شتاء 2009

شتاء 2009 @shtaaa_2009

عضوة نشيطة

هل سينال المنجد جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام ؟

الملتقى العام

لجينيات ـ لا أذيع سرا إذا قلت : إن الشيخ محمد المنجد هو من دفعني لامتلاك أول جهاز لتشغيل الأقراص الصوتية mp3 !

و ذلك أني كنت شُغفت بمحاضراته و دروسه المتفردة ، و طرحه الذي لا نظير له ، فاجتمعت لدي أشرطته حتى ملأت عندي حيزاً كبيراً في المكتبة ، و كانت تأخذ مني جهدا في التصنيف و الفهرسة ، ناهيك عن ازدحامها في السيارة ، حتى ألهمني الله و رزقني بهذه التقنية ، فصرت أجمع ما يقارب من خمسين محاضرة في اسطوانة واحدة !

و قد يسأل المرء ما الذي يجعل الشيخ المنجد يتفرد بمثل هذه ا لمنزلة ؟

فأقول :

إن التنقيب في كتب من سلف ، و استخراج الدرر منها ، و بثها و نشرها ، يستطيعه الكثير ، و لكن ربط هذا بواقع الناس و ما استجد عليهم لا يستطيعه كل أحد !

لقد كان الشيخ سباقا لكل ما فيه خدمة الدين ، حتى أن موقعه العالمي : الإسلام سؤال و جواب ، كان من أوائل إن لم يكن أول موقع إسلامي في السعودية ! و قد افتتحه قبل دخول الشبكة العنكبوتية للسعودية عام 1996، حيث كان يعمل حينها على خطوط الاتصال القادمة من البحرين !

سأل أحدهم مرة : ما أفضل موقع إفتاء ؟ فأجبته : لن تجد مثل الإسلام سؤال و جواب ! لقد طغى هذا الموقع على جهود كثير من الهيئات العلمية و المجاميع الشرعية في العالم الإسلامي ، و صار أثره أبلغ منهم ، و وجوده في واقع الناس أكثر منهم ، بل قد سد ثغرة رهيبة ، و فجوة خطيرة في الإفتاء الشرعي الأصيل ، المبني على منهج السلف الصالح ، فأين تجد مجمعا فقهيا أو هيئة شرعية تفتي في حكم الترافيان ؟ كما فعل المنجد في الإسلام سؤال و جواب ؟ أو أفتى في أحكام الأقليات العجيبة و حوادثهم الغريبة في العالم ، أو المسلمين الجدد و ما يواجههم ، أو حتى فتاوى تتعلق بـ ( الماركات ) و الملابس المستحدثة و الشعارات و الرسوم و مقاصدها ، و فتاوى دقيقة في مكونات بعض الأغذية و تأثيرها على الحل و الحرمة ، و فتاوى تتعلق بمستجدات التقنية ، و أشياء أخرى كثيرة ، عندما تتصفح الموقع تقف أمامها مبهورا لأمرين :

القوة التأصيلية في الفتوى : كونها تعتمد على النصوص الشرعية ، ثم سوق أقوال الأئمة المعتبرين عبر التاريخ كله .

الإحاطة بالمسائل : و هو كما ذكرت ما عجزت عنه هيئات رسمية مدفوعة الأجر في العالم الإسلامي ! و يكفيك أن تعلم أن الفتاوى المؤصلة قد وصل تعدادها أكثر من 140 ألف فتوى ! و هو ما يعجز عنه جيش من الباحثين مدفوعي الأجر ، و يقوم به الشيخ المنجد عبر موقعه محتسبا !

لو قُدر لك أن ترسم خريطة الاستفتاءات من هذا الموقع ، فسترسم خريطة العالم ! و ذلك لأن الموقع يحتوي على تسع لغات ! و لا تسأل عن جهود الترجمة في هذا ! و معرفة أحوال المخاطبين !

