هل قلبك مستريحًا من ؟؟؟؟؟!

ملتقى الإيمان

بسم الله الرحمن الرحيم
:26:

إنّ من استعبد بدنه واسترقّ لا يبالي،
إذا كان قلبه مستريحًا من ذلك مطمئنًّا، بل يمكنه الاحتيال في الخلاص .

وأمّا إذا كان القلب الذي هو الملك رقيقًا مستعبدًا، متيّمًا لغير اللّه فهذا هو الذّلّ،
والأسر المحض، والعبودية لما استعبد القلب .

وعبوديّة القلب وأسره هي التي يترتّب عليها الثّواب والعقاب، فإنّ المسلم لو أسره كافر،
أو استرقّه فاجر بغيرحقّ لم يضرّه ذلك إذا كان قائمًا بما يقدر عليه من الواجبات،

ومن استعبد بحقّ، إذا أدّى حقّ اللّه وحقّ مواليه له أجران، ولو أكره على التّكلم بالكفر
فتكلّم به وقلبه مطمئنّ بالإيمان، لم يضرّه ذلك،
وأمّا من استعبد قلبه، فصار عبدًا لغير اللّه، فهذا يضرّه ذلك،
ولو كان في الظّاهر مَلِك النّاس .

فالحرّية حرّية القلب، والعبوديّة عبوديّة القلب

كما أنّ الغنى غنى النّفس
قال النّبـيّ -صلّى الله عليه وسلّم- :

((ليس الغنى عن كثرة العَرَضِ، وإنّما الغنى غنى النّفس )) ،
وهذا لعمري إذا كان قد استعبد قلبه صورة مباحة، فأمّا من استعبد قلبه صورة محرّمة، امرأة أو صبيّ، فهذا هو العذاب الذي لا يدان فيه .
وهؤلاء من أعظم النّاس عذابًا وأقلّهم ثوابًا، فإنّ العاشق لصورة إذا بقى قلبه متعلّقًا بها، مستعبدًا لها اجتمع له من
أنواع الشّرّ والفساد، ما لا يحصيه إلا ربّ العباد، ولو سلم من فعل الفاحشة الكبرى،
فدوام تعلّق القلب بها بلا فعل الفاحشة أشدّ ضررًا عليه،
مِمّن يفعل ذنبًا ثمّ يتوب منه
ويزول أثره من قلبه،


وهؤلاء يشبّهون بالسّكارى والمجانين .


كما قيل :
سكران سكر هوى وسكر مدامة....ومتى إفاقة من به سكران
وقيل :
قالوا جننت بمن تهوى، فقلت لهم.... العشق أعظم مِمّا بالمجانين
العشق لا يستفيق الدّهر صاحبه ....وإنّما يصرع المجنون في الحين
ومن أعظم أسباب هذا البلاء :
إعراض القلب عن اللّه،

فإنّ القلب إذا ذاق طعم عبادة اللّه، والإخلاص له لم يكن عنده شيء قطّ أحلى من ذلك، ولا ألذّ ولا أطيب، والإنسان لا يترك محبوبًا إلّا بمحبوب آخر يكون أحبّ إليه منه، أو خوفًا من مكروه،

فالحبّ الفاسد إنّما ينصرف القلب عنه بالحبّ الصّالح، أو بالخوف من الضّرر .


كتاب
العبودية لشيخ الإسلام ابن تيمية
0
339

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️