الطيرالمهاجر
الطيرالمهاجر
بارك الله فيك اختي المذهلة
وجزاك الله خيراً على مرورك الكريم
(شذىالروح)
(شذىالروح)
جزاك الله الف خير اخيتي الحبيبه ,,,,,,,,,,وجعلها في موازين حسناتك

تحيتي الخالصة لك غاليتي
raowaa
raowaa
جزاك الله الف خير

جعله الله في موازين اعمالك
الطيرالمهاجر
الطيرالمهاجر
اخواتي العزيزات

(شذىالروح)


raowaa

وإياكم
بارك الله فيكم
ونفع بكم
الطيرالمهاجر
الطيرالمهاجر
الحلقة (3)


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
فلا يزال الحديث إخواني الكرام موصولا بذكر شيء من القصص الصحيحة الثابتة وما فيها من دروس وعبر فمن هذه القصص :

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن رجلا زار أخا له في قرية فأرصد الله تعالى على مدرجته – أي الطريق- ملَكا فلما أتى عليه الملَك قال أين تريد قال أزور أخا لي في هذه القرية قال هل له عليك من نعمة ( تربها ) – أي تقوم بإصلاحها وتنهض بسبب ذلك - قال لا إلا أني أحببته في الله قال فإني رسول الله إليك أن الله عز وجل قد أحبك كما أحببته له).

يخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن رجل أحب أخا له في الله فزاره فبعث الله للزائر ملَكا في الطريق فسأله عن سبب الزيارة فأخبر الزائرُ الملَكَ أن دافع الزيارة هي المحبة في الله , فبشره الملَك أن الله أحبك كما أحببت فلانا لله .

في هذا الحديث العظيم فوائد وعبر منها :

أهمية المحبة في الله فالمحبة في الله عبادة عظمية عظم التقصير فيها مع أنها عبادة رغب الإسلام فيها ترغيبا عظيما

فعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ومن أحب عبدا لا يحبه إلا لله ومن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار) .

وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله عز وجل : المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء. أخرجه الترمذي.

قال بعض أهل العلم : عجبت من قلة العمل وعظم الأجر ...

وللمحبة في الله إخواني الفضلاء علامات من أهمها النصيحة فبعض الناس يرى على زميله خطأ ولا يفكر أن ينصحه وبعض الأخوات تشاهد من زميلتها مثلا تساهلا في الحجاب ولا تنصحها أبدا فأي محبة هذه إذا بخل الإنسان عن الخير أن يبذله لمن يحب ...
فقد تنصح زميلك بكلمة وقد تنصحين زميلتك بكلمة فتجد قَبولا في القلب فتغير حياة إنسان فلا تبخل بالكلمة الطيبة مع الزملاء والأصدقاء والإخوان والخلان ...
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة وعن جرير رضي الله عنه قال :بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على النصح لكل مسلم . أخرجه النسائي.


واحذر أخي الكريم واحذري أختي الكريمة من زملاء السوء فشرهم عظيم جدا قال الله تعالى : {الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ }الزخرف67. وقال الله تعالى: " وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً{27} يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَاناً خَلِيلاً{28} لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولاً{29}".

فهذا الظالم قد اعترف وندم فقال وهو في شدة الندم : عاديت أنصحَ الناس لي وأبرَّهم بي وأرفقهم بي وواليت أعدى عدو لي الذي لم تفدني ولايته إلا الشقاء والخسارَ والخزي والبوارَ... فلينظر العبد من نفسه وقت الإمكان وليتدارك الممكن قبل أن لا يمكن وليوالي من ولايته فيها سعادته ويعادي من تنفعه عدواته وتضره صداقته .

وكم جر رفيق السوء على صاحبه من شر وبلاء لا يعلم به إلا الله فاحذر من هؤلاء وأقبل على صداقة من فيه الخير الصلاح والاستقامة تكن بإذن الله من أهل الاستقامة .

وانظر أخي الكريم في حال صاحب القصة فهو قد خرج من قريته إلى قرية أخرى كي يزور صاحبا له في الله فهذا دليل على جواز السفر لزيارة الأصحاب فإذا كان حرص الرجل على زيارة صديقه بهذه القوة فكيف حرصه على زيارة أهله وأرحامه ...

فبعض الناس عفى الله عنهم قد لا يزور قريبه إلا في العام مرة بل بعضهم قد لا يزوره أخاه أو أخته إلا في الأشهر مرة أو مرتين بحجة الأشغال والانشغال ...

نعم أخي الكريم أتفق معك أن المشاغل كثيرة ولكن لا بد من مجاهدة النفس فصلة الأرحام من العبادات العظيمة جدا

فعن أنس رضي الله عنه قال :قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( من سره أن يعظم الله رزقه وأن يمد في أجله فليصل رحمه ).

فصلة الأرحام من أسباب البركة في الرزق ومن الأمور التي يحصل بها زيادة في العمر ...

قال الله تعالى: " َهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ{22} أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ{23} "

فقطيعة الرحم من أسباب الحرمان من رحمة رب العالمين ...

