هل فعلا النساء ناقصات ودين

الأسرة والمجتمع

هل فعلا النساء ناقصات عقل ودين--------------------------------------------------------------------------------

كثيرةهي الاتهامات التي تُوجَّه إلى الإسلام بخصوص المرأة، وأنه ينتقص من حقها في الحياةوالحقوق. وقد عُقدت ولا تزال تُعقد لأجل هذا الغرض الكثير من البرامج والندواتوالمناظرات في أماكن مختلفة، وبوسائل إعلامية متنوعة.
وأكثر ما يجري عليهالتركيز هو عقل المرأة وأن الإسلام يعتبرها ناقصة عقل، ويستشهدون بالحديث الوارد فيالصحيحين من أن النساء ناقصات عقل


. فهل ما يقولونه حق وصحيح؟
وهلالمرأة فعلاً ناقصة عقل؟
وهل الرسول وصفها بذلك حقًّا وقصد ما فهموه هم منالحديث؟
أم يا تُرى أن الأمر هو خلاف ذلك؟
حديث ناقصات عقل
روى الإماممسلم رحمه الله في صحيحه في باب الإيمان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "يا مَعْشرَ النساء تَصَدَّقْنَ وأكْثِرْن الاستغفار، فإني رأيُتكُنَّ أكثر أهلالنار. فقالت امرأة منهن جَزْلة: وما لنا يا رسول الله أكثرُ أهل النار؟ قال: تُكْثِرْنَ اللَّعن، وتَكْفُرْنَ العشير، وما رأيت من ناقصاتِ عقلٍ ودين أغلبَ لذيلبٍّ مِنْكُن. قالت يا رسول الله وما نقصانُ العقل والدين؟ قال: أما نُقصانُ العقلفشهادة امرأتين تعْدِلُ شهادةَ رَجُل، فهذا نقصان العقل، وتَمكثُ الليالي ما تُصلي،وتُفطر في رمضان، فهذا نقصان الدين. ومعنى الجَزْلة أي ذات العقل والرأيوالوقار،
وتَكْفُرْنَ العشير أي تُنكرن حق الزوج.
وهذا الحديث لا يمكن فهمهبمعزل عن آية الدَّيْن التي تتضمن نصاب الشهادة، وذلك في قوله تعالى: ... واستَشْهدوا شهيدين من رِجالِكم فإن لم يكونا رَجُلَيْن فرَجُلٌ وامرأتان مِمَّنتَرضَوْن من الشُّهداء أنْ تَضِلَّ إحداهما فَتُذَكِّرَ إحداهما الأخرى... (البقرة: 282).
الفهم الخاطئ والمتناقض للحديث
يبدو أن ما يتبادر إلى أذهان هؤلاءالذين يتيهون فرحًا وطربًا باتهام الإسلام أنه يعتبر المرأة ناقصة عقل قوله صلىالله عليه وسلم: "وما رأيت من ناقصات عقل". فاستنتج هؤلاء أن النساء ناقصات عقل،وأن نقص العقل هو نقص في القدرات العقلية، أو الذكاء كما يسميه علماء النفس، أي أنقدرات النساء على التفكير هي أقل من قدرات الرجال. بمعنى أن المرأة تختلف عن الرجلفي تركيبة العقل فهي أقل منه وأنقص، أي أن تركيبة الدماغ عند المرأة هي غيرها عندالرجل. ولو أنهم تدبّروا الحديث لوجدوا أن هذا الفهم لا يمكن أن يستوي، وأنه يتناقضمع واقع الحديث نفسه، وذلك للملاحظات التالية:
ذكر الحديث أن امرأة منهن جزلةناقشت الرسول صلى الله عليه وسلم. والجزلة، كما قال العلماء، هي ذات العقل والرأيوالوقار، فكيف تكون هذه ناقصة عقل وذات عقل ووقار في نفس الوقت؟ أليس هذا مدعاة إلىالتناقض؟
تعجب الرسول صلى الله عليه وسلم من قدرات النساء، وأن الواحدة منهنتغلب ذا اللب أي الرجل الذكي جدًّا. فكيف تغلب ناقصة العقل رجلاً ذكيًّا جدًّا؟
أن هذا الخطاب موجّه لنساء مسلمات، وهو يتعلق بأحكام إسلامية هي نصاب الشهادةوالصلاة والصوم. فهل يا تُرى لو أن امرأة كافرة ذكية وأسلمت، فهل تصير ناقصة عقلبدخولها في الإسلام؟!
فهذا الفهم حصر العقل في القدرات العقلية ولم يأخذ الحديثبالكامل، أي لم يربط أجزاءه ببعض، كما لم يربطه مع الآية الكريمة. فالحديث يصرح بأنالنساء ناقصات عقل، ويعلل نقصان العقل عند النساء بكون شهادة امرأتين تعدل شهادةرجل واحد، والآية تعلل ذلك بالضلال والتذكير. ولم تصرح الآية بأن النساء ناقصاتعقل، ولا أن الحاجة إلى نصاب الشهادة هذا لأجل أن تفكير المرأة أقل من تفكير الرجل.
فما هو التفكير؟ وما هو العقل؟
التفكير هو عملية ذهنية يتفاعل فيها الإدراكالحِسّي مع الخبرة والذكاء لتحقيق هدف، ويحصل بدوافع وفي غياب الموانع؛ حيث يتكونالإدراك الحسي من الإحساس بالواقع والانتباه إليه.
أما الخبرة فهي ما اكتسبهالإنسان من معلومات عن الواقع، ومعايشته له، وما اكتسبه من أدوات التفكيروأساليبه.