شيخنا الجليل يشرف على سبعة مواقع أخرى ! هي متفردة على الشبكة و ليست من الجهود المكرورة ، ينظمها موقع واحد اسمه : ( مجموعة مواقع الإسلام ) ، و يشمل : موقع الإسلام سؤال و جواب ، و موقع إمام المسجد ، و موقع المختار الإسلامي ، و موقع إسلام ميديا ، و موقع الإمام عبد العزيز بن باز ، و موقع رمضانيات ، و موقع نبي الإسلام ، و موقع الراصد .

إن تفرد الشيخ المنجد ، هو في مبادراته الدائمة للاستفادة من كل ما يستجد ، فتسمو همته و يتفتق ذهنه في كيفية تطويع التقنيات لخدمة الدين بشتى السبل .

فإذا كان كما سبق أول من افتتح موقعا إسلاميا في السعودية ، فهو كذلك كان مبادرا لاكتساح خدمات الهاتف الجوال ، ب***** خدمات ( زاد ) التي تحوي سبع باقات : هي : زاد الرئيسية ، و زاد الإنجليزية ، و زاد النسائية ، و زاد المربي ، و زاد طالب العلم ، و زاد الصوتية ، و زاد المرئية ، تبث كل يوم آلاف الرسائل المتعددة ، لمختلف الدول ، و تنشر الخير بين الناس بشتى السبل .

و مع ذلك كله فترى تميزا عبر المحاضرات و الدروس ، فهذا الطرح و إن كان معتادا لدى الناس ، إلا أنه ليس كذلك في محتواه ، و هذا ما جعلني كما سبق أمتلك جهازا للأقراص الصوتية !

نظرة سريعة ، و جرد أسرع ، لذلك الكم الهائل الذي فاق 4500 ساعة ! من المحاضرات و الدروس ، لن تجد فيه إلا الإتقان في الطرح و الجودة في التأصيل و الإبداع في المحتوى ، فمن اليوم من يطرح قضايا الأسواق التجارية و الدعاية و الإعلان ، و آداب رسائل الجوال ، و أنفلونزا الطيور ، و إحياء التواصل بين أفراد الأسرة ، و سبق المسلمين لمهارات التفكير ، و تصورات إسلامية في وقت الحرب ، و الألعاب الإلكترونية ، و الرسوم المتحركة و التاريخ الهجري و الميلاد ، و حين كتابة هذا المقال يلقي محاضرة في الأحكام الشرعية عند الكوارث البيئية ! و أنا أكتب من الذاكرة و لا أستقصي و إلا فغيرها كثير من العناوين في مختلف التصنيفات و الفروع و الفنون : الفقهية و العقدية , و الاجتماعية و النفسية و التربوية ، في الأخلاق و السلوك و التراجم ، في المذاهب و الأفكار ، إلى غير ذلك مما لا يمكن أن يجتمع عند أحد من المعاصرين بنفس الجودة كما هو عند : الشيخ محمد صالح المنجد !

و في الفترة الأخيرة كان للشيخ المنجد برنامج مباشر يُبث عبر 12 قناة في آن واحد ! و هي سابقة ليست لأحد .

إن التفرد و التميز و كثافة الإنتاج ليست سببا للضعف ، و عدم الإتقان ، هذا ما يؤسسه الشيخ المنجد .

هو يمتلك قناة مرئية تحوي أكثر من عشرين ألف مقطع في youtube !

http://www.youtube.com/almunajjid

و يمتلك أخرى لمجموعة زاد الإعلامية !

http://www.youtube.com/zadGroup

و يمتلك أخرى في موقع مشاهد!

http://www.mashahd.net/playlists.php?UID=611

و يمتلك حسابا في مجتمع المعرفة knol التابع لـ google !

http://knol.google.com/k/-/-/2344rncejpadn/0#knols

و مع هذا كله فأنت تجد رزانة علمية ، و فقها أصيلا ، و رسوخا منهجيا ، لا تزعزعه التيارات و الهجمات ، على مر السنين التي لم يكن إنتاج الشيخ فيها يتوقف .

