ورده الجوري @ordh_algory
فريق الإدارة والمحتوى
- هل أنــــتِ في الإجـــــازة أنــــتِ ؟؟؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخيتي الحبيبه...هل أنتِ في الإجازة أنتِ ؟؟
ألم تفكري في هذا السؤال من قبل؟! في الصيف أنتِ، وفي الشتاء أنتِ، وفي العام الدراسي أنتِ، فهل ترغبين أن تبقي أنتِ أنتِ في الإجازة الصيفية بالروتين الممل وعطائك المحدود والإبداع المعطل؟! هي دعوة للخوض في غمار المتعة بتحويل ممارساتك اليومية في الإجازة الصيفية من (أنتِ: الاعتيادية، المملة، الذاتية، المعطلة ...) إلى (أنتِ: المتجددة، الحيوية، الاجتماعية، الباذلة...)؛ فكوني معنا في هذه الحلقات الثلاث من ]هل أنتِ في الإجازة أنتِ؟].
الأرض تتحرك ..!!
بداية تذكري أن الأرض تتحرك، والدم في الجسم يتحرك، وخلايا الذرة تتحرك؛ فلم أنت جامدة؟ حاجتنا إلى التغيير حاجة فطرية، والبقاء على سلوكيات مملة خاطئة لا نقول إنه يؤخرنا عن التقدم مراحل كثيرة، بل يسير بنا إلى الوراء مراحل كثيرة!! يقول الله تعالى: {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ} (المدثر:37).
فلا وقوف في المنتصف، بل هي الحركة إما إلى الأمام أو الوراء.
فما الذي جعل "حفصة بنت سيرين" ـ التي كان أبوها عبداً مملوكاً وهي مولاة ـ تفوق نساء عصرها وكثير من العصور، حتى إن "إياس بن معاوية" ـ وهو من العلماء ـ ما كان يفضل عليها أحداً، حتى الحسن البصري ومحمد بن سيرين كان يفضلها عليهما بالذي وصلت إليه؛ فما الذي أوصلها لهذا؟ إنه التغيير والسير إلى الأمام . فلتكن إجازتنا هذه بداية السير إلى الأمام..
في خضم حياتنا ومشاغلنا الدنيوية ينشغل الكثير منّا عن علاقته مع الله، والمنشغلون في ذلك مذاهب: فمن مقصرة في السنن، ومن خائضة في المكروهات، ومن مرتكبة لبعض المحرمات، وأشدهن وأخطرهن التاركة لشيء من الواجبات!!
هي فرصة لك سانحة لأن تسيري إلى الله بخطى جادة، وأبشري فإن الله يقول ـ كما في الحديث القدسي عن من يتقرب منه سبحانه ـ: "وَإِنْ اقْتَرَبَ إِلَيَّ شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا وَإِنْ اقْتَرَبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا اقْتَرَبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً". والطرق المفضية لقربه سبحانه كثيرة، وأنتِ في هذه العطلة في سعة من الوقت.
يقول الشيخ محمد المختار الشنقيطي ـ عضو التدريس في الجامعة الإسلامية -: "الإنسان خلال الدراسة وأوقات الشغل قد لا يتيسر له أن يعبد الله وأن يستكثر من الطاعة والنوافل، فحبذا لو تكون العطلة وسيلة للتعود على قيام الليل وصيام النهار وكثرة تلاوة القرآن، فإن المسلم ينبغي له أن يغتنم فراغه قبل شغله، وإذا لم يتمكن في مثل هذه الأوقات الفارغة من استغلالها في طاعة الله فمتى يستنفد عمره في طاعة الله ويستنفد أجله في مرضاة الله سبحانه وتعالى؟".
إنه سؤال يتأخر الكثير منّا في الإجابة عنه. تقول الأخت "أمل العلـي" ـ21 سنة-: "في عام دراسي كامل ينشغل الكثير عن كثير من أمورهم الخاصة؟ ومنها أنواع من العبادة كثيرة كالصيام وقيام الليل، ويؤجلون قضاء أمورهم إلى الإجازة الصيفية؛ فإذا جاءت الإجازة تذكروا كل ما انشغلوا عنه من أمور الدنيا، وغفلوا أنهم انشغلوا عن كثير من الطاعات".
