هل قرأتِ قصة بائع عصير الليمون !

الملتقى العام




هل قرأتِ قصة بائع عصير الليمون !
كان الشاب جون يبيع عصير الليمون المبرد في الكابيتول هيل في واشنطن دي سي في إحدى الحدائق في فصل الصيف ويراقب باهتمامٍ تلك الحشود التي تتقاطر على المعالم السياحية في الحي الشهير.
ويحاول جون أن يخطف انتباه الناس بابتسامته وعباراتٍ جاذبة يرددها عشرات المرات كما يفعل الباعة المتجولون ..عصير طازج .. سيمنحك الطاقة لمتابعة رحلتك وفعلاً كان يصطاد بعض الزبائن بسنارة ابتسامته وينال القليل من مالهم والكثير من أحاديثهم وثرثرتهم.
كانت نقاشاتهم تتركز على رداءة الغرف في الفنادق المجاورة: ملاءات ليست نظيفة، وخدمة غرف تعيسة، وطعام بارد؛ ظل جون يستمع إلى كل هذه الانتقادات ويدخرها في صدره، ويجمعها مع النقود التي يجنيها من عصيره الطازج وابتسامته !
بعد سنواتٍ قليلة افتتح مشاريع صغيرة جعلته يمتلك مالاً كافياً لتقديم طعام ساخن وبنكهةٍ شهيةٍ. نجاح مطعمه جعله يفتتح آخر. اللافت أنه كان يتقاسم أرباح المطعم مع العاملين فيه.
يؤمن جون أن سعادة موظفيه ستجعل زبائنه أيضاً سعداء ! حرص جون على إرضاء مرؤوسيه قدر المستطاع ، أسلوبه الملهم جعل العمل معه حلماً لكبار الطهاة في واشنطن ونيويورك وغيرهما .
الكل يود أن يظفر بالوظيفة والشراكة المنتظرة !
حققت مطاعمه نجاحاً باهراً بعد أن استقطب أمهر الطهاة والنادلين والمحاسبين.
الكثير ممن يعرفون جون كانوا يظنون أنه يخسر لأنه يوزع أرباحه وأسهمه مع موظفيه بإسرافٍ لكنه كان لا يبالي لأنه يكسب. كسب اسماً لامعاً وموظفين مميزين ساعدوه على نجاح باهر !
هذا النجاح دفعه للإيمان بأنه حان موعد افتتاح أول فندق باسمه ! فندق بملاءات عطرة ونظيفة وخدمة غرف مميزة وطعام ساخن !
ثقته بفريقه جعلته يقدم على هذه المغامرة .
قبل افتتاح الفندق كان كلما أوى إلى فراشه يستحضر في منامه كوابيس عربته التي كان يجرها وفوقها عصير الليمون وكان يسمع بجوارها تلك الانتقادات اللاذعة لخدمات الفنادق والنزل المجاور للحديقة !
كان يخشى أن تتوفر عربة أخرى لبيع العصائر أمام فندقه الصغير ومن ثمَّ يجتمع حولها الغاضبون من مستوى فندقه !
طرد جون هذه الفزاعات عبر افتتاح تجريبي لمدة ثلاثة أشهر دعا إلى فندقه أقاربه وأصحابه بمبالغ زهيدة وترك في كل غرفة قلماً ودفتراً صغيراً كتب أمامهما : " أكتب رأيك يصراحة في مستوى الخدمة هنا نعدك أن نلبي مطالبك عند زيارتك في المرة المقبلة " وفعلاً استفاد جون من كل الاقتراحات وبعدها افتتح رسميا فندقه الصغير الذي حقق إقبالاً كبيراً من أيامه الأولى.
افتتح جون فندقه في الثلاثينيات وما زالت الورقة والقلم التي وضعها في غرف فندقه الأول تنتشر في كل فنادق العالم كبيرها وصغيرها !
أصبحت فنادق جون أحد أهم النزل على مستوى العالم وأصبح عائلة جون " ماريوت " اسماً لكل المنتجعات والفنادق ومن أشهر العلامات التجارية في العالم.
كان جون ويلارد ماريوت يعمل في فنادقه كأي موظف وينتقل مع زوجته إلى فروعها المختلفه بهمة ونشاط كبيرين.
كان يرتدي ملابس موظفي الاستقبال. ويمنح الزبائن المفاتيح ويساعدهم على حمل أمتعتهم وحقائبهم إلى غرفهم !
كان يضع اسم جون فقط على بطاقته حتى لا يعرفه أحد ! ورفض العديد من المقابلات الصحفية والحوارات العامة المبكرة واحتج أنه يريد ممارسة نجاحه وعمله بهدوء !
طريقته في إدارة فنادقه ومنتجعاته دفعت الكثيرين من موظفيه وغيرهم إلى اقتفاء أثره وتتبع خطاه.
في عام 1935م شعر بآلامٍ شديدة وأظهر التشخيص على الفور إصابته بالسرطان في الغدد الليمفاوية وتنبأ الأطباء بوفاته بعد شهور قليلة رغم العلميات التي أجراها ! العجيب أنه عاش بعد كلامهم 50 سنة أخرى قاوم آلامه بالعمل والسعادة والابتهاج التي كان يراها وهو يشاهد عمله يتوسع ويكبر.
نجح ماريوت لأنه اقتنع أنه ما ممن نجاحٍ يصنعه المرء لوحده وأن العمل كفريق وبروح متواضعه تصنع فرقاً كبيراً ومتعة في الحياة لا يمكن أن يحصل عليها أولئك الذين توشحت نفوسهم بالتعالي والبراجماتية والمصلحة الشخصية التي لا ينظرون معها إلى حوائج الآخرين !
إن الإصغاء إلى نقد الآخرين قد يفتح لك باباً من النجاح الكبير !
هذه قصة نجاح لأشهر علامة تجارية " ماريوت " انبثقت من حوارات بجوار عربة الليمون !

محبكم
محمد المطرودي



سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



4
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

همسا الليل
همسا الليل
جزاكي الله خير
قصه رائعه♡
رفيعة شآن
رفيعة شآن
قصه راااااائعه جداً
جزاك الله خير
عاشقة شانيل
عاشقة شانيل
قصه رائعه
بشاير الأفراح
بشاير الأفراح
جــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــزاك الله خــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيـــــــــــــــــــــــــــرا

قصة ترفع الهمة