لاإله إلا الله..
دعوة الأولين والآخرين..وكلمة الأنبياء والمرسلين..
بها الفلاح..وبها الصلاح..هي الأصل الثابت في قلب المؤمن وفرعها في العمل الصالح صاعدا إلى الله عز وجل..
رفعت أمم أقرت بها..وأوضعت أخرى جحدت بها
ولاإله إلا الله..منقسمة إلى قسمين إثنين...نفي وإثبات
فلاإله...تنفي كل معبود في الأرض وفي السماء أيا كان..
إلا الله هي إثبات جازم حقيقي لإلوهية الله الواحد الأحد.
لاإله إلا الله..من قالها محققا كل مدلولاتها وأركانها وشروطها وكل ما هو متعلق بها دخل الجنة..
ومن قالها مجرد ترداد شفهي , وهو جاهلا بها وبما لها لم تنفعه..
لأجل ذلك لو تطرقنا إلى الشروط التي وضعها علماء سلفنا الصالح في لاإله إلا الله..
وهذه الشروط هي:
1ـ العلم/
والمراد به العلم بمعناها نفياً وإثباتاً، وما تستلزمه من عمل، فإذا علم العبد أن الله_عز وجل_هو المعبود وحده، وأن عبادة غيره باطلة، وعمل بمقتضى ذلك .
وضد العلم الجهل؛ بحيث لا يعلم وجوب إفراد الله بالعبادة، كأن يرى جواز عبادة غير الله مع الله.
قال_تعالى_: (محمد:19)
2ـ اليقين/
وهو أن ينطق بالشهادة عن يقين يطمئن إليه قلبه، دون تسرب شيء من الشكوك التي يبذرها شياطين الجن والإنس، بل يقولها موقناً بمدلولها يقيناً جازماً.
فلابد لمن أتى بها أن يوقن بقلبه، ويعتقد صحة ما يقوله من أحقية إلهية الله_تعالى_وبطلان إلهية من عداه، وأنه لا يجوز أن يُصرف لغيره شيءٌ من أنواع التأله والتعبد.
ومثال على ذلك فرقة الروافض..الذين ترى الواحد منهم ينطق لاإله إلاالله لكنهم مع ذلك مع ذلك يصرف جل العبادات لغيره من دعاء وذبح ونذر وتوسل وطلب حوائج..أو عدم بطلانهم إلوهية غير الله كإعتقادهم بألوهية الإمام علي كرم الله وجهه ـ فمثل هؤلاء لا تنفعهم نطق لا إله إلا الله
قال تعالى:
{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} (15) سورة الحجرات
3ـالقبول/
والقبول يعني أن يقبل كل ما اقتضته هذه الكلمة بقلبه ولسانه، فيصدق بالأخبار، ويطيع الأوامر، ويؤمن بكل ما جاء عن الله وعن رسوله"، ويقبل ذلك كله، ولا يرد منه شيئاً، ولا يجني على النصوص بالتأويل الفاسد، والتحريف الذي نهى الله عنه، بل يصدق الخبر، ويمتثل الأمر، ويقبل كل ما جاءت به هذه الكلمة واقتضته بكل رضا، وطمأنينة، وانشراح صدر.
قال_تعالى_واصفاً المؤمنين بامتثالهم، وقبولهم، وعدم ردهم: (البقرة:285) .
وقال_تعالى_: (البقرة:136) .
وضد القبول:الرد، فإن هناك من يعلم معنى الشهادة ويوقن بمدلولها، ولكنه يردها كبراً وحسداً.
وهذه حال علماء اليهود والنصارى كما قال_تعالى_عنهم: (البقرة:146) .
وكذلك كان المشركون يعرفون معنى لا إله إلا الله، وصدق رسالة محمد"ولكنهم يستكبرون عن قبول الحق كما قال_تعالى_عنهم: (الصافات:35) .
وقال_تعالى_عنهم: (الأنعام:33) .
4ـ الانقياد/
وذلك بأن ينقاد لما دلت عليه كلمة الإخلاص.
ولعل الفرق بين الانقياد والقبول أن القبول إظهار صحة معنى ذلك بالقول.
أما الانقياد فهو الاتباع بالأفعال، ويلزم منهما جميعاً الاتباع.
فأي عمل صالح مقر به الدين الحنيف خالصا من البدع والخرافات فهو مما قادت إليه لاإله إلا الله.
قال تعالى :
(لقمان:22) .
ومن الانقياد_أيضاً_أن ينقاد العبد لما جاء به النبي"رضاً، وعملاً دون تعقب أو زيادة أو نقصان.
قال_تعالى_: (النساء:65) .
5ـ الصدق/
وهو الصدق مع الله، وذلك بأن يكون العبد صادقاً في إيمانه، صادقاً في عقيدته.
ومتى كان ذلك فإنه سيكون مصدقاً لما جاء في كتاب ربه، وسنة نبيه".
فالصدق أساس الأقوال، ومن الصدق أن يصدق في دعوته، وأن يبذل الجهد في طاعة ربه، وحفظ حدوده، قال_تعالى_: (التوبة:119) .