ومن أشد الظلم أن نضع في جدولنا في الإجازة الكثير من البرامج، ونغفل عن برنامجٍ نتقرب به من الله في العبادة.
يقول الشيخ محمد الشنقيطي: "أعرف من الطلاب من كان إذا جاءته العطلة لا يمكن أن تمر عليه ثلاث ليال إلا وهو خاتم لكتاب الله - عز وجل -، ومنهم من يأخذ على نفسه ألا تمر عليه هذه العطلة وقد فاته صيام الاثنين والخميس أو فاته صيام الأيام البيض؛ لأنه قد يكون مشغولاً أيام الدراسة عن فعل ذلك بسبب ما يكون من الإرهاق والتعب".
وفي الحرص على أمر العبادة في الإجازة فوائد كثيرة، منها:
• استدراك ما فات من مواسم الطاعات وأوقاتها خلال العام الدراسي.
• ترويض النفس وتهذيبها على أن الراحة هي في ممارسة المحبوب من الأعمال الصالحة لا في تركها.
• توثيق الصلة بين المرأة وربها.
• الاعتياد على الأعمال الصالحة. يقول الشيخ محمد الشنقيطي: "من بذل لله أوقات الفراغ في طاعته ومحبته ومرضاته ربما ثبَّت الله قلبه على الخير فجاءت مواسم الشغل وأيام الشغل وهو ثابت على الطاعة لا يمكن أن يتركها ويدعها".
أنواع وألوان..
كثيرة هي أنواع وألوان العبادة التي نتقرب بها إلى الله تعالى، ولعل بعضها يصعب أثناء العام الدراسي، فنذكر شيئاً من هذه الألوان:
• قراءة القران وختمه في ثلاث أيام أو أسبوع كما كان فعل الأخيار من الصحابيات رضوان الله عليهن.
• صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وصيام الاثنين والخميس، بل حتى أفضل الصيام صيام داود وهو صوم يوم وإفطار يوم.
• قيام الليل والصلاة فيه.
• صلاة الأوابين وهي صلاة الضحى.
• الجلوس في المصلى من بعد أداء صلاة الفجر إلى أن ترتفع الشمس قيد رمح ومن ثم صلاة ركعتين.
• الرباط في المصلى وانتظار الصلاة على الصلاة، و شغل ما بين الصلاتين دعاءً وقراءةً للقران وذكراً وتسبيحا.
المراكز الصيفية
هناك عدد من المراكز النسائية التي تقيم عدداً من البرامج الصيفية الرائعة، وتضم نخبة من نساء المجتمع في قالب اجتماعي فريد يشاركن فيه بالأنشطة الشرعية والثقافية والاجتماعية، وتكون غالب أنشطة هذه المراكز هي:
• العناية بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
• عقد اللقاءات الشرعية والثقافية.
• العمل الخيري.
• البرامج الاجتماعية.
• الدورات التدريبية.
تقول أم أمجد الصغير ـ 36 سنة ـ: "في كل عام ننتظر هذه المركز بفارغ الصبر أنا وأطفالي؛ لما نخرج به من جديد ومفيد كلما ذهبنا إلى المركز الصيفي، وأدعو كل أخت أن تلتحق بأقرب دار خيرية يقام فيها أنشطة صيفية".
وظيفة شاغره
نعم هي وظيفة الدعوة إلى الله! فأنت من نعوّل عليك في إهداء الخير وبذله لنساء جنسك، ولمَ هذا التخوف كله؟ الأمر لا يعدو أن يكون بحوزتك عدد من الكتيبات أو الأشرطة توزعينها في اجتماع للصديقات أو العائلة، أو أن تهمسي في أذن صديقة لكِ ترين منها تقصيراً في جانب شرعي، ألست تحبين صديقتك؟ ألا تسارعين بإخبارها عن محلٍ طرح تنزيلات في أسعاره لتغتنم الفرصة بالتسوق فيه؟ فلم تبخلين عليها أن تغتنم فرصة في الطاعة والبعد عن المعصية؟!
