هل خذلتي اخوآنك المسلمين؟#سوريا

الملتقى العام



السلام عليكم ورحمه الله وبركااته













أشلاء ودمآء ..
فقرٌ وجوعٌ واحتيآج

نظرآتُ موت ترقبهم في كل حين ...

يغفون على أصوات الدبابات , ويستيقظون على اصوات القذائف والصوآريخ

ينتظرون غائبهم ليأتي من الشارع الذي امامهم فاذا برصاصة الغدر تخترق جسدة الطاهر امامهم فيموت !
اقصد فيعيش ..ويحيى في جنآت الخلود ان شآء الله~


هنآك سوريآ
هنآك الالم
هنآك انوآع المصائب جُمعت لهم
"ولنبلونكم بشيءٍ من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات"


فلاتزيدوا مصائبهم بالخذلان!
ايُ خوفٍ يعيشون ..؟
وأي طعامٍ يأكلون ..." فلم يعد في البيوت شيء
هنآك فقط ..
يخرج الاب ليُحضر *رغيف خبز* لأطفالٍ جوعى ...
فيأتي الرغيف ملطخاً بدمآْء الاب الذي اقتنصتة قذآئف الكفر ..امام منزلة وعلى مرأى من أطفالة..




أزعجتكم بذكر تلك القصص؟

-انزعجتم من قرآتها مُختصرة"
كيف بمن عآيشها وعآش آلآم تفاصيلها ..؟





سأكمل .. نعم يجب ان نعيش الامهم ونحس بالمسؤلية تجاههم


هنآك في سوريا

"تبكي ارملة امام الرجال لمدة ساعتين وتقول الذي أريدة فقط خيمة لاطفالي
تعبنا من البرد والمطر.."



هل تحركت المشاعر الان ..!




هنآك تبكي فتآة مُغتصبة بحرقة
وتقول أين اانتم اين أنتم أين انتم
لماذا تأخرتم ؟





هنآك يخرج النآس في ساعات الليل المتاخرة ليقفوا طابور امام الخبّآز
لتاخذ العائلة كاملة (رغيف خبز واحد)










هنآك الكثير مما يعجز لسآني عن وصفة ...!




....



تألمنا . حزنا .. بكينا .
وتمتمنا بدعوآت بآردة "اللهم انصرهم"

ي الله حتى في الدعآء...!!
لم نقم بواجبهم على اتم وجة ...
هل قمنا واستشعرنا الكرب العظيم الذي حل بهم ودعونا الله باخلاص ويقين ان يخفف الم المسلمين...



_


نرى المجازر
والاطفال يقتلون
والاعراض تنتهك ..
والرجال يُعذبون ..
وحشود الاضلال تُعد العدة لعدآء اهل السنة ..
ثم نكتب

(عذرا سوريا فنحن لانملك الا الدعاء)

وكاننا ادينا لهم حقهم ...وابرئنا ذمتنا تجآهم ..,’


ارجووووكم
اوقفوا هذة العبارات الباردة فهي تزيد الالم الماً
وتزيد الجراح


* نذهب الى الاسوآق ونصرف المبالغ فيها
ثم ان اتى موعد النصرة بالمال .. تحججنا باعذار واهية !

*نشتري اجهزة الجوال بما لايقل عن الفين ريال واخواننا في سوريا تمر عليهم الايام لاياكلون شيء!


اين النصرة !
هل نحن فعلا كما قال الرسول صلى الله علية وسلم (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضة بعضاً!

والله سنسأل

والله العظيم لنا موقف امام الله يوم القيآمة وسنسأل ماذا قدمنا لاخواننا المسلمين


لم يضرنا شيء لو تنازلنا عن الكماليات وقدمناها محتسبين الاجر لنصرة اخواننا المسلمين "


هل تعلمين ان من كان قادرا على النصرة بالمال .. فلم ينصر ...فهو آثم !





صالح ال طالب
من استطاع نصرة اخوانة المسلمين بالمال والسلاح ولم ينصرهم فهو آثم

http://safeshare.tv/w/iyCzLGlrJb





الشيخ شافي العجمي يقول خمسة مليون دولار الى عشرة مليون ... كافية لتدمير النظآم باكملة ..

والله رجل اعمال واحد قادر انة يدفعها ! لو كآن فية ِشخص يحس فعلاً باخوآنة المسلمين ...



المجزرة الاخيرة ..كانت بسبب خروج الجيش من البلدة عندما نفذت منهم الذخائر!!

هل تريدين الا نسمع عن مجازر جديدة ..
اذا .. الدعم الدعم
بالمآآآل









**ومضة**

كل من نصر الدين الى يوم القيآمة فهو من الانصآر
"ابن باز"










شآآهــــد///

عبدالعزيز الطريفي
تعليق على الاحداث في سوريا
"قد يبتلي الله اقواما ليختبر اقواما اخرين"
http://safeshare.tv/w/ajNTCVsOsh






نريد أن ندعم بالمال ..
لتتجلى معاني النصرة الحقيقية ...




بقلمي ..ارجو النشر بدون الاشارة للمصدر

ومن ارادت الدعم دونكم

الهيئة الشعبية لنصرة سوريا باشراف الشيخ حجاج العجمي والشيخ شافي العجمي
على تويتر ...





19
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

نبض الجروح 2
نبض الجروح 2
كلمه رائعه قليله في حقك

اخواننا السوريين خذلناهم لاننا نساء والله يعلم بقلة حيلتنا ولن نخذلهم بدعواتنا وتبرعاتنا

لو فتح باب الجهاد كان رايتي رجال يخرجون من ارض الحرمين لايخافون فالله لومه لام

يعطيك العافيه اختي على الموضوع ولهم رب لن يخذلهم
غدا نلقى الآحبة
غدا نلقى الآحبة
جزاك الله خير
قلوبنا تفطرت على اهلنا هناك يارب يكون رمضان السنة شهر الانتصار للمسلمين
أسأل الله أن يعجل بالفرج ويحقن دماءهم ويردنا الى اوطاننا سالمين غانمين
وينتقم من بشار الاسد واعوانه
التواضع عز
التواضع عز
اللهم انصرهم عاجلا غير اجل
mamonya
mamonya
لاحول ولاقوة الا بالله
حسبنا الله ونعم الوكيل
غدا نلقى الآحبة
غدا نلقى الآحبة
اللهم انصرهم عاجلا غير اجل
اللهم انصرهم عاجلا غير اجل
تقرير: النُصرة طريق إلى النصر | ملفات وتقارير | عودة ودعوة


تقرير: النُصرة طريق إلى النصر

أحمد الشجاع/ عودة ودعوة 06 شعبان, 1433



ما يحصل في سوريا الآن محطة من محطات المآسي التي تمر بها الأمة الإسلامية في مسيرها التاريخي..

لقد ذاقت الأمة - ولا تزال - كل صنوف المآسي والاضطهاد سواء من قبل أعدائها أو من قبل أبنائها أو ممن يدعون الانتماء إليها.

ولن تكون مأساة السوريين هي الأخيرة، ولكنها من أسوأ المآسي التي لحقت بالأمة حتى الآن؛ حيث اجتمع فيها كل صور الإجرام والظلم وكذلك الخذلان.


لقد استبان فيها سبيل المجرمين أمام الأمة والعالم أجمع، وتبين كم هي أمتنا عاجزة خاذلة مخذولة..


فرغم هول المأساة وبشاعتها إلا أن الخذلان كان واضحاً على قسمات وجه الأمة وأبنائها؛ مما ضاعف من حجم المأساة.
إن أسوأ ما يشعر به المضطهد المظلوم هو وقوفه وحيداً أمام الظلم والطغيان ولا يجد من ينصره ويدفع عنه ما هو فيه.
فمفهوم "النصرة" أصبح غريباً عن حياة المسلمين وغائباً عن واقعهم؛ وهي محصلة طبيعية لغربة الدين في هذا الزمان.
وفي التقرير التالي محاولة لفهم "النصرة" وأسسها وأسبابها ووسائلها وثمارها، وكذلك محاولة لمعرفة سبب غيابها عن واقعنا.. وأول ما نبدأ به رسالة من التاريخ.


