
غروب الماضي @ghrob_almady
عضوة جديدة
هكذا كونوا يا نساء المنتدى(لقاء مع عائلة الشهيد)
بسم الله الرحمن الرحيم
زوجة أبوشنب: غدرهم لا يعرف الاعتدال
الإسلام اليوم – مكتب فلسطين
26/6/1424
24/08/2003
زوجته: شارون فتح على نفسه وعلى اليهود باباً من جهنم، وليس هناك سلام ولن يكون سلام مع قتلة الأنبياء ومدنسي المقدسات.
ابنه حمزة: كان يتعامل مع الكبير والصغير بكل احترام، وقد هيأنا وأعدَّنا للصبر والثبات، ونحن نحب السلام ولكن ليس سلام أمريكا وإسرائيل.
لقد بدت متماسكة جداً وهي تجلس داخل منزلها تتقبل العزاء من مئات النسوة اللائى توافدن على منزل الشهيد إسماعيل أبو شنب في حي الشيخ رضوان بغزة لتقديم واجب العزاء، لقد حدثتنا عن زوجها بصوت هادئ، فكان حديثها يدخل إلى القلب مباشرة، إلا أن صوتها كان يرتفع أحيانا أخرى عندما كانت تتحدث عن الاحتلال وضرورة الجهاد والمقاومة، وكأنها تعاتب الأمة على قعودها عن الجهاد، إنها زوجة الشهيد إسماعيل أبو شنب عضو القيادة السياسية لحركة المقاومة الإسلامية حماس، وحتى نتعرَّف على الشهيد المهندس أبو شنب عن قرب، كان لنا في "الإسلام اليوم" هذا اللقاء الخاص بزوجته ونجله .
كيف كانت حياة الشهيد إسماعيل أبو شنب في بيته ومع أهله؟
لقد كان خلقه القران، وكان يتمثَّل حديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " فهذه كانت خصلة تميزه عن غيره أنه كان كريم الأخلاق معي ومع أبنائه ومع الناس جميعا .
لقد ربا أبناءه تربية إسلامية وقد كان هو قدوتهم، وكان يعلمهم أن يترفَّعوا عن صغائر الذنوب، وأن يتقرَّبوا إلى الله بالأعمال الصالحة التي ترفع أجرهم وقدرهم عند خالقهم .
هل كان يشعر زوجك – رحمه الله – بأنه مستهدف بذاته من قبل؟
إن الشعب الفلسطيني كله مستهدف، وليس زوجي فقط، فالاحتلال الإسرائيلي لا يفرق بين الرجال والنساء وبين الشيوخ والأطفال، فقد كان يقصف المنازل وفيها الأطفال، فنحن جميعا مستهدفون، ولكن بهذا الغدر أن يقتلوا المدنيين الفلسطينيين بالصواريخ، فهذا ما لم أره إلا عند هؤلاء اليهود، الذين يعجز اللسان عن وصف مكرهم وغدرهم، ثم يدعون أن الفلسطينيين -الذين يدافعون عن مقدساتهم ووطنهم وكرامتهم- إرهابيون، وأن الاحتلال الإسرائيلي الذي يرتكب الجريمة تلو الجريمة يقوم بأفعاله هذه دفاعا عن النفس !.
لا يمنع حذر من قدر
هل كان الشهيد أبو حسن يأخذ احتياطاته الأمنية في أيامه الأخيرة؛ تحسباً لأي عمل جبان مثل هذا؟
نعم كان زوجي يأخذ احتياطاته الأمنية إلا أن الحذر لا يمنع من القدر، وعادة عندما كان ينوي الخروج من المنزل -في ظل ظروف صعبة كهذه- كنا نتابع التلفاز حتى نعرف إن كان هناك طائرات أم لا، لأنه يشوش عندما يكون هناك طائرات في الجو، إلا أن يوم الأربعاء وليلة الخميس كانت الكهرباء مقطوعة عن المنطقة بأكملها، وكنت في مثل هذه الظروف أطلب منه أن يحتاط وألا يخرج، إلا أنني في ذلك اليوم لم أطلب منه شيئا من هذا القبيل، فعندما قال لي السلام عليكم أجبته وعليكم السلام .
هل تعرض الشهيد لمضايقات إسرائيلية من قبل؟
نعم، فقد اعتقل عند الاحتلال الإسرائيلي، ثم تعرض لملاحقات السلطة الفلسطينية، إلا أن ذلك لم يؤثر على عقيدته، ولم يمنعه من مواصلة النهج الذي سار عليه، فلم يحد عنه ولم يستسلم، وأحمد الله أنه استشهد وما زال مؤمناً بطريقه .
برغم ثقتنا في إيمانكم وصلابة عقيدتكم إلا أننا نود أن نعرف شعوركم عند تلقيكم نبأ استشهاد زوجك أبو حسن؟
لقد كان شعوري عندما تلقيت نبأ استشهاد زوجي خليطاً بين الفرح والحزن، فرح وفخر واعتزاز لأنه نال ما تمنى، وحزن شديد على فراقه، لأننا فقدنا إنسانا ليس عاديا، ومع ذلك فنحن مؤمنون بقضاء الله سبحانه .