يقول الشيخ د. إبراهيم الدويش ـ عضو التدريس في كلية المعلمين ـ: ((كيف نريد للخير أن يعم النساء ونحن نسمع عن الفتيات اللاتي يحرصن على إيصال الروايات والأفلام الهابطة إلى صويحباتهن بكل مناسبة.. وفي المقابل تجد الصالحة تستحيي بل قد لا يخطر على بالها أن تُحضر معها أشرطة وكتيبات تقوم بتوزيعها؟!)).
وهناك عدد كبير من الوسائل الدعوية التي تستطيعين من خلالها نشر الخير وأن تكوني فاعلة في مجتمعك، نكتفي منها بثلاث:
• كم هي المناسبات الاجتماعية من حفل زفاف أو خطوبة أو تخرّج، التي تحضرينها في الإجازة الصيفية؟ كثير ولا شك؛ إذن فأجيبي الشيخ د. إبراهيم الدويش على سؤاله:((لماذا لا تستغل هذه المناسبات والاجتماعات من قبل بعض الصالحات في إلقاء بعض النصائح والتوجيهات، وإن لم تكوني أنت المتحدثة؟! فلماذا لا تكوني مفتاح خير للناس، فتكونين أنت الداعية لإحدى الأخوات القادرات؟ وإن لم تجدي فاتصلي بمركز الدعوة في مدينتك لعله أن يوفر لك مثل هذه المتحدثة)). وذلك من خلال التنسيق مع القائمة على هذا الحفل.
• إقامة مسابقة لنساء العائلة والصديقات بوضع أسئلة تكون إجابتها في الاستماع إلى شريط أو قراءة كتاب.
دعوة للرفعة..
يقام في هذه الإجازة عدد من الدورات العلمية الشرعية المكثفة في مدة يسيرة لا تتجاوز الأسبوعين في الغالب، وقد رتب المولى ـ سبحانه - من الأجر والفضل لأهل العلم الشيء الكثير، يقول الله عز وجل: {يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} (المجادلة: من الآية11) فهي الرفعة في الدنيا والآخرة.
والحياء لا يمنع من المسارعة لحِلق العلم وطلب العلم، تقول أم المؤمنين عائشة بنت الصديق ـ رضي الله عنهما -: "نِعْمَ النِّسَاءُ نِسَاءُ الاَنْصَارِ لَمْ يَمْنَعْهُنَّ الْحَيَاءُ أَنْ يَتَفَقَّهْنَ فِي الدِّينِ". ويؤكد الشيخ د.إبراهيم الدويش ـ عضو التدريس في كلية المعلمين- على: "الحرص على المشاركة في الدورات العلمية المقامة بمدينتك ومتابعة هذه الدروس وتقييدها والاستفادة منها، وإن لم تستطيعي المشاركة كلية فإنك - على الأقل - تختارين من الدروس ما يناسبك فتحرصين على متابعتها والإفادة منها".
حديقة الشقائق..
في هذه المساحة نحن رسل مودة ونصح، ننقل إليكن شيئاً مما خطت أنامل الشقائق من كلمات فياضة معبرة، ننثرها لكم لتجدوا أريج المودة وعبق النصح ونضارة المحبة:
الأستاذة هيفاء بوعادل ـ 36 سنة -: "الإنترنت نافذة للكثير من الفتيات للدخول إلى عالم المعلومة السريعة، غير أنه يجب أن لا نغفل عن خطورة التعامل مع هذه الشبكة، وبخاصة في الإجازة الصيفية، حيث تجد الفتاة متسعاً من الوقت تقضيه في عالم الإنترنت، وأهم ما يجب علينا جميعاً ـ نساء ورجال - هو مراقبة الله في تعاملنا مع هذه الشبكة خشية وامتثالاً لأوامره واجتناباً لنواهيه. والحذر من غرفة المحادثة واجتنابها بالكلية حيث لا مصلحة ترجى من ورائها، بل فيها من الشر الشيء العظيم".
