هل سماع الأغاني أو الموسيقى حرام أم لا ؟ و هل صحيح أنه بالنية ؟

ملتقى الإيمان

سؤال إلى الشيخ عبدالرحمن السحيم

هل سماع الأغاني أو الموسيقى حرام أم لا ؟ و هل صحيح أنه بالنية ؟

شكرا كثيرا




الجواب: بارك الله فيك .

اسْتِمَاع الأغاني والموسيقى حَرام ، وقد جاءت نصوص كثيرة في تحريمها .

وقد بيّنت ذلك هنا

وليس صحيحا أنه على نِيَّـة السَّـامِع ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لَمَّا سَمِع صوت زَمَّارَة رَاعٍ وَضَعَ إِصْبَعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ .

روى الإمام أحمد من طريق نافع أنَّ ابْنَ عُمَرَ سَمِعَ صَوْتَ زَمَّارَة رَاعٍ فَوَضَعَ أُصْبُعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ وَعَدَلَ رَاحِلَتَهُ عَنْ الطَّرِيقِ ، وَهُوَ يَقُولُ : يَا نَافِعُ أَتَسْمَعُ ؟ فَأَقُولُ : نَعَمْ ، فَيَمْضِي حَتَّى قُلْتُ : لا ، فَوَضَعَ يَدَيْهِ وَأَعَادَ رَاحِلَتَهُ إِلَى الطَّرِيقِ ، وَقَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَمِعَ صَوْتَ زَمَّارَة رَاعٍ فَصَنَعَ مِثْلَ هَذَا .

قال الشيخ شعيب الأرنؤوط : حَسَن .

هذا وهي زُمَّارة راعٍ ، فكيف بغيرها من آلات الموسيقى والطَّرَب ؟!

الحمد لله لا استمع إلى الغناء.

لكن في بلدنا تجد الأغاني في كل مكان في المواصلات و المحلات وغير ذلك أحاول أن أجاهد ألا أسمع لكن الكاسيت يكون صوته عاليا فاسمع للكثير و الكثير و أحيانا أحس في نفسي تأثرا بما يقال .

فهل قلبي مريض وهل أكون آثمة بذلك ؟



الجواب: أعانك الله

يُفرِّق العلماء بين السَّماع والاستماع، فمُجرّد السماع من غير قصد لا يؤجر عليه في سماع القرآن ، ولا يأثم في سماع الغناء .

وإنما يؤجر المسلم على الاستماع ، ولذا قال الله عز وجل : ( وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) فقال : ( فَاسْتَمِعُوا )

وفي المقابل ما يتعلق بالسّماع قال سبحانه وتعالى فيه : ( وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لا يَسْمَعُ إِلاّ دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ )

فهذا مُجرّد سماع دون تعقّل أو فهم ووعي، والقرآن لا ينتفع به إلا من ألقى سمعه وفهمه ووعاه ، قال تبارك وتعالى : ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ )

وفي المقابل – أي فيما يأثم عليه – قال عليه الصلاة والسلام : من استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون أو يفرّون منه صُبّ في أذنه الآنك يوم القيامة . رواه البخاري .

والآنك هو الرصاص الـمُذاب . فمُجرّد السماع دون قصد لا يأثم عليه . وعلى المسلم والمسلمة مجاهدة أنفسهم والبُعد عن سماع ما حرّم الله

فقد سمع بن عمر مزمارا ، فوضع إصبعيه على أذنيه ، ونأى عن الطريق ، وقال لنافع : يا نافع هل تسمع شيئا ؟ قال نافع : فقلت : لا . قال : فرفع إصبعيه من أذنيه ، وقال : كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم فسمع مثل هذا فصنع مثل هذا . رواه أبو داود وغيره ، وصححه الألباني .

وعليك التشاغل بسماع أو قراءة ما يُفيد ، فإنك متى ما فرغت ألقيت السّمع للغناء فتأثمين . والله تعالى أعلى وأعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مركز الدعوة والإرشاد


فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم ...

