هل فعلا .. الحب .. أعمى؟
هل الحب أعمى ؟
ربما نعم ...........
ربما لا .............
فهذا السؤال يقودنا إلى سؤال آخر !!
هل من العدل أن يكون السؤال بهذه الصيغة التي لا تحتمل إلا إجابة واحدة ........ إما نعم ........ و إما لا ؟؟؟؟؟؟؟
السؤال بهذه الصيغة يقودنا بشكل قسري إلى التعميم و الذي هو خطأ شائع و في نفس الوقت يوقعنا في مطب إلغاء الوجه الآخر
هل الحب أعمى؟؟
فلو قلنا نعم .. لكان الحب شيء ذميم ... دميم ... عقيم
و لما كان هناك مكان لقصص الحب و المحبين التي أثرت العقل و الوجدان على مر العصور.
و لو قلنا لا .. إذا فكيف نفسر التساؤل الذي بني عليه موضوعنا هذا ؟
و لكانت كل قصص الحب قد انتهت بالنهاية السعيدة التي كانت حتى وقت قريب هي النهاية لوحيدة لأفلا منا العربية.
الموضوع يحتاج إلى البحث و الفحص و التدقيق من عدة جوانب:
- مفهوم الحب من الناحية العلمية
- مفهوم الحب من الناحية الفلسفية
- مفهوم الحب من الناحية الواقعية
- مفهوم الحب من الناحية الدينية
و كما ترون فكل مفهوم منها هو بحث بذاته و سأحاول الاختصار قدر الإمكان دون الإخلال بالمضمون:
- من الناحية العلمية:
الحب شعور و إحساس جميل يشعر المحب من خلاله بلذة و انجذاب إلى من يحب.
و لكن هل سأل أحدنا نفسه سابقا "ماذا يعني شعور جميل" ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أو بمعنى أدق ما هو تعريف الشعور الجميل؟
إليكم الإجابة الجديدة و التي أجزم أنها ما خطرت ببالكم قبلا بهذه الكيفية :
الشعور الجميل هو " خبرة " نفسية و عصبية سعيدة أورثت من مر بها إحساسا بالفرح
كما الألم هو " خبرة " نفسية و عصبية محزنة أورثت صاحبها شعورا بالضيق و عدم الإرتياح
و لكي تتكون الخبرة لا بد من المرور بالتجارب .. و الخبرات النفسية من نوعية الحب و البغض و المشاعر الإنسانية عموما تتكون من بيئتنا الأولية التي ننشأ ونترعرع فيها حيث توضع اللبنات و المفردات الأولى للمنظومة النفسية لنا ..
لذا انظروا جيدا لما تحبه الأم فيسهل استنتاج ما تحبه بنتها و انظروا إلى هيئة الأب فيسهل توقع رغبات و طموحات ابنه.
و الحب من الحاجات الأولية و الأساسية التي يحتاجها الإنسان بحكم كونه كائن إجتماعي و نعني بالحاجات الأولية أي التي لا يستطيع الإنسان الاستغناء عنها مثل الطعام و الشراب و الكساء و المأوى و هذه تسمى الحاجات البيولوجية أما الحب و التقدير الاجتماعي فهما من الحاجات النفسية.
و من هنا نخلص إلى أهمية الحب كحاجة أولية و أساسية للإنسان و الأساس التي تبنى عليه مقومات نظرتنا للحب و إحساسنا به.
- من الناحية الفلسفية:
باختصار
الحب شعور جارف لا إرادي يتحكم هو في الإرادة و يقهرها و يوجهها حيث يريد على حد نظرة كثير من الفلاسفة إليه ( ومعظم هؤلاء الفلاسفة من الغرب حيث أن مفهومهم للحب و أشياء أخرى ربما نختلف معهم في قليل أو كثير منها حيث أن نظرياتهم و آرائهم مبنية على منطلقات تخالف في كثير من الأحيان منطلقاتنا)
و الحب عند كثير منهم مرتبط ارتباطا عضويا بالجنس و لا يخفى عليكم شيوع نظرية أن الجنس هو المحرك أو الدافع الأساسي للسلوك التي ابتدعها عالم النفس (اليهودي الأصل) المعروف سيجموند فرويد و سار على دربه كثيرون.