وفي القصة إخواني الفضلاء إشارة إلى الإخلاص فهذا الرجل قد زار أخا له في قرية أخرى وسبب الزيارة المحبة في الله فهو لم يرد من أخيه جزاء ولا شكورا ؛ فالإخلاص أيها الإخوة من أعظم الأمور المهمة التي ينبغي العناية بها أشد العناية

فقد قال الله تعالى : ( فادعوا الله مخلصين له الدين )

وقال النبي صلى الله عليه وسلم :إن الله إذا كان يومُ القيامة ينزل إلى العباد ليقضي بينهم وكل أمة جاثية فأول من يدعو به رجل جمع القرآن ورجل قتل في سبيل الله ورجل كثير المال فيقول الله للقارئ ألم أعلمك ما أنزلت على رسولي قال بلى يا رب قال فماذا عملت بما علمت قال كنت أقوم به آناء الليل وآناء النهار فيقول الله له كذبت وتقول له الملائكة كذبت ويقول الله له بل أردت أن يقال فلان قارئ فقد قيل ذلك ; ويؤتى بصاحب المال فيقول الله له ألم أوسع عليك حتى لم أدعك تحتاج إلى أحد قال بلى يا رب قال فماذا عملت فيما آتيتك قال كنت أصل الرحم وأتصدق فيقول الله له كذبت وتقول الملائكة كذبت ويقول الله بل أردت أن يقال فلان جواد فقد قيل ذلك ; ويؤتى بالذي قتل في سبيل الله فيقول الله في ماذا قتلت فيقول أمرت بالجهاد في سبيلك فقاتلت حتى قتلت فيقول الله له كذبت وتقول له الملائكة كذبت ويقول الله بل أردت أن يقال فلان جريء فقد قيل ذلك ; يا أبا هريرة أولئك الثلاثة أول خلق الله تسعر بهم النار يوم القيامة .

فهذا حديث عظيم فيه الترهيب من الرياء وعدم الإخلاص لله سبحانه وتعالى ...

وقد ذكر بعض أهل العلم أن الإخلاص سبب للوقاية من الأمراض

لأن من أخلص العمل لله عزوجل إذا وجد من الناس إساءة فلن يفكر في الأمر فهو لا يريد منهم جزاء ولا شكورا بل عمل الخير لوجه الله أما من أراد من العمل الدنيا فتجده يفكر إذا وجد إساءة من الناس فيقول في نفسه : أنا فعلت كذا فلم قال لي كذا وأنا أكرمت فلان فأساء لي وأنا أكرمت فلانة ولكنها لا تستحق وغير ذلك من الأمور وأحيانا يزداد تفكيره في مثل هذه الأمور فقد تؤثر في نفسيته نسأل الله العافية والسلامة ...

فإذا أردت أخي الكريم بعملك وجه الله فلا تحمل أي هم وابشر بكل خير بإذن الله تعالى .


ولنضرب على ذلك مثالا :

أحيانا قد تحرص أخي الكريم على صلة الرحم ولكن تفاجأ بأن من تزوره قد استقبلك استقبالا باردا في كل زيارة وكأن لسانُ حاله يقول : لا تزرني مرة أخرى بل أحيانا قد تصل بعض أقاربك فتجد منهم الإعراض وشيء من سوء الأدب ...

فاصبر واحتسب ولا عليك ولا تحمل الهم فأنت أردت وجه الله تعالى ولم ترد الدنيا ولم ترد ثناء الناس
فعن أبى هريرة رضي الله عنه قال أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعون وأحسن إليهم ويسيئون إلى ويجهلون على وأحلم عنهم قال لئن كان كما تقول كأنما تسفهم المل ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك. أخرجه البخاري في الأدب المفرد
ومعنى المل أحبتي الكرام : الرماد الحار أي أنك بالإحسان إليهم تخزيهم لكثرة إحسانك وقبيح فعلهم.

وفي القصة بيان للقاعدة التي يعرفها كثير من الناس : الجزاء من جنس العمل .

فقد أحب هذا الرجل أخاه في الله فنال بذلك محبة الله تعالى ؛ فيا من يعمل الخير ابشر بالخير من الله تعالى فلن يضيع الله عملك فإن أحسنت فستجد الحسنى من الله تعالى فالله تعالى لا يظلم أحدا أبدا وإن أساء الإنسان فلا يلم إلا نفسه ...

وفي القصة إثبات قدرة الملائكة الكرام على التشكل في صورة البشر والملائكة أيها الإخوة مخلوقات من مخلوقات الله تعالى خلقت من نور يعبدون الله تعالى ويفعلون ما يأمرون ولا يعصون الله أبدا ...

وفي القصة دليل لمسألة من مسائل العقيدة الصحيحة ففيها إثبات لكرامات الأولياء فهذا الرجل قد بعث الله ملَكا وبشره بمحبة الله له وهذه كرامة لهذا الرجل ... فالتصديق بكرامات الأولياء وما يجري الله على أيديهم من خوارق العادات أمر ثابت وموجود في هذه الأمة إلى قيام الساعة ...

وقد يقول قائل من هم أولياء الله ؟

فالجواب :
هم الذين قال الله عنهم : (( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولاهم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون ))
فمن كان لله تقيا كان لله وليا ومن أعظم علامات التقوى تعظيم أمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم وإتباع الكتاب والسنة.

ومن فوائد هذه القصة أيها الإخوة الكرام :

محبة الله تعالى لهذا الرجل فالله تعالى يحب عباده ويحب من أقبل عليه سبحانه ومن أحبه الله تعالى فقد فاز وربح

فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الله إذا أحب عبدا دعا جبريل فقال إني أحب فلانا فأحبه قال فيحبه جبريل ثم ينادي في السماء فيقول إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض . وإذا ابغض عبدا دعا جبريل فيقول إني أبغض فلانا فأبغضه . فيبغضه جبريل ثم ينادي في أهل السماء إن الله يبغض فلانا فأبغضوه . قال فيبغضونه . ثم يوضع له البغضاء في الأرض ). رواه مسلم

فلنجتهد في الأعمال الصالحة التي تقربنا إلى الله تعالى ...

نسأل الله العظيم بمنه وكرمه وجوده وإحسانه أن ينفعنا بما سمعنا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ...



والبقية تأتي إن شاء الله