هل تستطيع ايها الانسان ان تبيع مامنحك الله وميزك به عن سائر المخلوقات او تؤجره؟
تعالوا اخواتي نتناقش عن ذلك؟؟
عـقـول للبيع أو للتأجير ... لعـدم التّفـرّغ !!
ليست العقول سلعة تُعرض لتباع أو تؤجر ، كما أنها ليست مواداً تموينية تنتهي صلاحيتها !!
بل هي أسمى من ذلك ولذا خاطب الله العقل – كثيراً – في القرآن الكريم .
فيكون الخطاب للثناء على أصحاب العقول الذين يُعمِلون عقولهم ويتدبّرون فيما حولهم
ولذا ورد في غير موضع من كتاب الله بعد ذِكر الآيات الكونية ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ )
ويكون أحياناً لبيان أن أصحاب العقول هم الذين ينتفعون بالآيات والنذر ، كما في قوله تعالى : ( وَلَقَد تَّرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ )
وإما نعيّ على العقول التي لا تتدبّر
( أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا )
وإما توبيخ للعقول التي قد غُلّقت وغُلّفت ، فهي تقتفي آثار آباء لا يعقلون
( وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ ) ؟
وإما وصف للكفار بقلّة العقل
( إِنَّ شَرَّ الدَّوَابَّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ )
أو تشبيه لهم بالعجماوات التي لا تعقل
( أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلاّ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً )
والعقل نوعان :
غريزي ومكتسب
وجرى الخلاف : هل العقل في القلب أو في الرأس ؟
وسبب الخلاف التباين في فهم ( قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا )
وفصل ابن القيم – رحمه الله – بين الفريقين ، فقال :
الصواب أن مبدأه ومنشأه من القلب ، وفروعه وثمرته في الرأس . اهـ .
غير أن هناك من الناس من يعرض عقله للبيع أو للتأجير !!!
فيُلغي عقله تماماً ، أو يُعطِّله تعطيلا جُزئياً !
ومن خلال قصة إبراهيم الخليل مع قومه يبدو إلغاء العقول واضحاً جليّاً
فهاهو خليل الرحمن إبراهيم عليه الصلاة والسلام يُحرّك عقولهم ، ويستثير فيها صفة التفكير والتّدبّر مرة بعد أخرى ، فما تزداد عقولهم إلا إغلاقـا !
هدم أصنامهم وتركها حُطاماً ، وأبقى لهم صنماً واحداً ليُقيم عليهم به الحجة
فلما رجعوا إذا بآلهتهم مُحطّمة !
( قَالُوا مَن فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ )
فقال بعضهم بنظرة احتقار ( سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيم ُ )
فكان لا بُـدّ من حماية الآلهة ! ولا بُـدّ من إحضار المُتّهم على أعين الناس ، فأُحضِر وسُئل :
( أَأَنتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ ) ؟؟
فأراد أن يُنعش عقولهم ، فقال : ( فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ )
فكأن عقولهم أرادت أن تتحرّك أو تُـفـكـّر
( فَرَجَعُوا إِلَى أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ )
ولكن تلك العقول سُرعان ما عادت إلى غيّها ، وعلاها الصدأ الذي كانت تتمتّع به
فـ ( نُكِسُوا عَلَى رُؤُوسِهِمْ )
وردّوا ببلاهـة ( لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلاء يَنطِقُونَ )
وجرى بينهم وبينه الحوار مرة أخرى لتحريك تلك العقول ( أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنفَعُكُمْ شَيْئًا وَلا يَضُرُّكُمْ * أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ ) أين يُذهب بكم ( أَفَلا تَعْقِلُونَ ) ؟؟
ولكن تلك العقول ما زالت سادرة في غيّها تُريد أن تنتصر لآلهة مُحطّمة مُكسّرة !!
( قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ )
ولكن الله حافظ أوليائه ( وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الأَخْسَرِينَ )
ومرّات ومرّات جادلهم في ما يعبدون
ونظر في أعظم المخلوقات والأجرام السماوية ، فزعم عِبادة الكوكب ، لكنه كوكب يغيب ويأفل وهو لا يُحب الآفلين ، إذ من صفات الإله الذي يُعبد ويُلجأ إليه ويُستعان به أنه حيّ لا يموت يملك الضر والنفع
ومن ذلك إلغاء بعض الناس لعقولهم أمام شيوخهم أو كبرائهم حجتهم في ذلك : لستَ أعلم منهم !
أو معهم الدليل !
أو هم أدرى !
أو هم أعلم !
وتلك حجج داحضة عند الله
فلا يُعذر الشخص بإلغاء عقله ، ولا بتأجيره ! ولا بعرضه للتقبيل !
بل وهبك الله عقلا لترى الحق من خلاله
وهبك عقلاً وميّزك به لتبصر أنوار الحقائق
وإنك لترى عجبا من بعض الناس اليوم
فتقول له هذا قول سيد ولد آدم الذي تجب طاعته مطلقاً
فيقول : مذهبي كذا !
