بسم الله الرحمن الرحيم.
لقد قرأت بعض المواضيع لأحد المنتسبين للإسلام ,على أن عيسى ابن مريم , ميت وسوف يحييه الله .
وكانت حجتهم :
يقول الله سبحانه وتعالى في حق عيسى عليه السلام:
{وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا} (159) سورة النساء
فهنا نجد أن الله سبحانه وتعالى أثبت الرجعة لعيسى عليه السلام بعد قوله في آل عمران:
{إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} (55) سورة آل عمران
فكان ردي عليه :
تبيان ما أشكل على الزميل المحترم, في حادثة رفع عيسى عليه السلام إلى السماء.
قول الله تعالى: "اذ قال الله يا عيسى اني متوفيك ورافعك إليّ ومطهّرك من الذين كفروا، وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا الى يوم القيامة..."
وقول الله تعالى: "وبكفرهم وقولهم على مريم بهتانا عظيما. وقولهم انا قتلنا المسيح عيسى بن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينا بل رفعه الله اليه وكان الله عزيزا حكيما. وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا"
وقوله تعالى" والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا. ذلك عيسى بن مريم قول الحق الذي فيه يمترون".
قول الله تعالى: "ولما ضرب ابن مريم مثلا اذا قومك منه يصدون. وقالوا أآلهتنا خير أم هو، ما ضربوه لك الا جدلا بل هم قوم خصمون. إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني اسرائيل. ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الارض يخلفون. وإنه لعلم للساعة فلا تمترن بها واتبعون. هذا صراط مستقيم".
ماذا تلاحظ يا زميل في الآيات الكريمة وما الصورة التي رسمتها لعيسى ابن مريم
سوف نوضح ذلك بإذن الله .
1-التأكيد على عدم قتله او صلبه بصيغة التأكيد المطلق للنفي. (وما قتلوه وما صلبوه... وما قتلوه يقينا).
2-ان عيسى ولد ولم يمت بعد. ففي حين استخدم القرآن صيغة الماضي للدلالة على ولادته (وُلِدْتُ)، فإنه استعمل المضارع عند الحديث عن الموت والبعث. ومعلوم ان المضارع للحال او الاستقبال، فلا يفيد معنى تحقيق الحدث، فضلا عن القرائن الاخرى الموجودة في الآيات التي تنفي عنه الموت.
3-اما الآية في سورة آل عمران «اني متوفيك» فلا شك انها تدل دلالة واضحة على عدم موته، لكن الموت واقع عليه فيما بعد، وذلك باستخدام اسم الفاعل. واسم الفاعل يفيد في اللغة معنى الحدث مجردا عن الزمن، بمعنى ان الحدث سيقع حتما لا محالة، لأن الموت حق على كل نفس، لكن متى؟ الله اعلم بذلك.
4-ان عيسى قد رفع الى السماء وذلك باستخدام صيغة اسم الفاعل "ورافعك الي" التي تفيد الحدث، ثم باستخدام صيغة الماضي "بل رفعه الله اليه" الذي يفيد تحقق وقوع الحدث في الزمن الماضي. كما لا ننسى حرف الاضراب "بل" في سياق الآية وما يفيده من تقوية المعنى حيث نفى ما اعتقده بنو اسرائيل من قتلهم لعيسى وصلبهم له، بل ان الله تعالى انقذه من بين ايديهم وذلك برفعه اليه.
5-ان عيسى عليه السلام سيبعث حيا من جديد "ويوم أبعث حيا" وبعثه هذا هو علامة كبرى من علامات الساعة التي اخبرنا عنها القرآن والسنة. ثم ان الآية واضحة في تأكيد هذا المعنى "وإنه لعلم للساعة".
6-ان عيسى بن مريم بعثه ونزوله الى الارض سيموت بعد ذلك، شأنه شأن البشر، بعدما يكون قد ادى ما اراده الله تعالى منه، فيؤمن به جميع اهل الكتاب على ما يقضي به الدين الاسلامي الحنيف، بدليل الآية: "وإن من اهل الكتاب الا ليؤمنن به قبل موته". وواضح ـ ومن دون تعليق اكثر ـ ماذا تفيده هذه الألفاظ: إن ـ إلا، ثم التوكيد الثقيل في الفعل (ليؤمنن) مع اتصاله باللام (لَ) المؤكدة ايضا، مع افادة معنى القسم المحذوف والمفهوم من سياق الآية وتقديره: (والله ليؤمنن...) وهذا الايمان بالمسيح من قبل اهل الكتاب سيكون حتما بعد نزوله الى الارض وحكمه فيها قبل موته وذلك بصريح الآية المذكورة وما قبلها من آيات
......................
ثانياً لو كان عيسى قد أماته الله في السماء فسوف يصبح تناقض صحيح مع القرآن
لقوله تعالى "منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى"
منقول

..عاشقة البرتقال.. @aaashk_albrtkal_1
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

درة المدينه
•
جزاك الله ألف خير عالنقل الطيب ..
الصفحة الأخيرة