رسالة من التاريخ
هذه رسالة أرسلها أهل مدينة سرقسطة لإخوانهم المسلمين بالأندلس يطلبون منهم النصرة والعون ضد عدوهم الصليبي وذلك سنة 512هـ.
وهي رسالة تكاد تنطق على واقع المسلمين الآن، وهذه الرسالة أرسلها أهل المدينة للأمير تميم قائد جيوش المرابطين بالأندلس والذي خاف من لقاء العدو واستضخم قوته، فجبن عن لقائه وترك إخوانه نهبًا للكلاب والذئاب من أعداء الإسلام، وجاء في الرسالة ما يلي: "وما كان إلا أن وصلت (يعني الأمير تميم) وصل الله برك بتقواه على مقربة من هذه الحضرة، ونحن نأمل منك بحول الله أسباب النصرة بتلك العساكر التي أقر العيون بهاؤها وسر النفوس زهاؤها، فسرعان ما انثنيت وما انتهيت وارعويت وما أدنيت خايباً عن اللقاء ناكصاً على عقبيك عن الأعداء، فما أوليتنا غناء، بل زدتنا بلاء، وعلى الداء داء بل أدواء، وتناهت بنا الحال جهداً والتواءً، بل أذللت الإسلام والمسلمين واجترأت فضيحة الدنيا والدين، فيا لله ويا للإسلام، لقد اهتضم حومه وحماه أشد الاهتضام إذ أحجمت أنصاره عن إعزازه أقبح الإحجام، ونكصت عن لقاء عدوه، وهو في فئة قليلة ولمة رذيلة وطائفة قليلة، فما هذا الجبن والفزع وما هذا الهلع والجزع، بل ما هذا العار والضياع.
أتحسبون يا معشر المرابطين وإخواننا في الله المؤمنين إن سبق على سرقسطة القدر بما يتوقع من المكروه والحذر أنكم تبلعون بعدها ريقًا، وتجدون في سائر بلاد الأندلس عصمها الله مسلكًا من النجاة أو طريقًا.. كلا، والله ليسومنكم الكفار عنها جلاءً وفراراً، وليخرجنكم منها داراً فداراً، فسرقسطة حرسها الله هد السد الذي إن فتق فتقت بعده أسداد، والبلد الذي إن استبيح لأعداء الله استبيحت له أقطار وبلاد، فالآن أيها الأمير الأجل هذه أبواب الجنة قد فتحت، وأعلام الفتح قد طلعت، فالمنية لا الدنية، والنار لا العار، فأين النفوس الأبية، وأين الأنفة والحمية، ولن يسعك عند الله ولا عند مؤمن عذر في التأخر والإرعواء من مناجزة الكفار والأعداء.
وكتابنا هذا أيها الأمير الأجل اعتذار تقوم لنا به الحجة في جميع البلاد، وعند سائر العباد في إسلامكم إيانا إلى أهل الكفر والإلحاد ونحن مؤمنون، ومهما تأخرتم عن نصرتنا فالله ولي الثأر منكم ورب الانتقام، ويغنينا الله عنكم وهو الغني الحميد".


هذه الرسالة – حسب ما علق عليها موقع (مفكرة الإسلام) - التي تقطر دماً وحزنًا وكمدًا على تخاذل المسلمين عن نصرة إخوانهم تقرر لنا عدة نقاط مهمة:

1 ـ أن أعداء الله عز وجل مهما عظمت قوتهم وطغى نفوذهم إنما هم فئة قليلة ولمة رذيلة إذا ما كان أمامهم جند الإسلام المخلصون.
2 ـ أن ترك نصرة المسلمين المستضعفين في شتى بقاع الأرض لا سبب وراءه سوى حب الدنيا وكراهية الموت وكراهية مفارقة اللذات والشهوات، حتى صار أعداء الإسلام أجرأ على الموت منا، وأين جند المسلمين الآن من مقولة خالد بن الوليد لرسول هرقل: "لقد جئتكم برجال يحرصون على الموت كما تحرصون أنتم على الحياة".
3 ـ أن المسلمين إذا تخاذلوا الآن عن نصرة إخوانهم وأسلموهم لعدوهم فإن الدور حتماً سيأتي عليهم، وسيأتي عليهم اليوم الذي تدور عليهم الدوائر ويقع فريسة للعدو.
فعقلية ابن نوح عليه السلام ما زالت تحكم المسلمين ويظنون أنهم بمنأى من الطوفان، وإذا انهدم السد وانثل الجدار فلا أرض تبقى ولا دار.
4 ـ أن المسؤولية أمام الله عز وجل جسيمة وهائلة فأين الاعتذار من هذا الخذلان وترك نصرة المسلمين، والسنة الماضية أن الله عز وجل ولي الثأر، وهو عزيز ذو انتقام.


المناصرون هم المنصورون
ثمة حقيقة لابد أن ندركها وهي أن المناصرة جزء من أسباب حصول النصر من الله؛ لأن الله تعالى ربط نصره لعباده بنصرهم له، ونصرهم لله يتم عبر الالتزام بشرعه، ونصرة الإسلام والمسلمين.
قال تعالى: "وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ" .
يقول العلامة الشنقيطي - في تفسيره -: بين الله جل وعلا في هذه الآية الكريمة أنه أقسم لينصرن من ينصره، ومعلوم أن نصر الله إنما هو باتباع ما شرعه بامتثال أوامره، واجتناب نواهيه ونصرة رسله وأتباعهم، ونصرة دينه وجهاد أعدائه وقهرهم حتى تكون كلمته جل وعلا هي العليا، وكلمة أعدائه هي السفلى. ثم إن الله جل وعلا بين صفات الذين وعدهم بنصره لتمييزهم عن غيرهم فقال مبيناً من أقسم أنه ينصره، لأنه ينصر الله جل وعلا: "الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ" . وما دلت عليه هذه الآية الكريمة: من أن من نصر الله نصره الله جاء موضحاً في غير هذا الموضع كقوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ" ، وقوله تعالى: "وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ" ، وقوله تعالى: "كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي" ، وقوله: "وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ" .
إلى غير ذلك من الآيات، وفي قوله تعالى: "الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ" دليل على أنه لا وعد من الله بالنصر إلا مع إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر. فالذين يمكن الله لهم في الأرض ويجعل الكلمة فيها والسلطان لهم، ومع ذلك لا يقيمون الصلاة ولا يؤتون الزكاة، ولا يأمرون بالمعروف، ولا ينهون عن المنكر فليس لهم وعد من الله بالنصر، لأنهم ليسوا من حزبه، ولا من أوليائه الذين وعدهم بالنصر، بل هم حزب الشيطان وأولياؤه".
ثم قال: "وهذه الآيات تدل على صحة خلافة الخلفاء الراشدين؛ لأن الله نصرهم على أعدائهم؛ لأنهم نصروه فأقاموا الصلاة، وآتوا الزكاة، وأمروا بالمعروف، ونهوا عن المنكر، وقد مكن لهم، واستخلفهم في الأرض كما قال: "وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ". والحق أن الآيات المذكورة تشمل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكل من قام بنصرة دين الله على الوجه الأكمل".
وفي موضع آخر يفسر معنى نصر المؤمنين لله بقوله: نصرهم لدينه ولكتابه، وسعيهم وجهادهم في أن تكون كلمته هي العليا، وأن تقام حدوده في أرضه، وتتمثل أوامره وتجتنب نواهيه، ويحكم في عباده بما أنزل على رسوله صلى الله عليه وسلم".
ويقول ابن تيمية: كل من عرف سير الناس وملوكهم رأى كل من كان أنصر لدين الإسلام وأعظم جهاداً لأعدائه وأقوم بطاعة الله ورسوله أعظم نصرة وطاعة وحرمة.
ولهذا يقول تعالى: "إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ" .
وجاء في تفسير (البحر المديد) للعلامة أحمد بن محمد الحسني الإدريسي:
"يقول الحق جلّ جلاله: "إِنَّا لَننصرُ رُسُلَنا والذين آمنوا في الحياة الدني" بالحجّة والظفر، والانتقام لهم من الكفرة، بالاستئصال، والقتل، والسبي، وغير ذلك من العقوبات. ولا يقدح في ذلك ما يتفق لهم من صورة الغلبة، امتحاناً؛ إذ الحكم للغالب، وهذا كقوله تعالى: "وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَ" ، وقوله: "كَتَبَ اللهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَاْ وَرُسُلِي" . والنصر في الدنيا إما بالسيف، في حق مَن أمر بالجهاد، أو بالحجة والإهلاك فيمن لم يؤثر به، وبذلك يندفع قول مَن زعم تخصيص الآية أو تعميمها، وإخراجَ زكريا ويحيى من الرسالة، وإنْ ثبت لهما النبوة لقتلهما، وأن الآية، إنما تضمنت نصر الرسل دون الأنبياء، فإنه خلافاً لما صرّح به الجمهور من ثبوت الرسالة ليحيى، ففي كلام ابن جزي هنا نظر".
ويذكر الإمام ابن القيم بأن النصر والتأييد الكامل إنما هو لأهل الإيمان الكامل، واستدل بهذه الآية: "إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد" وبقوله تعالى: "فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين".

