لهذا الشهر العظيم مزية على سائر الشهور ..فقد اختصه الله تعالى بنزول القرآن..
ففيه تفتحت أبواب السماء بعد ظلام طويل لينزل منها نور ما رأت مثله البشرية قبل ذلك،وفيه شريعة خاتمه لا عهد للناس بمثلها،وهو كلام الله العظيم..وقرآنه الكريم..وهدايته للناس أجمعين..تكفل سبحانه بحفظه وترك للناس حفظ سائر كتبه،ورفعه فكان بحق الخاتمة الحسنى والشريعة السمحاء..وأنزله على خير رسول..وخاطب به خير أمة..الصحابة نجومها..وصالحوا التابعين تيجانها..والسلف الصالح أعمدتها..فما أجمل ما أعد الله لهذه الأمة..وما أحسنه وأعظمه..
لكن السؤال المهم هو كيف تعامل الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام مع هذا القرآن..وذلك حتى نقيس أوضاعنا بأوضاعهم..لقد تلقفوا القرآن تلقف الأرض الجديبة للغيث المنهمر..فطابت به نفوسهم ومرنت على الحق أبدانهم وقلوبهم..وحملوه إلى الناس مشعل هداية ورشاد ورفعة ..رفعهم الله تعالى به أيما رفع بعد أن أعملوا به نهارهم وقاموا به ليلهم..وحكموه في جميع شؤونهم..ورضوا به كل الرضا..وضحوا في سبيله بالغالي والنفيس..أما نحن اليوم فتعاملنا معه عجيب كل العجب..إذ نجد أكثر الناس معرض عن قراءته..وقراءة القرآن الركن الأول لتدبره فمن لم يقرأ فكيف يتدبر ويتفهم؟!
ثم إن أكثر من يقرأ لا يفهم ما يقرأه حق الفهم..وإذا فهمه لا يتلذذ به..وأكثر من يفهم لا يطبق ما يفهمه على نفسه وعلى من يعول..فصرنا كما وصفنا الهالك موشى ديان:العرب أمة لا يقرأون..وإذا قرأوا لا يفهمون..وإذا فهموا لا يطبقون.
وفي هذا الشهر الكريم نجد جماعات كبيرة من الناس ترتاد المساجد وتعتادها..وتمكث فيها ساعات طويلة لقراءة القرآن..وتفرغ نفسها لهذا تفريغا،وهذا حسن و مطلوب لكن السؤال ما الذي فهموه من هذه القراءة وما الذي طبقوه منها؟!..إن الناس يتفاخرون في رمضان بالختم المتتالي..و يتسابقون فيه تسابقا عجيبا..والملاحظ في هذا أن السلف رضي الله عنهم لم يكونوا هكذا..ومن كان يختم منهم الختمات المتتالية الكثيرة فإنه كان أهلا لذلك لعظيم فهمه وتطبيقه لتعاليم هذا الكتاب العظيم..فلو عطف الناس على جزء واحد يتفهمونه ويطبقون ما فيه ويحسنون قراءته لكان خيرا لهم من قراءة عشرات الختمات وتردادها بلا فهم ولا تطبيق..
فهلا تدبرنا ؟!!..وعقلنا وفهمنا عندما قرأنا؟!!..
إن لم نفعل ذلك فيما مضى من شهرنا فلنستدرك فيما بقي وخصوصا العشر الأواخر..
ولنا في سلفنا في تدبر القرآن خير قدوة ..وأحسن مثال..ولعلنا نتعرض لشيء من أخبارهم إن يسر الله وأعان فيما سيأتي من الأيام..
أحمد23 @ahmd23
عضو جديد
هذا الموضوع مغلق.
أخي الكريم أحمد ..
جزاك الله خيرا ووفقك للخير ..
موضوع رائع .. جعله الله في موازين حسناتك ..
ينزل جبريل عليه السلام الذي هو أفضل الملائكة فيتدارس القرآن الذي هو أفضل الكتب مع محمد صلى الله عليه وسلم أفضل الرسل .. في أفضل الشهور .. ممايدل على فضل قراءة القرآن على غيره من الشهور ..
أما عن التدبر ..
فلا حول ولا قوة إلا بالله .. نقرأ ولا نعقل ..
اللهم لا تواخذنا بما نسينا ..
جزاك الله خيرا ووفقك للخير ..
موضوع رائع .. جعله الله في موازين حسناتك ..
ينزل جبريل عليه السلام الذي هو أفضل الملائكة فيتدارس القرآن الذي هو أفضل الكتب مع محمد صلى الله عليه وسلم أفضل الرسل .. في أفضل الشهور .. ممايدل على فضل قراءة القرآن على غيره من الشهور ..
أما عن التدبر ..
فلا حول ولا قوة إلا بالله .. نقرأ ولا نعقل ..
اللهم لا تواخذنا بما نسينا ..
الصفحة الأخيرة
اعاننا الله على تدبر كتابه وتفهمه والعمل به