هلاّ جعلنا من (ابن المسـيـب )قدوة لنا

إلى معشر الأباء والأمهات ...إإليكم هذه القصة

--------
قال تلميذه أبو وادعة : كنت أجالس سعيد ابن المسيب في مسجد المدينة ,ففقدني أياماً ,ثم جئته فقال لي:

- أين كنت؟
قلت :تُوفيت أهلي فاشتغلت بها.
قال:هلا أخبرتنا فشهدناها؟
قال أبو وداعة : ثم أردت أن أقوم ,فقال لي:
-هل أحدثت امرأة غيرها؟
فقلت :يرحمك الله ,ومن يزوجني؟وما أملك إلا درهمين أو ثلاثه!
فقال:إن أنا فعلت تفعل؟
قلت :نعم
فحمد الله ,وصلى على النبي ,وزوجني بنته على درهمين(أو قال ثلاثه)

وهي البنت التي أبى سعيد بن المسيب أن يزوجها لولي عهد الخلافه.
قال أبو وادعة:فقمت وماأدري ماأصنع من الفرح.
وصرت إلى منزلي ,وجعلت أفكر ممن آخذ وأستدين ,وصليت المغرب وكنت صائماً,فقدمت عشاي لأفطر (وكان خبزاً وزيتاً)
وإذا الباب يقرع فقلت :
- من هذا؟
قال :سعيد!
ففكرت في كل إنسان اسمه سعيد إلا سعيد بن المسيب فإنه لم يرى منذ أربعين سنه إلا مابين بيته ومسجد رسول الله.فقمت وخرجت وإذابسعيدبن المسيب ,فظننت أنه قد بدا له (أي ندم على تزويجي)فقلت:

-ياأبا محمد ,هلا أرسلت إلي فأتيتك؟
قال : لا ..أنت أحق أن تؤتى.
قلت : فما تأمرني؟
قال:رأيتك رجلا عازباً قد تزوجت,فكرهت أن تبيت الليلة وحدك ,زهذه امرأتك(فإذا بنته قائمة خلفه ,في طوله).

ثم دفعها في الباب,ورد الباب,فسقطت الفتاة من الحياء..!!!

قال أبو وداعة:
-فاستوثقت الباب ثم صعدت السطح فتاديت الجيران,فجاؤني وقالوا:
-ماشأنك؟؟
فقلت: زوجني سعيدبن المسيب اليوم ابنته,وقدجاء بها على غفلة,وهاهي في الدار
فنزلو إليها ...وبَلغَ أمي الخبر,فجاءت وقالت:
-وجهي من وجهك حرام إن مسستها قبل أن أصلحها ثلاثة أيام.
فأقمت ثلاثاً,ثم دخلت بها,فإذا هي من أجمل الناس ,وأحفظهم لكتاب الله تعالى ,وأعلمهم بسنة رسول الله ,وأعرفهم بحق الزوج.

قال أبو وداعة:فمكث سعيد شهراً لايأتيني ولا اآتيه ثم أتيته بعد شهر وهو في حلقته ,فسلمت عليه ,فرد ولم يكلمني حتى انفض من في المسجد ,فلم يبقى غيري فقال:

- ماحال ذلك الإنسان؟
قلت :هو على مايحب الصديق ويكره العدو.

فانصرفت إلى منزلي..

---------------انتهت---------------

رحمك الله ياأبامحمد(سعيد بن المسيب) لوكنت موجوداً اليوم ..لترى حال الشباب والفتيات ..وحال لأباء والأمهات ..!!وأنت الذي أبيت أن تزوج ابنتك للخليفة ..لتزوجها بدرهمين ..حقاً !! لقد أدركت أن الغنى غنى القلب ..وهذى الذي يخفى على كثير من الآباء ..

رحمك الله أيها الإمام ..(سعيدبن المسيب)