أًسس المجتمع المتكاتف

تعتبر النصرة إحدى سمات التكاتف بين المسلمين، وثمرة من ثمار المجتمع المسلم المترابط برابطة الدين، وخير مثال على ذلك المجتمع الذي أنشأه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فهو القدوة الصالحة المتكاملة للأمة كلها حتى قيام الساعة.
فمنه نفهم كيف يتم تطبيق شرع الله في بناء مجتمع متماسك وأمة عظيمة مترابطة كالجسد الواحد.
وبذلك نستطيع معرفة أسباب الضعف في أمتنا وهوانها على نفسها، والتنافر بين أبنائها؛ حتى أصبح الظلم والبطش والاضطهاد سمة بارزة في حياة المسلمين،.
وحول صفات المجتمع النبوي - الذي قام على أسس الأخوة والتكاتف والنصرة - يقول تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (72) وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ (73) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (74) وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَئِكَ مِنْكُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (75)" .
يقول الدكتور علي محمد الصلابي: لقد كانت البيعة الأولى قائمة على الإيمان بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم، والبيعة الثانية على الهجرة والجهاد، وبهذه العناصر الثلاثة (الإيمان بالله، والهجرة، والجهاد)، يتحقق وجود الإسلام في واقع جماعي ممكن.
والهجرة لم تكن لتتم لولا وجود الفئة المستعدة للإيواء؛ ولهذا قال تعالى:"إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض".
ويقول سيد قطب: "عندئذ آخى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين أعضاء هذا التجمع الوليد.. أي أنه حول هؤلاء "الأفراد" الآتين من المجتمع الجاهلي أفراداً، إلى "مجتمع" متكافل، تقوم رابطة العقيدة فيه مقام رابطة الدم والنسب، ويقوم الولاء لقيادته الجديدة مقام الولاء للقيادة الجاهلية، ويقوم الولاء فيه للمجتمع الجديد مقام كل ولاء سابق.
ثم لما فتح الله للمسلمين دار الهجرة في المدينة، بعد أن وُجِد فيها مسلمون بايعوا القيادة الإسلامية على الولاء المطلق، والسمع والطاعة في المنشط والمكره، وحماية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مما يحمون منه أموالهم وأولادهم ونساءهم، وقامت الدولة المسلمة في المدينة بقيادة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عاد رسول الله فآخى بين المهاجرين والأنصار تلك المؤاخاة التي تقوم مقام رابطة الدم والنسب كذلك بكل مقتضياتها. بما في ذلك الإرث والديات والتعويضات التي تقوم بها رابطة الدم في الأسرة والعشيرة.. وكان حكم الله تعالى: "إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض".

أي أولياء في النصرة، وأولياء في الإرث، وأولياء في الديات والتعويضات، وسائر ما يترتب على رابطة الدم والنسب من التزامات وعلاقات".


وقال أيضاً: "ثم وجد أفراد آخرون دخلوا في هذا الدين عقيدة، ولكنهم لم يلتحقوا بالمجتمع المسلم فعلاً، فلم يهاجروا إلى دار الإسلام التي تحكمها شريعة الله وتدبر أمرها القيادة المسلمة، ولم ينضموا إلى المجتمع المسلم الذي أصبح يملك داراً يقيم فيها شريعة الله، ويحقق فيها وجوده الكامل - بعدما تحقق له وجوده في مكة نسبياً - بالولاء للقيادة الجديدة والتجمع في تجمع عضوي حركي، مستقل ومنفصل عن المجتمع الجاهلي ومواجه له بهذا الوجود المستقل المميز. وجد هؤلاء الأفراد سواء في مكة، أو في الأعراب حول المدينة، يعتنقون العقيدة، ولكنهم لا ينضمون للمجتمع الذي يقوم على هذه العقيدة، ولا يدينون فعلاً دينونة كاملة للقيادة القائمة عليه. وهؤلاء لم يعتبروا أعضاء في المجتمع المسلم؛ ولم يجعل الله لهم ولاية - بكل أنواع الولاية - مع هذا المجتمع؛ لأنهم بالفعل ليسوا من المجتمع الإسلامي. وفي هؤلاء نزل هذا الحكم: "والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر، إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق".
وهذا الحكم منطقي ومفهوم مع طبيعة هذا الدين، ومع منهجه الحركي الواقعي. فهؤلاء الأفراد ليسوا أعضاء في المجتمع المسلم؛ ومن ثم لا تكون بينهم وبينه ولاية.

ولكن هناك رابطة العقيدة، وهذه لا ترتب - وحدها - على المجتمع المسلم تبعات تجاه هؤلاء الأفراد، اللهم إلا أن يُعتدى عليهم في دينهم؛ فيفتنوا مثلاً عن عقيدتهم.

فإذا استنصروا المسلمين - في دار الإسلام - في مثل هذا، كان على المسلمين أن ينصروهم في هذه وحدها.
على شرط ألا يخل هذا بعهد من عهود المسلمين مع معسكر آخر، ولو كان هذا المعسكر هو المعتدي على أولئك الأفراد في دينهم وعقيدتهم.

وكما أن المجتمع المسلم مجتمع عضوي حركي متناسق متكافل متعاون يتجمع في ولاء واحد، كما يقول سيد قطب فكذلك المجتمع الجاهلي: "والذين كفروا بعضهم أولياء بعض".
إن الأمور بطبيعتها كذلك، إن المجتمع الجاهلي لا يتحرك كأفراد إنما يتحرك ككائن عضوي، تندفع أعضاؤه، بطبيعة وجوده وتكوينه، للدفاع الذاتي عن وجوده وكيانه.
فهم بعضهم أولياء بعض طبعاً وحكماً، ومن ثم لا يملك الإسلام أن يواجههم إلا في صورة مجتمع آخر له ذات الخصائص، ولكن بدرجة أعمق وأمتن وأقوى.

فأما إذا لم يواجههم بمجتمع ولاؤه بعضه لبعض، فستقع الفتنة لأفراده من المجتمع الجاهلي؛ لأنهم لا يملكون مواجهة المجتمع الجاهلي المتكافل أفراداً، وتقع الفتنة في الأرض عامة بغلبة الجاهلية على الإسلام بعد وجوده. ويقع الفساد في الأرض بطغيان الجاهلية على الإسلام؛ وطغيان ألوهية العباد على ألوهية الله؛ ووقوع الناس عبيداً للعباد مرة أخرى، وهو أفسد الفساد: "إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير".

ولا يكون بعد هذا النذير نذير، ولا بعد هذا التحذير تحذير، والمسلمون الذين لا يقيمون وجودهم على أساس التجمع العضوي الحركي ذي الولاء الواحد والقيادة الواحدة، يتحملون أمام الله - فوق ما يتحملون في حياتهم ذاتها - تبعة تلك الفتنة في الأرض، وتبعة هذا الفساد الكبير.


ويواصل سيد قطب حديثه قائلاً:
والإسلام - وهو يبني الأمة المسلمة على هذه القاعدة وفق هذا المنهج، ويقيم وجودها على أساس التجمع العضوي الحركي، ويجعل آصرة هذا التجمع هي العقيدة - إنما كان يستهدف إبراز إنسانية الإنسان وتقويتها وتمكينها، وإعلاءها على جميع الجوانب الأخرى في الكائن الإنساني. وكان يمضي في هذا على منهجه المطرد في كل قواعده وتعليماته وشرائعه وأحكامه.
وهو حين يجعل آصرة العقيدة هي قاعدة التجمع العضوي الحركي، التي يقيم على أساسها وجود الأمة المسلمة، إنما يمضي على خطته تلك، فالعقيدة تتعلق بأعلى ما في الإنسان من خصائص.