الطبيبة سميرة إحسان –41 سنة -: "أوصي أختي الحبيبة بتقوى الله، وأصارحها بأن هناك ذئاباً بشرية تسعى لسلب عفافها والاستمتاع بتعذيبها، وهذه الذئاب تكثف من بحثها عن الفريسة في الإجازة الصيفية، حيث تجد الفتاة شيئاً من فراغ يخال لها أن تقضيه في مراسلة بريدية أو محادثة هاتفية، أو حتى من خلال الإنترنت، وتمضي الفريسة في هذه الخطوات الشيطانية علماً بأن الله قد حذرنا من هذه الخطوات فقال ـ سبحانه -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ...} (النور: من الآية21)
حتى تستيقظ في وادي الذئاب البشرية؛ فتندم حين لا ينفع مندم".
فتاة الإسلام –20 سنة-: "لطالما أحببت أمي وتمنيت أن أقضي معها مزيداً من الوقت، لكن الانشغال في خلال العام الدراسي منعني ذلك، فعزمت أن أزيد في الإجازة الصيفية من تقربي لها وخدمتها والجلوس معها والتحدث إليها ومسامرتها ومؤانستها، أنا أعشق بسمتها وأحب حديثها. مازلت أتذكر معاقبتها أخي الصغير؛ لأني اشتكيت من إزعاجه لي عند مذاكرتي، وأتخيلها تفتح الباب علي بهدوء لتقدم لي كوباً من الحليب لأواصل عطائي في الدراسة، صورتها وهي على سجادتها تدعو لي لاتزال في مخيلتي. أريد أن أقبل أمي واحتضنها فهل يستطيع أحد منكم أن يعيدها لي من قبرها حتى أحقق شيئاً من أمنيتي في شم طيبها؟ أختي الحبيبة لا تزال الفرصة أمامك سانحة لأن تنعمي بأمك وهاهي الإجازة أمامك فحققي أنتِ ما حرمت منه أنا".
وإلى هنا ينتهي بنا المطاف مع "هل أنتِ في الإجازة أنتِ؟"،
ونحن على يقين بأنك قد بدأت الانطلاق في عالم المتعة الرحب..
فلم تعودي بعد الآن أنتِ في الإجازة أنتِ!!
~~~~~~~~~
ما هي وصيتكم في كيفية استغلال الإجازة والنفوس بما يُرضي الله ؟
بدأت الإجازة والنفوس تشتاق إلى استغلالها بما يُرضي الله -عزوجل- فما هي وصيتكم في ذلك ..؟؟
الجواب :
خير مايوصى به المسلم تقوى الله-عزوجل- ، ومن اتقى الله فإن الله يعصمه ويوفقه ويسدده وإذا أحب الله العبد بارك الله في وقته وبارك الله في عمره والمسلم يخاف من امتداد الأجل ، وطول العمر قد يكون لأمر لا يسر ولا تحمد عقباه ، ومن هنا كان من السنة أن يستعيذ العبد من فتنة المحيا وفتنة الممات فكم من إنسان أمل الحياة والبقاء إلى زمان لا خير فيه بكت فيه عيناه وتقَّرح فيه قلبه ورأى فيه من شدائد الفتن والمحن ما الله به عليم .
أقبلت العطلة والله أعلم بما غيَّبت من الأقدار والأخبار الله أعلم !!كم فيها من رحمة تنتظر السعداء !!وكم فيها من بلية ومصيبة تنتظر المبتلين والأشقياء !!-نسأل الله العظيم رب العرش العظيم بمنه وكرمه وهوأرحم الراحمين أن يجعل ماوهب لنا من زيادة العمر زيادة لنا في كل خير وأن يعصمنا فيها من كل بلاء وشر-.
