هكذا يكون حجاب الرجل
--------------------------------------------------------------------------------
]السلام عليكم و رحمة الله
أخواني أخواتي في الله
من أجل عدم الوقوع في الفاحشة النكراء والجريمة الشنعاء وضع الله عز وجل ضوابط وحواجز شرعية تمنع فتنة أحد الجنسيين بالأخر وتسد كل طرق وأبواب الفاحشة.
فمن هذه الضوابط والحواجز التي وضعها الله عز وجل لتكون سياجًا بين الرجل والمرأة لعدم وصول كلا منها للأخر هو غض البصر.
قال تعالى: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فَرُوجَهُنَّ } ( النور 30، 31 )
وغض البصر معناه: الخفض وإطباق الجفن على العين بحيث يمنع الرؤيا وقد يكون بمجرد صرف البصر عن المنهي عنه.
قال ابن باز:
فأمر الله عز وجل في هاتين الآيتين الكريمتين المؤمنين والمؤمنات بغض الأبصار وحفظ الفروج وما ذاك إلا لعظم فاحشة الزنا وما يترتب عليها من الفساد الكبير بين المسلمين ولأن إطلاق البصر من وسائل مرض القلب ووقوع الفاحشة وغض البصر من أسباب السلامة من ذلك .
قال السيوطي في تفسير هذه الآية:
وفي الآية تحريم النظر إلى النساء وعورات الرجال وتحريم كشفها.
قال ابن القيم :
فلما كان غض البصر أصلاً لحفظ الفروج بدأ بذكره فإذا غض العبد بصره غض القلب شهوته وإرادته وإذا أطلق القلب شهوته لأن العين مرآة القلب.
فهناك ربط بين غض البصر وحفظ الفرج لأن الوقوع في الفواحش إنما يكون بمقدمات يأخذه الشيطان خطوة خطوة ولذلك قال ربنا {وَلاَ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ}نظرة - خطرة - فكرة – إرادة – عزيمة – فعل ، فالشيطان يستدرجه دركة دركة.
قال بعض أشياخ الشام :
من أعطى من نفسه أسباب الفتنة أولاً لم ينجو منها وإن كان جاهدًا.
ولتقريب هذه الصورة تعال لننظر إلى المثل الذي ضربه ابن القيم كما في كتابه روضة المحبين ونزهة المشتاقين.
قال ابن القيم:
مثل الرجل الذي يتبع النظرة الأولى الثانية ولا يغض الطرف عما حرم عليه كمثل رجل ركب فرسًا جديدًا فمالت به إلى درب ضيق أخره عطبه، هذه الدرب ضيق بحيث ينفذ فيه هذا الفرس بصعوبة وإذا دخل فإنه لا يستطيع أن يستدير فيه فإذا همت بالدخول فيه فاكبحها لئلا تدخل فإذا دخلت خطوة أو خطوتين فصيح بها وردها إلى الوراء عاجلاً قبل أن تتمكن من الدخول فإن رددتها على الوراء سهل الأمر وإن توانيت حتى ولجت (دخلت) وسقتها داخلاً ثم قمت تجذبها بذنبها عسر عليك أو تعذر خروجها فهل يقول عاقل إن طريق تخليصها سوقها إلى الداخل؟
- فكذلك النظرة إذا أثرت في القلب فإن عجل الحازم وحسم المدة من أولها سهل علاجه. وإن كرر النظر ونقب في محاسن الصورة ونقلها إلى قلب فارغ فنقشها فيه تمكنت المحبة وكلما تواصلت النظرات كانت كالماء يسقي الشجرة فلا تزال شجرة الحب تنمى حتى يفسد القلب ويعرض عن الفكر فيما أمر به فيخرج بصاحبه إلى المحن ويوجب ارتكاب المحظورات والفتن ويلقي القلب في التلف. والسبب في هذا أن الناظر التذت عينه بأول نظرة فطلبت المعاودة كأكل الطعام اللذيد إذا تناول منه لقمة ولو أنه غض أولاً لاستراح قلبه وسلم.
وكما روي عن النبي صلى الله عليه و سلم كما عند الحاكم في المستدرك والطبراني (النظرة سهم من سهام إبليس) فإن السهم شأنه أن يسرى في القلب فيعمل فيه عمل السم الذي يسقاه المسموم فإن بادر واستفرغه و إلا قتله ولابد. فغض البصر استعفاف وهو وسيلة لحفظ الفرج والقلب فالعين رائد القلب كما قال بعضهم.
ألم تر أن العين للقلب رائد فما تآلف العينان فالقلب آلف
إلى كل رجل أو امرأة نظرا إلى الحرام فليعلم الجميع:
أن هذه النظرة ما هي إلا سهم مسموم فان أصابك سهم قتلك فكيف وان هذا السهم مسموم.
لا تظن أن هذه النظرة ستروى ظمئك فما أنت بذلك إلا كالذي يشرب ماء البحر فكلما ازداد شربا ازداد عطشا ويظل هكذا حتى يقتله.
- ولخطورة الأمر انظر إلى هذا الرجل الذي نظر إلى امرأة نصرانية فأعجبته ووقع حُبُها في قلبه فراودها عن نفسها فطلبت منه أن يتنصر فتنصر ومات على النصرانية ولو غض الطرف ما كان هذا.
وصدق أبو الأعلى المودودي حيث قال:
من الذي يكابر في أن كل ما يحدث في الدنيا إلى هذا اليوم ولا يزال يحدث فيها من الفحشاء والفجور باعثه الأول والأعظم هو فتنة النظر.
و الذي نفسي بيده أحبكم في الله
اللهم طهر قلوبنا من النفاق وأعمالنا من الرياء و ألسنتنا من الكذب و أعيننا من الخيانة
منقول
طوكيو @tokyo_1
عضوة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️