من سمات المجتمع المسلم الذي بناه رسول الله:

- أنه - في عمومه - مجتمع مسلم بكامل معنى الإسلام، عميق الإيمان بالله واليوم الآخر، مطبق لتعاليم الإسلام بجدية واضحة، والتزام ظاهر، وبأقل قدر من المعاصي وقع في أي مجتمع في التاريخ، فالدين بالنسبة له هو الحياة، وليس شيئاً هامشياً يفيء الناس إليه بين الحين والحين، إنما هو حياة الناس وروحهم، ليس فقط فيما يؤدونه من شعائر تعبدية يحرصون على أدائها على وجهها الصحيح، وإنما من أخلاقياتهم، وتصوراتهم واهتماماتهم، وقيمهم، وروابطهم الاجتماعية.
- أنه مجتمع متعبد، تلمس روح العبادة واضحة في تصرفاته ليس فقط في أداء الفرائض، والتطوع بالنوافل ابتغاء مرضاة الله، ولكن في أداء الأعمال جميعاً، فالعمل في حسه عبادة، يؤديه بروح العبادة.
- أنه المجتمع الذي تحقق فيه أعلى مستوى المعنى الحقيقي (للأمة)، فليست الأمة مجرد مجموعة من البشر جمعتهم وحدة اللغة ووحدة الأرض ووحدة المصالح، فتلك هي الروابط التي تربط البشر في الجاهلية، فإن تكونت منهم أمة فهي أمة جاهلية، أما الأمة بمعناها الرباني فهي الأمة التي تربط بينها رابطة العقيدة، بصرف النظر عن اللغة والجنس واللون، ومصالح الأرض القريبة، وهذه لم تتحقق في التاريخ وحده كما تحققت في الأمة الإسلامية، فالأمة الإسلامية هي التي حققت معنى الأمة أطول فترة من الزمن عرفتها الأرض.
- أنه مجتمع جاد، مشغول بمعالي الأمور لا بسفاسفها، وليس الجد بالضرورة عبوساً وصرامة ولكنه روح تبعث الهمة في الناس وتحث على النشاط والعمل والحركة، كما أن اهتمامات الناس هي اهتمامات أعلى وأبعد من واقع الحس القريب، وليست فيه سمات المجتمع الفارغة المترهلة، التي تتسكع في البيوت وفي الطرقات، تبحث عن وسيلة لقتل الوقت من شدة الفراغ.
- أنه مجتمع مجند للعمل، في كل اتجاه تلمس فيه روح الجندية واضحة لا في القتال في سبيل الله فحسب، وإن كان القتال في سبيل الله قد شغل حيزاً كبيراً من حياة هذا المجتمع، ولكن في جميع الاتجاهات، فالكل متأهب للعمل في اللحظة التي يطلب منه فيها العمل، ومن ثم لم يكن في حاجة إلى تعبئة عسكرية ولا مدنية، فهو معبأ من تلقاء نفسه بدافع العقيدة وبتأثير شحنتها الدافعة لبذل النشاط في كل اتجاه.
صفات هذا المجتمع العظيم تتجلى في صفات أفراده الذين نذروا حياتهم لدينهم وأمتهم، فأمثال هؤلاء تتحقق فيهم كل معاني النصرة، وأوضح مثال على ذلك حال الصحابي الجليل سعيد بن عامر.
فقد كان هذا الصحابي والياً للفاروق عمر بن الخطاب على حمص، فجاء أهل حمص إلى الخليفة، فسألهم عن أميرهم، فشكوا إليه أربع خصال، منها: أن سعيد بن عامر يغشى عليه كثيراً، ولا يكاد يفيق.
فسأل سعيد بن عامر ما شأنك؟، فقال: يا أمير المؤمنين كلما ذكرت أني في الجاهلية رأيت خبيب بن عدي يعذبه المشركون حتى قتلوه وهو ينشد:

وذلك في ذات الإله وإن يشأ يـبارك عــلى أشلاء شلوٍّ ممزع
ولست أبالي حين أقتل مسلماً على أي جنب كان في الله مصرعي
وذلك في ذات الإله وإن يشأ يـبارك عــلى أشلاء شلوٍّ ممزع


قوة الغيرة على الإسلام وعلى دماء المسلمين بلغت به مبلغاً جعلته ينهار كلما تذكر عدم إنقاذ مسلم مستضعف رغم أنه لم يكن مسلماً، وبالتالي ليس آثماً؛ لأن الإسلام يجب ما قبله.


المنهج النبوي في النصرة
جاءت السنة والسيرة النبويتين حافلتين بكل معاني الإسلام الداعية إلى نصرة وإغاثة المسلم في صد العدوان ومواجهة الأعداء الذين يريدون به وبدينه سوءاً.
ويشرح أبو الحارث الأنصاري "حرب النصرة" بأنها إعانة مسلم على عدو له ظاهره بالحرب، سواء أقصد دينه أو ماله أو عرضه أو نسله.
و"حرب النصرة " واجبة على المسلمين لإخوانهم المسلمين، فبها ترد المظالم ويصد العدوان.


وهذه صور من منهج رسول الله في النصرة:

طلب رسول الله للنصرة:

نقل ابن القيم عن الواقدي: أقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمكة ثلاث سنين من أول نبوته مستخفياً، ثم أعلن في الرابعة، فدعا الناس إلى الإسلام عشر سنين، يوافي الموسم كل عام، يتبع الحاج في منازلهم، وفى المواسم بعكاظ، ومجنة، وذى المجاز، يدعوهم إلى أن يمنعوه حتى يبلغ رسالات ربه ولهم الجنة، فلا يجد أحداً ينصره ولا يجيبه.
وعند الإمام أحمد بسند حسنه الحافظ ابن حجر عن جابر - رضي الله عنه - قال: مكث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمكة عشر سنين يتبع الناس في منازلهم، عكاظ ومجنة، وفي المواسم يقول: ، فلا يجد أحداً يؤويه ولا ينصره.
وكان من أمره - صلى الله عليه وسلم - خروجه إلى الناس والقبائل يدعوهم للإسلام، ويعرض عليهم نفسه ليؤوه وينصروه، ومنه خروجه إلى الطائف،
وحين خذله أهل الطائف نصره الله عز وجل.

كانت النصرة التي طلبها النبي - صلى الله عليه وسلم - ذات صفة مخصوصة، وذلك على النحو التالي:

- كان طلب الرسول صلى الله عليه وسلم للنصرة من خارج مكة إنما بدأ ينشط بشكل ملحوظ بعد أن اشتد الأذى عليه، عقب وفاة عمه أبي طالب، الذي كان يحميه من قريش؛ وذلك لأن من يحمل الدعوة لن يستطيع أن يتحرك التحرك الفعال والنشاط في حمل الدعوة، وتوفير الاستجابة لها، في جو من العنف، والضعف والإرهاب.
- كان عرض الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه على القبائل يطلب منهم النصرة، إنما هو بأمر من الله عز وجل له في ذلك، وليس مجرد اجتهاد من قبل نفسه، اقتضته الظروف التي وصلت إليها الدعوة.
- حصر رسول الله صلى الله عليه وسلم طلب النصرة بزعماء القبائل، وذوي الشرف والمكانة ممن لهم أتباع يسمعون لهم، ويطيعون؛ لأن هؤلاء هم القادرون على توفير الحماية للدعوة وصاحبها.
- رفض النبي صلى الله عليه وسلم أن يعطي القوى المستعدة لتقديم نصرتها أي ضمانات بأن يكون لأشخاصهم شيء من الحكم والسلطان، على سبيل الثمن، أو المكافأة لما يقدمون من نصرة، وتأييد للدعوة الإسلامية؛ وذلك لأن الدعوة الإسلامية إنما هي دعوة إلى الله، فالشرط الأساسي فيمن يؤمن بها، ويستعد لنصرتها أن يكون الإخلاص لله، ونشدان رضاه هما الغاية التي يسعى إليها من النصرة والتضحية، وليس طمعاً في نفوذ أو رغبة في سلطان؛ وذلك لأن الغاية التي يضعها الإنسان للشيء، هي التي تكيف نشاط الإنسان في السعي إليه، فلا بد إذن من أن تتجرد الغاية المستهدفة من وراء نصرة الدعوة، عن أي مصلحة مادية لضمان دوام التأييد لها، وضمان المحافظة عليها من أي انحراف، وضمان أقصى ما يمكن من بذل الدعم لها، وتقديم التضحيات في سبيلها.
فيجب على كل من يريد أن يلتزم بالجماعة التي تدعو إلى الله، ألا يشترط عليها منصباً أو عرضاً من أعراض الدنيا؛ لأن هذه الدعوة لله، والأمر لله يضعه حيث يشاء، والداخل في أمر الدعوة إنما يريد ابتداء وجه الله، والعمل من أجل رفع رايته، أما إذا كان المنصب هو همه الشاغل، فهذه علامة خطيرة تنبئ عن دخن في نية صاحبه.
- ومن صفة النصرة التي كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يطلبها لدعوته من زعماء القبائل، أن يكون أهل النصرة غير مرتبطين بمعاهدات دولية، تتناقض مع الدعوة، ولا يستطيعون التحرر منها؛ وذلك لأن احتضانهم للدعوة والحالة هذه، يعرضها لخطر القضاء عليها من قبل الدول التي بينهم وبينها تلك المعاهدات، والتي تجد في الدعوة الإسلامية خطراً عليها وتهديداً لمصالحها.