خير ما تنفد فيه الأعمار ويمضي عليه الليل والنهار طاعة الله -I- ومحبته والسعي فيما يرضيه ،وهذا هو المقصود من وجود الخلق:{ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ @ مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِي}(1) خير ما تنفق فيه الأعمار وأحب ما يمضي فيه الليل والنهار طلب العلم ؛ لأن النبي -عليه الصلاة والسلام-قال:(( من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهَّل الله له به طريقاً إلى الجنة)) فأنت طالب علم ما جلست في مجالس العلماء وذاكرت طلاب العلم والفضلاء ، وأنت طالب علم ما فتحت كتاباً تستفيد منه حكمةً أو تقرأ فيه أية أو يُشرح لك فيه حديث من سنة رسول الله -عليه الصلاة والسلام- أنت طالب علم ما أمضيت ليلك ونهارك في تقليب الصفحات ، ومعرفة ما دلت عليه الآيات البينات وكنت تخوض في هذه الرحمات ، فخير ما أنُفق فيه الليل والنهار وانقضت فيه الأعمار طلب العلم ، وطلب العلم رحمة من الله -I- ومنَّه وفضيلة إذا اصطفى الله-عزوجل- لها العبد فقد اختاره لخير الدنيا والآخرة قال -عليه الصلاة والسلام-:(( خيركم من تعلم القرآن وعلمه)) ، وقال-عليه الصلاة والسلام-:((من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين)) فإذا رأيت العبد يحب العلماء ويحب مجالس العلماء ويحب أن يغشى حلق الذكر ويحب أن يستمع آية تدله على خير أو تنهاه عن شر ويحب أن يعرف ما الذي أمر الله به فيفعله وما الذي نهى الله عنه فيجتنبه فاعلم أن الله يحبه وأن الله يريد له الخير ، وليس للإنسان قدر عند الله-عزوجل- إلا بهذا الدين وأعلى الناس قدراً في هذا الدين بعد الأنبياء هم العلماء العاملون الأئمة المهديون-جعلنا الله وإياكم منهم بمنه وكرمه هو أرحم الراحمين- .
وكذلك أيضاً خير ما ينفق فيه عمر الإنسان طاعة الله-عزوجل- التي من أجَّلها وأحبها كثرة الصلوات ، فالإنسان خلال الدراسة وأوقات الشغل قد لا يتيسرله أن يعبد الله وأن يستكثر من الطاعة والنوافل فحبذا لو تكون العطلة وسيلة للتعود على قيام الليل وصيام النهار وكثرة تلاوة القرآن فإن المسلم ينبغبي له أن يغتنم فراغه قبل شغله ، وإذا لم يتمكن في مثل هذه الأوقات الفارغة من استغلالها في طاعة الله فمتى يستنفذ عمره في طاعة الله ويستنفذ أجله في مرضاة الله-I-فيحرص طالب العلم الموفق وكذلك الإنسان السعيد على أن يهيئ من هذه العطلة مدرسة لطاعة الله-جل علا- أعرف من طلاب العلم من كان إذا جاءته العطلة لا يمكن أن تمر عليه ثلاث ليال إلا وهو خاتم لكتاب الله-عزوجل- ، ومنهم من يأخذ على نفسه ألا تمر عليه هذه العطلة وقد فاته صيام الإثنين والخميس أو فاته صيام الأيام البيض ؛ لأنه قد يكون مشغولاً أيام الدراسة عن فعل ذلك بسبب ما يكون من الارهاق والتعب فينبغي على الإنسان في مثل هذه المواسم أن يعودَّ نفسه على الطاعة والبر حتى إذا جاءت مواسم الشغل وعدم الفراغ ألف الخير وأحبه ، والله-عزوجل- إذا شرح العبد للخيرات والباقيات الصالحات أحبه وأدناه ويسر له الطاعة حتى في أوقات الشغل فمن بذل لله أوقات الفراغ في طاعته ومحبته ومرضاته ربما ثبَّت الله قلبه على الخير فجاءت مواسم الشغل وأيام الشغل وهو ثابت على الطاعة لا يمكن أن يتركها ويدعها .
كذلك أيضاً من أحب ما أنفقت فيها الأيام والليالي بر الوالدين فإن المسلم يحرص في هذه العطلة على السفر للوالدين وزيارة الوالدين وإدخال السرور على الوالدين قال :" يارسول الله أقبلت من اليمن أبايعك على الهجرة والجهاد" قال:(( أحية أمك ؟!قال : نعم .قال : أتريد الجنة قال : نعم.قال : الزم رجلها فإنَّ الجنة ثَمَ)) يسافر الإنسان إلى والديه ويدخل السرور إليهما ويقضي حوائجهما ويستغل هذه الفترة من الفراغ في القرب من الوالدين وإذا كان الوالدان في مدينة الإنسان نفسها فإنه يحرص أثناء العطلة على أنه لا يعلم حاجة لوالديه إلا فقضاها ، ولايعلم شيئاً يدخل السرور على والديه إلا فعله وتقدم بر الوالدين بعد أوامر الله وما أمرك الله من الواجبات والفرائض لا تقدم على بر الوالدين شيئاً وتحرص على القرب منهما ولو فاتك الأصحاب والأحباب ولو فاتتك الزيارات والسفرات تحرص على إرضاء الآباء والأمهات فذلك خير لك في الدين والدنيا ، وفي الممات فما بر عبد والديه إلا أسعده الله ببره .