هذا الرسوخ الكبير جدا ، مع الإبداع الرائع جدا ، تجلى في أروع صورة ، و خرج في أبهى حلة ، عند قضية ( ميكي ماوس ) الشهيرة !

خرج الشيخ المنجد في قناة المجد ليتحدث عن خطر الرسوم المتحركة على أطفال المسلمين ، تلك الرسوم التي ينتجها الكفار وفق عقائدهم و مذاهبهم ، و يستوردها من لا يرجون لله وقارا ، فيبثونها بعجرها و بجرها على المسلمين ، و ذكر الشيخ بفقهه العميق الثاقب أمثلة من هذا ، و من ذلك أنك تجد في مثل هذه الرسوم تصوير الخنزير بأنه كائن لطيف ! طيب ! فيغرس في نفس الطفل المسلم حبه ، أو أن ترى الكلب النجس يساكن أهل الدار و يلعب معهم و يصور كمثال للوفاء و التفاني ، أو أن ترى الفأر المستقذر كمثال للشجاعة و الذكاء ، كما يصوره ( توم جيري ) أو ( ميكي ماوس ) ! فينشأ حب الطفل المسلم لمثل هذه الحيوانات المستقذرة ، ثم ختم الشيخ حديثه على وجه الطرفة و إثبات المفارقة العجيبة فقال : و قد ذكر الرسول صلى الله عليه و سلم الفأر من الفواسق التي تقتل في الحل و الحرم ، يعني ميكي ماوس هذا يقتل في الحل و الحرم !

فما كان من المنافقين الذين يتربصون في الذين آمنوا و يتبعون سنن اليهود في تحريف الكلم عن مواضعه ، إلا أن قاموا ببتر الكلام و تركوا حديثه عن قتل ميكي ماوس !

ثم بعثوا بها إلى وسائل الإعلام الغربية ليشاهدوا – زعموا – العنف الإسلامي ، و الإرهاب الإسلامي ، مع أن الكفار و الغربيون أنفسهم قد سجلهم التاريخ في صفحات مصاصي الدماء !

لكن كيف كان رد المنجد !

لقد رفضت ديانة المنجد و ورعه – و لا نزكي على الله أحدا – أن يُؤتى الإسلام من قبله ، فهبّ لا دفاعا عن نفسه ، و لم ينطق بكلمة ليدافع عن رأي أو كلمة ، بل عن الدين الذي اُستنقص ، و رفض التوضيح من خلال وسائط و شفعاء ،فكان أن خرج بنفسه في مقطع فيديو يتحدث فيه الإنجليزية بطلاقة ، ليوضح حقيقة الإسلام و يدعو الغرب للإسلام !



و من كان يتصور أن ذلك الشيخ الرزين ، ذي المنهج المتين ، يجيد الإنجليزية بهذه الطلاقة و لا يفاخر بها كحالة المتخاذلين التابعين لسنن الكفرة ، في كل مقال يكتبونه و لقاء يجرونه !

و الربانية و الإخلاص تظهر في الهجمة الحديثة لإسقاط لا أقول الشيخ المنجد ، بل جهود الشيخ المنجد التي شرق بها المنافقون و الزنادقة ، ففي خضم هذه المعمعة ، و الجعجعة ، لا ترى للمنجد ردا على من انتقصه أو شتمه ، متأسيا – نحسبه كذلك – بالأنبياء الذين أوذوا في ذات الله ، فما زادوا على الصبر لنيل مرضاة الله .

و هو مع هذا كله ، بدروسه و محاضراته ، و برامجه في الإعلام و الإذاعة ، و مواقعه المتعددة ، و خدمات الهاتف المحمول ، و غير ذلك ، هو رغم هذا كله ، إمام و خطيب راتب ! و يعجب المرء حقيقة عن البركة في مثل هذا الوقت ، و لكنه فضل الله .

