هل أعبد الله حباً به؟ أم خوفاً منه؟ أم رجاءً فيه؟

ملتقى الإيمان





:27:بسم الله الرحمن الرحيم :27:

قال العلامة صالح الفوزان:

"فالعبادة المأمور بها تتضمن معنى الذل ومعنى الحب، وهي تتضمن ثلاثة أركان هي‏:‏

المحبة
والرجاء
والخوف ..

ولا بد من اجتماعها؛ فمن تعلق بواحد منها فقط؛ لم يكن عابدا لله تمام العبادة.

فعبادة الله بالحب فقط هي طريقة الصوفية ..
وعبادته بالرجاء وحده طريقة المرجئة ..
وعبادته بالخوف فقط طريقة الخوارج‏ .‏.

والمحبة المنفردة عن الخضوع لا تكون عبادة؛ فمن أحب شيئا ولم يخضع له؛ لم يكن عابدا؛ كما يحب الإنسان ولده وصديقه، كما أن الخضوع المنفرد عن المحبة لا يكون عبادة؛ كمن يخضع لسلطان أو ظالم اتقاء لشره‏.‏ ولهذا لا يكفي أحدهما عن الآخر في عبادة الله تعالى، بل يجب أن يكون الله أحب إلى العبد من كل شيء، وأن يكون الله عنده أعظم من كل شيء‏.‏"

"هذا ويجب أن نعلم أن الخوف من الله سبحانه يجب أن يكون مقرونا بالرجاء والمحبة؛ بحيث لا يكون خوفا باعثا على القنوط من رحمة الله؛ فالمؤمن يسير إلى الله بين الخوف والرجاء، بحيث لا يذهب مع الخوف فقط حتى يقنط من رحمة الله، ولا يذهب مع الرجاء فقط حتى يأمن من مكر الله؛ لأن القنوط من رحمة الله والأمن من مكره ينافيان التوحيد‏:‏

قال تعالى‏:‏ ‏{‏أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ‏}‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ‏}‏

وقال‏:‏ ‏{‏وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ‏}‏

قال إسماعيل بن رافع‏:‏ ‏"‏من الأمن من مكر الله إقامة العبد على الذنب يتمنى على الله المغفرة‏"‏‏.‏
وقال العلماء‏:‏ القنوط‏:‏ استبعاد الفرج واليأس منه، وهو يقابل الأمن من مكر الله، وكلاهما ذنب عظيم‏.‏

فلا يجوز للمؤمن أن يعتمد على الخوف فقط حتى يقنط من رحمة الله، ولا على الرجاء فقط حتى يأمن من عذاب الله، بل يكون خائفا راجيا؛ يخاف ذنوبه، ويعمل بطاعة الله، ويرجو رحمته؛ كما قال تعالى عن أنبيائه‏:‏ ‏{‏إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ‏}‏ ، وقال‏:‏ ‏{‏أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا‏}‏

والخوف والرجاء إذا اجتمعا؛ دفعا العبد إلى العمل وفعل الأسباب النافعة؛ فإنه مع الرجاء يعمل الطاعات رجاء ثوابها، ومع الخوف يترك المعاصي خوف عقابها‏.‏ أما إذا يئس من رحمة الله؛ فإنه يتوقف عن العمل الصالح، وإذا أمن من عذاب الله وعقوبته؛ فإنه يندفع إلى فعل المعاصي‏.‏

قال بعض العلماء‏:‏
من عبد الله بالحب وحده؛ فهو صوفي ..
ومن عبده بالخوف وحده؛ فهو حروري..
ومن عبده بالرجاء وحده؛ فهو مرجئ ..
ومن عبده بالحب والخوف والرجاء؛ فهو مؤمن ..

كما وصف الله بذلك خيرة خلقه حيث يقول سبحانه‏:‏ ‏{‏أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ‏}‏


:27: منقووووول للفائده :27:
13
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

*هبة
*هبة
لوحات
لوحات
جزآكِ الله خيرآ على الموضوع ...


وآود التعليق على ..

فعبادة الله بالحب فقط هي طريقة الصوفية ..


لآ آعتقد آبدآ آنهآ صحيحه ...فالمنهج الصوفي مآهو إلا ( التطبيق العملي للإحسآن )

وهو يشمل الحب والخوف والرجآء ... ثم إن من آحب الله خآفه ورجآه ..فلآ تبخسي المنهج الصوفي حقه..
هدآنآ الله وإيآكِ إلى سوآء السبيل ..
ღwardat albanfsgღ
ღwardat albanfsgღ
جزآكِ الله خيرآ على الموضوع ... وآود التعليق على .. فعبادة الله بالحب فقط هي طريقة الصوفية .. لآ آعتقد آبدآ آنهآ صحيحه ...فالمنهج الصوفي مآهو إلا ( التطبيق العملي للإحسآن ) وهو يشمل الحب والخوف والرجآء ... ثم إن من آحب الله خآفه ورجآه ..فلآ تبخسي المنهج الصوفي حقه.. هدآنآ الله وإيآكِ إلى سوآء السبيل ..
جزآكِ الله خيرآ على الموضوع ... وآود التعليق على .. فعبادة الله بالحب فقط هي طريقة الصوفية...
اسعدني مرورك واتقبل توضيحك بصدر رحب جزاك الله خيرا على التنبيه :27:
ـ أم ريـــــم ـ
اللهم لاتجعل للآهات مقرا في جوفها ولا للهم مستقرا في صدرها

اللهم اكسي قلبها نوراواجعل حياتها أنسا وفرحا وسرورا

طرح هادف وقيم جعله الله في موازين حسناتك

وغفرالله لك ولوالديك وأسكنكم الفردوس الأعلى
لمار**
لمار**
جزاك الله خيرا ورفع الله قدرك





سُبحانَ رَبِّيَ العليِّ الأَعلى الوَهّاب



الْحَمْدُ للهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْوَلَداً ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ ، والله أكبرُ كبيراً ،
اللهُمّ إنّي أعُوذُ برِضاكَ مِن سَخَطِك، وبمُعافاتِك مِن عُقُوبتِك، وأعُوذُ بكَ مِنكَ لا أُحصِي ثناءً عليكَ ، أنتَ كماأثنيتَ علىنفسِك .
سبحان الله وبحمده عدد خلقه،ورضاءَ نفسِه ، وزِنَةَعَرشِه ،ومِدادَكلماتِه .