كذلك أيضاً خير ما تنفق فيه هذه العطلة زيارة القرابات من الأعمام والعمات والأخوال والخالات تخرج إلى قرابتك يُنسأ لك في أثرك ويبسط لك في رزقك ويزاد لك في عمرك ، وتنال مرضاة الله هي الرحم من وصلها وصله الله ومن قطعها قطعه الله ويا لها من سفرة طيبة كريمة حينما تخرج من بيتك وأنت تريد أن تصل ذا الرحم تصله لله وفي الله معك أبناؤك وبناتك إلى عمة أو خالة تُدخل السرور عليها وتعلم أن عندها حاجة فتقضيها أو تصلها بمال أو دنيا حتى يبارك الله لك في عمرك ويبارك الله لك فيما يكون من رزقك وما يحصل لك من عيشك .
كذلك أيضا خير ما تنفق فيه هذه العطل الجلوس مع الصالحين وزيارة الأخيار المتقين خرج رجل من قرية إلي أخ له في الله يزوره فأرسل الله له ملكاً على مدرجته وطريقه فسأله إلى أين ذاهب فقال إلى هذه القرية قال :(( ومالك فيها؟؟ قال: إن لي فيها أخاً في الله قال : هل لك عليه من نعمة تردها عليه قال لا إلا أنه أخي في الله فقال : إني رسول الله إليك أن الله قد غفر لك بممشاك إليه)) فمن خير ماتنفق فيه هذه العطلة زيارة الصالحين وزيارة العلماء ومجالستهم مع رعاية حرمتهم ومناسبة الأوقات لزيارتهم ونحو ذلك مما يشتمل فيه خير الدين من سؤالهم عن الأمور التي يحتاجها الإنسان في صلاح دينه ودنياه وأخراه فإن الله يجل من عبده أن يخرج من بيته لزيارة عالم يستفيد من علمه أو ورع يستفيد من ورعه وتقواه فذلك خير ينال الإنسان بركته وفضله في دينه ودنياه وآخرته .
كذلك السفر في الطاعات كالسفر للعمرة خاصة مع اصطحاب الأبناء والبنات ونحوهم من القرابات كالإخوان والأخوات ومما يوصى به المسلم في هذه العطلة التوسعة على الأهل والتوسعة على الأبناء والبنات وإدخال السرور عليهم في حدود المباح فالإسلام دين فيه خير للعباد في دينهم ودنياهم وآخرتهم فالناس في مثل هذه العطل يحتاجون إلى شيء من إدخال السرور عليهم فإذا كان الإنسان في بيت مع اهله وولده يحرص على إدخال السرور عليهم وزيارة الأماكن التي لا يقع فيها في فتنة أو يأخذهم إلى عمره أو يأخذهم إلى شيء يعود عليهم بخير الدين والدنيا والآخرة -اللهم إنا نسألك من العيش ما يرضيك عنا نسألك اللهم أن تجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر اللهم منَّ بالعافية غدونا وآصالنا واختم بالصالحات اجالنا واغفر لنا ولآبائنا وأمهاتنا- .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبيه وآله وصحبه أجمعين.
- الشيخ محمد بن محمد الشنقيطي حفظه الله -
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه .
...المصدر... صيد الفوائد...
اختكم ومحبتكم في الله
ورده الجوري
3
813
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
!!!
وازدان المجلس بعطر الجوري..
افتقدتك ياحبيه..اين انتِ؟؟!!
عووودا" حميدا"..محملا" باروع الكلم..
كلمات معبرهـ..ومااروعها اذا توجناها بالتطبيق..والتغير للافضل..
جزاك المولى من الخير اجزله..
وجعل مانقلتِ جبالا" من حسنات..تفرحين بها بعد الممات