لقد كان من الفراسة الإيمانية ، و الهبة الربانية ، و الاصطفاء الإلهي ، أن كان من اكتشف مثل هذه القدرات العظيمة و وجهها هو شيخنا الإمام : ابن باز رحمه الله !

و قد ذكر هذا المنجد نفسه حين سئل في محاضرة له بعنوان : لا تزال كلماته في أذني ، فسئل : من الذي أثر في الشيخ المنجد بكلماته ؟ فذكر باختصار – و أنا أكتب من الذاكرة - : أنه كان يتردد على ابن باز لسؤاله عن بعض المسائل ، فسأله الشيخ عن اسمه ، ثم أمر كاتبه أن يوجهه لمكتب الدعوة في الخبر و أن يكون إماما و محاضرا و خطيبا ! و هذا ما حصل و جنت الأمة ثمرته ، فلا حرم الله ابن باز الأجر ، فقد أسدى للأمة رجلا متفردا بحق ، فكان من وفاء المنجد لشيخه أن أنشأ موقعا خاصا له بعد موته .

لا يمكن الإحاطة بمثل هذه الجهود ، و أنا لست على اتصال بالشيخ و لم تكتحل عيناي برؤيته على الحقيقة إلا في محاضرة كل زمن و زمن يلقيها الشيخ في مدينتي ، و لذلك فأنا أكتب مثل هذه الحروف و أنا متابع بنهم لمثل هذا النتاج الضخم ، من طاقة و قدرة ، و موهبة فذة بذلت و لا زالت لخدمة الإسلام ، رغم أنها لم تتربع على عرش منصب رسمي ! بل هذه الذخيرة الرهيبة هي نتاج جهد تطوعي ، أسأل الله أن لا يحرمه أجره ، و يجمعني به في الفردوس الأعلى .

و إن كانت الجوائز العالمية الإسلامية ، تُعطى لمن بذل لخدمة الدين و كان أهلا لها ، و كانت هذه الجوائز متجردة من أي اعتبارات سياسية أو مناصب رسمية أو غيرها ، ، فلا و الله لا تشرف إلا بمثل هذا الشيخ الجليل : محمد صالح المنجد ، الذي كنت دوما ما أقول لأقراني : إنه الشيخ الذي لم يُعرف حقه بعد !

و آن لنا أن نكرمه ، لا لأنه يريد ذلك قطعا ، و لكن لنقول للأجيال و الدعاة و العلماء : إن المنجد في عمله و تفانيه و رسوخه مع إبداعه و تجدده ، قدوة ، فليعمل العاملون .

فهل ينظر أرباب الجوائز لمثل هذا التراث الذي لا يوازيه فضلا عن أن يدانيه تراث بعض المؤسسات الرسمية ، و الهيئات الشرعية ، و ينزلوا الناس منازلهم ، و يقدروا الأمر حق قدره ؟

أيها الأحبة : إن الشيخ المنجد لوحده ترسانة إسلامية .

بدر الغامدي
13
894

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

سحر القصيد
سحر القصيد
ان شاء فهو مربي فاضل وعالما جليل
ام الجوري الاحمر
جزاه الله الف خير وان شاء الله اذا فيها خير له يجعلها من نصيبه والاجر الاكبر يوم القيامه
نجمةسدير
نجمةسدير
والله الشيخ المنجد كلة خير وبركة الله ينصرة على من عاداة ويوفقة...
عاشقة الصداقة
نسال الله له خير الدنيا والاخرة ابنا الحنون واخينا العطوف بارك الله لنا فية
لويس999
لويس999
الله يوفقه ويكثر من امثاله صحيح هو نابغه ونحتاج مثلهلهذا الزمان وهاذا الجيل الله يوفقه ويسدد خطاه وجميع علمائنا يارب