الشيخوخة ليست مرضا يظهر فجأة أو وفق نسق محدد وإنما هي حالة تبدأ ملامحها منذ المراحل المبكرة لحياة الإنسان، أي عندما يكون جنينا في بطن أمه، وتؤثر عليها في ما بعد طريقة حياته كنوعية الطعام وأسلوب النوم، فأعراض الشيخوخة على سبيل المثال تظهر مبكرا على الذين يكثرون السهر أو الذين يضطرون للعمل ليلا، فنوم النهار لا يعوض عن نوم الليل الذي يتم خلاله فقط إفراز هورمون الميلاتونين الذي يدعى هورمون الشباب، وهو مهم للحفاظ على حيوية الجسم.
الشيخوخة هي الموضوع الذي حصلت به أول امرأة عراقية على شهادة ما بعد الدكتوراه في الكيمياء السريرية.
عن ذلك تقول الدكتورة هدف الياسين وفقا لصحيفة الشرق الأوسط، "إن الشيخوخة عملية حيوية، معدة وراثيا ومعدلة بيئيا وهي من الكلمات التي يصعب تعريفها إذ يمر كل نوع حي بتغيرات ملحوظة من وقت ولادته حتى مماته، وقد نشأت نظريات عديدة حول سبب الشيخوخة ولم يمكن إثبات أي نظرية حتى الآن. إلا أنه يمكن الاستفادة من بعض أجزاء هذه النظريات لشرح أو فهم سبب شيخوخة الإنسان".
لقد حاولت الدراسة اختبار فرضية أن الشيخوخة تؤثر في إفراز الهورمونات، وذلك بسبب التدهور الزمني الحاصل في فعالية غدة تحت المهاد والغدة النخامية، وضمت عينة الدراسة 135 شخصا من الأصحاء، وكان عمر المسنين الذين تم اختيارهم لا يقل عن 65 عاما بينما تراوحت أعمار مجموعة السيطرة بين 30 و59 عاما وتم إجراء الفحوص اللازمة للتأكد من خلو العينة من الإصابة بداء السكري أو الفشل الكلوي ومن ثم تم سحب كمية من الدم لإجراء فحص هورمون TSH والفحوص الكيماوية للسكر واليوريا والكرياتينين والشحوم، كما تمت دراسة هورمونات T4 T3 والكورتيزول، وهورمون TSH يكون أقل في الشيوخ عنه في الأصغر عمرا.
وقد أظهرت النتائج أن معدل هورمون T3 في مصل الدم أظهر زيادة في مستواه كلما ازداد العمر، أما الكورتيزول T4 فإنه أظهر مستويات عالية لدى الأشخاص المسنين مقارنة بالأقل عمرا، كذلك الشحوم فإن مستوى التريكلسيريدات كان أقل عند المسنين مقارنة بمجموعة السيطرة أما قيم الكوليسترول، فقد كانت بصورة عامة أقل من القيم الطبيعية في المجموعتين ولكلا الجنسين، لكنها أقل في المسنين عما هي عليه لدى من هم أقل سنا. وأوضحت الدراسة أن نساء المجموعتين لهن معدل كتلة الجسم أعلى من الرجال بغض النظر عن العمر لكنه يتناقص عند مجموعة كبار السن مقارنة بمجموعة السيطرة.
ومن جانب آخر، توصل فريق علمي أميركي في بحث متخصص إلى نتيجة مفادها بأن المتفائلين في نظرتهم إلى التقدم في السن يعيشون مدة أطول من أقرانهم الذين يستبد القلق بهم.
وأنجز البحث فريق من علماء النفس تابع لجامعة ييل في ولاية كونيكتيكت يؤكد أن الأشخاص الذين يتملكهم الخوف من الشيخوخة تظهر عليهم أعراض التقدم في السن بسرعة أكبر. ونقل عن العلماء الأمريكيين قولهم إنه خلافا لذلك فإن من يتقبلون الأمر برحابة صدر يمكن أن يعيشوا سنوات أطول ممن يحاولون الكف عن التدخين أو يمارسون التمارين الرياضية.
وتبين للباحثين أن من لا يخيفهم تقدم قطار الحياة يعيشون في المتوسط سبع سنين ونصفا أكثر من أولئك الذين يقضون وقتهم حسرة على ما مضى من أيامهم وأن التعامل السلبي مع عملية الشيخوخة له تأثير مباشر على التشبث بالحياة.
وقال العلماء إن إيجابيات القبول بقانون الشيخوخة أكبر بكثير من العمليات ذات الطابع الفيزيولوجي كخفض ضغط الدم والكوليسترول اللذين يعتقد أنهما يمنحان فرص حياة تبلغ أقصى درجاتها أربع سنوات إضافية.
سيدة الوسط @syd_alost
عضوة شرف في عالم حواء
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️