- من الناحية الواقعية:
بعد أن تكون لدينا رصيد الشعور و الخبرات الحياتية المتعلقة بالحب من خلال ما استعرضناه للتو بقي أن نمارس الحب و بداية ممارسة الحب إنما تكون مع أقرب الأقربين أي الأم و الأب و منهما يتفجر النبع الأول للحب حيث أن حضن الأم يمثل للرضيع واحة الأمان من الأخطار و من المجهول و دقات قلب الأم تمثل له قصة قبل النوم و بداية الإحساس بالإيقاع و ثدي الأم يمثل له الإشباع البيولوجي الغذائي لذا فالأم هي أول محطة للحب في حياة الإنسان يليها الأب و هكذا بالتسلسل.
و يكبر الإنسان (ذكرا كان أم أنثى) و يتكون لديه تصور للحب ثم احساس للحب مبني على هذا التصور و هنا مربط الفرس من حيث الإجابة على سؤال هذا الموضوع (هل الحب أعمى) فما هو تصورنا للحب ؟
عادة ما نلجأ في تصورنا للحب إلى الخيال لأسباب عديدة بعضها منطقي مثل أن الخيال حدوده أوسع بكثير من الواقع لذا احساس الحب في الخيال أجمل و أرحب و أوسع منه في الواقع ..
و تأتي المشكلة عندما نريد أن نصبغ الواقع بصبغة الخيال و كيف له أن يصبغ !! و عندما نريد أن نسحب بعض المستحيل على الواقع و أنى له أن يسحب !!
- من الناحية الدينية:
هذا الموضوع من المواضيع التي نالها ظلم كثير و يحتاج إلى بيان و توضيح بالقدر الذي يستحق لذا نتناوله من جهة قدوتنا رسول الله صلى الله عليه و سلم
فى بيت الرسول : وأقول بدءا أول فن من الفنون :- التلطف والدلال ، التلطف مع الزوجة والدلال لها ومن صور الملاطفة والدلال نداء الزوجة بأحب الأسماء إليها أو بتصغير اسمها للتلميح أو ترخيمه يعني تسهيله و تليينه ، وهذا أيضا من حياته صلى الله عليه وسلم ...وقد كان صلى الله عليه وسلم يقول لـ :" يا عائش ، يا عائش هذا جبريل يقرئك السلام ".والحديث متفق عليه.وكان يقول لعائشة أيضا: يا حميراء والحميراء تصغير حمراء يراد بها البيضاء كما قال ذلك في النهاية وقال : الحمراء في لسان أهل الحجاز البيضاء بحمرة وهذا نادر فيهم إذاً فقد كان صلى الله عليه وسلم يلاطف عائشة ويناديها بتلك الأسماء مصغرة مرخمة .وأخرج من حديث عائشة في الصيام قالت "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل إحدى نسائه وهو صائم ثم تضحك رضي الله تعالى عنها"وفي حديث عائشة أيضا أنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثم ذكر كلمة معناها أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وألطفهم بأهله" والحديث أخرجه النسائي و و وفيه انقطاع، من خلال هذه الأحاديث يتبين لنا ملاحظة النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأزواجه وحسن التعامل معها أي مع عائشة رضي الله تعالى عنها ومن صور المداعبة والملاطفة أيضا إطعام الطعام فقد أخرج و من حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثم ذكر الحديث إلى قوله: "وإنك مهما أنفقت من نفقة فإنها صدقة حتى اللقمة التي ترفعها إلى فِي امرأتك" حتى اللقمة التي ترفعها بيدك إلى فم امرأتك هي صدقة ليست فقط كسباً للقلب وليست فقط حسن تعاون مع الزوجة بل هي صدقة تؤجر بها من الله عز وجل . إذاً فمن صور المداعبة والملاطفة للزوجة إطعامها للطعام .وكم لذلك من أثر نفسي على الزوجة.وإني أسألك أيها الأخ أيها الرجل ماذا يكلفك مثل هذا التعامل ؟