وقد ورد اشتراط الصدق في الحديث الصحيح حيث قال": =من قال لا إله إلا الله صادقاً من قلبه دخل الجنة+(37) .
وضد الصدق الكذب، فإن كان العبد كاذباً في إيمانه فإنه لا يعد مؤمناً، بل هو منافق؛ وإن نطق بالشهادة بلسانه، وحاله هذه أشد من حال الكافر الذي يظهر كفره.
فإن قال الشهادة بلسانه وأنكر مدلولها بقلبه فإن هذه الشهادة لا تنجيه، بل يدخل في عداد المنافقين، الذين ذكر الله عنهم أنهم قالوا (المنافقون:1) . فرد الله عليهم تلك الدعوى بقوله: (المنافقون:1) .
وقال_تعالى_أيضاً في شأن هؤلاء: (البقرة:8) .
وقال: (البقرة:204) .
وقس ذلك على كل منافق ظاهر أمره الإسلام والإقرار بها وباطن أمره الكفر ولعل في مقدمتهم فرقة الروافض ..
6ـ الإخلاص/
وهو تصفية الإنسان عمله بصالح النية من جميع شوائب الشرك.
وذلك بأن تصدر منه جميع الأقوال والأفعال خالصة لوجه الله، وابتغاء مرضاته، ليس فيها شائبة رياء، أو سمعة، أو قصد نفع، أو غرض شخصي، أو شهوة ظاهرة أو خفية، أو أن يندفع للعمل لمحبة شخص، أو مذهب، أو مبدأ، أو حزب يستسلم له بغير هدى من الله.
والإخلاص كذلك مهم في الدعوة إلى الله_تعالى_فلا يجعل دعوته حرفة لكسب الأموال، أو وسيلة للتقرب إلى غير الله، أو الوصول للجاه والسلطان.
بل لابد أن يكون مبتغياً بدعوته وجه الله والدار الآخرة، ولا يلتفت بقلبه إلى أحد من الخلق يريد منه جزاءً أو شكوراً.
والقرآن والسنة حافلان بذكر الإخلاص، والحث عليه، والتحذير من ضده، ومن ذلك قوله_تعالى_: (الزمر:3)، وقوله: (البينة:5)، وقوله: (الزمر:14) .
وعن أبي هريرة÷عن النبي"قوله: =أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه
وعن أبي هريرة÷قال:قال رسول الله":قال الله_تبارك وتعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه.. .
وإن فقد الإخلاص في عمل من الأعمال ذهب أجر ذلك العمل.
7ـ المحبة/
أي المحبة لهذه الكلمة العظيمة، ولما دلت عليه واقتضته، فيحب الله ورسوله"ويقدم محبتهما على كل محبة، ويقوم بشروط المحبة ولوازمها، فيحب الله محبة مقرونة بالإجلال والتعظيم والخوف والرجاء، فيحب ما يحبه الله من الأمكنة؛ كمكة المكرمة، والمدينة المنورة، والمساجد_عموماً_، والأزمنة؛ كرمضان، وعشر ذي الحجة، وغيرها، وما يحبه من الأشخاص كالأنبياء، والرسل، والملائكة، والصديقين، والشهداء، والصالحين، وما يحبه من الأفعال كالصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، والأقوال كالذكر وقراءة القرآن.
ومن المحبة_أيضاً_تقديم محبوبات الله على محبوبات النفس وشهواتها ورغباتها، وذلك لأن النار حفت بالشهوات، والجنة حفت بالمكاره.
ومن لوازم تلك المحبة أن يكره ما يكرهه الله ورسوله؛ فيكره الكفار، ويبغضهم، ويعاديهم، ويكره الكفر، والفسوق، والعصيان.
قال_تعالى_ (المائدة:54) .
ومما ينافي المحبة_أيضاً_بغض الرسول"أو بغض ما جاء به الرسول، أو بغض بعض ما جاء به_عليه الصلاة والسلام_.
ومما ينافيها موالاة أعداء الله من اليهود، والنصارى، وسائر الكفار والمشركين.
ومما ينافيها_أيضاً_معاداة أولياء الله المؤمنين.
ومما ينافي كمالها المعاصي والذنوب.
لله دره ماأعظم كلمة التوحيد..وما أطيبها من كلمة وماأنفعها في آخرة..
فالله الله في ـ لاإله إلا الله
هذا ماأعانني الله على قوله..مستدلة بشواهد من كتاب لاإله إلا الله
لفضيلة الشيخ محمد إبراهيم الحمد.
والله أجل وأعلم.. والحمد لله
نصيــــــرة الصحابة

نصيرة الصحابة @nsyr_alshab
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

الجنه احلى
•
جزااااااااااك الله خير

الصفحة الأخيرة