بسم الله الرحمن الرحيم
فهذه بعض الفوائد انتقيتها من كلام العلامة ابن قيم الجوزية في كتابه القيم النافع ( تحفة المودود )
أسأل الله أن ينفع بها ........
=========
1- قال الله تعالى : ﴿ ِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ{49} أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ{50}﴾...
بدأ سبحانه بذكر الإناث , فقيل: جبرا لهن لأجل استثقال الوالدين ولمكانهن
وقيل وهو أحسن إنما قدمهن لأن سياق الكلام أنه فاعل ما يشاء لا ما يشاء الأبوان فإن الأبوين لا يريدان إلا الذكور غالبا وهو سبحانه قد أخبر أنه يخلق ما يشاء فبدأ بذكر الصنف الذي يشاء ولا يريده الأبوان,
وعندي وجه آخر : وهو أنه سبحانه قدّم ما كانت تؤخره الجاهلية من أمر البنات حتى كانوا يئدوهن أي هذا النوع المؤخر عندكم مقدم عندي في الذِّكر وتأمل كيف كيف نكّر سبحانه الإناث وعرّف الذكور فجبر نقص الأنوثة بالتقديم وجبر نقص التأخير بالتعريف فإن التعريف تنويه... ثم لما ذكر الصنفين معا قدّم الذكور إعطاءً لكل من الجنسين حقه من التقديم والتأخير والله أعلم من المراد بذلك.
.
2- قال صالح بن أحمد : كان أبي إذا ولد له ابنة يقول: الأنبياء كانوا آباء بنات ويقول: قد جاء في البنات ما قد علمت..
3- وكانت الجاهلية يقولون في تهنئتهم بالنكاح :بالرفاء والبنين, والرفاء :الالتحام والاتفاق أي تزوجت زواجاً يحصل به الاتفاق والالتحام بينكما والبنون فيهنؤون بالبنين سلفاً وتجيلاً..
4- وقد استفاضت الأحاديث بأن النبي صلى الله عليه وسلم عقّ عن الحسن والحسين ..
5- وقال عن العقيقة: والاعتبار بالذبح لا بيوم الطبخ والأكل.
.
6- ولهذا قلّ من يترك أبواه العقيقة عنه إلا وهو في تخبيط من الشيطان .
.
7- وقال عن حديث : كلام غلام مرتهن بعقيقته: ... عُلم أن ذلك تخليص للمولود من الأذى الباطن والظاهر..
8- وفي قول النبي صلى الله عليه وسلم من وُلد له ولد فأحب أن ينسك عنه فليفعل , كالدليل على أنه إنما يجزئ فيها ما يجزئ في النسك سواء من الضحايا والهدايا...
.
9- عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى عليه وسلم عقّ عن نفسه .
صححه المحقق ..
10- العقيقة وحلق الرأس مستحبان في اليوم السابع اتفاقاً.
.
11- فإن الله سبحانه أجرى حكمته بتغير حال العبد في كل سبعة أيام وانتقاله من حال إلى حال فكأن السبعة طوراً من أطواره وطبقاً من أطباقه ولهذا تجد المريض تتغير أحواله في اليوم السابع ولا بد إما إلى قوة وإما إلى انحطاط.
.
12- مسقطات الختان أمور : أحدها:أن يولد الرجل مختوناً ولا قلفة له فهذا مستغن عن الختان إذا لم يخلق له ما يجب ختانه وها متفق عليه ,الثاني من مسقطاته : ضعف المولود عن احتماله بحيث يخاف عليه من التلف ...
الثالث: أن يُسلم الرجل كبيراً ويخاف على نفسه منه فهذا يسقط عنه عند الجمهور...
الرابع : الموت فلا يجب ختان الميت باتفاق الأمة
.
13-وإنما يزول حكم النضح :إذا أكل الطعام وأراده واشتهاه تغذياً به.
.
14- قال الله تعالى :﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾
قال علي رضي الله عنه : علموهم وأدبوهم, وقال الحسن: مروهم بطاعة الله وعلموهم الخير.
.
15-كان السلف يستحبون أن يعدلوا بين الأولاد في القُبلة.
.
16-فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه وتركه سدى فقد أساء إليه غاية الإساءة وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قِبل الآباء وإهمالهم لهم وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه فأضاعوهم صغاراً فلم ينتفعوا بأنفسهم ولم ينفعوا آباءهم كباراً , كما عاتب بعضهم ولده على العقوق فقال: يا أبتِ إنك عققتني صغيراً فعققتك كبيراً وأضعتني وليداً فأضعتك شيخاً..