لا شيء إلا حسن التأسي والاقتداء وطلب المثوبة وحسن التعاون وبناء النفس فالملاطفة والدلال والملاعبة مأمور أنت بها شرعا بما تفضي إليه من جمع القلوب والتآلف . كثيرا ما كنا نقرأ عن سيرة الحبيب محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ في المجال التربوي أو الإيماني أو السياسي أو العسكري أو الاقتصادي ... ولكن قليلا ما كتب أو نشر عن سيرة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في بيته وطبيعة علاقته مع نسائه. إن المدقق في مجال العلاقات الأسرية لحياة الحبيب محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ يجد أن هناك معاني كثيرة نحن بأمس الحاجة لها في واقعنا المعاصر، ولو عملنا بها لساهمت في استقرار بيوتنا وتقوية علاقتنا الزوجية ونضرب بعض الأمثلة في هذا المقال عن احترام النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لمشاعر الزوجة وتقديرها وبيان حبه لزوجاته. فقد سألت السيدة عائشة ـ رضي الله عنها ـ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: كيف حبك لي؟! فقال عليه السلام: "كعقدة الحبل" ثم سألته: كيف العقدة؟! فقال: على حالها... أي لم تتغير والنبي ـ صلى الله عليه وسلم وصف لعائشة ـ رضي الله عنها ـ حبه لها كعقدة الحبل أي أن الحب مازال مربوطا في قلبه وهذه الكلمات لا شك أنها أدخلت السرور على الزوجة عندما استمعت إلى مشاعر زوجها بالوصف المذكور ولنتخيل مشاعر عائشة ـ رضي الله عنها ـ ودرجة سعادتها عندما استمعت إلى هذه الكلمات، وهي تعلم مسبقا أنها هي المحببة إلى زوجها الحبيب محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فكم من مرة استمعت إليه وهو يقول لها بأنها فضلت على النساء كتفضيل الثريد على باقي الطعام.إن للرجل طبيعته الخاصة في التعبير عن مشاعره بخلاف المرأة وطبيعتها، لأن المرأة إذا أرادت أن تعبر عن مشاعرها فإنها تتكلم وتقول أنا أحبك أو إني اشتقت إليك.. وأنا بحاجة إليك واني أفتقدك، وهذه الكلمات كثيرا ما ترددها الزوجة على زوجها، ولكن الرجل من طبيعته أنها إذا أراد أن يعبر عن مشاعره فانه يعبر بالعمل والإنتاج وقليلا ما يعبر بالكلام، فإذا أراد الرجل أن يخبر زوجته أنه يحبها فانه يشتري لها ما تريد مثلا أو أن يجلب بعض المأكولات أو المشروبات للمنزل أو بعض قطع الأثاث.. فهذا العمل بالنسبة للرجل تعبير عن الحب.
و عموما فالحب لا يرى الدين فيه أي بأس بل على العكس من ذلك تماما و الحديث هنا يطول لكن النقطة الواجب ذكرها هنا هي أن الإطار الوحيد المقبول دينيا للحب هو الزواج و محاولة ممارسة الحب خارج هذا الإطار فيها قدر كبير من الإزدواجية و الالتفاف مما يجعله يفقد الكثير من بهجته و روعته لاختلاطه بالإحساس بالذنب.
هل الحب أعمى؟
نعم
عند من تغلبهم عاطفتهم فتقهر إرادتهم و تخمد عقولهم فلا يستطيعون تلمس الطريق وحتى إن استطاعوا تبين الطريق فإرادتهم مسلوبة بالشكل الذي يمنعهم من المشي فيه.
هل الحب أعمى؟
لا
عند من استطاعوا الموازنة بين عاطفتهم و عقولهم و استطاعوا استخدام عقولهم في "توجبه و إرشاد" عاطفتهم و ليس قهرها و كانت سقطات و أخطاء محبيهم كمصابيح أوقدوها في ظلام التخبط و الالتباس.
و الشيء بالشيء يذكر ..
الصراع و الصدام بين العقل و العاطفة عندما يختلفان في الحكم على شخص واحد !!
