هل توافق على منح خادمتك جوالاً؟

تبوك، تقرير - علياء الحويطي
يكاد يجمع الكثير منا للإجابة على هذا السؤال بقول كلمة (لا)؛ في حين ان هناك عددا قليلا ممن يجيب ب (نعم) من باب "مكره أخاك لا بطل"..
مبررات الرافضين تعود إلى الخوف من أن يكون الجوال وسيلة لهروب الخادمة وإقامة علاقات عاطفية مع آخرين، بينما "الموافقين بتحفظ" يرون في منح الجوال خوفاً من رفض الخادمة العمل، أو الخروج على أفراد الأسرة بنفسية عمل سيئة، أو اتخاذ موقف سلبي منهم، كما يرى فريق ثالث أن الجوال مع الخادمة يتوقف على الضرورة، لاسيما حين تكون سيدات المنزل عاملات خاصة إذا كانت ساعات العمل طويلة أو يعملن في القرى، أو لديها ارتباطات اسرية خارج المنزل بشكل مستمر، ليكون بمثابة أداة للتواصل والاطمئنان على أطفالهن في أوقات غيابهن، أو كذلك حين رعاية بعض الخادمات لكبيرات السن أو الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، وإلى جانب ذلك يرى فريق رابع أنهم لا يمانعون اطلاقاً من منح الخادمة جوالاً، معللين ذلك من أنه لا يوجد عندهم حساسية مفرطة في هذا الجانب، كما أن لها "الحرية الشخصية" في الحصول واستخدامه متى تشاء..
الخادمات من جانبهن يرين أن طلب الجوال هو بقصد مكالمة أهليهن، والاطمئنان على أطفالهن، وتبادل الرسائل معهم الكترونياً بدلاً من أسلوب الكتابة اليدوية التي كانت سائدة سابقاً..
وأمام هذه المواقف والمبررات يبدو اتخاذ قرار منح الخادمة جوالاً أمراً محيراً، ويحتاج إلى محفزات "الثقة" في الخادمة و"التقييم" الإيجابي لعملها، وسنوات العمل التي قضتها مع الأسرة؛ والتي على ضوئها يمكن اتخاذ القرار..
الرافضون لا يزالون متمسكين بمواقفهم وقراراتهم، معللين أنه يمكن اتصال الخادمة بأسرتها من خلال محادثتهم من هواتف الكفلاء "الثابتة" بواسطة بطاقة الاتصال، وتحت إشرافهم في أي وقت تشاء، إذ لايوجد من ينكر عليهن هذا الحق في الاطمئنان على أسرهن، كما أن تنامي حالات هروب الخادمات وتحمل كثير من المواطنين خسائر استقدامهن، إلى جانب تحمل تبعات "التأجير" بمبالغ خيالية جعلتهم يرفضون الطلب بدافع أمني ومالي على منازلهم وجيوبهم، معللين ذلك من "حماية الإنسان لنفسه أولى..".
وترى العديد من ربات البيوت ان التساهل في استحواذ الخادمات للجوال مهما كانت الحاجة لذلك لأنهن غالبا ما يسئن استخدامه، فهو إما وسيلة للهروب أو التخطيط لأعمال انتقامية أو إقامة علاقة عاطفية مشبوهة، خاصة إذا كان "الحبل على الغارب"، فحتما سنجد ان الخادمة قد هربت أو "دخل عشيقها" في منزل الكفيل أثناء غيابه..
أما الموافقون على منح الخادمة جوالاً يرون أن هناك مبالغات في تقييم الموقف، والخوف غير المبرر من تبعات القرار سواء بالقبول أو الرفض، مؤكدين على أن كثيرا من الأسر تثق في بقاء أطفالها عند الخادمات ولا تثق في منحهم جوالا هو أبسط حقوقهم!.
بينما هناك حل وسط بين الطرفين، وهو ان يكون هناك "فترة تجربة" وعلى ضوئها يتم تقييمها والحكم عليها، مع ملاحظة سلوكيات وتصرفات الخادمة خلال هذه المدة، فقد تكون صادقة في طلبها بهدف الاطمئنان على أطفالها وزوجها وأهلها، وقد يكون لديها أهداف أخرى، وكل ذلك يتضح من خلال هذه التجربة.. المهم عدم منح الجوال للخادمة دون رقابة..
والملاحظ هنا، ان "حمى" طلب الجوال من الخادمات انتشرت بين الخادمات بشكل كبير، ويعود ذلك بعد احتكاكهن ببعضهن البعض في المناسبات والزيارات العائلية، حيث يتبادلن الرسائل والأرقام وبطاقات الشحن، وكل هذا يؤثر في الخادمة التي لا تملك الجوال، فتشعر بكم من الغيرة والقهر الذي تفجره في وجه رب الأسرة، فان استجاب لها بدأت مشاكلهم مع الخادمة والجوال، وان لم يستجب لها ستلجأ الى إحضاره واستخدامه سرا أو تضرب عن العمل..!
ليبقى السؤال مفتوحاً من جديد للإجابة عليه: هل ستمنح خادمتك جوالاً؟
وأكيد لا ما أيد والله ينخاف منهم ..