هل إنت امراة سعيدة ؟

الأسرة والمجتمع

بسم الله الرحمن الرحيم


هل إنت ِامرأة سعيدة ؟

الشعور بالسعادة كثيرا ما يحدث بدرجات متفاوتة بين إنسان وآخر كما تختلف أسبابه من شخص لآخر. مشاعر متشابكة وخيوط كثيرة ترتبط السعادة بوجودها لدرجة أن بعضنا قد يرى أن كلاهما لابد أن يكون قرينا للآخر،فأيدلوجيات السعادة تختلف كثيرا عن الأيدلوجيات السياسية والاقتصادية وموازين القوى.. إنها بالطبع إنسانية إلى حد كبير.

فما الذي يجعلنا نشعر بالسعادة؟ وما الذي يعمق فينا هذا الشعور وينمي بذرته إذا ما أقبلت وأهلت علينا بقلبها؟ بل دعوني أسائلكم: متى تشعرون بالسعادة ؟
أحيانا كثيرة يجد الواحد منا نفسه سعيدا وحينما يسأله آخر: لماذا أنت سعيد؟ لا يجد إجابة محددة، ولربما يستيقظ من نومه وعلى شفتيه ترتسم ابتسامة لا يعرف مصدرها أو عكس ذلك فيحس بانقباض لا يدري مبعثه!

وربما تستطيع أبسط الأشياء إذا انتبهنا إليها أن تجلب طوفان السعادة شريطة استغلالها بشكل إيجابي وفعال، ومعها يشعر الواحد منا كم أضاع من عمره وتحسر عليه لذا علينا قراءة دواخلنا جيدا.. وبشكل أمين فبالتأكيد يكمن في داخل كل منا ما يبهجه ولو كان شيئا يسيرا أو ليس ذي بال لكننا لا نعرف كنهه، ولا ندري قيمته، بل كثيرا ما نهدره بالتناسي حتى يموت أو يتلاشى.

كثيرات يعتقدن أن السعادة تتأتى حين ترضى الزوجة زوجها، وهذا لا غبار عليه.. لكن كيف ترضيه؟ هذا هو السؤال، الأمثال الشائعة كانت تكرس للمعدة "أقرب طريق لقلب زوجك: معدته" فهل بالفعل المعدة هي الطريق للقلب الذي يوصل بالتبعية للرضا والسعادة؟

بالطبع لا ننكر قيمة أن تحترم المرأة مطالب رجلها في المأكل والمشرب وغير ذلك، لكن هناك آلاف الزوجات يعانين الفقد والحزن والوحدة بالرغم من أنهن طاهيات ماهرات أو لديهن من يقوم بهذه المهمة.. فما السبيل إلى الهدف الأسمى، والدرة الغالية "السعادة "التي يهون من أجلها كل شيء؟

الابتسامة من القلب، هي أول دروبنا إلى السعادة.. نعم هذه مقولة سديدة، وليست بالشعارات الزائفة.. فكم من بسمة أبهجت صاحبها وحولت يأسه أملا، وقنوطه عزيمة صلبة لا تلين فالمصائب تهون إذا كانت الابتسامة عن قناعة ورضا بما قدر الله وكتب، لذا فقد صدق القائل:"على المرء أن يبتسم قلبه قبل أن تبتسم شفاهه" ثم إن القلب لا يبتسم حقا..إلا إذا كان راضيا مطمئنا وهذا الرضا التام، لابد وأن يكون مصدره مزيدا من الإيمان، كما أن ترسيخ الإيمان لا يتأتي إلا بحسن الخلق، والخلق الكريم لا يحتاج من المرء غني أو مال!

ولكنه يحتاج إلى مران وصبر ودربة وتوطيد للنفس على تحمل مصاعب الحياة، ومكاره الغير ممن لا يحسنون المعاملة، وصدق رسولنا العظيم صلى الله عليه وسلم إذ أرسى هذا المعنى الجميل في محاوراته مع صحابته الكرام رضوان الله تعالى عليهم "حسن الخلق أمر هين، قول كريم وطبع لين" ونطالع معنى قوله صلى الله عليه وسلم:"إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بألسنتكم" ويأتي طيب الخطاب وانتقاء لغته الحيية الطاهرة المبرأة من فحش القول ليكمل خطوة جديدة نحو دروب السعادة تكتمل ببسط الوجه والأمانة في القول والعمل ليقودنا هو الآخر إلى السلام النفسي والتسامح بمعناهما الأشمل الذي يفرق بين جوهر التسامح من لين الجانب والعفو عند المقدرة وعدم التشبث بالرأي وما يمكن أن يطلق عليه الضعف والخنوع، وفلربما يفهم البعض سعة صدرنا وتسامحنا ضعفا فلا يصدننا هذا عن مسيرتنا باتجاه أهدافنا فالصبر على ضيقي العقول سمة أخرى من سمات الفضل التي يتحلى بها السعداء.

في إحدى جلساتي مع صديقاتي، قالت إحداهن وهي تعدل من وضع نظارتها: السعادة التي أعرفها تنبع من الشعور بالأمان والاحتواء في وطن حقيقي يحترم أهله ومواطنيه، أعمل فيه راضية لرفعته، وقالت أخرى: إنها تتجسد في رعاية رجل مؤتمن علي يجعل رضاي نصب عينيه ويعمل جاهدا لراحتي، ورددت ثالثة: سعادتي أحسها بين أبناء بررة يحترمونني ويقدسون كلمتي ويقبلون علي عاملين على إرضائي، أما أصغرهن فأكدت في حماسة: سعادتي تبدأ بانتمائي للإسلام وتنتهي بانتمائي لعائلتي،أهل يراعون الله، يأتمرون بأوامره وينتهون عن نواهيه، أما أنا فقلت: السعادة الحقيقية ربما تكون كل ذلك معا في سلة واحدة..


انظري في مرآة روحك.. وأجيبي
هل أنت امرأة سعيدة؟
وحدك تمتلكين الإجابة. :26:


منفول للفائدة
3
387

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

قموره الامورة
موضوعك رائع .. ولما قراته حسيت اني سعيده فعلا .. لأن كل انسان له طريقه مختلفه بالتفكير ... انا من ناحيتي كفايه قربي من الله هذي بحد ذاتها سعاده وطمأنينه و نعمة الامن والامان في وطننا ""ماشاءالله :: والحمدلله اولا واخيرا لله وحده ثم لكي وسعدني اني اول مارد عليكي
ام عبود المقرود
السعاده الحقيقيه في راحه النفس وطمأنينه القلب والرضاء بما كتب الله لنا مشكوره علي هذا الموضوع الجيد
Iron Lady
Iron Lady
الحمد لله على كل حال