من الذي له حق التقدم على الآخر أهي العاطفة أم هو العقل؟
عاطفة المرأة قوية و سريعة الخطوات و لكنها في غالب الأحيان " متسرعة " و لا يعني ذلك أنها عمياء بالضرورة و لكن التسرع في الغالب يورد المهالك
و نحن عندما نحب نغرق في الحب و نلغي تماما دور العقل و لو فكرنا قليلا في معنى لفظة العقل لوجدنا أنها تعني الربط أو الحصر أو الحجر
و لكن الربط عن ماذا ؟ و الحصر على ماذا؟ و الحجر عن ماذا؟
الربط عن تجاوز الحد
الحصر على ما فيه مصلحة
و الحجر عن ما فيه ضرر
و بذلك يكون دور العقل في الحب دور أساسي و هام للغاية و لكننا نميل حيث تميل قلوبنا و نعزف على أوتار عواطفنا و نأخذ من البيت نصفه الأول فقط و هو " عين الرضا عن كل عيب كليلة " و ننسى النصف الآخر المتمم له " كما أن عين السخط تبدي المساويا "
و هنا لا أقول أبدا أن ننظر لمن نحب بعين السخط ...
و لكن أن لا يمنعنا الحب عن رؤية مساوئ من نحب و ألا يمنعنا انجرافنا وراء تيار عاطفتنا الملتهبة من ملاحظة الوجه الآخر لمن نحب و كل منا في حياته اليومية يرسل رسائل تلقائية و غير مقصودة إلى محيطه الذي يعيش فيه تبين بكل وضوح و جلاء سلوكه و أفكاره و لكن !!!!!!!
من يلاحظ هذه الرسائل؟
من يقرأ هذه الرسائل بعد أن يلاحظها؟
من يفهم هذه الرسائل بعد قراءتها؟
من يعي مدلول هذه الرسائل بعد فهمها؟
من يتصرف لاحقا بناءا على ذلك الوعي؟
هذا هو السؤال
قلت قبلا و أقول الآن و إن شاء الله أقول لاحقا
" قليل من الموضوعية في الحب كفيل بتجنب الكثير من الألم"
و الموضوعية تقتضي النظر إلى الموضوع من كلا الجانبين و الزاويتين
المميزات و العيوب --
الحسنات و السيئات --
المحبب و المكروه --
المستلتطف و المستقبح
و أنا أعلم أن الطرح بهذا الشكل ربما يثير حفيظة من يرون بعدم اقحام القلب في موضوع الحب لأن هذا ليس من شأنه و أقول لهؤلاء كلامكم " صحيح جدا" !!!!!!!!!!!!!!!!!!! و لكن متى؟
عندما تكون العاطفة نفسها عاقلة
عندما تكون العاطفة نفسها قادرة على التمييز
عندما تكون العاطفة " بصيرة نافذة "
فإن كانت عاطفتكم كذلك فقعوا في حب من تشاؤون فإنكم إن شاء الله موفقون !!!!!!
.
.
أما إن كانت غير ذلك !!
.
.
.
فرفقا بالقوارير
من البريد.
4
962
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
تقرير قوي عن مصطلح الحب
الحب قد يكون هو علاج للكثير من الإخفاقات والمشكلات ولكنه قد يتحول إلى داء إن تفاقم وتجاوز حده أو وضع في غير موضعه
الحب قد يكون هو علاج للكثير من الإخفاقات والمشكلات ولكنه قد يتحول إلى داء إن تفاقم وتجاوز حده أو وضع في غير موضعه
الصفحة الأخيرة
اني ارى الحب نوعان
ما كان في طاعه وحلال-- مثل حب الوالدين والزوج والابناء فهذا مشروع وفطري ولو كان اعمى في حدود الحلال والبعد عن الحرام فهو صحيح 00بمعنى ممكن المرأه تموت بزوجها لكن اذا امرها بمعصيه مثلا تلبس عبايه مخصره تقول له لالالالالالالالالالا الله امرني بالحجاب مع انها تحبه موت بس مو معناته تلغي دينها وكيانها 00
والثاني ما كان في معصيه-- كحب صديق رجل للمرأه او بين بنت وبنت بشكل طبعا محرم كالغرام
فهذا اعمى وستين اعمى الله يكفينا شره
اذا العيب مو بالحب ولا العمى في الحب العمى عمى القلوب او ابصارها
\\ ولكن تعمى القلوب التي في الصدور\\ الايه
بس عندي ملاحظه على كلمه - ممارسة الحب - احسها مصطلح غربي مو حلو
وهذي لك عشاني بحبك كتيرررررررررررر في الله :26: :26: :26: :26: