بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبي الامة الرحمة المُهداة للناس أجمعين
قد يتبادر الى أذهاننا دائما هل القردة والخنازير الموجودة الآن من الحيوانات التي مسخت من الامم السابقة
وللاجابة هلى تلك الاسئلة
ادعوكم الآن لقراءة الموضوع ومعرفة الحقيقة كاملة
المسخ هو تغيير الصورة الظاهرة للإنسان
ويخطيء من يقول المسيخ الدجال ، إنما هو المسيح الدجال ، والمسيح يطلق على الدجال وعلى عيسى ابن مريم ـ عليه السلام ـ لكن إذا أريد الدجال قيّد
وقد أخبرنا الله تعالى في أكثر من موضع من القرآن أنه مسخ بعض بني إسرائيل إلى قردة عقوبة لهم على معصيتهم لله تعالى
فقال تعالى مخاطبا بني إسرائيل
" وَلَقَدْ عَلِمْتُمْ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ "
تحذِّر الآية اليهود الموجودين حين نزل القرآن وكذلك مَن بعدهم أن يكفُروا بالرسول، صلّى الله عليه وسلّم، محرِّفين الكَلِمَ عن مواضعه حتى لا يعاقِبهم الله كما عاقَب اليهود الذين خالفوا أمره حين نهاهم عن الصيد في يوم السبت فتحايَلوا واستباحوا الصيد، فكان عقابُهم أن مَسخَهم الله قِردة وخنازير وجعلهم خاسئين أي مبعدين محتقرين مغضوبًا عليهم
وذكر الله تعالى قصتهم بشيء من التفصيل في سورة الأعراف فقال
" وَاسْأَلْهُمْ عَنْ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ"
وعندما لم ينتهوا عن فعلهم
" فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ"
وقال الله تعالى
" قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمْ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيل" المائدة-60
وهذا المسخ هو عقوبة من الله تعالى لهم على ارتكابهم ما حرم الله عليهم ، وهذه العقوبة ليست خاصة ببني إسرائيل ، بل أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أنه لن تقوم الساعة حتى يقع في هذه الأمة مسخ ، وتوعد بذلك الذين يكذبون بالقدر ، والذين يشربون الخمر ويستمعون الغناء
أعاذنا الله من ذلك
روى ابن ماجه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ
" بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ مَسْخٌ وَخَسْفٌ وَقَذْفٌ" . صحيح ابن ماجه (3280) .
والخسف هو الذهاب في الأرض بأن تنشق الأرض وتبتلع شخصا أو بيتاً أو بلدة ، كما خسف اللهُ تعالى بقارون وبداره الأرض ،
قال الله عز وجل" فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ" القصص/81
.
والقذف هو الرمي بالحجارة ، كما فعل الله تعالى بقوم لوط ، قال الله جل وعلا " وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ " الحجر/74
ولكن هذه القردة والخنازيز الموجودة الآن ليست مما مُسخ من الأمم السابقة ، وذلك لأن الله تعالى لم يجعل لممسوخ نسلاً ، بل يهلكه الله تعالى بعد مسخه ولا يكون له نسل
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ
قَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، الْقِرَدَةُ وَالْخَنَازِيرُ هِيَ مِمَّا مُسِخَ ؟
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
" إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَجْعَلْ لِمَسْخٍ نَسْلًا وَلَا عَقِبًا، وَإِنَّ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ "
و قال النووي رحمه الله في شرح مسلم : قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " وَإِنَّ الْقِرَدَة وَالْخَنَازِير كَانُوا قَبْل ذَلِكَ "
أَيْ قَبْل مَسْخ بَنِي إِسْرَائِيل , فَدَلَّ عَلَى أَنَّهَا لَيْسَتْ مِنْ الْمَسْخ ..
قال ابن عباس "لم يعِش مسخٌ قط فوق ثلاثة أيام ولم يأكل ولم يشرب ولم ينسل"
قال ابن عطية ورُوِيَ عن النبيّ ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ وثبت أن الممسوخ لا ينسُل ولا يأكل ولا يشرب ولا يَعيش أكثر من ثلاثة أيام. يقول القرطبي هذا هو الصحيح من القولين
الخلاصة
ان القردة والخنازير وغيرهما كانت قبل ذلك
والذين مسخهم الله قد هلكوا ولم يبق لهم نسلٌ، لأنه قد أصابهم السخط والعذاب، فلم يكن لهم قَرار في الدنيا بعد ثلاثة أيّام
وختاما أسأل الله لنا ولكم الهداية والرشاد وان يثبتنا جميعاً على الدين والتقوى
وان يكفي الله الجميع دروب الغواية والفساد
منقوول
:27:
اختصارات @akhtsarat
محررة ماسية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
سبحــآن الله
و الحمد لله
ولا اله الا الله
لاتنسي ذكر الله والصلاه على النبي