17- وليكن أول ما يقرع مسامعهم معرفة الله سبحانه وتوحيده وأنه سبحانه فوق عرشه ينظر إليهم ويسمع كلامهم وهو معهم أينما كانوا وكان بنو إسرائيل كثيراً ما يُسمون أولادهم بعمانويل ومعنى هذه الكلمة :إلهنا معنا ولهذا كان أحب الأسماء إلى الله عبدالله وعبدالرحمن بحيث إذا وعى الطفل وعقل علِم أنه عبدالله وأن الله هو سيده ومولاه..
18- ولا ينبغي أن يشق على الأبوين بكاءُ الطفل وصراخه ولا سيما قبل شربه اللبن إذا جاع فإنه ينتفع بذلك البكاء انتفاعاً عظيماً فإنه يروض أعضاءه ويوسع أمعاءه ويفسح صدره ويسخن دماغه ويحمي مزاجه ويثير حرارته الغريزية ويحرك الطبيعة لدفع ما فيها من فضول ويدفع فضلات الدماغ من المخاط وغيره.
.
19-قال عن قول الله تعالى :﴿ وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ...﴾
وأكدهما بكاملين لئلا يحمل اللفظ على حول وأكثر الثاني.
.
20- ومما يحتاج إليه الطفل غاية الاحتياج :الاعتناء بأمر خُلقه فإنه ينشأ على ما عوَّده المربي في صغره من حرَد وغضب ولجاج وعجلة وخفة مع هواه وطيش وحدة وجشع فيصعب عليه في كبره تلافي ذلك وتصير هذه الأخلاق صفات وهيئات راسخة له فلو تحرز منها غاية التحرز فضحته ولا بد يوماً ما ولهذا تجد أكثر الناس منحرفة أخلاقهم وذلك من قبل التربية التي نشأ عليها ولذلك يجب أن يتجنب الصبي إذا عقل مجالس اللهو والباطل والغناء وسماع الفحش والبدع ومنطق السوء فإنه إذا علق بسمعه عسر عليه مفارقته في الكبر وعز على وليه استنقاذه منه فتغيير العوائد من أصعب الأمور ,يحتاج إلى استجداد طبيعة ثانية والخروج عن حكم الطبيعة عسر جداً, وينبغي لوليه أن يجنبه الأخذ من غيره غاية التجنب فإنه متى اعتاد الأخذ صار له طبيعة ونشأ بأن يأخذ لا بأن يعطي ويعوده البذل والإعطاء وإذا أراد الولي أن يعطي شيئا أعطاه على يده ليذوق حلاوة الإعطاء , ويجنبه الكذب والخيانة أعظم مما يجنبه السم الناقع فإنه متى سهل له سبيل الكذب والخيانة أفسد عليه سعادة الدنيا والآخرة وحرمه كل خير, ويجنبه الكسل والبطالة والدعة والراحة بل يأخذه بأضدادها ولا يريحه إلا بما يجم نفسه وبدنه للشغل فإن الكسل والبطالة عواقب سوء ومغبة ندم وللجد والتعب عواقب حميدة إما في الدنيا وإما في العقبى وإما فيهما فأروح الناس أتعب الناس وأتعب الناس أروح الناس فالسيادة في الدنيا والسعادة في العقبى لا يوصل إليها إلا على جسر من التعب ,
قال يحيى بن أبي كثير: لا ينال العلم براحة الجسم, ويعوده الانتباه آخر الليل فإنه وقت قسم الغنائم وتفريق الجوائز فمستقل ومستكثر ومحروم فمتى اعتاد ذلك صغيرا سهل عليه كبيراً, ويجنبه فضول الطعام والكلام والمنام ومخالطة الأنام فإن الخسارة في هذه الفضلات وهي تفوت على العبد خير دنياه وآخرته ...
وكم ممن أشقى ولده وفلذة كبده في الدنيا والآخرة بإهماله وترك تأديبه وإعانته له على شهواته ويزعم أنه يكرمه وقد أهانه وأنه يرحمه وقد ظلمه وحرمه ففاته انتفاعه بولده وفوت عليه حظه وحفظه في الدنيا والآخرة ,
وإذا اعتبرت الفساد في الأولاد رأيت عامته من قِبل الآباء.
.
21-وقد ذكر الأطباء أن إدمان الحامل على أكل السفرجل والتفاح مما يُحسِّن وجه المولود ويصفي لونه..
والله الموفق
أخوكم
بومزنة @bomzn
الداعـي المتميـز
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة