هل رأيت نفسك و انت تقرئين القرآن

الملتقى العام

من أكثر القصص المحببة الى قلبي
((هل رأيت نفسك وأنت تقرئين القرآن))



تمر السنوات ويبقى سؤال إحدى أستاذاتنا لنا عالقًا في ذهني

( هل رأيتِ نفسك وأنت تقرئين القرآن؟!)


لم أفهم مقصد السؤال حينها بالرغم من محاولة شرح
إحدى رفيقاتي لي، لأنني حقيقة لم أدرك ماذا كانت


تريد الأستاذة منا بالضبط !

♥♡♥


لتأتي الإجابة من غير موعد ،*
في حصة “القرآن_تلاوة” في إحدى مدارس ثانويات التحفيظ ،*
كنت ضيفة في درس “معلمة قرآن متدربة” ،*
كنت مشغولة بسير الدرس ،*
بانتظامه ،*
بتكامل عناصره ،*
بتلاوة المعلمة وتلاوة بعض الطالبات كنت أستمع إليهن وأنا مشغولة بأمور مادية بحتة*
” كيف تصحح؟”*
” هل حددت الخطأ”*
” كيف كانت قراءة الطالبة؟، أنقصت زمن الغنة ، زمن المد؟!
حتى قرأت تلك الفتاة“ إحدى الطالبات
كنت مطرقة برأسي أتابع النظر بأوراق بيدي ،
أحسست أن تلك التلاوة تلامس شغاف القلب،
أحسست أن الآيات تتسلل بهدوء وجلال في أعماق روحي ،
لم يكن الصوت على قدر كبير من الجمال ،
لكن كان إحساس صاحبته عاليا ساميا، حلق بنا جميعًا ،*
رفعت رأسي لأنظر إلى صاحبتنا الفتية ،*
لأرى منظرًا مهيبًا خاشعًا ،
كانت مغمضة عينيها وتقرأ بخشوع من حفظها على الرغم من أن المصحف مفتوح بين يديها وبالرغم من أنها حصة تلاوة،*
لم تكن الآيات عن نعيم الجنة ولا عن عذاب النار ولا عن هلاك الأمم بل كانت عن تعظيم الرب جل جلاله وهذا الذي زاد تأثيرنا ،*
كانت تقرأ وهي مستشعرة عظمة الله وعظمة مخلوقاته ،*
ظهر جليًا على محياها استشعار ذلك وأساس عبادة الله تعظيمه ومحبته ،
فمن أحب الله عظمه ؛

انتهت من تلاوتها وشيء في داخلي لم ينته ،*
أهذا ما كانت تقصده أستاذتنا حينما سألتنا ( هل رأيتِ نفسك وأنت تقرئين القرآن؟!)
هل نقرأ القرآن على أنه رسالة السماء إلى الأرض ،*
على أنه حديث الرب لنا ،*
على أنه منهج حياة ونجاة*
هل تستشعريه*
هل تفهميه*
هل تحسيه يخرج من قلبك وعقلك وفهمِك*
أم نقرؤه “كأمر روتيني” ،*
كعبادة اعتدنا عليها؟! ،*

♡♥♡


أحسست وأنا أرى ذلك المشهد أن هناك من يسير إلى الله عازمًا محبًا ،*
من يسبقنا إلى الله بخشوعه وتدبره وفهمه لكلامه سبحانه ،*
أدركت حقيقة “سير القلوب إلى الله” ،*
فتاة في زهرة العمر وفي هذا الزمن الذي يعج بالملهيات والفتن تدرك ذلك المعنى ؛

بحق هل يا ترى سألنا أنفسنا كيف نقرأ القرآن
أو كما سألتنا أستاذتنا يومًا


((هل رأيتِ نفسك وأنت تقرئين القرآن؟!))..


مما راق لي فنقلته
2
543

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

فتاة اليمـMــن
فتاة اليمـMــن
الله يهدينا ويصلحنا
ويجعل القرآن ربيع قلوبنا
صدقة جارية لأختى2
اللهم امين