--------------------------------------------------------------------------------
الدكتوره وفاء فهمي السنديوني
تنتسب الى الصبيحيين من بني زريق بن ثعلبه من طيء
وقد استوطنو السنديون محافظة دقهليه ولاتزال ديارهم
حتى يومنا وقد شرحت عن مشاركة الطائيون في مصر
والاندلس وتعريف عن شمر في ص 124 -125 من
تاريخ طيء واخبارها
وصدرلها ديوان عام 1403 - شعرطيء واخبارها
في الجاهليه والاسلام والديوان عباره عن جزئين
الجزء الاول-(تاريخ طيء واخبارها)
الجزء الثاني- (ديوان القبيله )
الديوان ذوفائده يحوي معلومات ممتازه عن جميع مايتعلق
بقبيلة طيء في الجاهلية والاسلام جمعة من امهات الكتب 0
كانت الدكتورة وفاء السنديوني رمزا من رموز الادب في جامعة الملك سعود
وكانت ذات قلب ابيض ملئ بالأمومة
كرست حياتها بين الادب والشعر وبين اسرتها
لها عدة كتب مازالت تدرس الي الان في الجامعات العربية
ولها مقالت عديدة في جريدة الجزيرة و في مجلة الدعوة الإسلامية
توفيت قبل إحدي عشر سنة
حبيت انقل لكم بعض من مقالتها
الحجاب في الجاهلية
د. وفاء فهمي السنديوني
الدعوة للحوار حول المرأة؛ ظاهرها ومظهرها، جوهرها ومخبرها واسعة الرحاب مشرعة الأبواب، كثر دورانها على ألسنة الناس كل الناس في الشرق والغرب، النقاد العرب والمستشرقين الحريصين على كيان المرأة وزينتها وغير الحريصين.
واتخذ مظهر المرأة زيها وزينتها عناية الدارسين الاجتماعيين والنفسيين الأخلاقيين والمؤرخين الأدباء والمتأدبين وأرباب العلوم الجمالية والفنون الحضارية، وتم في سياق هذه الجهود من المسميات ما يشحذ العقول ويثير الفضول: تحرير المرأة وحريتها، تكريم المرأة وكرامتها، تقدير المرأة وقدراتها.
ولا يخفى على المسلمين العارفين في كتاب الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما نبه إليه الإسلام من مهمة الزي وأغراضه ودواعيه لبني آدم عامة ممثلة في غايتين هما التستر والتزين، والأولى من الضروريات والثانية من الكماليات قال الله - عز وجل -: {يا بني أدم قد أنزلنا عليكم لباساً يواري سوءاتكم وريشاً ولباس التقوى ذلك خير ذلك من آيات الله لعلهم يذكرون} سورة الأعراف آية 26.
فهنا يوضح الله - جل شأنه - لعباده ما جعل لهم من اللباس والريش ويبين أن لكل منهما غاية، فاللباس ستر للعورات أو السوءات وهو من الضروريات، والريش أو الرياش ما يتجمل به المرء ويتزين فهو من الكماليات أو الزيادات.
وفي السنة المطهرة تصريح وتوضيح وتلميح إلى الغايتين ستر العورة والتجمل إذ يدور حولهما وبهما محور ارتداء الزي بكل صنوفه وأبعاده، يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من استجد ثوباً فلبسه فقال حين يبلغ ترقوته: الحمد لله الذي كساني ما أواري به عورتي وأتجمل به في حياتي، ثم عمد إلى الثوب الخلق فتصدق به كان في ذمة الله وفي جوار الله وفي كنف الله حياً وميتاً)) ذلك هو مداراة العورة أي التستر والتجمل، وقد بدأ بالتستر فهو الأصل.
والجدير بالذكر أن الإنسان بالفطرة السليمة والسجية القويمة يميل إلى التستر والتجمل ويجعل للأول المقام الأول في نظرته للأمور، وتبصرة لما يدور من حسن تقدير لمقام المرأة وقدراتها، فبالتستر وما يلزمه من الحياء والحجاب تكون المرأة موضع التقدير والإعجاب، إذ يطالعنا أحد شعراء الصعاليك في الجاهلية الشنفرى الأزدي فيصف زوجته بقوله:
لقد أعجبتني لا سقوطاً قناعها إذا ما مشت ولا بذات تلفت
كأن لها في الأرض نسياً تقصه على أمها وإن تكلمك تبلـت
أميمة لا يخزى نثاها حليلها إذا ذكر النسوان عفت وجلت
فهي امرأة مقنعة ذات استقامة في مشيتها لا تتلفت، تتجه إلى أمها أي هدفها خافضة الرأس، تغض بصرها حياء وكأنها تبحث عن شيء ضاع منها، وإن اضطرت لمخاطبة الرجال تتلعثم حياء، فنثاها أي سيرتها سيرة حسنة لا تخزي زوجها، فإذا ما ذكرت النساء كانت موضع تقدير ومحل رفعة.