الحقيقة أن هناك أمرٌ شغل بالي و لا أدري هل أنا محقة أم لا ؟؟ عندما يكتب أحد الأعضاء موضوعاً ثم يستشهد بأبيات شعرية هي أصلاً أغنية .. و الكلمات قد تكون غزلية و تحمل معاني الحب.. و الحقيقة أنني لا أدري ها تُنشر مثل هذه القصائد في أماكن أخرى فينقلها لنا أخونا العضو أو أختنا العضوة ؟؟ أم أنهم سمعوا الأغنية و نقلوها " الله أعلم "

مع العلم أنه لا يستخدمها ليقصد بها كاتب الموضوع و لكن رداُ على موضوع الكاتب .. و يرى هذا العضو أن الأبيات تناسب الموضوع ..

و السؤال هو .. ما حكم استخدام مثل هذه الأبيات الشعرية و الاستشهاد بها .. رغم ما بها من غزلٍ و حب ؟؟؟




الجواب/ الشِّعر كلام ؛ قبيحه قبيح ، وحسنه حسن، وثبت الحديث بهذا المعنى عند الدراقطني والبيهقي . وقد يَستشهد الكاتب ببيت من الشِّعر وربما لا يعلم أنه مُغنّى أو أنه من كلما أغنية أصلاً .

ولا شكّ أن في كثير من كلمات الأغاني ما يدعو إلى العشق والهيام والتعلّق بغير الله ، بل ربما بالتعلق بالصبيان – عياذا بالله - .وفي ترديد كلمات الأغاني تذكير بها ، وربما حنّ الإنسان إليها بسبب هذا الترديد ، وربما ذكّر غيره بها .

أما إذا تضمّن الشِّعر إثارة الغرائز أو تأجيج العواطف فإنه يُمنع منه ولو لم يكن من كلمات أُغنية . والشعر كما يُقال : ديوان العرب . وكم من الكلمات أو المعاني الكثيرة يُعبر عنها بيت من الشعر . والله تعالى أعلى وأعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مركز الدعوة والإرشاد


لماذا الغناء يُنبت النفاق في القلب ؟



الجواب/ أورد ابن القيم – رحمه الله – هذا السؤال ثم قال :

فإن قيل : فما وجه إنباته للنفاق في القلب من بين سائر المعاصي قيل هذا من أدل شيء على فقه الصحابة في أحوال القلوب وأعمالها ومعرفتهم بأدويتها وأدوائها وأنهم هم أطباء القلوب دون المنحرفين عن طريقتهم الذين داووا أمراض القلوب بأعظم أدوائها فكانوا كالمداوي من السقم بالسم القاتل .

وهكذا والله فعلوا بكثير من الأدوية التي ركبوها أو بأكثرها فاتفق قلة الأطباء وكثرة المرضى وحدوث أمراض مزمنة لم تكن في السلف والعدول عن الدواء النافع الذي ركبه الشارع وميل المريض إلى ما يقوي مادة المرض فاشتد البلاء وتفاقم الأمر وامتلأت الدور والطرقات والأسواق من المرضى وقام كل جهول يطبب الناس.

فاعلم أن للغناء خواص لها تأثير في صبغ القلب بالنفاق ونباته فيه كنبات الزرع بالماء فمن خواصه أنه يلهي القلب ويصده عن فهم القرآن وتدبره والعمل بما فيه فإن القرآن والغناء لا يجتمعان في القلب أبدا لما بينهما من التضاد.

فإن القرآن ينهى عن اتباع الهوى ويأمر بالعفة ومجانبة شهوات النفوس وأسباب الغي وينهى عن اتباع خطوات الشيطان والغناء يأمر بضد ذلك كله ويحسنه ويهيج النفوس إلى شهوات الغي فيثير كامنها ويزعج قاطنها ويحركها إلى كل قبيح ويسوقها إلى وصل كل مليحة ومليح ...

وهو جاسوس القلب وسارق المروءة وسوس العقل يتغلغل في مكامن القلوب ويطلع على سرائر الأفئدة ويدب إلى محل التخيل فيثير ما فيه من الهوى والشهوة والسخافة والرقاعة والرعونة والحماقة فبينا ترى الرجل وعليه سمة الوقار وبهاء العقل وبهجة الإيمان ووقار الإسلام وحلاوة القرآن

فإذا استمع الغناء ومال إليه نقص عقله وقل حياؤه وذهبت مروءته وفارقه بهاؤه وتخلى عنه وقاره وفرح به شيطانه . انتهى بطوله من كلامه - رحمه الله - .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مركز الدعوة والإرشاد


السلام عليكم ورحمه الله

ما مدى صحه هذه المقوله (( اذا وفقه الله))

مساء البارحة كنت استمع لاحد البرامج على الراديو وكان الحديث يدور حول احد المغنين ومن ضمن حديثهم قولهم انه سوف يكون ذو شأن اذا وفقه الله.

السؤال هنا هل فعلا سيوفقه الله الى عمل اللهــو والغناء ام ان هذا تجني على الله، وهكذا الحال بالممثلين وغيرهم ممن يمتهنون الاعمال اللهوية المحرمة.

وان شاء الله تجدون ما تقدموه في ميزان اعمالكم




الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

هذا هو الخذلان بِعَينِه لا التوفيق !
نعوذ بالله من الخذلان .

وهذا القول جَمَع مساوئ وآثاماً، فاعتقاد أن الغناء يُوفّق للغناء ، هذا اعتقاد باطِل ، لأن الله وإن قَدّر هذا إلا أنه لا يُحبه ولا يَرضاه ، كما قال تعالى : (إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ)

وكون المغني يُغني فيشيع الفاحشة في المؤمنين إثم مُتعدٍّ ، وإثم يَجري على صاحبه بعد الموت إلا أن يتوب منه .

وكون يُخلّى بينه وبين نفسه الأمّارة بالسوء فيرى ذلك توفيقاً ، هذا من تزيين الشيطان له ولهم
قال تعالى : (أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآَهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ)

وقال : (أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ) وكونه يُضرَب على قلبه بل ويُطبَع عليه حتى يبلغ في القساوة حدّها ، ولا يشعر بذلك هذه عقوبة أخرى ، وخذلان ثانٍ .

قال ابن القيم رحمه الله : وقد أجمع العارفون على أن كل خير فأصْلُه بتوفيق الله للعبد ، وكل شر فأصله خذلانه لعبده . وأجمعوا أن التوفيق أن لا يَكِلَكَ الله إلى نفسك ، وأن الخذلان أن يُخَلّي بينك وبين نفسك . وقال أيضا : ما ضُرِبَ عَبْدٌ بِعقوبة أعظم من قسوةِ القلب والبُعدِ عن الله . اهـ .

ونعوذ بالله من الخذلان ، ومن انتِكاس الفِطَر . فإن الفطرة إذا انتكَسَتْ رأت القبيح حَسنا ، واسْتَقْبَحَتِ الْحَسَن ! قال رجلٌ عند ابن مسعود رضي الله عنه : هَلَكَ من لم يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر . فقال ابن مسعود : بل هلك من لم يَعْرِف المعروف بِقَلْبِه ، ويُنْكِر المنْكَر بِقَلْبِه .

لأن الإنكار بالقَلْب هو أصل الإنكار ، فالذي لا يَعرف المعروف من المنكَر لا يُمكن أن يُنكَر المنكَر .والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مركز الدعوة والإرشاد


شيخنا الفاضل عبد الرحمن السحيم / حفظه الله

أحد الإخوة يسأل : ما حكم الاستماع للموسيقى ؟ الموسيقى بدون غـناء كالموسيقى الكلاسيكية مثلاً،وهذا يكون في حاله لا يمكن معها العبادة كقيادة السيارة

وجزاكم عنا خير الجزاء



الجواب: سبحان الله !

حياة المسلم كلّها لله ( قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) ولذا فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يذكر الله على كل أحيانه ، كما وَصَفَتْ عائشة رضي الله عنها ، كما في صحيح مسلم .

