ترن فى مسمعنا من بعد 1400 سنه ( .. احد .. احد ..) ,, بلال صحابي بشر بالجنه .. تزوج من اخت صحابي مبشر بالجنه ايضا .. بلال صعد على ظهر بيت الله .. بينما لم يصعد امثالك سيدي صاحب المعالى على ظهر نعجة للعدو .. فأى عبيد فى زماننا فى هذا الزمان !!
قال محمد صلى الله عليه وسلم .. النبي .. الذى رعى الغنم .. وتوسد الارض .. واكل مع الهر .. وجلس برفقة العبيد .. قال
تعس عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد الخميصة إن أعطي رضي وإن لم يعط سخط تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله أشعث رأسه مغبرة قدماه ... او كما قال عليه السلام .. الى نهاية الحديث
عن اى عبوديه تحكى ياهذا وعن اى عبيد !!!!
اقبض على الدين الجمر
لا تأخذ الامر ..
الا ممن له الامر
فلله المذلة والولاء
ولنا الكرامة والكبرياء..
البس..
من صادق الاحساس
عقد من الالماس
لا تشترى الانفس ..
من باعها يبخس
فما الفردوس تسكن بالمال
ولا الرجوله فى بيع الرجال ..
كن ايها الانسان ..
كن ذلك الانسان ..
حر .. كريم ..لا يهان
والقى بدنياك الهوان
القى بها فالبيد ..
فــ هكذا ..
الاحرار .. فى دنيا العبيد
مع بدون تحياتى ,,
5
941
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
(( تصفيق حااار))
موضوع راقي بمعنى الكلمة لمشكلة أصبحت متأزمة بكل آسف..
في جعبتي الكثير لكنك وفيت وكفيت...
بارك الله فيك..
موضوع راقي بمعنى الكلمة لمشكلة أصبحت متأزمة بكل آسف..
في جعبتي الكثير لكنك وفيت وكفيت...
بارك الله فيك..
جزاكي الله خير .. كلام منطقي وصحيح لكن....... من يستوعبه؟؟؟؟؟؟؟
وخصوصا من أصحاب العقول المتحجره للأسف..
وخصوصا من أصحاب العقول المتحجره للأسف..
الصفحة الأخيرة
عل كلماتك تجد اذن صاغية او عقل مفكر...أو رجل رشيد..!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
في زمن (العبد و العبدة - خدمي - طرش البحر - بدو- بقايا حجاج - متجنسين- قطاع طرق...الخ و القائمة طويلة و محزنة..)
و المصيبة بين مسلمين..!!!! و في جزيرة العرب منبع الاسلام...!! يا حسرتنا..
والله كنت أريد أن أكتب في هذا و سبقتني اليها..
جزاك الله خير الجزاء...