هذه امرأة الصعلوك في مثاليتها من التستر وما يلزمه من الحياء، فما بالنا بامرأة الشاعر الشريف الفارس الذائد عن حمى قبيلته، وهنا يطالعنا الشعر أيضاً - وهو وثيقة الوثائق في قيمنا الاجتماعية - فيخبرنا بأن التستر غاية ومطلب ودليل عز وسبيل فخر في الصورة المثالية للعربية المرأة الحرة الأبية، إذ نجد لعنترة فارس الفرسان وشاعر الشعراء قوله لعبلة:
إن تغدقي دوني القناع فإنني طب بأخذ الفارس المستلئم
إذن كانت المرأة الحرة تتستر دون الرجل الحر الذي ترى فيه مطمعاً وأملاً للاقتران بها، وربما ترخي قناعها دون العبيد أو الموالي ولا تحرص على التستر دونهم لأن المنشأ والمربى معهم فأغلب الظن أن يكون لها منهم أخوة بالرضاعة أو أولاداً لإماء{مما ملكت أيمانكم}.
نافلة القول إن تستر المرأة مطلب وغاية وآية عز وفخر ودليل كرامة وشهامة تستهوي فيه المرأة الرجال، كل الرجال الصعاليك والأحرار، الأشرار والأبرار، فتكون موضع إعجاب وتقدير كل يعجب بالفطرة بامرأة متسترة من وراء حجاب لا تخزيه سيرتها، ويرفع قدره سترتها، وقد جعله الله العالم القدير الخبير بأحوال النفوس سمة المرأة المسلمة، فرفع شأنها وشأن زوجها بها، ورسم لها صورة التستر كاملة شاملة في قول الله - عز وجل -:{وليضربن بخمرهن على جيوبهن} سورة النور آية 31، وقول الله - تبارك وتعالى-:{يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفوراً رحيماً}. سورة الأحزاب آية 59، فالتستر دليل المرأة المسلمة ودال إليها.
ومن طريف ما ورد في أدبنا العربي ذلك الأعرابي الذي سجى في اليمامة وجلس يبكي شوقاً لامرأته ويذكر بردتها وعباءتها:
فـقال اليمامـيان لـما تبـيـنا سـوابق دمـع ما ملكت لها ردا
أمن أجـل أعـرابية ذات بـردة تبكي على نجد وتبلى كذا وجدا
لعمـري لأعـرابية فـي عـباءة تحل دماثا من سـوبقة أو فـردا
أحب إلى القلب الذي لج في الهوى من اللابسات الريط يظهرنه كيدا
يرى الشاعر أهله وبلده وحماه كلما ابتعدت عيناه في امرأة مصونة متسترة - وغالباً ما تكون زوجة الشاعر - أي امرأة حليلة لا خليلة، يرى فيها الصورة المثالية للتستر والتجمل في مظهرها وما فيه من تحرير المرأة وبيان حريتها وتكريم المرأة وكرامتها وتقديرها وصون قدراتها، بل يأنف العرب من تزويج بناتهم من شاعر يذكر مفاتنها، ويخلع عنها ثياب التستر، ويصفها حسياً، وهو موقف يتفق مع الخلق القويم والذوق السليم الذي يرقى بالمرأة إلى الرفعة والطهارة، والرقي والحضارة، وهو ما أمر الله به من لباس المرأة المسلمة، وهو مدعاة للباس التقوى للنساء والرجال على مر الأجيال، حفظاً لكيان الأمة الإسلامية وصوناً لكينونتها.
_________________________
مجلة الدعوة – العدد 1546 – 4صفر 1417هـ – 20يونيو 1996م
http://www.mknon.net المصدر:

غادة ياسين @ghad_yasyn
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️