إن الحماية المشروطة أو الجزئية لا تحقق الهدف المقصود، فلن يخوض بنو شيبان حرباً ضد كسرى لو أراد القبض على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتسليمه، ولن يخوضوا حرباً ضد كسرى، لو أراد مهاجمة محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأتباعه، وبذلك فشلت المباحثات.
- كان هذا الرد من النبي - صلى الله عليه وسلم - على المثنى بن حارثة حين عرض على النبي - صلى الله عليه وسلم - حمايته على مياه العرب دون مياه الفرس، فمن يسبر أغوار السياسة البعيدة، ير بعد النظر الإسلامي النبوي الذي لا يسامي.
- كان موقف بني شيبان يتسم بالأريحية والخلق والرجولة، وينم عن تعظيم هذا النبي، وعن وضوح في العرض، وتحديد مدى قدرة الحماية التي يملكونها، وقد بينوا أن أمر الدعوة مما تكرهه الملوك، وقدر الله لشيبان بعد عشر سنين أو يزيد، أن تحمل هي ابتداء عبء مواجهة الملوك بعد أن أشرق قلبها بنور الإسلام، وكان المثنى بن حارثة الشيباني صاحب حربهم وبطلهم المغوار، الذي قاد الفتوح في أرض العراق، في خلافة الصديق - رضي الله عنه - فكان وقومه من أجرأ المسلمين بعد إسلامهم على قتال الفرس، بينما كانوا في جاهليتهم يرهبون الفرس ولا يفكرون في قتالهم، بل إنهم ردوا دعوة النبي صلى الله عليه وسلم بعد قناعتهم بها لاحتمال أن تلجئهم إلى قتال الفرس، الأمر الذي لم يكونوا يفكرون به أبداً، وبهذا نعلم عظمة هذا الدين الذي رفع الله به المسلمين في الدنيا، حيث جعلهم سادة الأرض مع ما ينتظرون في أخراهم من النعيم الدائم في جنات النعيم.

النصرة في بيعة العقبة الثانية:

كان من ضمن الذين عرض عليهم - صلى الله عليه وسلم - الإسلام ستة نفر من الخزرج، وقدر الله بلسان اليهود أن يسمعوا منهم أن زمن النبوة قد هل، فسمعوا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأجابوه لما دعاهم، وخرج معهم من يعلمهم دين الله ليأتوا بسادة المدينة ليبايعوا على الإسلام.
واجتمع الرجال - أوسهم وخزرجهم - ليسمعوا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليتكلم العباس موضحاً لقدر الموقف ومعظماً لخطر الأمر، فقال: يا معشر الخزرج (وكان العرب يسمون الأنصار خزرجاً، خزرجها وأوسها كليهما) إن محمداً منا حيث قد علمتم، وقد منعناه من قومنا ممن هو على مثل رأينا فيه، فهو في عز من قومه ومنعة في بلده. وإنه قد أبى إلا الانحياز إليكم واللحوق بكم، فإن كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه إليه، ومانعوه ممن خالفه، فأنتم وما تحملتم من ذلك، وإن كنتم ترون أنكم مسلموه وخاذلوه بعد الخروج به إليكم فمن الآن فدعوه، فإنه في عز ومنعة من قومه وبلده.
قال كعب: فقلنا له: قد سمعنا ما قلت، فتكلم يا رسول الله، فخذ لنفسك ولربك ما أحببت.
وهذه قناعة ذاتية انطلقت من إيمان صادق بعزم أكيد، لتحمل أمانة دين الله في الأرض وحماية رسوله - صلى الله عليه وسلم - من كل قوى الشر التي تستهدف دعوته، بل وتحميه.
وروى الإمام أحمد عن جابر: قلنا: يا رسول الله، علام نبايعك؟، قال: على السمع والطاعة في النشاط والكسل، وعلى النفقة في العسر واليسر، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعلى أن تقوموا في الله، لا تأخذكم في الله لومة لائم، وعلى أن تنصروني إذا قدمت إليكم، وتمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم، ولكم الجنة.
فأخذ البراء بن معرور بيده، ثم قال: نعم، والذي بعثك بالحق نبياً، لنمنعنك مما نمنع أزرنا منه. فبايعنا يا رسول الله، فنحن والله أبناء الحرب وأهل الحلقة، ورثناها كابراً عن كابر.
فاعترض القولَ أبو الهيثم بن التيهان، فقال: يا رسول الله، إن بيننا وبين الرجال حبالاً، وإنا قاطعوها - يقصد اليهود في المدينة - فهل عسيت إن نحن فعلنا ذلك، ثم أظهرك الله أن ترجع إلى قومك وتدعنا؟.
فتبسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم قال: "بل الدم الدم، والهدم الهدم، أنا منكم وأنتم مني، أحارب من حاربتم، وأسالم من سالمتم".
ولم تكن هذه البيعة حمية شباب أو وليدة حماسة مؤقتة بل تعدتها قناعة لا تزول بزوال الجبال، قال ابن إسحاق: لما اجتمعوا للبيعة قال العباس بن عبادة بن نضلة: هل تدورن علام تبايعون هذا الرجل؟، قالوا: نعم، قال: إنكم تبايعونه على حرب الأحمر والأسود من الناس، فإن كنتم ترون أنكم إذا نهكت أموالكم مصيبة، وأشرافكم قتلاً أسلمتموه، فمن الآن، فهو والله إن فعلتم خزي الدنيا والآخرة، وإن كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه إليه على نهكة الأموال وقتل الأشراف فخذوه، فهو والله خير الدنيا والآخرة.
قالوا: فإنا نأخذه على مصيبة الأموال وقتل الأشراف، فما لنا بذلك يا رسول الله إن نحن وفينا بذلك؟، قال: "الجنة". قالوا: ابسط يدك. فبسط يده فبايعوه.

النصرة ضد من يؤذي رسول الله:

أخرج الإمام مسلم في الصحيح عن سلمة بن الأكوع - رضي الله عنه -: لما اصطلحنا نحن وأهل مكة، واختلط بعضنا ببعض، أتيت شجرة فكسحت شوكها، واضطجعت في أصلها، فأتاني أربعة من المشركين، فجعلوا يقعون في رسول الله - صلى الله عليه وسلم (أي يذمونه)، فأبغضتهم، فتحولت إلى شجرة أخرى، وعلقوا سلاحهم واضطجعوا، فبينما هم كذلك إذ نادى مناد من أسفل الوادي: يا للمهاجرين، قتل ابن زينم. فاخترطت سيفي، ثم شددت على هؤلاء الأربعة وهم رقود، فأخذت سلاحهم، وجعلته ضغثاً في يدي، ثم قلت: لا يرفع أحدكم رأسه إلا ضربت الذي فيه عيناه، ثم جئت بهم أسوقهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وجاء عمَّي عامر برجل من العبلات، يقال له مكرز، يقوده إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على فرس مجفف في سبعين من المشركين، فنظر إليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "دعوهم، يكن لهم بدء الفجور وثناه".


النصرة لاستنقاذ المسلوب:

أغار عيينة بن حصن الفزارى في بني عبد الله بن غطفان على لقاح النبي - صلى الله عليه وسلم - التي بالغابة، فاستاقها، وقتل راعيها وهو رجل من عسفان، واحتملوا امرأته.. ونودي: يا خيل الله اركبي، وكان أول ما نودي بها وركب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مقنعاً في الحديد، فكان أول من قدم إليه المقداد بن عمرو في الدرع والمغفر، فعقد له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اللواء في رمحه، وقال: "امض حتى تلحقك الخيول، إنا على أثرك".. وأدرك سلمة بن الأكوع القوم، وهو على رجليه، فجعل يرميهم بالنبل ويقول:

خذها وأنا ابن الأكوع واليوم يوم الرضع

حتى انتهى إلى ذي قرد وقد استنقذ منهم جميع اللقاح وثلاثين بردة، قال سلمة: فلحقنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والخيل عشاء، فقلت: يا رسول الله، إن القوم عطاش، فلو بعثتني في مائة رجل استنقذت ما في أيديهم من السرح، وأخذت بأعناق القوم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: "ملكت فأسجح" (أي أرفق أو أحسن العفو)، ثم قال: "إنهم الآن ليقرون في غطفان".
وذهب الصريخ بالمدينة إلى بني عمرو بن عوف، فجاءت الأمداد ولم تزل الخيل تأتي، والرجال على أقدامهم وعلى الإبل، حتى انتهوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بذي قرد.
قال عبد المؤمن بن خلف: فاستنقذوا عشر لقاح، وأفلت القوم بما بقي، وهو عشر، قلت(القائل ابن القيم): وهذا غلط بين، والذي في الصحيحين: أنهم استنقذوا اللقاح كلها، ولفظ مسلم في صحيحه عن سلمة: حتى ما خلق الله من شيء من لقاح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا خلفته وراء ظهري، واستلبت منهم ثلاثين بردة.

النصرة وفتح مكة:

حين صالحَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالنيابة عن المسلمين سهيلاً بن عمرو بالنيابة عن قريش كان من بنود الصلح: من أحب من العرب أن يدخل في عقد محمد - صلى الله عليه وسلم - وعهده فعل، ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدها فعل، فدخلت بنو بكر في حلف قريش، ودخلت خزاعة في حلف محمد - صلى الله عليه وسلم - ومن المعهود والمألوف عند العرب وغيرهم أن أي عدوان علي الحليف يعني عدوان على حليفه.
كانت بين بني بكر وخزاعة ثارات جاهلية خلفتها الحروب الدائمة بين قبائل العرب، وأمن كل طرف الآخر بالصلح الموقع بين الحليفين.
قال ابن القيم: فلما استمرت الهدنة، اغتنمها بنو بكر من خزاعة، وأرادوا أن يصيبوا منهم الثأر القديم، فخرج نوفل بن معاوية الديلي في جماعة من بني بكر، فبيت خزاعة وهم على الوتير، فأصابوا منهم رجالاً، وتناوشوا واقتتلوا، وأعانت قريش بني بكر بالسلاح، وقاتل معهم من قريش من قاتل مستخفياً ليلاً.. حتى حازوا خزاعة إلى الحرم، فلما انتهوا إليه، قالت بنو بكر: يا نوفل إنا قد دخلنا الحرم، إلهك إلهك. فقال: لا إله له اليوم، يا بني بكر أصيبوا ثأركم، فلعمري إنكم لتسرقون في الحرم أفلا تصيبون ثأركم فيه؟.
فلما دخلت خزاعة مكة لجؤوا إلى دار بديل بن ورقاء الخزاعى ودار مولى لهم يقال له: رافع، ويخرج عمرو بن سالم الخزاعى حتى قدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة، فوقف عليه، وهو جالس في المسجد بين ظهراني أصحابه فقال:

يا رب إنـي ناشـد محمـداً حلف أبينـا وأبيـه الأتلـدا
قد كنتم ولـداً وكنـا والـدا ثمت أسلمنا ولم ننزع يـدا
فانصر هداك الله نصراً أبدا وادع عباد الله يأتوا مـددا
فيهم رسول الله قد تجـردا إن سيم خسفاً وجهه تربـدا
في فيلق كالبحر يجرى مزبدا إن قريشاً أخلفوك الموعـدا
ونقضوا ميثاقـك المؤكـدا وجعلوا لي في كداء رصـدا
وزعموا أن لست تدعو أحدا وهـم أذل وأقــل عــددا
هم بيتونـا بالوتيـر هجـدا وقتلونـا ركعـاً وسـجـدا


فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "نصرت يا عمرو بن سالم"، ثم عرضت سحابة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "إن هذه السحابة لتستهل بنصر بن كعب"، ثم خرج بديل بن ورقاء في نفر من خزاعة، حتى قدموا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأخبروه بما أصيب منهم، وبمظاهرة قريش بني بكر عليهم، ثم رجعوا إلى مكة.
وحاولت قريش تجديد الصلح فأرسلت أبا سفيان، لكن رسول الله لم يرد عليه شيئاً، فلجأ أبو سفيان إلى بعض كبار الصحابة يستشفع بهم عند رسول الله، لكن فشل في مسعاه بعد أن التزم صحابة رسول الله بموقف نبيهم الحازم.
وأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الناس بالجهاز، وأمر أهله أن يجهزوه، فدخل أبو بكر على ابنته عائشة رضي الله عنها، وهى تحرك بعض جهاز رسول الله، فقال: أي بنية، أمركن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بتجهيزه؟، قالت: نعم، فتجهز. قال: فأين ترينه يريد؟، قالت: لا والله ما أدري.
ثم إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعلم الناس أنه سائر إلى مكة، فأمرهم بالجد والتجهيز، وقال: "اللهم خذ العيون والأخبار عن قريش حتى نبغتها في بلادها"، فتجهز الناس.
وكان فتح مكة ونصرة المستضعفين في مكة وما حواليها؛ ليتسبب غدر قريش بالفتح لكل المستضعفين في مكة، والذين منعهم المشركون من الهجرة بظلمها وبالقيد الذي كان في الحديبية، ولكن بالفتح أمن المسلمون في بيوتهم، وطافوا ببيت الله لا يخشون إلا الله.


النصرة للمرأة المسلمة:
روى ابن هشام عن أبي عون: أن امرأة من العرب قدمت بجلب لها، فباعته في سوق بني قينقاع، وجلست إلى صائغ، فجعلوا يريدونها على كشف وجهها، فأبت، فعمد الصائغ إلى طرف ثوبها فعقده إلى ظهرها - وهي غافلة - فلما قامت انكشفت سوأتها فضحكوا بها فصاحت، فوثب رجل من المسلمين على الصائغ فقتله - وكان يهوديا - فشدت اليهود على المسلم فقتلوه، فاستصرخ أهل المسلم المسلمين على اليهود، فوقع الشر بينهم وبين بني قينقاع.


النصرة للرجل المسلم:

قال ابن إسحاق: وبعث فروة بن عمرو النافرة الجذامي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رسولاً بإسلامه، وأهدى له بغلة بيضاء، وكان فروة عاملاً للروم على من يليهم من العرب، وكان منزله معان وما حولها من أرض الشام، فلما بلغ الروم ذلك من إسلامه، طلبوه حتى أخذوه، فحبسوه عندهم، فقال في محبسه ذلك:

طرقت سليمى موهناً أصحابي والروم بين الباب والقـروان
صد الخيال وساءه ما قد رأى وهممت أن أغفى وقد أبكاني
لا تكحلن العين بعـدي إثمـدا سلمـى ولا تديـن للإتيـان
ولقد علمت أبا كبيشة أننـي وسط الأعزة لا يحص لساني
فلئن هلكـت لتفقـدن أخاكـم ولئن بقيت لتعرفـن مكانـي
ولقد جمعت أجل ما جمع الفتى من جودة وشجاعـة وبيـان

وقال الزهري بن شهاب إنهم لما قدموه ليقتلوه، قال:
بلغ سراة المسلمين بأنني سلم لربي أعظمي ومقامي


ثم ضربوا عنقه، وصلبوه، على ذلك الماء؛ وقد كان هذا الحدث سبباً لإنفاذ جيش أسامة.
قال المباركفوري: ونظراً إلى هذه الجرأة والغطرسة أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجهز جيشا ًكبيراً، وأمر عليه أسامة بن زيد بن حارثة، وأمره أن يوطئ الخيل تخوم البلقاء والداروم من أرض فلسطين، يبغي بذلك إرهاب الروم وإعادة الثقة إلى قلوب العرب الضاربين على الحدود، حتى لا يحسبن أحد أن بطش الكنيسة لا معقب له، وأن الدخول في الإسلام يجر على أصحابه الحتوف فحسب.


