فرناز

فرناز @frnaz

عضوة شرف في عالم حواء

هكذا يكون العدل ...

الملتقى العام



اللهم حقق اماني كل من تقرأ
موضوعي...
وارزقها من خير الدنيا والاخره..



*


*


*


كان شابًّا مترفًا .. كان يسكن قصرًا في المدينة ،
وعند والده قصر في الشام، وقصر في مصر،
وقصر في العراق، وقصر في اليمن،
وأراد الله للناس خيرًا، فتولى الخلافة.



كان يحب أن يسمع الرأي الآخَر والنصيحة،
فسرى حبه في قلوب الأطفال، وفي قلوب العجائز،
وفي قلوب الفقراء، وفي قلوب المساكين.



لما تلقى خبر توليته الخلافه، انصدع قلبه من البكاء،
وهو في الصف الأول، فأقامه العلماء على المنبر وهو يرتجف،
ويرتعد، وأوقفوه أمام الناس،
فأتى ليتحدث فما استطاع أن يتكلم من البكاء،

قال لهم: بايعتكم بأعناقكم، لا أريد خلافتكم،
فبكى الناس وقالوا: لا نريد إلا أنت،

فاندفع يتحدث، فذكر الموت، وذكر لقاء الله، وذكر مصارع الغابرين،
حتى بكى من بالمسجد.



ثم نزل، فقربوا له المَراكب والموكب كما كان يفعل بمن
تولى الخلافه قبله،

قال: لا، إنما أنا رجل من المسلمين،
غير أني أكثر المسلمين حِملاً وعبئاً ومسئولية أمام الله،

قربوا لي بغلتي فحسب، فركب بغلته،
وانطلق إلى البيت، فنزل من قصره،
وتصدق بأثاثه ومتاعه على فقراء المسلمين.



عاش عيشة الفقراء، كان يأتدم خبز الشعير في الزيت،
وربما أفطر في الصباح بحفنة من الزبيب،
ويقول لأطفاله: هذا خير من نار جهنم.



يذهب فيصلي بالناس، فكان أول مرسوم اتخذه
عزل الوزراء الخونة الظلمة الغشمة،
الذين كانوا في عهد من قبله..



استدعى مهاجرًا أحد الوزراء، وقال: كن بجانبي،
فإذا رأيتَني ظلمت مسلمًا أو انتهكت عرضاً،
أو شتمت مؤمناً،
فخذ بتلابيب ثوبي وقل: اتق الله ...
فكان وزيره مهاجر يهزه دائمًا، ويقول: اتق الله
.



قالوا لامرأته بعد أن توفي: نسألك بالله، أن تصِفي زوجك ؟
قالت: والله ما كان ينام الليل،
والله لقد اقتربت منه ليلة فوجدته يبكي وينتفض،
قلت: مالك ....؟
قال
: مالي !! توليت أمر أمة محمد، وفيهم الضعيف المجهد،
والفقير المنكوب،
والمسكين الجائع، والأرملة، ثم لا أبكي،
سوف يسألني الله يوم القيامة عنهم جميعاً، فكيف أُجيب؟
!



وقف يومًا من الأيام وقال: والله لا أعلم ظالماً إلا أنصفتكم منه،
ولا يحول بيني وبين الظالم أحد، حتى آخُذ الحق منه،
ولو كان ابني. قال الناس: صدقت.



كان يدور في ظلام الليل يسأل: هل من مريض فأعوده،
هل من أرملة فأقوم عليها، هل من جائع فأطعمه.


يقول أحد ولاته: ذهبت إلى إفريقيا، أوزع الزكاة،
فو الله ما وجدت فقيراً في طريقي، لقد أغنى الفقراء،
فما بقي فقير،ولا جائع، ولا مَدين، ولا شاب أعزب!!



كان يُصلي الجمعة، فيقوم نوّابه، معهم دفاتر بأسماء الناس،
فيوزع الأُعطيات على طلبة العلم، واليتامى، والمساكين،
والمرضى، والأرامل، والمحتاجين، والمعوزين،
فيهتفون بعد الصلاة: اللهم اسق هذا الخليفه العادل
من سلسبيل الجنة،



حضرته سكرات الموت، فجمع أبناءه السبعة أو الثمانية،
فلما رآهم بكى ، ودمعت عيناه،

ثم قال لأبنائه: والله ما خلّفت لكم من الدنيا شيئًا ،،
إن كنتم صالحين فالله يتولى الصالحين،
تعالوا، فاقتربوا فقبّلَهم واحدًا واحدًا، ودعا لهم،
وكأن قلبه يُسَلُّ من بين جوارحه ،،،


– ثم أمر أبناءه بالخروج فخرج أطفاله أمام عينيه، ينظر إليهم، ومع كل طفل يخرج، قطَرَات من الدموع تسقط،

وقال: أَدخِلوا أمّكم عليَّ، فدخلت امرأته، فودعها،
وسألها أن تتقي الله، وأن تبقى على الزهد وعلى الفقر،
لتكون زوجته في الجنة،

ثم قال لزوجته : إني أرى نفَرًا، ليسوا بإنس ولا جن،
أظنهم ملائكة، فاخرجي عنّي،
فخرجت زوجته، وأغلقت الباب،


ومات الخليفه العادل عمر بن عبد العزيز،
وفتحت زوجته الباب فوجدته في عالم الآخرة.





وقفه..


لقد خلّف عمر بن عبد العزيز لكل واحد من ابناءه اثني عشر درهمًا فقط،،،،

وأما الخليفه هشام بن عبد الملك ، فخلّف لكل ابن من أبنائه مائة ألف دينار،

وبعد عشرين سنة، أصبح أبناء عمر بن عبد العزيز، يُسرجون الخيول في سبيل الله، منفقين متصدقين من كثرة أموالهم،

وأبناء هشام بن عبد الملك يقفون في مسجد دار السلام، يقولون: من مال الله يا عباد الله!

إنَّ من حفظ الله حفظه الله، ومن ضيّع الله ضيّعه الله، هذه سنة من سنن الله – عز وجل
24
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

شهد الشهري
شهد الشهري
مشكورة اختي على الموضوع الرائع ونسال الله ان يجمعنا بعمر بن عبد العزيز والانبياء والصحابه فالجنة قولي آمين
$الورده الحمراء$
سبحان الله قصه رائعه ....
جزاك الله الف خير ....ربي يسعد قلبك ....

امي عائشه الصديقه
بارك الله فيما طرحت موضوع مميز
لذه سكر
لذه سكر
جزاك الله خييييييييييييييييير
نفس مطمئنه
نفس مطمئنه
ياهلا بفرناز ...... فقدتك واليوم افكر فيك والله

وقصه روووووووووعه ...... كروعة وجودك بيننا

سبحاااااااااان الله ..... هالخليفه احبه

لا اله الا الله