وكان عليه الصلاة والسلام يصلي على راحلته حيث توجهت به . كما في الصحيحين . فمن قال إن قيادة السيارة حالة لا يُمكن معها العبادة ؟

أليس بإمكان السائق أن يُشغل لسانه بِذِكر الله ؟ فيكون قد أخذ بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله . رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه .

فيغرس له نخلة في الجنة ، أو يبني له قصرا في الجنة ، وهو يقود سيارته . وبإمكان السائق أن يُعمِل فِكره فيتفكّر في ملكوت السماوات والأرض . ويتفكّر في خروج الناس ودخولهم

وفي غدوّهم ورواحهم، ويتذكّر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : كل الناس يغدو فبايع نفسه فمعتقها أو موبقها . رواه مسلم .

وأما الموسيقى فهي مُحرّمة وإن صاحبها الغناء فهي أشدّ تحريما ، والنبي صلى الله عليه وسلم حرّم المعازف ، كما عند البخاري في صحيحه ، والمعازف يشمل كل ما يُعزف عليه .

وسبق أن فصّلت في مسألة المعازف والمزامير على هذا الرابط

والله تعالى أعلى وأعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مركز الدعوة والإرشاد


مـا حكم الموسيقى بشكل عـام ؟ وهل سماع الموسيقـى في الأغاني الإسلامية حـرام ؟



الجواب: لا يجوز الاستماع إلى الموسيقى ، والموسيقى عموما من مزامير الشيطان ، وهي من المعازف التي جاء الإسلام بِتحريمها ، ضمن أدلة كثيرة صحيحة صريحة في تحريم المعازف .

وقد كثُرت الأقوال عن سلف هذه الأمة في النهي عن الغناء ، وإن كان من غير آلة موسيقية. قال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ) هو الغناء وأشباهه .

وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : واللهِ هو الغناء .
وقال رضي الله عنه : الغناء يُنبت النفاق في القلب .

وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحِرَ والحرير والخمر والمعازف ، ولينزلن أقوام إلى جنب علم يروح عليه بسارحة لهم يأتيهم يعني الفقير لحاجة فيقولوا : ارجع إلينا غدا ، فيُبيّتهم الله ويضع العلم ، ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة . رواه البخاري .
والعَلم هو الجبل .

وقال الفضيل بن عياض : الغناء رقية الزنا . وقال الخليفة يزيد بن الوليد : يا بني أمية إياكم والغناء ، فإنه يُنقص الحياء ويزيد في الشهوة ويهدم المروءة ، وإنه لينوب عن الخمر ، ويفعل ما يفعل السكر ، فإن كنتم لا بُدّ فاعلين فجنبوه النساء ؛ إن الغناء داعية الزنا . رواه البيهقي في شعب الإيمان .

قال خالد بن عبد الرحمن : كنا في عسكر سليمان بن عبد الملك فسمع غناء من الليل ، فأرسل إليهم بُكرة فَجِيء بهم ، فقال : إن الفَرس لَتَصْهل فتسوق له الرمكة ، وإن الفحل ليهدر فتضبع له الناقة ، وإن التيس لينبّ فتسترمّ له العَنْز ، وان الرجل ليتغنى فتشتاق إليه المرأة ، ثم قال : اخْصُوهم ! فقال عمر بن عبد العزيز : هذا مُثْلَة ، ولا يَحِلّ ، فَخَلَّى سبيلهم . رواه البيهقي في شعب الإيمان .

وكَتَب عمر بن عبد العزيز إلى مُؤدِّب وَلده : ليكن أول ما يعتقدون مِن أدبك بُغْض الملاهي التي بَدؤها من الشيطان ، وعاقبتها سخط الرحمن جل وعز ، فإنه بَلَغني عن الثقات مِن حَمَلَةِ العِلْم أن حُضور المعازف واستماع الأغاني واللهج بها يُنْبِت النفاق في القلب كما يُنْبِت الماء العشب .