الاهتمام بحال المسلمين ومواساتهم:

كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحزن إذا رأى بلاء ونكبة على مسلم، ويدعو الناس للإنفاق في سبيل الله؛ حتى يذهب الله ما بهم من حاجة وبلاء ومحنة، لقد علمنا نبينا صلى الله عليه وسلم كيف نتعامل مع المنكوبين.

ففي صحيح مسلم عن المنذر بن جرير عن أبيه قال: كنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في صدر النهار، قال: فجاءه قوم حفاة عراة مجتابي النمار أو العباء، متقلدي السيوف، عامتهم من مضر، بل كلهم من مضر، فتمعر وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما رأى بهم من الفاقة، فدخل ثم خرج فأمر بلالاً فأذن، وأقام فصلى، ثم خطب فقال: "يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة" إلى آخر الآية "إن الله كان عليكم رقيب"، والآية التي في الحشر: "اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله"، تصدق رجل من ديناره من درهمه من ثوبه من صاع بره من صاع تمره - حتى قال - ولو بشق تمرة ".
قال: فجاء رجل من الأنصار بصرة كادت كفه تعجز عنها، بل قد عجزت، قال: ثم تتابع الناس حتى رأيت كومين من طعام وثياب، حتى رأيت وجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم - يتهلل كأنه مذهبة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: .




صور وثمار النصرة في الدين

النصرة في الدين من الإيمان بالله العظيم، قال الله تعالى: "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ" ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: . وأخوة الدين يشترك فيها الصغير والكبير، والذكر والأنثى، والعربي والأعجمي، إنهم إخوة في الإسلام.
وقوله: (أخو المسلم)، فسره بـ(لا يسلمه)، يعني: في مصيبة نزلت به، ولا يتركه، ولا يتخلى عنه، ولا يتركه لمن يؤذيه، بل يحول بينه وبين ذلك، وقال عليه الصلاة والسلام: .
وكما يقول د. مهران ماهر عثمان فإن نصرة المؤمنين أمارة دالة على صدق الإيمان، قال الله تعالى: "وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ" .
وعن النعمان بن بشير - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: .
وفي الصحيحين قال صلى الله عليه وسلم: .
وعن عمرو بن شعيب عن أَبِيه عن جده قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: .
وقوله: "وهم يد"، هم: ضمير منفصل يدل على الجمع، ويد: لفظ مفرد، فهذه جملة تدل على التماسك العظيم الذي ينبغي أن يكون عليه المسلمون.

ويقول ابن تيمية: وقد جعل الله المؤمنين إخوة بنص القرآن، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ، فمن كان قائماً بواجب الإيمان كان أخاً لكل مؤمن، ووجب على كل مؤمن أن يقوم بحقوقه، وإن لم يجر بينهما عقد خاص، فإن الله ورسوله قد عقدا الأخوة بينهما بقوله: "إنما المؤمنون إخوة"، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: . ومن لم يكن خارجاً عن حقوق الإيمان وجب أن يعامل بموجب ذلك، فيحمد على حسناته، ويوالى عليها، وينهى عن سيئاته، ويجانب عليها بحسب الإمكان، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:


نصرة المسلمين سبب لتفريج الكربات:
جاء في الصحيح قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: .
فمن ينفس الكربة ينفس الله عنه الكربة، ومن ييسر على المعسر ييسر الله عنه، وهكذا كربات القيامة شديدة، ويتمنى الإنسان فيها التنفيس، فإن كان صاحب إحسان وسعياً في قضاء حوائج المسلمين جاءه التنفيس من الله، من كان في حاجة أخيه في علم فيعطيه، أو رأي فيسديه إليه، أو مال فيقرضه، أو يهبه، أو يتصدق عليه، أو معاونة فيقوم معه فيها، أو نصيحة، ومشاورة فينصح، ويخلص في النصيحة، أو ستر فيستر عليه، كان ابن سحنون رحمه الله من أطوع الناس في الناس، سمحاً، كريماً، نفاعاً للآخرين من المسلمين، كان جواداً بماله وجاهه، يصل من قصده بعشرات من الدنانير من الذهب، ويكتب لهم التوصيات، وكذلك كان نهاضاً بالأثقال، جيد النظر في الملمات.


وللجاه زكاة، قال الشافعي:

وأد زكاة الجـاه واعلـم بأنهـا كمثل زكاة المـال تـم نصابهـا
وأحسن إلى الأحرار تملك رقابهم فخير تجارات الكـرام اكتسابهـا


وقال تعالى: "مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَ" .

فالشفاعة الحسنة: أن توصل الخير إلى الغير، وأن تسعى في قضاء حوائجهم دون أن يأخذوا ما ليس بحقهم، أو أن يعتدوا على حق الغير، وكثير من الناس يقولون: ما هو الفرق بين الواسطة الحسنة، والواسطة السيئة؟ الواسطة السيئة: أن تسعى في أن يأخذ ما ليس بحقه، أو أن يعتدي على حق غيره.


النصرة سبب لمعونة الله تعالى:

قال صلى الله عليه وسلم: ، وعند الطبراني:.

إنّ السعي لقضاء حوائج المسلمين والوقوف معهم أفضل من الاعتكاف في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، قال صلى الله عليه وسلم: .
وهذه الحاجة قد تقضى وقد لا تقضى، ومع ذلك فالسعي معه فيها أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من اعتكاف في مسجده لشهرٍ كامل. وأما من كان معه إلى قضاء أمره وتحقيق مقصوده فهذا ثبت الله قدميه يوم تزل الأقدام.
وقد جاء عثمان رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم بألف دينار فطرحها في حجره، وحفر للمؤمنين بئر رومة، ولذلك

قال النبي صلى الله عليه وسلم: ، فحفرها عثمان رضي الله عنه، وجهز جيش العسرة.
ولما رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً ليس له راحلة، وهو ينظر يميناً وشمالاً، قال عليه الصلاة والسلام: .
وهكذا ذكر من أصناف المال حتى ظن الصحابة أنه لا حق لأحد منهم في زيادة عنده، والفضل هو الزيادة.
وهكذا حثهم عليه الصلاة والسلام على المواساة، وعلى إعطاء ما زاد عن الحاجة، وهو الفضل، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن كان في عون أخيه كان الله في عونه، يعني ساعياً في قضاء حاجات المسلمين، بجلب النفع لهم، ودفع الضر عنهم، والله سبحانه وتعالى بعنايته الإلهية، سيكون معه.


النصرة مجلبة لرحمة الله ومحبته:

قال صلى الله عليه وسلم: ، وقال: ، والجزاء من جنس العمل.
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن رجلاً جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، أي الناس أحب إلى الله؟، فقال: .


الترهيب من خذلان المسلم

وكما جاء الترغيب في الوقوف مع المؤمن، جاء النهي والترهيب من خِذلانه، والتنصل عن نصرته وموالاته.
فلقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك بقوله: .

الخذلان سبب للفتنة والفساد الكبير:

قال الله تعالى: "وَالَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ" ،
قال الطبري: "إلا تَناصروا أيها المؤمنون في الدين، تكن فتنة في الأرض وفساد كبير".
وقال ابن كثير: "أي: إن لم تجانبوا المشركين وتوالوا المؤمنين، وإلا وقعت الفتنة في الناس، وهو التباس الأمر، واختلاط المؤمن بالكافر، فيقع بين الناس فساد منتشر طويل عريض".
وقال السعدي: "لما عقد الولاية بين المؤمنين، أخبر أن الكفار حيث جمعهم الكفر فبعضهم أولياء لبعض، فلا يواليهم إلا كافر مثلهم.
وقوله: "إلا تفعلوه" أي: موالاة المؤمنين ومعاداة الكافرين، بأن واليتموهم كلهم أو عاديتموهم كلهم، أو واليتم الكافرين وعاديتم المؤمنين.
"تكن فتنة في الأرض وفساد كبير" فإنه يحصل بذلك من الشر ما لا ينحصر من اختلاط الحق بالباطل، والمؤمن بالكافر، وعدم كثير من العبادات الكبار، كالجهاد والهجرة، وغير ذلك من مقاصد الشرع والدين التي تفوت إذا لم يتخذ المؤمنون وحدهم أولياء بعضهم لبعض".

الخذلان سبب لخذلان الله للعبد:

قال رسول الله – صلى الله عليه وسل-: .

الخذلان سبب لعذاب القبر:

عند ابن حبان بإسناد صحيحٍ قال صلى الله عليه وسلم: .

