هكذا صفعتُ إبليس .. وتركته بغيظه يحترق !

الحبيبات في الله .. أكتب لكن وقوتي تتفجر من عيناي بفضل من الله وعزم شديد.

لقد تزوجت من زوج كريم يعرف الله جيدا ويخافه ولكن بكل أسف كان يصلي الصلوات في المنزل وكثيرا كان يقضي صلاة الفجر في الصباح ويصلي العشاء بعد الثانية بعد منتصف الليل!
كانت تصرفاته تحرقني وتؤلمني وأنا ابنة شيخ داعية تعلمت الصلاة على يد والدي ولم أكن إلا لأصلي الفجر حاضرا .. واستمريت على ذلك المنوال ولله الحمد والمنة والفضل من قبل ومن بعد. فلم أيأس من زوجي أبدا بل استمريت على ايقاظه لصلاة الفجر ففي بعض الأحيان يقوم ويصلي متثاقلا وبعض الاحيان أجلس ساعة كاملة عند رأسه أوقظه من غفلته ويأبى ..
وكنت دوما أدعو له الكريم بالهداية وأقرأ في أذنيه وهو نائم المعوذات والقرآن وفي أحد الأيام:

( قصــة هدايتــه) أدامها الله من نعمة عظيمة

قمت لصلاة الفجر كعادتي، وحاولت إيقاظه ولا حياة لمن تنادي، أبدا لم يستيقظ فأصريت على إيقاظه، وفجأة هبّ في وجهي وصرخ صرخة بأعلى صوته أحسب أن الجيران قد سمعوها من هولها ، كان شكله والعياذ بالله شيطانا أخافني وأرعبني وقال لي بأنه لا يريد أن يصلي وأن أبتعد عنه .. فجلست في حيرة من أمري وبلعتها ..
في الصباح كنت حزينة فاستيقظ من نومه يريد تجهيز نفسه للذهاب للعمل، فأشحت بوجهي عنه، فقال ما بالك يا فلانة؟؟
قلت أبهذه السرعة نسيت صراخك ؟؟؟؟!!! وكانت المفاجأة !!!
صراخ ؟؟؟؟!!! بدا يتساءل
أي صراخ؟؟؟
وهنا أيقنت بأنه لم يكن هو بل شيطان كان يلبسه ...
وحزن هو لفعلته وما جرى له ..
وفي اليوم التالي :
طلب مني أن أوقظه للصلاة وفعلت .. فصلى وبكى
جاءني في الصباح هاتف من والدتي وهي تسكن في بلد آخر تقول لي: أن أخي سيأتي لزيارتي في البلد الذي أسكن فهل من هدية معينة تريدينها لزوجك؟ قلت بلا تردد " ثوب أبيض أماه" ثوب أبيض كثوب أبي .. فقالت إن شاء الله
وفعلا بعد يومين حضر أخي وأحضر الثوب الجميل ..
ومع الثوب لي أخت اختارها الله للدعوة فجزاها الله كل الخير أرسلت مع أخي شريطا إسلاميا للدكتور/ خالد الجبير عنوانه (أسباب منسية) هدية لي ولزوجي علّنا ننتفع به.
فأخذت الهديتان وناولتهما لزوجي وقلت هما من عائلتي يرجوون لك المغفرة.
قبل الهدية ..
وفي اليوم التالي: هم بالذهاب لمشوار طويل بالسيارة فسألني عن الشريط كي يستمع إليه أثناء القيادة وناولته إياه ومن هنا تبدأ القصة....
سمع الشريط وتأثر شديد التأثر وفي اليوم التالي طبع من الشريط خمسون نسخة وقام بتوزيعها على من يحب ومن لا يعرف من الناس من حوله ..
وبدأ في خلال أربع وعشرين ساعة يتغيّر ..
ذهبنا إلى البحر نستنشق الهواء الطيب في تلك الليلة ..
فتنحى جانبا وجلس لوحده .. غاب فأقلقني غيابه فتبعته ورأيت العجب العجاب .. إنه يبكي وينتحب وينتحب وينتحب .. دموعه كانت كدموع الطفل الحيران لا يدري ما يقول ..
يبكي ويقول لي .. إن الله ينظرني .. إن الله يكلمني .. إن الله سيسألني ..
وذكر لي يوم أن صرخ في وجهي عند الصلاة، قال كان ذاك الشيطان ... وأنا لست كذلك ..
فربت على كتفه وقلت له إنه نور الحق أنار قلبك وعقلك .. فقم بنا نشكر الله وفعلنا ..
فذهب وصلى بعد أن لبس ثوب أمي الهدية، فقد كان يعلم العليم بقرب هدايته فألهمني طلب ذلك الثوب.

والحمدلله ...
أخواتي الكريمات .. إن زوجي اليوم - ما شاء الله - تبارك الرحمن .. لا يترك صلاة إلا ويصليها في جماعة .. لقد ألغى جميع مواعيده واجتماعاته التي تتعارض ووقت الصلاة في المسجد ..
وأود أن أفرحكم بفرحي ..
فزوجي أدامها الله عليه من نعمة بات يصلي قيام الليل وصلاة الضحى .. والمفاجأة العظيمة التي أهدانا إياها الله أنه : أصبح يؤذن في مسجد الحي لصلاتي الفجر والمغرب .. أصبحت أنتظره في بلكونة المنزل استمع لصوته العذب يدعو النيام للصلاة .. ما أروعه من إحساس ..
وما أروعه من كرم منّ الله به علينا به وإن شاء الله نحن له حافظون.

وبذلك صفعت وزوجي الشيطان وأحرقته وأبعدته عن جنتي (زوجي) بصبر وجلد ..
أرجوكن، بعد تجربة لا تقنطّن من رحمة الله، ولتدع كل واحدة منكن لزوجها بالهداية دوما وأبدا وأن تقرأ له القرآن وترقيه بالرقية الشرعية .. فذاك خير سلاح ضد الشيطان والصبر أخواتي الصبر .. لا تيأسن .. والله مع الصابرين إذا صبروا ..


أختكن/ زعفران