أو شيخي قال كذا !
وما علم أنه بذلك يردّ على سيد المرسلين عليه الصلاة والسلام
ويردّ قوله
وهو على خطر عظيم
أما سمع قول مولاه سبحانه - وهو يُحذّر عباده - : ( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )
أي من يُخالفون أمره عليه الصلاة والسلام
وقوله سبحانه : ( وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا )
أليس من مشاقّـة للرسول صلى الله عليه وسلم تقديم قول غيره على قوله ؟
وأشد خطرا وأعظم جُرماً حينما يُقال : دع الدِّين جانباً ! واحكّم عقلك
أو دع الدِّين جانياً ولنحتكم إلى العادات والأعراف القبلية
فهؤلاء على خطر عظيم
وهؤلاء عقولهم مغلقة لا للتحسينات ، بل لعدم الصلاحية
وأصحاب العقول في راحة !
تذكير :
أما إني لا أدعو لنبذ المذاهب المتبعة ، ولا أدعو لردّ فتاوى العلماء وأقوالهم ، فالعلماء لهم فضل علينا بعد فضل ربنا ، ولكني أدعو لتعظيم سنة النبي المصطفى والرسول المجتبى عليه صلوات ربنا
اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم
وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين
وعلى أزواجه أمهات المؤمنين .
والله سبحانه وتعالى أعلم .
كتبه
عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
منقول للفائدة والنقاش والتحاور فالموضوع كبير كبير كبير وكذلك خطير أأنتم معي في ذلك ومن معي ؟؟ ومن يخالفني ؟؟ فليتفضل يطرح مالدية.
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

السلام عليكم
كان اختيار الوقت غير مناسب علشان انشغال الناس بالعيد
بنات حواء وين الناس؟؟؟
كان اختيار الوقت غير مناسب علشان انشغال الناس بالعيد
بنات حواء وين الناس؟؟؟

سكارلت
•
بسم الله الرحمن الرحيم
أختي الكريمة الفتاة المتفائلة
السلام عليكم :
بداية أهنئك وبقوة على الطرح الموفق والرائع , بارك الله فيك
لا شك يا غالية فيما ذكرت , فالعقول غير قابلة للبيع أو التأجير ,
وهبنا الله إياها وميزنا بها لنحسن إستخدامها وتوظيفها
فيما يعود علينا بالنفع الديني قبل الدنيوي .
تتفاوت نسبة الذكاء بين الناس , ولكن لا ينفي هذا أن لكل منا عقل يميز ويفهم ,
ولا يعني أن نستسلم ونقول : هذه قدراتي ولا أملك تغييرها ,
فالعقل كالجسد يحتاج دوما إلى غذاء صالح كي ينمو ويتطور ,
وغذاء العقل يكون بالقراءة والإطلاع اللّذان يعملان على تحفيزه وتنشيطه , ,
البعض تثور لديه التساؤلات فيسعى بنفسه للوصول إلى المعلومة الّتي يريدها ,
ولكن البعض الأخر لا يكلف نفسه عناء البحث والتقصي ,
فتكون مهمة عقله الانتظار لتلقي المعلومة من الأخرين دون جهد منه ,
وقد يتقبلها وربما يرفضها لو كانت ضد قناعاته الخاصة !!!
أستغرب حقيقة من علماء الغرب وأطبائهم ,
إذ يفترض من خلال بحوثهم ودراساتهم أن يكونوا قد تبحروا وتعمقوا
في فهم بعض رموز الكون وإبداع الخالق في تكوين المخلوقات ,
كما أنهم يستعينون بالقرأن الكريم للوصول إلى أكثر الحقائق العلمية تعقيدا ,
وبالرغم من هذا كله نجد أن عقولهم وقلوبهم مقفلة وتتوقف عند حد معين
فلا يشعرون بعظمة الله والحكمة من وجودنا في هذه الحياة .
يثير دهشتي أكثر فئة من الناس , عندما نحاورهم نجدهم يتشدقون
بشعارات ونظريات تبهرنا وتملؤنا إعجابا بهم ,
وهم في الواقع لا يطبقون شيئا منها !!!
فهل هم مؤمنون بما يقولون أم أنها عبارات رنانة حفظوها عن ظهر قلب دون فهم لها ؟
فلو كانوا مؤمنون بنظرياتهم ويصرون على فعل العكس فهنا الطامة الكبرى ,
كيف للعقل بعد أن يعي ويدرك الحقائق أن يقوم بنبذها وإهمالها !!!
بالفعل الموضوع كبير وخطير والحديث فيه يطول
وأتمنى أن يأخذ حقه من النقاش والاهتمام
جزاك الله خيرا أختي
أختي الكريمة الفتاة المتفائلة
السلام عليكم :
بداية أهنئك وبقوة على الطرح الموفق والرائع , بارك الله فيك
لا شك يا غالية فيما ذكرت , فالعقول غير قابلة للبيع أو التأجير ,
وهبنا الله إياها وميزنا بها لنحسن إستخدامها وتوظيفها
فيما يعود علينا بالنفع الديني قبل الدنيوي .
تتفاوت نسبة الذكاء بين الناس , ولكن لا ينفي هذا أن لكل منا عقل يميز ويفهم ,
ولا يعني أن نستسلم ونقول : هذه قدراتي ولا أملك تغييرها ,
فالعقل كالجسد يحتاج دوما إلى غذاء صالح كي ينمو ويتطور ,
وغذاء العقل يكون بالقراءة والإطلاع اللّذان يعملان على تحفيزه وتنشيطه , ,
البعض تثور لديه التساؤلات فيسعى بنفسه للوصول إلى المعلومة الّتي يريدها ,
ولكن البعض الأخر لا يكلف نفسه عناء البحث والتقصي ,
فتكون مهمة عقله الانتظار لتلقي المعلومة من الأخرين دون جهد منه ,
وقد يتقبلها وربما يرفضها لو كانت ضد قناعاته الخاصة !!!
أستغرب حقيقة من علماء الغرب وأطبائهم ,
إذ يفترض من خلال بحوثهم ودراساتهم أن يكونوا قد تبحروا وتعمقوا
في فهم بعض رموز الكون وإبداع الخالق في تكوين المخلوقات ,
كما أنهم يستعينون بالقرأن الكريم للوصول إلى أكثر الحقائق العلمية تعقيدا ,
وبالرغم من هذا كله نجد أن عقولهم وقلوبهم مقفلة وتتوقف عند حد معين
فلا يشعرون بعظمة الله والحكمة من وجودنا في هذه الحياة .
يثير دهشتي أكثر فئة من الناس , عندما نحاورهم نجدهم يتشدقون
بشعارات ونظريات تبهرنا وتملؤنا إعجابا بهم ,
وهم في الواقع لا يطبقون شيئا منها !!!
فهل هم مؤمنون بما يقولون أم أنها عبارات رنانة حفظوها عن ظهر قلب دون فهم لها ؟
فلو كانوا مؤمنون بنظرياتهم ويصرون على فعل العكس فهنا الطامة الكبرى ,
كيف للعقل بعد أن يعي ويدرك الحقائق أن يقوم بنبذها وإهمالها !!!
بالفعل الموضوع كبير وخطير والحديث فيه يطول
وأتمنى أن يأخذ حقه من النقاش والاهتمام
جزاك الله خيرا أختي

اختي الغاليه سكارلت 00
حياك الله وياهلا بك ان مازاد الموضوع اهمية هو وجودك فيه فمثلك ذات رأي له اهميته وقلم له معانيه
نعم اختي اوافق الرأي فبعض العقول تقول هاانا مكاني ودع الدنيا تعلمني وتدخل الافكار في خلايا الدماغ وتحرك الفكر بدون جهد مبذول او تنشيط للذاكرة اوعلى اقل تقدير استخدام العقل .
فهو نعمة كبيرة من الخالق الكثير يجهل استخدامها في شتى مجالات الحياة والبعض يقتل الابداع بسوء التصرف وعدم تنمية المواهب . والبعض0000000
انني احب مدخلات اخواتي الفاضلات لكي يأخذالموضوع حقه في النقاش
جزيتي الجنه ياغاليه
حياك الله وياهلا بك ان مازاد الموضوع اهمية هو وجودك فيه فمثلك ذات رأي له اهميته وقلم له معانيه
نعم اختي اوافق الرأي فبعض العقول تقول هاانا مكاني ودع الدنيا تعلمني وتدخل الافكار في خلايا الدماغ وتحرك الفكر بدون جهد مبذول او تنشيط للذاكرة اوعلى اقل تقدير استخدام العقل .
فهو نعمة كبيرة من الخالق الكثير يجهل استخدامها في شتى مجالات الحياة والبعض يقتل الابداع بسوء التصرف وعدم تنمية المواهب . والبعض0000000
انني احب مدخلات اخواتي الفاضلات لكي يأخذالموضوع حقه في النقاش
جزيتي الجنه ياغاليه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
جزاك الله الفردوس ...
موضوع قيم وفي غاية الأهمية ... أحسنت الاختيار ...
ولي عودة بإذن الكريم ... بعد أن أتأمل الموضوع ...
سلمت وعلى طاعة الله دمت ....
:26: :26: :26:
جزاك الله الفردوس ...
موضوع قيم وفي غاية الأهمية ... أحسنت الاختيار ...
ولي عودة بإذن الكريم ... بعد أن أتأمل الموضوع ...
سلمت وعلى طاعة الله دمت ....
:26: :26: :26:
الصفحة الأخيرة
انني ارى ان الموضوع يستحق القراءة والاطلاع ,فما رأيكم اخواتي الفاضلات اصحاب العقول النيرة؟؟؟؟