وأما الذكاء فهو عبارة عن القدرات الذهنية الأساسية التي يتمتع بهاالناس بدرجات متفاوتة.
ويحتاج التفكير إلى دافع يدفعه، ولا بد من إزالة العقباتالتي تصده وتجنب الوقوع في أخطائه بنفسية مؤهلة ومهيأة للقيام به.
إن هذاالتصور للتفكير يتعلق بالإنسان بغض النظر عن كونه رجلاً أو امرأة، فهو ينطبق على كلمنهما على حد سواء.
ولا تَدُل معطيات العلم المتعلقة بأبحاث الدماغ والتفكيروالتعلم على أي اختلاف جوهري بين المرأة والرجل من حيث التفكير والتعلم. كما لا تدلعلى اختلافٍ في قدرات الحواس والذكاء، ولا في تركيب الخلايا العصبية المكونةللدماغ، ولا في طرق اكتساب المعرفة.
معنى هذا أن المرأة والرجل سواء بالفطرة منحيث عملية التفكير أو آليته، ولا يتميز أحدهما عن الآخر إلا في الفروق الفردية.
وعليه فإن التفكير ليس مجرد قدرات عقلية أو ذكاء، بل هو أوسع من ذلك وتدخل فيهعوامل كثيرة ويمر في مراحل متعددة، فهو عملية معقدة وليست بالبسيطة. كما أن العقلفي مفهوم القرآن والسنة هو أوسع من مجرد التفكير؛ إذ هو لفت انتباه للتفكير من أجلالعمل، فلا يكفي أن تفكر، بل لا بد من أن يمتد ذلك إلى التصديق والعمل وإدراكالعواقب؛ ولهذا فسوف نلاحظ دقة التعبير في الحديث، فهو عبّر بناقصات عقل وهو مايعني أن النقص هو في عوامل أخرى تؤثر في التفكير وليس في نفس القدرات الفطرية، أيليس في قدرات الدماغ، كما يتوهم كثيرون. وذلك لأن نصوص الكتاب والسنة تعلي من شأنالتفكير عند كل من المرأة والرجل بوصف كل منهما إنسانًا، ولا تميز بينهما من هذهالناحية على الإطلاق. بل إن كثيرًا من النصوص تظهر وتبين القدرات العقلية العاليةعند النساء في كثير من المواضع والحالات.
أين الإعجاز في هذا؟
يكمن الإعجازفي الحديث عن نقصان عقل المرأة بهذه الطريقة، فهذا لا يمكن أن يحيط به بشر. فنصوصالقرآن والسنة لا تفرق بين قدرات المرأة العقلية وقدرات الرجل، ويتجلى ذلك فيالخطاب الإيماني العام لكل من الرجل والمرأة.
هذا بالإضافة إلى كثير من النصوصالتي تتحدث عن ذكاء النساء وقدراتهن وآرائهن السديدة في مواضع متعددة من الكتابوالسنة. فإذا كان لم يثبت علميًّا أي اختلاف في قدرات النساء العقلية عن قدراتالرجال، ونصوص القرآن والسنة لا تعارضانهذا،
فمعنى هذا أن نقصان العقل المشارإليه ليس في القدرات العقلية.
فالتفكير عملية معقدة تدخل فيها القدرات العقلية،ويدخل فيها عوامل أخرى منها الإدراك الحسي والدوافع والموانع والخبرة.
وإذانظرنا إلى الآية نجد أنها عللت الحاجة إلى نصاب الشهادة المذكور بالضلال والتذكير،وهذا أمر متعلق بالإدراك الحسي وبالدوافع والموانع.
وهذا ينطبق على كل من الرجلوالمرأة، لكن المرأة لها خصوصيتها من حيث إنها تمر في حالات وتتعرض لتغيرات جسديةونفسية تؤثر على طريقة تفكيرها.
وهذا التأثير ينعكس على القرار الذي يمكن أنتتخذه المرأة. زد على ذلك ما تملكه المرأة من عواطف جياشة تفوق ما يملكه الرجل،وهذا عنصر لا يمكن إغفاله في العقل، ويمكن أن يؤثر بشكل واضح في القرار، كما لو كانالذي ستشهد له المرأة هو ابنها مثلاً.
إذن فنقصان العقل هو إشارة إلى عواملأخرى غير القدرات العقلية التي قد تتبادر إلى أذهان من يتسرعون في إطلاق الأحكام،
وكيل الاتهامات دونما تحقيق أو فهم صحيح. وهذا يبين حقائق مذهلة تتعلق بالتفكيروالعقل وطبيعة المرأة واختلافها في هذه النواحي عن الرجل، وكيف يؤثر ذلك على طريقةالتفكير.
وهذا ليس انتقاصًا من حق المرأة ولا من عقلها بقدر ما هو تقريرلواقعها، وحث لها على العمل والتغلب على العقبات التي يمكن أن تؤثر فيه




منقول للفائدة
7
749

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

انكتبلي احبك
انكتبلي احبك
سبحان الله وبحمدة عدد ماكان وما يكون وعدد الحركات والسكون
اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
لصبري حدود
لصبري حدود
الله يجزاك خير
مشمشة منعشة
مشمشة منعشة
جزاك الله خير
ملاك الدنيا --- }
جزاك الله خير
اييمة
اييمة
رفع للفائدة