هل الإنسان مُسير أم مخير؟ ))

ملتقى الإيمان

هل الإنسان مُسير أم مخير؟ ))



سُئل سماحة الشيخ العلامـــة عبد الله بن حميد - رحمه الله - :
هل الإنسان مُسير أم مخير؟ وما هي الأدلة على ذلك؟

فأجاب - رحمه الله - :
الإنسان مسير ومخير معًا؛
فأنت مجبر بالنسبة إلى خلقك. فالله خلقك وجعل لك عقلاً لتميز به بين الخطأ والصواب، فتختار ما هو أنفع لك. فاختيارك للأصلح والأنفع هو دليل على أنك مخير. فأنت تفعل هذا الشيء: باختيارك, وأنت واختيارك بيد الله سبحانه وتعالى، فالله جل وعلا هو المتصرف في هذا الكون. قال تعالى: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}.
وقد قرر شيخ الإسلام ابن تيمية معنى هذا البحث فقال ما معناه: العبد مخير بحيث إنه يختار ما ينفعه ويبتعد عما يضره، ألا ترى أن الذي ينفعك هو البقاء على حياتك فهل أنت مسير بأن تلقي نفسك في البئر، أو تعرض نفسك لهلاك أم أنك تحافظ عليها؟ فأنت هنا تفعل ما تقتضيه مصلحتك من أنك تحافظ على بقائك حيًا، وفعلك هذا باختيارك. أما أنك ترتكب المحرم وتقول: إني مسير. لا أنت الذي فعلت هذا باختيارك وإرضاء لشهوتك. فأنت معاقب بهذا، وذلك من جهلك لنفسك، فأنت مخير، فالله أعطاك العقل وأعطاك مشيئة وحسن تصرف وإرادة فتفعل ما فيه مصلحة لنفسك، وترتكب المعاصي التي تهواها نفسك كل هذا من اختيارك. فأنت من اختار ذلك ولم يجبرك عليه أحد.
فالله جل وعلا أعطاك العقل وبين لك طريق الخير والشر وأعطاك حرية الاختيار بين الطريقين، وإن كان مقدراً عليك كل شيء في حياتك حتى شربة الماء. ولكن هذا لا يعطل عمل الاختيار، أما كون الإنسان مسيرًا في أمور فمنها الأجل وتحديده فالإنسان لا اختيار له في تحديد أجله من تقديم له أو تأخير.
و الحاصل أن الإنسان مسير ومخير في آن معًا، والله أعلم.


(( المصدر )) : فتاوى سماحة الشيخ الإمام عبد الله بن حميد ( ص 18 )
4
421

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

نورة العربي
نورة العربي
اخواتي الفضليات موضوع الانسان مخير ام مسير طويل

كنت اريد ان اضعه ولكن ما رأيكن ان اجعله في تسلسل بحيث كل مرة اضع جزء............ من ترغب في ذلك ترد لكي اتشجع وانقله
((نوده))
((نوده))
ياليت والله يااختي موضوع يستحق المتابعه واحنا محتاجين مثل هالمواضيع العقائديه

وجزاك الله عنا الف خير ان شاء الله
أمونة القمورة
جزاك الله خيرا

أكملي وسأتابعك إن شاء الله

في انتظارك اخيتي :27: