قال تعالى في سورة العنكبوت : (( آلم . أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون . فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين )) . فالأصل أن هذه الدنيا دار فتن وابتلاء وامتحان لنا ، حيث يبتلى العبد منا على قدر دينه . وفي زمن الفتن والشهوات هذا أحببت أن أصبر نفسي وإياكم بنماذج لأمور من تركها لله عوضه الله خيرًا منها ( بتصرف من مطوية دار ابن خزيمة / الرياض - 136 ) :
1) من ترك مسألة الناس ورجاءهم وعلق رجاءه بالله دون سواه ---> رزقه الله حرية القلب وعزة النفس والاستغناء عن الخلق .
2) من ترك الإعتراض على قدر الله وسلم أمره لربه في جميع أمره ---> رزقه الله الرضا واليقين ، وأراه من حسن العاقبة ما لا يخطر له ببال .
3) من ترك الذهاب للعرافين والسحرة ---> رزقه الله الصبر وصدق التوكل وتحقق التوحيد .
4) من ترك التكالب على الدنيا ---> جمع الله له أمره وجعل غناه في قلبه ، وأتته الدنيا وهي راغمة .
5) من ترك الخوف من غير الله ، وأفرد الله وحده بالخوف ---> سلم من الأوهام وأمنّه الله من كل شيء .
6) من ترك الكذب ولزم الصدق ---> هُدي إلى البر ، وكان عند الله صديقًا ، ورزق لسان صدق بين الناس ، فسوّدوه وأكرموه وأصاخوا السمع له .
7) من ترك المراء وإن كان محقًا ---> ضمن له بيت في ربض الجنة ، وسلم من شر الخصومة ، وحافظ على صفاء قلبه .
8) من ترك الغش في البيع والشراء ---> زادت ثقة الناس به وكثر إقبالهم على سلعته .
9) من ترك الربا وكسب الخبيث ---> بارك الله له في رزقه ، وفتح له أبواب الخير والبركات .
10) من ترك النظر إلى المحرم ---> عوضه الله فراسة صادقة ، ونورًا وجلاءً ، ولذة يجدها في قلبه .
11) من ترك البخل وآثر التكرم والسخاء ---> أحبه الناس وسلم من الهم والغم (( ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون )) .
12) من ترك الكبر ولزم التواضع ---> كمل سؤدده وعلا قدره .
13) من ترك الإنتقام والتشفي مع قدرته على ذلك ---> عوضه الله انشراحًا في الصدر وفرحًا في القلب ، ففي العفو من الطمأنينة والسكينة والحلاوة وشرف النفس وعزها ما ليس منه شيء في الانتقام . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " وما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًا " .
14) من ترك صحبة السوء التي يظن أن بها منتهى أنسه ---> عوضه الله أصحابًا أبرارًا يجد عندهم المتعة والفائدة ، وينال من جراء مصاحبتهم خيري الدنيا والآخرة .
15) من ترك الغضب ---> حفظ على نفسه عزتها وكرامتها ، ونأى بها عن ذل الاعتذار ومغبة الندم .
16) من ترك الوقيعة في أعراض الناس والتعرض لعيوبهم ---> عوِّض بالسلامة من شرهم ورزق التبصر في نفسه .
17) من سلم من سوء الظن بالناس ---> سلم من تشوش القلب واشتغال الفكر ، فإساءة الظن تفسد المودة وتجلب الهم والكدر .
18) من ترك تطلب الشهرة وحب الظهور ---> رفع الله ذكره ، ونشر فضله ، وأتته الشهرة تجرر أذيالها .
19) من ترك قطيعة رحمه ، فواصلهم وتودد إليهم ---> بسط الله له رزقه ، ونسأ له في أثره ولا يزال معه ظهير من الله ما دام على تلك الصلة .
20) من ترك العشق وقطع أسبابه التي تمده ، وأقبل على الله بكليته ---> رزق السلو ومليء قلبه حرية ومحبة لله عز وجل ، تلك المحبة التي تلم شعث القلب ، وتسد خلته ، فالقلب لا يسر ولا يفلح ، ولا يطيب ، ولا يسكن ، ولا يطمئن إلا بعبادة ربه ، وحبه والإنابة إليه .
ومن أراد مثالاً جليًا ، فلينظر إلى قصة يوسف عليه السلام مع إمرأة العزيز، فلقد راودته عن نفسه فاستعصم مع ما اجتمع له من دواعي المعصية فقد كان : شابًا ، عزبًا ، غريبًا ( والغريب لا يستحي في بلد غربته كما يستحيي منه بين أقربائه ) ، مملوكًا ، والمرأة كانت جميلة وذات منصب عالي ، وأنها سيدته ، غياب الرقيب ، تهيؤها له ، غلّقت الأبواب ، هي التي دعته إلى نفسها ، وحرصت على ذلك أشد الحرص ، وتوعدته إن لم يفعل ذلك بالصغار . ولكنه صبر إيثارًا واختيارًا لما عند الله ، فنال السعادة والعز في الدنيا ، وإن له للجنة في العقبى . وقد ورد أن إمرأة العزيز قالت : " سبحان من صير الملوك بذل المعصية مماليك ، ومن جعل المماليك بعز الطاعة ملوكًا " .
فحري بالعاقل الحازم أن يتبصر في الأمور ، وينظر في العواقب ، وألا يؤثر اللذة الحاضرة الفانية على اللذة الآجلة الباقية . وصدق الله العظيم القائل في كتابه : (( ومن يتق الله يجعل له مخرجًا . ويرزقه من حيث لا يحتسب . ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرًا )) سورة الطلاق . وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

Islam_2004 @islam_2004
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

حبيبة أبوها
•
جزاك الله خير غاليتي

شكرا على هالكلمات ..... صح لو الواحد يمشي على اللي الكلام المطروح ... وترك هالأمور بيكون بخير



الصفحة الأخيرة