طائر النُغَر
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد النبي الأمين، وبعد فمنذ كنت صغيراً وأنا أسمع حديث البخاري التالي:
عَنْ أَنَسٍ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقاً وَكَانَ لِي أَخٌ يُقَالُ لَهُ أَبُو عُمَيْرٍ قَالَ أَحْسِبُهُ فَطِيماً وَكَانَ إِذَا جَاءَ قَالَ يَا أَبَا عُمَيْرٍ مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ نُغَرٌ كَانَ يَلْعَبُ بِهِ فَرُبَّمَا حَضَرَ الصَّلَاةَ وَهُوَ فِي بَيْتِنَا فَيَأْمُرُ بِالْبِسَاطِ الَّذِي تَحْتَهُ فَيُكْنَسُ وَيُنْضَحُ ثُمَّ يَقُومُ وَنَقُومُ خَلْفَهُ فَيُصَلِّي بِنَا.
فكنت أتسائل عن هذا الطير فكل ما يقال عنه أنه عصفور، والعصفور دائماً يقصد به العصفور الدوري الذي ما من مدينة أو قرية إلا وتجده فيها فهو يأنس الدور والبشر ونسميه في الكويت الزرزور.
وبعد البحث عن هذا الطير، النُغَر، في كتب اللغة وشراح الحديث وجدت أنه وصفه التالي:
صغير، أصغر من العصفور، منقاره أحمر، أحمر الرأس، أحمر أصول الأحناك، صغير المنقار، يشبه العصفور، نوع من الحمر، يسمى أيضاً الصَعْوة، و يسميه أهل المدينة البلبل.
وعند البحث عن طائر بنفس الصفات وبشرط أن يكون من طيور الحجاز وجدنا أنه الطير الذي يسمى بالإنجليزية Trumpeter Finch واسمه العلمي Bucanetes githagineus وهو طير ثابت (غير مهاجر) لكن بعد موسم التفريخ تنتشر طيور النُغَر ليصل بعضها للكويت ويعتبر وصوله للكويت كطير طارئ وقليل (أقل من عشرة في السنة الواحدة) أما أماكن تواجده ففي الصحاري الصخرية في الحجاز ويتواجد أيضاً شمالاً حول فرعي البحر الأحمر في فلسطين ومصر وكذلك يتواجد في المغرب وشرق إيران، وهو من الطيور التي تفضل بالإضافة إلى الصحاري الصخرية المرتفعات المتوسطة الارتفاع.
أما طوله فيبلغ 12سم بالمقارنة مع العصفور الدوري فهو 15سم.
وفي الصيف يصبح لون منقار الذكر أحمر وكذلك الجزء الأمامي للرأس، وتوجد حمرة خفيفة في أعلى أصل الذيل وكذلك البطن وعلى الأجنحة وهذا الذي يجعله شبيه بطيور الحمر، ولون باقي الرأس يكون رمادي والظهر بلون الرمل وهذا الذي يجعله شبه العصفور الدوري.
وأنا شخصياًلم أَرَ الطير في الكويت لكن استعنت بأحدهم لرسمه لي فكانت الصورة التالية:
وقد ورد في اللسان:
والنُّغَرُ: فِراخُ العصافير، واحدته نُغَرَةٌ مثال هُمَزَة، وقيل: النُّغَرُ ضربٌ من الحُمَّرِ حُمْرُ المناقير وأُصُولِ الأَحْناكِ، وجمعها نِغْرانٌ، وهو البُلْبُلُ عند أَهل المدينة؛ قال يصف كَرْماً:
يَحْمِلْنَ أَزقاقَ المُدامِ، كأَنما يحْمِلْنَها بأَظافِرِ النِّغْرانِ
شَبَّهَ مَعالق العِنَبِ بأَظافِرِ النَّغْرانِ.
الجوهري: النَغَرَةُ، مثال الهُمَزة، واحدة النُّغَرِ، وهي طير كالعصافير حُمْرُ المناقير؛ قال الراجز:
عَلِقَ حَوْضِي نُغَرٌ مُكِبُّ
إِذا غَفَلْتُ غَفْلَةً يَعُبُّ
وحُمَّراتٌ شُرْبُهُنَّ غِبُّ
وبتصغيره جاء الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((قال لِبُنَيٍّ كان لأَبي طلحة الأَنصاري وكان له نُغَرٌ فمات: فما فعل النُّغَيرُ يا أَبا عُمَيرٍ؟
قال الأَزهري: النُّغَر طائر يُشبه العُصْفُورَ وتصغيره نُغَيْرٌ، ويجمع نِغْراناً مثل صُرَدٍ وصِرْدانٍ.
شمر: النُّغَرُ فرخ العصفور، وقيل: هو من صغار العصافير تراه أَبداً صغيراً ضاوِيّاً.