و الغناء فِعْل أهل الفسق والفجور والسَّخافة !

وقد بَيَّن ابن الجوزي أن الغناء يُخْرِج الإنسان عن الاعتدال ، ويُغير العَقْل . قال : وبيان هذا : أن الإنسان إذا طَرِب فَعَل ما يَستَقْبِحه في حال صَمْتِه مِن غيره ، مِن تَحْريك رأسه ، وتَصْفَيقِ يَديه ، ودَقّ الأرض بِرِجْلَيه ، إلى غير ذلك مما يَفعله أصحاب العقول السخيفة !

والغناء يُوجِب ذلك ، بل يُقارِب فِعْلُه فِعْل الخمر في تَغطية العقل ، فينبغي أن يَقع المنع منه . وهو صادّ عن ذِكْر الله ، صارِف القلب عن القرآن

قال ابن القيم - رحمه الله - :
حُبّ الكتاب وحُبّ الحان الغناء *** في قلب عبد ليس يجتمعان
وقال : فالغناء يُفسد القلب ، وإذا فسد القلب هـاج في النفاق .

ولا شك أنه إذا كان من خلال آلة موسيقية فهو أشـدّ في التحريم .قال ابن عباس رضي الله عنهما : الدف حَرام ، والمعازف حرام ، والكُوبة حرام ، والمزمار حرام . رواه البيهقي ، وقال الألباني : إسناد صحيح .

قال الإمام البيهقي رحمه الله : وان لم يداوم على ذلك ( يعني على الغناء ) لكنه ضرب عليه بالأوتار ، فإن ذلك لا يجوز بِحَال ، وذلك لأن ضرب الأوتار دون الغناء غير جائز لِمَا فيه من الأخبار . ( يعني ما جاء فيه من الأدلة ) .

ولذلك كان السلف يشقّون الطبول والدفوف ، ولا يُضمّنون من كسرها أو شقّ آلة غناء . روى ابن أبي شيبة من طريق عن إبراهيم قال : كان أصحاب عبد الله يستقبلون الجواري في الأزقّـة معهن الدف فيشقونها .

وروى ابن الجعد في مسنده من طريق أشعث بن عبد الرحمن بن زبيد قال : رأيت جدي زبيدا ورأى جارية معها زمارة مِن قَصب فأخذها فَشَقَّها ، ورأى جارية معها دُفّ فأخذه فكسره .

وبوّب البخاري : باب هل تُكسر الدِّنان التي فيها الخمر أو تخرق الزقاق ؟ فإن كَسر صَنما أو صَليبا أو طُنبورا أو ما لا يُنتفع بِخَشبه . وأُتي شُريح في طنبور كُسِر فلم يَقْض فيه بشيء .

واستماع الأغاني والموسيقى من أسباب العذاب ، فقد قال عليه الصلاة والسلام : يكون في أمتي قَذْفٌ ومَسْخٌ وخَسْف . قيل : يا رسول الله ومتى ذاك ؟ قال : إذا ظَهَرَتِ المعازِف ، وكَثُرَتِ القِيان ، وشُرِبَتِ الْخُمُور . رواه الترمذي ، وحسّنه الألباني .

وقد يدّعي أقوام أن الموسيقى الهادئة تُريح الأعصاب ! وليس الأمر كذلك ، فقد ثبّت طبيّاً أن النفس تجد الراحة في القرآن وليس في الغناء، وصدق الله ومن أصدق من الله قيلا ، ومن أصدق من الله حديثاً : (الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)

ومما هو مشاهد محسوس معلوم، أنَّ مَن اسْتَلذّ بسماع الأغاني لا يُمكن أن يَجِد حلاوة تلاوة كلام الله عز وجل ، وإن قرأ القُرآن .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مركز الدعوة والإرشاد

http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=4793
2
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

الإبتــ:)ـسامه
جزاك الله خير ونفع به
نجد أرضي وسماي
ويجزاك ربي كل خير على طلتك الحلوه مشكوره يا عسل