د.طارق السويدان
من يوازن بين الامكانات والمساحات المتاحة لنا في العمل والانتاج والابداع وبين ما نقوم به فعلياً يجد مساحة واسعة فارغة نملؤها بالكلام والاعذار بدل ان نشغلها بالافعال والمحاولات.
نتكلم عن البيروقراطية والروتين وتحجيم الدعوة وعدم رعاية المبدعين والمنتجين وغير ذلك من اسباب الاحباط والعزوف عن العمل بشتى انواعه ومسمياته وغاياته.
لكن احداً لا يتكلم عن المساحات المتوفرة والتي يمكن للجميع من خلالها ان يتحركوا ويحققوا جزءاً كبيراً وهاماً مما يحلمون به.
قد تكون هذه المساحات غير كاملة لكنها بالتأكيد مهما صغرت ومهما اختلفت من بلد إلى بلد فانها تعطيك فرصة حقيقية للتحرك والنهوض بدورك وتحقيق طموحك ضمن الالتزامات بواجبات الدولة والقانون حتى وان كانت بعض بنوده تحد من حريتك وطموحك.
حالنا اشبه ما يكون بحال رجل اراد بناء بيت ليسكنه وهو مضطر اليه فرخصت له البلدية بناء دورين فقط فاعترض وقال اما ان ابني ثلاثة ادوار أو ان اجلس في الشارع أو في الملاجئ أو في بيت مؤجر!! كل من سيراه سيقول هذا احمق لأنه ترك المتاح والمسموح بحجة انه لم يسمح له بكل ما يريد!
وقديماً قال المثنى:
ولم ار في عيون الناس عيباً
كنقص القادرين على التمام
فحينما تكون قادراً على فعل امر حتى وان لم يكن بشكل كامل فمن النقص ان تجلس عن فعل ما تستطيع وتترك ما يمكنك فعله.
فالنبي صلى الله على وسلم مرت عليه فترات تضييق شديدة في مكة قبل ان يهاجر للمدينة لكنه ما تعذر بها ولا جلس في بيته بل حاول ضمن المساحة المتاحة له ولم يترك عذراً لاحد بعده في استغلال الامكانات المتاحة على أفضل وجه واكمله.
كما ان غاندي زعيم الهند بدأ نضاله بامكانات بسيطة متاحة فإذا به يحصل على ما يطلب.
وكذلك فعل نيلسون مانديلا قاوم بما يستطيع ونشط ضمن امكانات لا تكاد تذكر لكنه استغلها وكبرت وكبرت حتى استطاع ان يحقق ما يصبو اليه.
فلا تترك الثمانين بالمائة فارغة وهي متاحة بحجة ان العشرين المتبقية غير متاحة، بل اعمل وحاول واصلح وسترى نتيجة ذلك عاجلاً ام اجلاً.

حلاوة المدينة @hlao_almdyn
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️