من وسائل النصرة

من النصرة ما يكون بالدعاء، والدعاء من المسلم للمسلم هو من الموالاة، والله سبحانه وتعالى أخبر أن المؤمنين والمؤمنات بعضهم أولياء بعض، والنبي عليه الصلاة والسلام لما هاجر إلى المدينة وسلم من قريش لم يترك إخوانه من الدعاء من المستضعفين بمكة.
وكان يدعو لهم واحداً واحداً، كان يدعو لهم بأسمائهم، وكان إذا رفع رأسه من الركعة الأخيرة يقول: .
وهكذا، والنبي عليه الصلاة والسلام قد علمنا أن الضعفاء من خير من يستنصر بدعائهم، .

هذا الضعيف الذي لا يملك جاهاً ولا مالاً ينفع إخوانه بأي شيء، بدعائه، وليحسن الظن برب العالمين، فالله يستجيب سبحانه وتعالى.

وكذلك فإن من سعيك في حاجات إخوانك إذا علمت ظالماً لأخيك المسلم أن تندب إليه، وتنصحه، والله تعالى قال لموسى أن يذكر قومه بأيام الله، ومعنى "وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللّهِ" ، أي: بما قدر الله تعالى، وأوقع من الوقائع السابقة التي فيها إهلاك الظلمة، "وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللّهِ" بنعم الله العظيمة عليهم، ذكرهم بأيام الله، بقصص الظالمين، ونهايتهم، حتى يتعظ الظالم.
ومن النصرة أن لا تكون عوناً لظالم على أخيك المسلم، والله قال: "وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ" ، وبعض السلف لما سمعها بكى، وقال: إذا قال ربنا: "وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ"، فكيف بالظالم نفسه، كيف يكون الظالم نفسه في هذه الحالة.

أما النصرة بالنفس؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم قام إلى بني قينقاع اليهود مع أصحابه فقاتلهم؛ لأنهم آذوا مسلمة، ومشهور في السيرة أنهم عقدوا طرف ثوبها إلى ظهرها، فلما قامت انكشفت سوأتها فضحكوا، فقام المسلمون.
وهكذا لما قامت امرأة من المسلمين تستغيث بعد أن آذاها النصارى، قالت: "وامعتصماه"، فرد النصراني قائلاً: دعي المعتصم يأتي على فرس أبلق لينصرك.

فقام الخليفة لما سمع بذلك مستنصراً وآمراً عساكر المسلمين ألا يخرجوا إلا على أفراس بلق، وذهب في أربعين ألفاً يفتح البلدان إلى عمورية فحاصرها، وضربها بالمنجنيق، واستمر الحصار خمسة وخمسين يوماً حتى استسلموا وسلموا المدينة للمسلمين، فطلب الخليفة إحضار المرأة فأحضرت في قيودها، فلما وقعت عينه عليها قام وقال: لبيكِ قد أجبت دعوتك في أربعين ألف أبلق، "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ" .
ومن النصرة التضرع إلى الله، "وَلَقَدْ أَرْسَلنَآ إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ" ، فإذا أحسسنا أن مصيبتهم مصيبتنا، وأن حزنهم حزننا، وأن شدتهم شدة علينا، فإننا سنقوم على الأقل بالدعاء لله سبحانه وتعالى.
وكذلك فإن النصرة بذكر قضاياهم، والدفاع عنهم، وإشهار حقوقهم، وتبيين المظالم التي وقعت عليهم، وتأييدهم في ساحات الإعلام المختلفة، إنه أمر عظيم، ومسؤولية كبيرة تقع علينا جميعاً، "وَكَذَلِكَ نفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ" ، والنبي صلى الله عليه وسلم، ما كان يترك أحداً من أصحابه قريباً، أو بعيداً إلا ونصره، وكذلك فإن المواساة والتصبير مما يقوم به المسلم لأخيه المسلم، وأن يحثه على الصبر، وأن يبين له الأجر، وهكذا.

ومن الوسائل المهمة بل والأساسية لنصرة إخواننا المستضعفين تحقيق الصلاح والإصلاح في داخل النفس أولاً وفي مجتمعات الأمة ثانياً، وذلك يكون بالعودة الصادقة إلى الله تعالى، والدعوة إليه، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
فبذلك نُقرب عودة العز والنصر والتمكين لأمتنا، ويعطينا الدافع الحقيقي للاستشعار بالنصرة والقيام بها؛ مما يجعلنا في وضع قوة نستطيع بها إيقاف اعتداء المجرمين، سواء أكان الاعتداء من داخل الأمة أو خارجه.
وفي هذا رادع بوجوده لن يتجرأ أحد على الأمة كما هو حاصل الآن.
ومن ينظر في تاريخ الأمة الإسلامية سيجد أن مراحل القوة فيها كانت تتميز بأمرين أساسيين:
وجود التزام واضح وحقيقي بالشريعة الإسلامية لدى الحكام والمحكومين.

هذا الأمر أدى إلى أمر آخر وهو وجود التكاتف والتضامن بين المسلمين والحرص على نشر الدين والدفاع عنه وعن أتباعه.
أما في مراحل الضعف والذل والترهل فكانت الأمور خلاف ذلك؛ حيث أدى ضعف الالتزام بالدين في أوساط المجتمعات المسلمة إلى ضعف في الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي والفكري.

إضافة إلى التفكك الداخلي النفسي والاجتماعي؛ مما نتج عنه تصادم وتنافر وتناحر واستعانة بالأعداء.
وبالتالي فإن النصرة في واقعها إن وجدت تصبح أقرب إلى العمل الفردي، حيث تصبح مبعثرة لا تؤتي أكلها على الوجه الأكمل الذي ترجوه وتنتظره الأمة. بخلاف لو كان المجتمع صالحاً مصلحاً متماسكاً موحِّداً موحَّداً.





الخلاصة

يقول بعض الحكماء: "أكثـر الناس حقارة هـو ذلك الذي يعطيك ظهـره وأنـت في أمـسّ الحاجة إلى قبضة يده".
وهذا هو واقعنا اليوم، فكم من ظهور تدار أمام المضطهدين من إخواننا المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.
والخذلان الجاثم على الأمة الإسلامية اليوم نابع من الذل والرضا بالهوان نتيجة الخواء الروحي والبعد عن دين الله.
فمن كان بعيداً عن دينه فمن باب أولى أن يكون بعيداً عن نصرة إخوانه المضطهدين.
وكما يقول موقع مفكرة الإسلام فإنه لن يرحمنا التاريخ الذي سوف يسطر هذا التخاذل وترك نصرة المسلمين المستضعفين، ولن يكون هناك مجد ولا فخر بأي عمل كائنًا ما كان طالما أن صفحات التاريخ ستسطر الخزي والعار الذي ستجلل به كل الأمم، والعجيب أن هذا الأمر ما زال يتكرر في كل عصر وزمان كأن المسلمين ما وعوا درسًا ولا قرؤوا تاريخاً.
وما لم تكن هناك عودة تصحيحية داخل نفوسنا وفي واقعنا بما يرضي الله تعالى وبما يدفعنا إلى الخروج من هذا الذل والنهوض لنصرة كل أخ مظلوم؛ فإننا لن نكون بمنأى عن بلاء قد يصيبنا، ويجعلنا نستصرخ من لا يسمعنا، وحينها نكون قد جنينا ثمرة ما غرسناه.
ـــــــــــــــ
المصادر
- (في ظلال القرآن)، سيد قطب.
- (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان)، الشيخ عبد الرحمن السعدي.
- (تفسير البحر المديد)، أحمد بن محمد بن المهدي بن عجيبة الحسني الإدريسي.
- (مجموع فتاوى ابن تيمية).
- (إغاثة اللهفان)، ابن القيم.
- (وسائل نصرة المسلمين للمستضعفين)، الشيخ محمد المنجد.
- (السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث)، د. علي محمد الصلابي.
- (أبو بكر الصديق رضي الله عنه شخصيته وعصره) – د. علي محمد الصلابي.
- (إرشاد السؤول إلى حروب الرسول)، أبو الحارث الأنصاري.
- (رسالة أهل سرقسطة الأندلسية إلى المسلمين على مر العصور)، موقع (مفكرة الإسلام).
- (نصرة المسلم وموالاته فريضة شرعية)، د. مهران ماهر عثمان – موقع (صيد الفوائد).