زهرة جدة

زهرة جدة @zhr_gd

المتميزة

هل أصبح المعاق ثمرة فاسدة في المجتمع

الأسرة والمجتمع



عندما نرى طفلاً معاقاً نردد كلمة (مسكين.. يا حرام) دون شعور منا.. والجميل أن هذا المسكين المشفق عليه بيده الصفقة الرابحة في معترك الحياة لأنه ببساطة إنسان يملك العالم السحري، فالعبرة بمن عاش أفضل بتقدمه ونجاحه وما يقدمه لوطنه ومجتمعه.. فالشفقة.. هل هي من صالح الطفل المعاق؟.. وكلمة «مسكين.. يا حرام» التي نرددها في وجه المعاق هل تدمره وتؤثر على معنوياته، وما الطريقة المثلى في جعل المعاق وتحويله إلى فرد سليم.. وما دور الأسرة والمجتمع في ذلك؟! والأسر الخليجية هل تعد وجود الطفل المعاق مشكلة أو عائقاً تتحرج منه أمام المجتمع؟! هذه الأسئلة وغيرها هي ما سنحاول الإجابة عليها من خلال هذا التحقيق واستضافتنا لأصحاب القضية.. أفراد المجتمع.. والاختصاصيين..



أنا فخورة بإبني

في البدء التقينا أصحاب القضية.. رأيناهم.. حاورناهم وأسرهم.. الطفل فهد الشهري ووالدته أم فهد كانا أول من جلسنا إليهما.. تقول أم فهد: أحمد الله على كل شيء.. وأنا فخورة بابني فهد وبوالده الذي كان لي نعم المعين بعد الله في رعاية طفلنا.. ولا أنكر أننا نعاني كثيراً من المجتمع ونظراته الخاطئة، بل تأتينا المعاناة أحياناً من أقرب الأقربين غير أنني لا أعير ذلك إهتماماً.. ومن جانبنا لا نبخل بشيء على ابننا ونسعى لتوفير كل ما يسعده، وندعه يرافقنا في كل المناسبات مما جعل منه طفلاً واثقاً بنفسه.. ولكن يجب أن نعلم أن رعاية الطفل المعاق تتطلب وضعاً مالياً مناسباً وهذا ما يفتقده الكثيرون ونعاني منه أحياناً.. ومن هنا أدعو المجتمع وأطالبه بأن يكون عوناً للمعاق في كل شيء يكون فيه راحته وانسجامه مع المجتمع.

- في هذه الأثناء حاولنا مداعبة فهد.. وعندما اقتربنا منه فاجأنا بأجمل مما كنا نتوقعه.. حيث خطف منا مجلة فواصل وقال: «أنا بحب فواصل.. وعايز أبقى صديق».. لم نبخل عليه وقبلنا صداقته
.



لا أتحرج من المجتمع -


ودعنا فهد.. ووالدته.. والتقينا الطفل عبدالرحمن بن محمد الماجد ووالدته أم عبدالرحمن.. تقول أم عبدالرحمن: أنا مؤمنة بقضاء الله وقدره وأحمد الله على ذلك.. ولا أخفيك فطفلي الذي يكبر عبدالرحمن يعاني من الإعاقة ذاتها (فقدان البصر) وهو الآن في المرحلة الثانوية.. وأنا من جانبي لا أرى ثمة أمراً نتحرج منه أمام المجتمع وإن حدث ذلك لا أعيره انتباهاً، ويكفي أن تعلموا أن تعاملي مع ابني رائد وعبدالرحمن طبيعية للغاية فهما كأي فرد آخر من أفراد أسرتي ويرافقاننا في كل زياراتنا ولا نجد أية صعوبة في التعامل معهما لأنهما يتمتعان بذكاء شديد وأنا جد فخورة بهما، وأقول للمجتمع خافوا الله في المعاقين ولا تنظروا إليهم بازدراء فهم أبناؤكم.

- هنا اقتربنا من الطفل عبدالرحمن وقلنا له: بابا تحب مين أكثر من أصحابك؟! قال: أنا بحب كل إخواني.. بس أحب محمد مووت.. وبعد بحب أختي الجوهرة.. قلنا له: تحفظ قرآن يا عبدالرحمن؟ قال: إيه.. أحفظ كثير.. وبحب أقرأ المصحف.. قلنا له: طيب إيش ممكن تسمعنا؟ قال: آية الكرسي «وقد قرأها بطريقة جميلة».


أهمية التأهيل والتدريب
بحثاً عن المزيد.. حملنا هموم أصحاب القضية.. ومشاعر الفنانين وآرائهم وتوجهنا صوب المسؤولين والاختصاصيين.. بدر بن عبدالرحمن البهلال المدير التنفيذي لمركزالرياض التخصصي للتأهيل حدثنا بأسى شديد إذ يقول: الأسر الخليجية ورغم تفاوت مراحل الإعاقة لدى الأطفال لا تعي أهمية التأهيل والتدريب والتعليم، والمحزن أنهم يرون في عزله أفضل خيار لدرجة عزله عن المجتمع برمته.. والأدهى من ذلك عزله عن الأسرة وهنا يكمن الخلل الحقيقي، ومرد ذلك هو اعتقادهم أن في وجوده تقليلاً من قيمة العائلة، أو أنه سيكون سبباً في ابتعاد المجتمع عنهم وعدم الزواج أو التعامل معهم.. ونحن هنا لا نعمم فهناك أسر راقية في تعاملها مع طفلها المعاق فيما هناك أسر يحزن المرء عند رؤيتها ورؤية واقع تعاملها مع طفلها المعاق. فبعض الأسر تحرم خروج طفلها المعاق بصحبتها في المناسبات أو الزيارات، مع العلم أن هناك أطفالاً معاقين وجدوا الرعاية فأصبحت لهم مكانة مرموقة وتفتخر بها أسرهم والمجتمع، غير أن المشكلة هي قلة وعي الأسر وعدم تجاوبها لما فيه صالح طفلهم المعاق لدرجة أن بعض الأسر رفضت سياسة دمج المعاقين مع غيرهم في المدارس وتركوا أبناءهم حبيسي المنازل أو مراكز المعاقين، وعلى الرغم من أن المراكز الحكومية والخاصة تقوم بدورها كما يجب إلا أن ما يفعله الاختصاصيون يُهدم في الأسر بسبب عدم الرعاية السليمة من قبل الأسر،.. وحتى المعاق حركياً تلازمه المشكلة ذاتها لأن أسرته ترى أن إعاقته واضحة وتفضل عزله كي لا يروا الشفقة ونظرات الرحمة من المجتمع وهذا بالطبع خطأ فادح ترتكبه الأسرة.