وبحثت انا فاكهة المجلس فوجدت الصورة هذه للطائر
وورد أيضاً في اللسان:
فـي حديث أُمِّ سُلَـيْم: قال لها ما لـي أَرى ابنَكِ خائِرَ النفْس؟ قالت: ماتت صَعْوَته؛ الصَّعْوَةُ: صِغارُ العصافـيرِ، وقـيل: هو طائرٌ أَصغرُ من العصفور وهو أَحمر الرأْس، وجمعُه صِعاءٌ علـى لفظ سِقاءٍ. ويقال: صَعْوَةٌ واحدةٌ وصَعْوٌ كثـيرٌ، والأُنثى صَعْوة، والـجمع صَعَواتٌ. ابن الأَعرابـي: صَعا إِذا دَقَّ، وصَعا إِذا صَغُر؛ قال الأَزهري: كأَنه ذهَبَ إِلـى الصَّعْوة وهو طائرٌ لطيفٌ وجمعه صِعاءٌ، قال: والأَصْعاء جمع الصَّعْو طائرٌ صغيرٌ. ويقال: الصَّعْوُ والوصْع واحد، كما يقال جَبَذَ وجذَبَ.
وفي كتاب العين للخليل ابن أحمد:
صعو: الصَّعو: صِغارُ العصافير، والأنثَى: صَعْوة، وهو أحمر الرأس والجميع: الصعاء. ويقال: صَعْوةٌ واحدة وصَعْوٌ كثير، بل الصَّعْو والوَصْع واحدٌ، مثل: جَذَبَ وجَبَذَ.
وفي تهذيب اللغة للأزهري:
وقال الليث: الصَعْو: صغار العصافير، والأنثى صَعْوة. قال وهو: أحمر الرأس وجمعه صِعاء على لفظ السِّقَاء.
قال: ويقال صَعْوة واحدة، وصَعْو كثير.
يقول ابن حجر العسقلاني في شرح صحيح البخاري:
قوله: "نغير كان يلعب به" وهو طير صغير واحد نغرة وجمعه نغران، قال الخطابي طوير له صوت، وفيه نظر فإنه ورد في بعض طرقه أنه الصعو بمهملتين بوزن العفو كما في رواية ربعي " فقالت أم سليم ماتت صعوته التي كان يلعب بها، فقال أي أبا عمير مات النغير " فدل على أنهما شيء واحد والصعو لا يوصف بحسن الصوت، قال الشاعر: كالصعو يـرتع في الرياض وإنما حبس الهزار لأنه يترنم
قال عياض: النغير طائر معروف يشبه العصفور، وقيل هي فرخ العصافير، وقيل هي نوع من الحمر بضم المهملة وتشديد الميم ثم راء، قال: والراجح أن النغير طائر أحمر المنقار.
قلت: هذا الذي جزم به الجوهري.
وقال صاحب " العين والمحكم ": الصعو صغير المنقار أحمر الرأس.
وقد ذكر العسقلاني فوائد جمة من هذا الحديث، أذكر بعضها للإختصار:
وفيه جواز الممازحة وتكرير المزح وأنها إباحة سنة لا رخصة، وأن ممازحة الصبي الذي لم يميز جائزة، وتكرير زيارة الممزوح معه.
وفيه ترك التكبر والترفع، والفرق بين كون الكبير في الطريق فيتواقر أو في البيت فيمزح، وأن الذي ورد في صفة المنافق أن سره يخالف علانيته ليس على عمومه.
وفيه الحكم على ما يظهر من الأمارات في الوجه من حزن أو غيره.
وفيه جواز الاستدلال بالعين على حال صاحبها، إذ استدل صلى الله عليه وسلم بالحزن الظاهر على الحزن الكامن حتى حكم بأنه حزين فسأل أمه عن حزنه.
وفيه التلطف بالصديق صغيرا كان أو كبيرا، والسؤال عن حاله، وأن الخبر الوارد في الزجر عن بكاء الصبي محمول على ما إذا بكى عن سبب عامدا ومن أذى بغير حق.
وفيه قبول خبر الواحد لأن الذي أجاب عن سبب حزن أبي عمير كان كذلك.
وفيه جواز تكنية من لم يولد له، وجواز لعب الصغير بالطير، وجواز ترك الأبوين ولدهما الصغير يلعب بما أبيح اللعب به، وجواز إنفاق المال فيما يتلهى به الصغير من المباحات، وجواز إمساك الطير في القفص ونحوه، وقص جناح الطير إذ لا يخلو حال طير أبي عمير من واحد منهما وأيهما كان الواقع التحق به الآخر في الحكم.
وفيه جواز إدخال الصيد من الحل إلى الحرم وإمساكه بعد إدخاله، خلافا لمن منع من إمساكه وقاسه على من صاد ثم أحرم فإنه يجب عليه الإرسال.
منقول من مقال ( طائر النُغَر لعبدالرحمن السرحان)
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
حسّاسة
•
:26: :26: :26:
جزاك الله كل خير يا اختي ( فاكهة المجلس )
واسعدك الله مثلما اسعدتينا بمشاهدة هذا العصفور 0:26:
واسعدك الله مثلما اسعدتينا بمشاهدة هذا العصفور 0:26:
الصفحة الأخيرة