السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
إخوتي .. ما سأقصه عليكم ليس قصة سمعتها أو قرأتها ..بل هي قصة تابعت أحداثها .. وعشت تفاصيلها .. . إنها قصة زوج أختي .. ذلك الرجل الذي لم أكن أعلم عنه سوى أنه زوج أختي .. وابن عم أبي .. رجل عادي غير معروف ولا مشهور .. بل والله إنه لرجل محتقر .. يستهين به كثير من الناس .. رجل كان قليل الاختلاط بالناس رغم أنه كان حريص على ألا يقطع أحد وذلك بسبب ظروف عمله ..
في يوم الجمعة الموافق 26/رمضان/1424هـ ، الساعة التاسعة صباحاً، جرس المنزل يطرق بشدة ، أجابت أمي، إنهما رجلان من الشرطة يقولان أنهما رسولان من زوج أختي ، أيقظت أمي أخي وخرج إليهما أخبراه في البداية أن زوج أختي في المستشفى لكن أخي كان يشعر أن هناك شيء أكبر ، فأصر أن يخبراه بالحقيقة، دخل أخي وبدا عليه شيء من التغير لكنه لم يخبرنا بالحقيقة ، أخبرنا فقط بأن (ح) تعطلت سيارته على أحد الطرق العامة ، أيقظ أخي أبي وذهبا إلى أخي الآخر واصطحباه معهما ، أما نحن .. فأمي لم تسترح فذهبت إلى منزل أختي لتسألهم هل لديهم أي خبر ، وأما نحن فبدا الشيطان معركته ، بدأت أفكر (( ربما عاد إليه مرضه وهو في العناية المركزة لا ربما أصيب في حادث مروري أو مات لا أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ))بدأت أحاول أن أتفاءل وأذكر الله حتى داعب عيني النوم .. وفي الحادية عشرة جاء أبي وأيقظنا من النوم وقال اذهبوا إلى بيت أختكم ، سألناه ما الخبر؟ فلم يخبرنا، وعند باب المنزل طلبت أختي من أبي بإلحاح أن يخبرها ، فجاء الخبر كالصاعقة " لقد مات (ح) ".. لكن كيف مات ومتى وما السبب ؟؟؟ لم أستطع أن أقف على قدماي جلست وأنا أردد (إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلفنا خيراً منها ).. وفي الطريق أهمني كثيراً كيف أخبر أختي بل كيف أخبر أبناءه .. كيف نخبر أمه بوفاة وحيدها ..كيف سيتلقون الخبر .. ما الذي سيحصل لهم .. كيف ستجري الأحداث .. فلم أجد إلا الدعاء فتوجهت إلى ربي من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء رددت بقلب منفطر " اللهم اربط على قلوبهم كما ربطت على قلب أم موسى اللهم أجرهم في مصيبتهم واخلفهم خيراً منها " رددت الدعاء حتى دخلنا المنزل .. أمي مع أختي .. المكان هاديء .. الأبناء نائمون .. يا الله كيف نخبرهم .. وفجأة مضت الأحداث بسرعة عرف الجميع وانتشر الخبر واجتمع الناس وبكى الجميع .. إلى هنا لم أصل إلى ما أريد ذكره .. أريدكم الآن أن تقفوا وقفة متأمل فيما بقي .. مما جبر مصابهم في ميتهم حسن خاتمته نعم حسن خاتمته .. لقد مات (ح)ميتةً طبيعية كما أكد الطبيب الشرعي ، صلى بزملائه إماماً في العمل العشاء والتراويح جماعةً ثم صلى بهم القيام تلك الليلة ثم صلى بهم الفجر جماعة ثم نام وعند الساعة السابعة صباحاً سمعه صاحبه الذي بجواره يشهق ولما وصل إليه نطق بالشهادتين ومات ومن صلى الفجر في جماعة فهو في ذمة الله ،مات صائماً ومن مات على شيء بعث عليه ، مات في يوم الجمعة ومن مات يوم الجمعة أومن من عذاب القبر ، مات مرابطا في عمله ورباط يوم في سبيل الله خير من صيام شهر وقيامه ، مات في شهر رمضان وأبواب الجنة مفتوحة وأبواب النار مغلقة ، صلى عليه ما يقارب 300 رجل كلهم يشهدون له بالخير ، كل من رآه وهو ميت أبصر وجهاً منيراً وابتسامة، بكت عليه قريتنا ، بل كل من سمع قصته لا يملك إلا أن يرسل دمعه ، بل دعوني أقف عند أمه عندما وصلها الخبر كانت تهتف داعية اللهم اجعل مثواه الجنة اللهم اجعل ملائكة الرحمة تتلقاه اللهم اجعل تراب قبره يستبشر به اللهم اغفرله وارحمه اللهم اللهم اللهم ... أصرت أمه على أن تراه قبل دفنه .. وخاف إخواني من ردة فعلها لكنها ضربت مثالاً لكل مؤمنة صابرة محتسبة فلذة كبدها عند ربها رغم أنه كان وحيدها ومن أبر الناس بها .. قبلته وودعته على أمل اللقاء به عند الله ورفعت صوتها بالدعاء ، الرجال من حولها تعالت أصواتهم بالبكاء ، الكل لم يتماك نفسه حتى الرجال الأشداء .. وعادت إلى المنزل تحدث الجميع بتلك الابتسامة التي ارتسمت على محياه .. كانت المصيبة بادية على وجهها لكنها تردد يا رب يا رجائي لم تشتكي لأحد ولم تنح ولم تلطم لأنها قلبها امتلأ إيماناً ويقينا ,نحسبها كذلك ولا نزكي على الله أحداً .. كانت هذه خاتمة زوج أختي الذي لم يتجاوز الـ 45 من عمره .. لكــــــــــــــــــــــــــن.. كيف ختم له بهذه الخاتمة الطيبة وما العمل الذي كان عليه وما هي الصفات التي كان يتحلى بها والتي كانت سبباً بعد فضل الله في أن يختم له بهذه الخاتمة .. هذه الخاتمة التي يسعى لمثلها الصالحون والتي يتمناها الكثيرون فما هي أعماله وما هي أخلا قه ؟؟ هذا ما سأذكره لكم بعد عودتي للمنتدى في المرة القادمة ..

الغنية بالله @alghny_ballh
عضوة فعالة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
![[ طــوبــَــى ]](https://cdn.hawaaworld.com/images/user_avatar.png)
لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أقشعر بدني عندما تحدثتي عن وقت وفاته.............. سبحان الله.
اللهم إغفر له وأرحمه وأرحم جميع المسلمين والمسلمات.
جزاك الله خيراً أختي.
أقشعر بدني عندما تحدثتي عن وقت وفاته.............. سبحان الله.
اللهم إغفر له وأرحمه وأرحم جميع المسلمين والمسلمات.
جزاك الله خيراً أختي.

جزاج الله كل خير اختي علي الموضوع المؤثر
ورحم الله زوج اختك واموات المسلمين جميعا وغفر لهم بواسع رحمتة
اللهم الهم اختك الصبر و السلوان
اميييييييييييييييييين يارب العالميييييييييييييييييييييين
ورحم الله زوج اختك واموات المسلمين جميعا وغفر لهم بواسع رحمتة
اللهم الهم اختك الصبر و السلوان
اميييييييييييييييييين يارب العالميييييييييييييييييييييين

الصفحة الأخيرة
قصة مؤثرة أسلوبك كان جميل
وفقك الله ورعاك