غدر لا يعرف الاعتدال
ما الذي سيعكسه اغتيال الشهيد إسماعيل أبو شنب على المسار الإسرائيلي – الفلسطيني؟
لقد كانوا يقولون عن زوجي إنه يمثل الاعتدال في حركة حماس، وهاهم اغتالوا المعتدل، إن شارون قد فتح على نفسه وعلى اليهود باباً من جهنم، بهذه الجريمة البشعة التي ارتكبها، لذلك على الجميع أن يعلم أن الاحتلال الإسرائيلي لا يستثني أحداً، وأنه يستهدف كافة الفصائل، ولكنه يغتال أولاً من يحمل عبئا أكثر ويقوم بدور أكبر، وعلى هذا الأساس أدعو من يلهث خلف اليهود أن يأخذوا العبرة والعظة وألا يركنوا إلى القتلة، وقد كانت هذه فترة هدنة، وعملية القدس كانت رداً على خروقات الاحتلال الإسرائيلي، فإن كان في فترة الهدنة اغتالوا الشخصيات التي يقولون عنها إنها معتدلة، فكيف سيكون الحال بعد الهدنة!. ليس هناك سلام ولن يكون سلام مع قتلة الأنبياء ومدنسي المقدسات .
رسالة توجهينها إلى الأمة الإسلامية
أقول للأمة الإسلامية إن العزة والكرامة هي بالسير على الطريق الذي ارتضاه لنا خالقنا، وأن من يتَّبع غير سبيل المؤمنين فلن يكتب له التوفيق، أما من اتَّبع سبيل المؤمنين فإن الله لن يتخلى عنه أبداً ، حتى لو اغتيل أبو شنب وحزنا على فراقه، فإنه سينعم برضا الرحمن، لذلك أرجو من الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية أن يكونوا متيقظين لما يدور حولهم، وبما تخطط له أمريكا . إن المؤامرة كبيرة جداً على المسلمين جميعاً، ولكني أتمنى من الله أن يجعل من اغتيال أبي حسن صحوة للشعوب تدفعها إلى العودة إلى ربها واستعادة كرامتها المسلوبة .
السعادة الحقيقية
حمزة نجل الشهيد إسماعيل أبو شنب، ماذا تقول عن والدك؟
لقد كان أبي يتمتَّع بعلاقة قوية معنا ومع جميع أفراد العائلة، وكان الجميع -بمن فيهم الكبار والشباب والصغار- يستشيرونه في الأمور الحياتية الخاصة بهم، كما أن كلمته كانت مسموعة عند الجميع، وذلك يعود إلى الحب الشديد الذي كان يكنه له كل أفراد العائلة وكل من عرفه، ولم يكن يتعامل معنا بعصبية، بل كان يتعامل مع الكبير والصغير بكل احترام ويغلب عليه الهدوء في معاملاته مع الآخرين، ولم يمنعه حبه الشديد لنا من توجيهنا إلى الخير ولو كان فيه مشقة، وتحذيرنا من الشر ولو كان فيه سعادة، لأن السعادة الحقيقية كما علمنا هي السير على طريق العزة والكرامة، الطريق الذي سار عليه الشهداء .
كيف تلقيت نبأ استشهاد والدكم؟
إن الذي يختار السير على هذا الطريق من الممكن أن يعتقل أو يبعد أو يستشهد، وقد هيأنا والدي واعدَّنا للصبر والثبات إذا تعرض لأحد هذه الأمور .
ولهذا فقد تلقينا نبأ استشهاد والدي بكل سعادة وارتياح؛ لأنها أمنيته التي لطالما سأل الله سبحانه أن يمن عليه بها، فقد كان دائم الحديث عن الشهادة وعن الجنة ونعيمها، وعن أجر الصابرين المرابطين على ثرى فلسطين، موضحاً أن المرء المسلم يسعد كثيراً عندما تتحقق أمنية الإنسان الذي يحبه.
ما أبرز ذكرياتك مع الوالد؟
لقد كان والدي يأخذني أنا وإخوتي معه إلى مسجد الرضوان القريب من منزلنا، وعندما كان عمري خمس سنوات اعتقلته قوات الاحتلال، فلم نترك ما ربانا عليه، فداومنا على حضور الصلوات في المسجد، وتعلُّم كتاب الله وسنَّة رسوله وحب الجهاد في سبيل الله، ولم يتغير أي شيء خلال الأعوام الثمانية التي قضاها الشهيد في المعتقل، فقد عشناها كما لو أنه كان موجوداً بيننا .
كيف تنظرون إلى السلام؟
نحن نحب السلام ولكن السلام الذي يحفظ الحقوق ويصونها، السلام الذي يحافظ على المقدسات، السلام الذي يحفظ حياة الإنسان، وليس سلام أمريكا والاحتلال الإسرائيلي، وحتى نحقِّق السلام الذي نطمح إليه فإننا سنسير على الطريق الذي رسمه لنا والدي بدمائه، وأقول إن المقاومة لن تتأثر ولن تتراجع باستشهاده بل ستزداد ضراوتها، لأنه ألغى باستشهاده الهدنة .
كلمة أخيرة وأمنية ترجوها؟
إنني أتمنى أن يستمر الشعب الفلسطيني في الطريق السليم، وأدعو الفصائل والشعب الفلسطيني للتوحُّد تحت راية واحدة، هي راية لا إله إلا الله محمد رسول الله ، وأدعو الأمة الإسلامية إلى التمسُّك بدينها، لأنه هو الذي يقهر أمريكا، فإذا تمسَّكنا به زاد ذل أمريكا، وإذا ابتعدنا عنه زادت هيمنتها علينا.
2
542
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

^بيرو^
•
رحمه الله واسكنه فسيح جناته ..
لاادري ينتابني شعور غريب عندما اقرا عن الشيخ اسماعيل ابو شنب رحمه الله وقد حزنت كثيرا عند رؤيتي له وقد قتلوه الخونة لكن اسعد لانه ان شاء الله شهيد .
لاادري ينتابني شعور غريب عندما اقرا عن الشيخ اسماعيل ابو شنب رحمه الله وقد حزنت كثيرا عند رؤيتي له وقد قتلوه الخونة لكن اسعد لانه ان شاء الله شهيد .
الصفحة الأخيرة
وألهم أهله والأمة كلها الصبر والسلوان