يا أيّها الظّالم في فعله *** فالظّلم مردود على من ظلم
إلى متى أنت وحتّى متى *** تسلو المصيبات وتنسى النّقم
كثير من الناس اذا سمع عن الظلم يتوقع انه هو التعدي في الاعراض او في الاموال وغيره من الظلم الواضح والمعروف عند الجميع ..
ولكن الظلم انواع :
* ظُلم العبد نفسه مثل/
(الشرك - التعدي على حدود الله - الكذب على الله - الاعراض عن ايات الله - كتم الشهادة )
* ظلم العباد بعضهم لبعض وهو نوعين ( ظلم قولي / وظلم فعلي )
الظلم الفعلي :
القتل بغير حق - ظُلم العمال - الظلم الواقع على المسلمين - الظلم الواقع في الاسر - ظلم اصحاب الولايات والمناصب -
اكل مال الغير بغير حق مثل /
السرقه والربا والرشوة والميسر والهدايا التي تهدى للموظف بسبب وظيفته والغش بالمعاملات واكل مال الايتام والمساكين.
الظلم القولي :
للاسف كثير مانقع فيه , رغم الايات والاحاديث التي تحذرنا , الا اننا نتهاون في هذا الامر ..
قال سفيان الثوري - رحمه الله - :
(إن لقيت الله تعالى بسبعين ذنباً فيما بينك وبين الله تعالى ؛ أهون عليك من أن تلقاه بذنب واحد فيما بينك وبين العباد )
كم مرة اغتبنا !! وكم مرة اهدينا الى من نحب ومن نكرهه اعمالنا الصالحة !
كم مرة وقعنا في النميمة بين الناس !!
كثير من الاسر تفرقت بسبب هذا الظلم الشنيع ! كثير من الاخوه اصبحوا اعداء بسبب اللسان ونقل الكلام !!
هذا اللسان العضو الصغير قد يجعلنا نظلم , ونتهم بالباطل , قد نسخر ونستهزء ونسب ونشتم ,,!!
وقد تتلذذ البعض بالتجريح من خلف الشاشات , فتتمادى لكونها بعيدة عن الانظار وبعيدة عن العقاب
فنجدها لاتعرف للحوار طريق ولا تؤمن بختلاف الاراء !!
فمن تخالفها الرأي تبدأ معها الشجار , وقد تسب وتتطاول وقد تنتقص وتستهزء وقد يصل الامر الى الدعاء ..
فتظلم نفسها بالذنوب وتظلم غيرها بالتعدي !!
ويجب ياغاليات ان نحذر من الظلم بانواعه ولا نستهين به ..
كان شريح القاضي يقول : (سيعلم الظالمون حق من انتقصوا ، إن الظالم لينتظر العقاب ، والمظلوم ينتظر النصر والثواب)
قال عليه الصلاة والسلام :
(ودعوة المظلوم تحمل على الغمام وتفتح لها أبواب السماء ويقول الرب عز وجل وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين)
قد تتأخر الدعوة ولكن الله يمهل ولا يهمل ..
قال تعالى :
( وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأبْصَارُ مُهْطِعِينَ مُقْنِعِى رُءوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء)
في هذه الاية كما قال ميمون بن مهران : ( تعزية للمظلوم ، ووعيد للظالم)
واليكم هذا الموقف الذي يجب ان يتأمله كل من ظُلم , وكل من له أهل واحباب مظلومون:
انظروا الى قوة التوكل على الله والثقة بنصرته للمظلوم ..
قيل انه لما حُبس بعض البرامكة وولده , قال : يا أبت بعد العز صرنا في القيد والحبس !!
فقال: يا بني دعوة مظلوم سرت بليل غفلنا عنها ولم يغفل الله عز وجل عنها)
كان يزيد بن حكيم يقول : (ما هبت أحدا قط هيبتي رجلا ظلمته وأنا أعلم أنه لا ناصر له إلا الله يقول لي حسبي الله , الله بيني وبينك)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(إن الله ليملي للظالم فإذا آخذه لم يفلته ثم قرأ )
ويجب ان نحذر ونعلم ان من يعين الظالم فهو ظالم مثله ومشارك له في الإثم:
قال صلى الله عليه وسلم ((مَن أعان على خصومة بظلم لم يزل في سخط الله حتى ينزع))
وقال ميمون بن مهران : (الظالم ، والمعين على الظلم ، والمحب له سواء )
وآخر نقطة تأملي اثار ومضار الظُلم:
1- الظالم مصروف عن الهداية :
2- الظالم لا يفلح أبداً:
قال تعالى :
3- الظالم عليه اللعنة من الله:
يقول الله عز وجل:
4- الظالم يحرم من الشفاعة:
قال تعالى:
ويقول عليه الصلاة والسلام: (صنفان من أمتي لن تنالهما شفاعتي: إمام ظلوم غشوم ،وكل غالٍ مارق)
5- تصيبه دعوة المظلوم ولا تخطئه:
قال عليه الصلاة والسلام : (واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب)
6- بالظلم يرتفع الأمن:
قال الله تعالى:
7- الظلم سبب للبلاء والعقاب:
بارك الله فيك ونفع بك