ويضيف بدر: يجب على المجتمع تقبل المعاق ومعاملته كأي من أفراده، خاصة وأن بإمكان المعاق أن يبدع وينتج ويتفوق على الأسوياء بخدمته لمجتمعه.. وما يؤلم أكثر ويحز في النفس أن هناك أسراً بالرغم مما يتمتع به القائمون على أمرها من مستوى عال من التعليم والثقافة، تتبرأ من أطفالها المعاقين وتدفع بهم إلى الخادمة أو تبعث بهم لمراكز طبية في الخارج، خوفاً من أن يراهم المجتمع، ويجب ألا ننسى أن هناك أسراً عكس ذلك تفخر بطفلها المعاق وتحرص على رعايته حتى يتقدم ويشفى تماماً ويغدو مميزاً في كل شيء والأمثلة على ذلك كثيرة.


وبشر الصابرين

في نهاية جولتنا.. حملنا كل ما جمعناه من آراء وجلسنا به إلى فضيلة الشيخ محمد الدريعي لنقف على رأي الدين في هذه القضية إذ يقول: يجب أن نعلم علم اليقين أن ما يصيبنا من خير أوشر، أو صحة أو مرض إنما هو قضاء من الله وقدره وعلينا كمؤمنين أن نرضى به ونقبله.. ولنعلم أيضاً أن المصائب لا تنزل علينا جزافاً إنما في حدود الابتلاء والامتحان.. أما بالنسبة للمعاق فقد حث الإسلام أولياء الأمور بإيوائهم وإكرامهم وحسن معاملتهم، وقد مدح الإسلام الصابرين على المعاق والذين لا يسيئون إليهم ولا يلجؤون لعزلهم إذ يقول المولى عز وجل في حق أولئك: {وبشر الصابرين} فيما أولئك الذين لا يصبرون ويلجؤون إلى عزلهم سيتعرضون لعقاب الله إما في الدنيا أو الآخرة.



خاتمـة
أعزاءنا القراء.. بعد أن حاولنا الاقتراب من الطفل المعاق.. وأبحرنا بكم مع هموم أصحاب القضية، وأفراد المجتمع وآراء الاختصاصيين.. ها نحن ننتظر دعمكم.. فوقفتكم هي الدعم الحقيقي لهم، لأن معاملتكم الطيبة لهم ومنحهم الإحساس بأنهم لا يعانون من شيء ولا يختلفون عن بقية أفراد المجتمع وعدم التلفظ أو رميهم بنظرات الشفقة هو الدواء والطريق الأمثل لشفائهم.. آملين أن تمتد أيدي الجميع وقلوبهم لدعمهم والأخذ بأيديهم.
منقول من مجلة فواصل






لا اعلم هل هذا المنتدى هو المكان المناسب لهذا الموضوع ارجو من المشرفات نقله اذ لم يكن مكانه مناسب
4
784

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

*مرآة نفسي*
*مرآة نفسي*
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

اختي الكريمة زهرة جدة

جزاك الله خيرا على الموضوع ، كثيرا ما رأيت معاقين متميزين ، ليست الاعاقة عائقا في وجه المعاق ما دام لديه عزم وقوة لتحقيق اهدافه

لا تقل اني معاق مد لي كف الاخوة
ستراني في سباق اعبر الشوط بقوة

ما العمى ان تفقد العين الضياء العمى ان تفقد النفس الامل
والذي يسمع اصوات الرجاء لا يبالي إن عرى السمع كسل

لا تقل اني معاق مد لي كف الاخوة
ستراني في سباق اعبر الشوط بقوة

رب طفل مقعد ليس يسير فكره يسبح ما بين الغيوم
وأمانيه إلى الشمس تطير و مراميه تناجيها النجوم

لا تقل اني معاق مد لي كف الاخوة
ستراني في سباق اعبر الشوط بقوة

أودع الرحمن أرواح العباد طاقة هازئة بالمستحيل
فاذا ما لامست عزم الفؤاد حققت كل عظيم جليل

هذه القصيدة للدكتورغازي عبد الرحمن القصيبي
ماوية
ماوية
زهرة جدة
جزاك الله خير اختي الكريمه .....
ونحن بحاجه الى تفهم المعاق واعطائه فرصه ليحيا حياة افضل ويقدم مايفيد مجتمعه ,,
زهرة جدة
زهرة جدة
*مرآة نفسي وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبارك الله فيك اختي
والقصيدة جدا رائعه


مشرفتنا سلمك الله
ما أكثر ما يقسو النا س على المعاق


ديم نجــد
بارك الله فيك اختي