قال الله تعالى في سورة النساء :
وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا (8) وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (9) إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا (10)
{ وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا }
تشير هذه الآية الشريفة إلى جانب هام, وهو أن أعمال الإنسان تترك أثارا على ذريته و أبناءه بعد موته. هذه الأثار قد تكون ذات جانب إيجابي أو جانب سلبي.
إن ظلم الإنسان لأبناء الآخرين يؤدي إلى ظلم أبناءه من قبل أناس آخرين, كما عبر القرآن الكريم.
لذا فإن التزام الإنسان بالتقوى, ومراقبة الله سبحانه وتعالى في تعامله مع االيتامى وحرصه على أداء حقهم إليهم, يخلق حصانة لأبنائه من ظلم الآخرين وتعديهم عليهم.
قال العلامة في الميزان :
" و لم يؤمر الناس في الآية بالترحم و الترؤف و نحو ذلك بل بالخشية و اتقاء الله و ليس إلا أنه تهديد بحلول ما أحلوا بأيتام الناس من إبطال حقوقهم و أكل مالهم ظلما بأيتام أنفسهم بعدهم، و ارتداد المصائب التي أوردوها عليهم إلى ذريتهم بعدهم."
ولدينا شاهد آخر في قصة الخضر مع نبي الله موسى عليه السلام في سورة الكهف :
فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا (77) قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (78) أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا (79) وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا (80) فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا (81) وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (82)
فقد كان صلاح الأبوين سبب قوي لسعادة ابنيهما, وهو يشير ألى تأثير الأعمال الصالحة للأبوين في حياة الأبناء.
وقد ورد في البحار جملة من الروايات تؤكد هذا المعنى :
فعن زرارة وحمران، عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام) قالا: " يحفظ الاطفال بصلاح آبائهم كما حفظ الله الغلامين بصلاح أبويهما "
و عن محمد بن عمرو الكوفي، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : " إن الله يحفظ ولد المؤمن إلى ألف سنة، وإن الغلامين كان بينهما وبين أبيهما سبعمائة سنة "
و عن إسحاق بن عمار قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
" إن الله ليفلح بفلاح الرجل المؤمن ولده وولد ولده، ويحفظه في دويرته ودويرات حوله فلا يزالون في حفظ الله لكرامته على الله، ثم ذكر الغلامين، فقال: " وكان أبوهما صالحا " ألم تر أن الله شكر صلاح أبويهما لهما "
عناقيد الكرز @aanakyd_alkrz
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
عاشقة الدراهم
•
عناعيد الله يجزاك خير ويصلح لنا ولك
الصفحة الأخيرة